نور الخضراء... حلم يتحقق وطموحات كبيرة

جدة - محمود الرفاعي 11 فبراير 2024

تعبّر الفنانة السعودية نور الخضراء عن سعادتها وفخرها بمنحها جائزة "شوبارد" لأفضل موهبة سينمائية صاعدة من "مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي" عن دوريها في فيلمَي "أحلام العصر" و"حوجن". في حوارها مع "لها"، تكشف نور عن كواليس أعمالها الفنية الجديدة، وتتحدث عن تجربتها في الكتابة واحترافها الفن بعد أن كانت أشهر رائدات الألعاب والرياضات الإلكترونية "الجيمرز" في المملكة العربية السعودية.

تصوير . عمار عبد ربّه


- هل كنت تتوقعين فوزك بجائزة “شوبارد” كأفضل موهبة شابة في “مهرجان البحر الأحمر السينمائي”؟

لم أصدّق بعد أنني فزت بهذه الجائزة، وشرف كبير لي أن تكون أولى مساهماتي الفنية السينمائية في “مهرجان البحر الأحمر السينمائي” محط اهتمام الجميع ويتم منحي جائزة أفضل موهبة شابة، فكل الشكر لزملائي الذين ساهموا في نجاحي وتقدّمي في مجال الفن.

- كيف كان شعورك حين شاهدتِ فيلمك الجديد “حوجن” في حفل افتتاح الدورة الثالثة من المهرجان؟

انتابني شعور لا يمكن وصفه، فلم أكن أتوقع أن يُعرض فيلمي الجديد أمام نجوم العالم أجمع في افتتاح أهم وأكبر مهرجان سينمائي في الوطن العربي. بلا شك، كنت أشعر بخوف في داخلي من ردود فعل الجمهور الذي يشاهد الفيلم للمرة الأولى، لذا حرصت على مراقبة الجمهور، وسعُدت بردود فعلهم الرائعة والإيجابية، علماً أن أبطال العمل وصنّاعه فوجئوا باختيار “حوجن” للعرض في حفل الافتتاح، ولا بد من تقديم الشكر الى القائمين على المهرجان، وصنّاعه الذين بذلوا مجهوداً كبيراً ليبصر النور، وأتمنى أن يلقى الفيلم القبول الجماهيري حين يُعرض في دور السينما.

- هل كنت تتوقعين تقديم بطولة فيلم سينمائي سعودي مهم مثل “حوجن”؟

كنت أحلم بذلك وأسعى لتحقيقه، ولكن لم أكن أتوقع أن يحدث ذلك سريعاً. كنت متخصّصة في ألعاب الفيديو، وأسّست شركة أعمال رائدة فيها، ولكن التمثيل كان يعتمل في داخلي، فسعيتُ الى تحويل تلك الهواية إلى احتراف، لذا تخصّصتُ بدراسة السينما والتمثيل في بريطانيا، وبذلت قصارى جهدي لأنجح في ذلك، واليوم أدّيت دوراً رومانسياً هادئاً مع بعض المغامرات، لكنني ما زلت أطمح الى تقديم أدوار الأكشن.

- ما مستقبل “الجيمرز” للسيدات في المملكة العربية السعودية؟

بما أنني احترفت “الجيمرز” منذ سنوات عدة وأصبحت اليوم رائدة في هذا المجال، أؤكد أن في المملكة مواهب كبيرة وآلاف النساء والفتيات اللواتي يمارسن “الجيمرز” مثل الرجل. وأرى أن لهذه الصناعة مستقبلاً واعداً في المملكة، وأحب أن أشجّعهن، وأقول لهن إنني كنت مثلكن في يوم من الأيام، والآن أصبح لي مستقبل في “الجيمرز” وفي التمثيل أيضاً.

- ماذا تقولين عن تجربة العمل مع الفنانة السعودية العنود سعود في “حوجن”؟

تجربتي في العمل مع الفنانة المتألقة العنود سعود كانت أكثر من رائعة، وأنا أحبّها وأحترمها على الصعيد الشخصي، وتمنيت أن يجمعني بها الكثير من المشاهد، كما أحببت التمثيل مع الفنان السعودي براء عالم، وكنت محظوظة بالعمل أيضاً في فيلم “أحلام العصر”، بقيادة المخرج ياسر الياسري الذي كان له فضل كبير في خروج الفيلم بصورة احترافية أشاد بها الجميع.

- هل يمكن أن تحب نور الخضراء شخصاً من دون أن تراه في الواقع مثلما حدث مع “سوسن” في “حوجن”؟

“سوسن” شخصية نقية أحببتها كثيراً، هي مُصابة بورم في المخ، وكل ذنبها أنها أحبّت شخصاً من دون أن تراه، حتى لو كان “جنّ”... نجد في واقع الحياة شخصيات كثيرة مثل “سوسن”، لديها مشاعر تجعلها تحب شخصاً من دون أن تراه، لدرجة أن تدمن عليه... أنا لست “سوسن”، ولا أحب أن أضع نفسي في مواقف لم أختبرها في حياتي الشخصية.

- كيف كانت أجواء تصوير الفيلم، خصوصاً مشاهد الجن؟

أجواء التصوير كانت ممتعة، ربما لا يعلم الجمهور أن الفيلم انتهى تصويره منذ أكثر من عام، وأننا عقدنا له مؤتمراً صحافياً في الدورة الثانية من “مهرجان البحر الأحمر السينمائي”. تشوّقنا للعمل منذ اللحظة الأولى التي تسلّمنا فيها سيناريو الفيلم، فهو أول فيلم يقدّم عالم الجنّ بصورة مختلفة تماماً، ويجعل الإنسان ضيفاً على هذا العالم، أي أنه يتكلم عن مشاكل الجنّ وحياتهم. ولكَ أن تتخيّل ماذا سيحدث لو نشأت علاقة حب بين الإنس والجنّ... ربما كان التصوير صعباً بعض الشيء بسبب الأحوال الجوية، ولكننا كنا سعداء بذلك.

- هل حققت طموحاتك من خلال النجاح الكبير الذي حصده فيلم “حوجن”؟

لا أنكر أن الفيلم حقق لي أحد أهم طموحاتي، ولكن لا يزال أمامي الكثير من الطموحات التي أسعى لتحقيقها. هذا العام قدّمت فيلمين، هما، “أحلام العصر” مع الأخوين قدس، و”حوجن” الفيلم الأكثر ترقباً في الشارع السعودي. نحن في مرحلة مهمة، لأن المملكة باتت تدعم بقوة الفنانين والفن السعودي.

- ما رأيك بما تشهده الحركة السينمائية السعودية في الفترة الحالية؟

الجميع مبهورون بالتطور السريع الذي تشهده السعودية اليوم، فالأحلام هنا تحولت إلى واقع بفضل القيادة الحكيمة، وما من فنان سعودي كان يحلم بهذا الانفتاح الكبير. أعترف بأنني محظوظة لكوني من الجيل الفني السعودي القادر على تحقيق كل أحلامه، ولذلك أحلم بالمساهمة في جعل الفن السعودي يصل الى العالمية، ويُعرف في أي مكان يُعرض فيه حول العالم.


- تميلين الى السينما أكثر من الدراما التلفزيونية، ما السبب؟

لي مشاركة جيدة في مسلسل “اعترافات”، ومع ذلك أميل الى السينما لأن فيها شخصيات عدة ومختلفة وتترك أثراً كبيراً لدى الجمهور، وفي رصيدي اليوم ثلاثة أفلام، ربما يزداد هذا العدد مع الوقت.

- ماذا تحضّر نور الخضراء من أعمال فنية؟

أُحضّر لفيلم لا يمكنني الكشف عن تفاصيله، كما أعمل على تأليف فيلم يدور في إطار من الفانتازيا ومن المقرر أن يبصر النور منتصف العام المقبل مع مهرجان “صندانس”، وقد أطلعت بعض المخرجين عليه فزادوا من تشجيعي.

- هل ترين أن منصات التواصل الاجتماعي مهمة في حياة الفنانين؟

بكل تأكيد، مواقع التواصل الاجتماعي باتت مهمة جداً في حياة أي فنان، ولهذه المواقع إيجابيات وسلبيات، ولذلك يجب علينا أن نتعامل معها بحذر، ونحاول قدر الإمكان الإفادة من إيجابياتها والابتعاد عن سلبياتها، أما أنا فأستخدمها فقط لنشر أعمالي الفنية الجديدة والترويج لها.

- ما هو رد فعلك إذا تعرّضتِ لتعليقات سلبية؟

بشكل عام أتجاهلها، فأنا لستُ من هواة الردّ على المتابعين. أحرص على متابعة التعليقات ولكنني لا أردّ عليها، وفي النهاية لن أرضي كل الأذواق، لأننا كبشر مختلفون في الطباع.

- هل أنتِ مع تجربة الذكاء الاصطناعي في الأعمال الفنية؟

لم أجرّب هذه التقنية بعد، أسمع عنها فقط، وليس لديَّ إجابة واضحة في شأنها.

- ما هي أكلتك المفضلة؟

السوشي.

- مَن هو الشخص المفضّل في حياتك؟

بكل تأكيد أمي وأبي، وهناك أشخاص كثر رزقني الله بهم في حياتي؛ ولكنني لن أذكر أسماءهم.

- ما هي هوايتك المفضلة؟

لمن لا يعرفني جيداً، أقول إنني أعشق الألعاب بشكل عام، وخصوصاً ألعاب الفيديو “جيمز”.

- أفضل مكان عشتِ فيه؟

خلال حياتي عشت في ثلاثة أماكن مختلفة، هي: سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأميركية، لندن في بريطانيا، وجدّة في المملكة العربية السعودية، وإذا خُيّرت بينها أختار جدّة ولندن.

- أفضل فيلم سينمائي شاهدته؟

هو ليس فيلماً واحداً بل أفلام عدة أحببتُ مشاهدتها، لعل أبرزها فيلم “ذا دارك نايت” الذي تابعته أخيراً، يليه فيلما “ذا غود فاذر” و”درايفر ماي كار” الذي أعجبني كثيراً.