أمير طعيمة: لا تقارنوا بين شيرين وأنغام وآمال ماهر

شيرين عبد الوهاب, نوال الزغبي, عمرو دياب, مهرجان الموسيقى العريقة, هيفاء وهبي, ألبوم غنائي, أنغام, محمد حماقي , سميرة سعيد, مطربون, آمال ماهر, مركز المشاعر الإنسانية, محمد فؤاد, تامر علي, رامي جمال, أمير طعيمة

13 مارس 2012

للمرة الأولى يخوض الشاعر الغنائي أمير طعيمة تجربة إنتاج الألبومات من خلال ألبوم «شخبطة على الحيط» الذي جمع فيه أكثر من مطرب وملحن، منهم محمد حماقي ورامي جمال وتامر علي والصوت الجديد ناريمان.
أمير طعيمة يتحدث عن تجربته مع هذا الألبوم، والمخاطرة التي خاضها فيه، وسبب عدم وجود أصدقاء له من المطربين الكبار في هذه التجربة، كما يتكلّم عن علاقته بنوال الزغبي وهيفاء وهبي وإليسا، وصلحه مع سميرة سعيد.
ويبدي رأيه في آمال ماهر وأنغام وشيرين عبد الوهاب. ويتناول تجربته مع عمرو دياب، وكتابته أغنية شعبية لتامر حسني. كما يكشف الكثير من أسراره مع نجوم الغناء.


- ألم تخش دخول مجال الإنتاج للمرة الأولى في هذا التوقيت الحرج لصناعة الموسيقى؟
كنت على يقين تام، منذ اتخاذي قرار إنتاج هذا الألبوم، بصعوبة تسويقه، وذلك لعدة أسباب، أولاً، شكل الكلمات والألحان، ثانياً، انهيار مبيعات الألبومات بشكل عام، ثالثاً، عدم حصول الشركة الموزعة على أي نسبة من المطربين عن غناء هذه الأغنيات في الحفلات.
ولذلك كنت أعرف منذ البداية صعوبة الخطوة التي أقدمت عليها. ولا أريد هنا أن أبدو كخبير موسيقي، لكنني أعتقد أن خبرتي في عالم الموسيقى ساعدتني في تفهم الوضع جيداً، خاصة بعد تراجع أحد أصدقائي المنتجين عن مشاركتي في إنتاج هذا الألبوم نتيجة تخبط حسابات السوق.
لذا كانت المخاطرة كبيرة منذ البداية، وكان الحل الوحيد لاسترداد جزء من نفقات الألبوم إقامة أكثر من حفلة لجميع مطربي الألبوم، لكن بالطبع هذا ليس حلاً عملياً لكل فريق عمل الألبوم، لارتباط كل منا بمشاريع فنية مختلفة... في النهاية قررت مع خالد عز إنتاج الألبوم والتكفل بكل المصاريف لاقتناعنا بفكرة الألبوم ومضمونه.

- فكرة الحفلات التي ذكرتها جيدة بالفعل وكان من الممكن أن تحقق بعض الأرباح.
أولاً، إنتاجي للألبوم لم يكن هدفه الربح، ولذلك عندما خطرت لي فكرة إقامة الحفلات لم يكن الربح أيضاً هدفاً بقدر ما كان وسيلة لانتشار الألبوم، ولذلك كانت فكرتي تقوم على أساس أن تكون هذه الحفلات بدعوات خاصة للفنانين والمثقفين والصحافيين والإعلاميين وأصدقائهم وأقاربهم، على أن تتكفّل بعض الشركات بالماديات كرعاة لتلك الحفلات.
وبالطبع كان من المستحيل التوصل إلى الاتفاق مع شركات في ظل وضع السوق.
ثانياً، إقامة الحفلات في هذا التوقيت شبه مستحيل، خاصة أن الشرطة غير ناجحة في تأمين الشوارع بشكل عام، فما بالنا ونحن نتحدث عن حفلات سيحضرها الآلاف من الشباب، لذلك لم أكن أستطيع تحمّل مسؤولية فريق عمل الألبوم ولا حتى النجوم والفنانين الذين ستوجه إليهم الدعوات.

- وكيف بدأت فكرة الألبوم؟
كنت أتمنى منذ فترة طويلة إنتاج ألبوم له شكل موسيقي معين يشبه إلى حد بعيد الـchill out music، وأن تدور فكرة الأغاني فيه عن أشياء تهمّ الشباب بعيداً عن أغنيات الحب والهجر والفراق، خاصة أن الأغنيات العاطفية في التاريخ الموسيقي المصري كثيرة جداً إلى وقتنا هذا، وقد شاركت مع غيري في خروج العديد منها إلى النور، لذلك كانت فكرة ألبوم مختلف دائماً ما تدور في خيالي. حتى أن أغنية شيرين عبدالوهاب «أنا مش هفضل كده على طول» التي كتبتها كان من المفترض أن تكون أولى أغنيات هذا المشروع، لكن لظروف ما فضلت تأجيل الألبوم وقامت شيرين بطرح الأغنية، إلى أن عاودتني الفكرة مرة أخرى، لكني طورتها بحيث يكون ألبوماً سياسياً اجتماعياً.
غير أن قيام ثورة «25 يناير» أجّل المشروع مرة أخرى، وأثناء مناقشتي مع صديقي المنتج الذي اعتذر في ما بعد، قال لي إن الناس تغيروا بعد الثورة وأصبحوا متفائلين، فأجلت المشروع مرة أخرى.
لكن بعد فترة اكتشفت أن الجميع متشائمون وأصبح هناك مشاكل من نوع آخر، فطوّرت أفكار الألبوم وبدأت العمل، إلى أن انتهيت منه.

- لماذا تعاونت مع الملحن والموزع خالد عز تحديداً في معظم أغنيات الألبوم دون غيره؟
رغم أن خالد له نصيب الأسد بالفعل، هناك أسماء أخرى في الألبوم. لكن إذا كنت تتحدث عن تعاوننا معاً في الألبوم كمشروع، فهذا لم يكن مخططاً منذ البداية، فقد كان من المفترض أن يتولّى خالد توزيع أربع أغنيات فقط، لكنه وزّع ثماني أغنيات، نتيجة انسحاب البعض من المشروع، واختفاء البعض الآخر، وكان لابد من تنفيذ الألبوم بعد كل هذه التأجيلات، فقررنا أن يقوم خالد بتوزيع الأغنيات المتوقف العمل بها.
وعندما قرر صديقي المنتج الانسحاب اقترح عليَّ خالد أن نتشارك في إنتاج الألبوم، خاصة أن أول أغنيتين في الألبوم كانتا من تلحينه وتوزيعه، وهما «شخبطة على الحيط» و«حتة مني»، وأعتقد أن هذا جاء في صالح العمل، لأن الألبوم أصبح له توزيع موسيقي متجانس.
لكنه لم يطلب أن تكون كل الأغنيات من توزيعه بحكم مشاركته في الإنتاج، بل على العكس تماماً، فقد حصل الأمر بالصدفة، نظراً إلى اهتمامنا باستمرار العمل دون توقف، فكنت مع كل مشكلة أقول له: «أنقذني هناك مشكلة في أغنية كذا»، فيقول لي: «سأقوم بتوزيعها أو بتلحينها»، وهكذا، وهو ما ينطبق على الأغنيات التي غناها أيضاً، فلم يكن من المخطط أن يغني كل هذا العدد، والدليل وجود أغنيتين من توزيع أحمد إبراهيم، وأغنيات من تلحين رامي جمال، وأغنية من ألحان تامر علي.

- وكيف اخترت المطربين؟
اختيار المطربين جاء بشكل قدري، فقد كنت أرى مثلاً أن محمد حماقي من أفضل المطربين الذين يمكنهم غناء أغنية «شخبطة على الحيط»، لكني فضلت ألا أعرض عليه غناءها بشكل مباشر، لأني على يقين من أنني لو عرضت على حماقي أي أغنية سيقوم بغنائها نظراً إلى صداقتنا، بيد أني كنت أعرف منذ البداية المخاطرة الكبيرة لهذا الألبوم، وكان من الممكن أن تكون له حسابات معينة، مثل أنه كان من المحتمل ألا يحقق الألبوم النجاح فيتم احتساب الأغنية عليه، ففضلت ألا أعرض عليه ذلك، لأن حماقي صديقي وأهتم بما يفيده، ولا أريد أن أضره حتى لو دون قصد.
والذي عرض عليه الأغنية هو صديقي ياسر خليل مدير أعمال حماقي، فاتّصل بي مبدياً اندهاشه من عدم عرضي عليه الأغنية، وأكد أنها نالت إعجابه ويوافق على غنائها، خاصة أنه كان يعرف منذ البداية فكرة الألبوم، وكان متابعاً لكل خطوة في المشروع، وكان متحمساً له جداً، حتى أنني استشعرت أن الإحراج كان متبادلاً، فهو لم يعرض وأنا لم أعرض، لكن ياسر حلّ الموضوع ببساطة.
وهو ما ينطبق تماماً على مشاركة رامي جمال، فقد كان بدوره متابعاً للموضوع منذ البداية، وصرّح لي بإعجابه بكلمات أغنيتي «بحبك بشكل مختلف» و«أنا معذور» فقام بتلحينهما وغنائهما، حتى أنني تناقشت معه في ما بعد عند طرح ألبومه الأول، وطلبت منه أن ينسحب من المشروع إذا كان هذا سيضرّ مستقبله أو سيؤثر على خططه الفنية، خاصة بعد أن أصبح مطرباً بشكل رسمي، لأن رامي صديقي ولا أريد أن أضره أيضاً لمجرد أننا صديقان. إلا أنه أكد لي اقتناعه بفكرة الألبوم وإعجابه بها، ثم أعجبته أغنية «الوصية» فغنّاها أيضاً.
أما أغنية تامر علي فخرجت إلى النور بعد أن تحدث معي تامر وعرض عليَّ أن تكون له إحدى الأغنيات في الألبوم، فأعطيته الكلمات وقام بتلحينها ثم غنائها، وهكذا كان الموضوع يسير دون تخطيط.

 

- لماذا لم تستعن بأصدقائك الآخرين في الوسط الغنائي مثل محمد فؤاد أو سميرة سعيد أو أنغام؟
كنت مصرّاً منذ البداية على أن يكون هناك تناسق بين أصوات فريق العمل وتقارب في السن، حتى تكتمل الفكرة، خاصة أن الأفكار التي تناقشها الأغنيات تدور كلها حول الشباب ومشاكلهم.
كنت على استعداد تام لأن أتفق مع عدد كبير من النجوم المعروفين لغناء أغنيات الألبوم، لكني فضلت الفكرة الأولى، خاصة أن الألبوم كان من المفترض أن يضم خمس أغنيات فقط، حتى يقوم كل ملحن شاب بتلحين أغنية وغنائها، فقد كان هذا هو هدفي الأساسي، خاصة أنني لا أملك حسابات السوق في هذا الألبوم، وغير مجبر على وجود نجوم كبار حتى أستطيع أن أبيعه أو أن أجني منه أرباحاً، بل على العكس، كنت أنفذ فكرة لمجرد اقتناعي بها، والدليل أن أغنية مثل «شخبطة على الحيط» كانت ستكون اسم الألبوم حتى لو يقم حماقي بغنائها، وأغنية «الوصية» كانت ستكون الأغنية قبل الأخيرة بعيداً عن اسم المطرب، وهو ما يؤكد إصراري على خروج الأغاني بالشكل الذي خططت له بعيداً عن اسم المطرب أو الملحن أو الموزع.

- البعض يشير دائماً إلى تبنيك رامي جمال فنياً منذ بداية حياته الفنية كملحن قبل أن يخوض تجربة الغناء، فهل هذا صحيح؟
اقتنعت فنياً بـرامي جمال منذ لقائي الأول به، وكنت أتمنى منذ تعارفنا أن يخوض تجربة الغناء، ليس سيراً وراء الموضة التي تقول إن أي ملحن ناجح يجب أن يغني، لكن لأن صوته ممتاز وهو فنان موهوب، ولذلك دعمي له لم يكن لأسباب شخصية. وأنا أعتبره ابني فنياً، وأتمنى أن يستمر نجاحه كملحن وكمطرب.

- كيف جاء اختيارك للصوت النسائي الجديد ناريمان؟
كنت أريد كسر وتيرة الألبوم بأغنية نسائية، خاصة أن جميع المطربين من الشباب، فطلبت من أصدقائي البحث عن صوت نسائي جيد، وعرض عليَّ أكثر من صديق عدداً من الأصوات، مثل الموزع أحمد إبراهيم الذي قدم لي صوتاً جيداً لكنها لم تستطع الغناء بشكل يرضيني، واستمعت إلى أكثر من صوت آخر، إلى أن ظهرت ناريمان وكانت من ترشيح رامي جمال، فطلبت منها غناء الأغنية بشكل تجريبي، وأجادت، ونال صوتها إعجابنا جميعاً.

- كيف جاء اتفاقك مع شركة روتانا لشراء الألبوم منك وتوزيعه؟
هذه فكرة خاطئة لدى العديد من الناس، لأن روتانا لم تشتر الألبوم كما ردد البعض، لكننا اتفقنا على أن توزع الألبوم في الوطن العربي كله مقابل كلفته المادية، بالإضافة إلى تكفّلهم بالحملة التسويقية من إعلانات وإذاعة الأغنيات في المحطات الإذاعية وما شابه.

- ما سبب توقف التعامل بينك وعمرو دياب قبل أن تعود إلى التعاون معه هذا العام؟
هذا التوقف غير مقصود، وأنا متعجب جداً من الكلام الذي يتردد عن عملي مع عمرو دياب، فعندما أطلق أغنية من أشعاري ضمن أغنيات عمرو يقول البعض إننا تصالحنا، وعندما يصدر عمرو ألبوماً دون مشاركتي فيه يقول البعض إننا على خلاف... هذه ليست الحقيقة أبداً، وعموماً المطرب هو الذي يختار فريق عمله، ولم يحدث أن طلبت من مطرب العمل معه، لأني أعلم جيداً أن لكل مطرب خطته التي سينفذها مع فريق عمل معين.
أنا أعمل في هذه المهنة وفق مبادئ معينة، أما أن أتوجه إلى مطرب لأعرض عليه عملي فأمر لا يحصل إلا مع المقربين مني الذين أعلم جيداً أنهم ينتظرون مشاركتي في ألبوماتهم دون اتفاق مسبق بيننا، مثل محمد حماقي وسميرة سعيد ومحمد فؤاد.
أما عمرو فقد أتعاون معه عاماً ولا نتعاون أعواماً أخرى، وأنا لا أغضب من هذا، لأني محترف وأعرف أن لكل مطرب حسابات خاصة.
مثلاً في العام الذي طرح فيه عمرو ألبوم «وياه» كنت في شدة انشغالي مع محمد فؤاد للانتهاء من ألبوم «أنا بين إيديك»، وقبل فؤاد كنت مشغولاً جداً مع أنغام للانتهاء من ألبومها، وقبل أنغام كنت مشغولاً مع حماقي، وقد يكون علمه بذلك جعله يفكر في فريق عمل مختلف يستطيع التركيز معه فقط، وهذا حقه.

- معنى هذا أنك ضد الاتصال بأي مطرب أو مطربة لتسويق عملك؟
هذه مبادئي باستثناء المطربين الذين أتعامل معهم باستمرار وأعرف أنهم ينتظرون عملي بناء على اتفاق مسبق، مثلاً تعاملت مع إليسا في أغنية واحدة فقط، وهذا لا يعني أنني كلما انتهيت من أغنية تتماشى مع ما تقدمه أعرضها عليها، فكيف أفعل ذلك بينما لم تبدِ هي أي اهتمام بالتعامل معي؟ لذلك أنا أعتبر المطرب مثل الكابتن الذي يقود طائرة، ويختار بنفسه من سيسافر معه في هذه الرحلة، وما دام لم يطلبني للسفر فلن أفرض نفسي وأطلب منه ركوب الطائرة.

- هل عمرو دياب من المطربين الذين يصعب التعامل معهم لفترة طويلة؟
تعاونت مع عمرو من خلال كتابتي ثماني أغنيات، ولم يحدث أن شعرت بمعاناة خلال هذه التعاملات، خاصة أن عمرو عملي جداً، وعند اتفاقنا على العمل في أغنية فهناك وقت محدد يجب أن تنتهي فيه بأي شكل، لذلك فكل منا يعرف ما له وما عليه.
وعمرو عادة ما يبدأ بالألحان والتوزيع ثم مرحلة اختيار الشعراء لكتابة الكلمات، وينتهي الموضوع.

- ما رأيك في ما يتردد حالياً من أن نجوميته تتراجع خاصة بعد موقفه من الثورة ثم خروج ألبومه الأخير بما لم يكن متوقعاً منه فنياً؟
أستمع إلى هذه الأقاويل منذ أن بدأت كتابة الأغنيات قبل خمسة عشر عاماً، لكن عمرو دائماً ما يثبت أنه موجود وبقوة.
أما بخصوص موقفه من الثورة فأنا لديَّ وجهة نظر معينة، فهناك بعض الفنانين الذين تحدثوا عن الثورة بالإيجاب، فقيل عنهم إنّهم منافقون لأنهم لم يتحدثوا إلا بعد تنحي مبارك، وهناك فئة أخرى التزمت الصمت، فقالوا عنهم كيف يصمتون ولا يتحدثون؟ وهناك فئة ثالثة تمسكت بموقفها ودافعت عن الرئيس السابق، فقالوا لهم أنتم خونة. الجميع هوجموا ولم يسلم أحد، وهذا ما يؤكد أننا نعيش حالة فوضى فكرية.

- إذاً ما مشكلة عمرو دياب من كل هذا وما سبب غضب الناس منه؟
المشكلة أنه اختفى وتردد أنه سافر لندن بحثاً عن الأمان، بالإضافة إلى التزامه الصمت تماماً إلى أن تنحى الرئيس السابق ثم خرج علينا فجأة بأغنية لمصر!
النية محلّها القلب، لا يجوز لأحد أن يحكم على عمرو أو أي فنان آخر، لأننا كلنا نعلم أن ليس كل ما نراه في التلفزيون صحيحاً، وليس كل ما نقرأه على ألسنة بعض الفنانين حقيقياً، فهناك فنانون كانوا ينافقون السلطة منذ عشرات السنوات، ورغم ذلك نراهم الآن في الميدان كثوريين.
لذلك لا يجوز التشكيك في وطنية أي شخص، تماماً مثل من يهاجم تامر حسني لغنائه في أميركا رغم كارثة ستاد بورسعيد، رغم أن غناء تامر في أميركا لم يكن ليمنع تلك الكارثة.

 

- هل ترى أن هناك منافسة حقيقية بين تامر وعمرو أم أنك تعتقد أنها مجرد منافسة بين جمهور كل منهما؟
المقارنة بين تامر وعمرو خطأ كبير جداً، وإذا كان البعض يريد تقويم عمرو فيجب مقارنته مع نجوم جيله. هذا ليس معناه أن تامر غير ناجح، بالعكس، تامر ناجح بشهادة الناس، وأي شخص ضميره يقظ سيقول هذا الكلام، يعجبك أسلوبه في الغناء أو لا يعجبك.
إذا كنت أريد أن أقارن بين تامر، فيجب مقارنته بشيرين أو حماقي، تماماً كما لا يمكننا مقارنة أحمد مكي بعادل إمام رغم نجاح الأول وتحقيقه إيرادات كبيرة، هذا لا يجوز أبداً، فهؤلاء الفنانون لديهم تاريخ ورصيد طويل من النجاح.

- دعني أسألك السؤال كما تفضله: ما الفرق بين عمرو دياب ومحمد فؤاد وهما من جيل واحد؟
لكل منهما أسلوب مختلف في الغناء، وأنا أعتبرهما يميناً ويساراً، فهما مختلفان في كل شيء، سواء في نوع الموسيقى أو الجمهور، ولذلك فكلاهما ناجح ولم يحدث أن سحب أحدهما من رصيد الآخر.
وقد يتضح كلامي أكثر عندما أقول إن فريق عمل كل منهما قد يتشابه في الشعراء والملحنين والموزعين، ورغم ذلك فالنتيجة تكون مختلفة تماماً، فتجد أن الشعراء يستخدمون مع عمرو مفردات لا يستخدمونها مع فؤاد، وتجد الملحنين يستخدمون جملاً لحنية مع فؤاد لا يستخدمونها مع عمرو، فهما مختلفان تماماً.

- إذا كانا مختلفين فعلاً ولم يسحب أحدهما البساط من الآخر، لماذا يرى النقاد أن نجاح محمد فؤاد سينمائياً أكبر من نجاح عمرو دياب؟
لأن السينما لها حسابات خاصة لا علاقة لها بالموسيقى، فالغناء يعطيك جواز السفر الذي يؤهلك لخوض تجربة التمثيل، لكن على مر العصور لم ينجح جميع المطربين الذين خاضوا تجارب التمثيل، فالتمثيل بالنسبة إلى المطرب تجربة، إما تنجح أو تفشل.

- ما رأيك في الصراع الفني بين تامر وحماقي باعتبارهما من جيل واحد كما قلت؟
ولماذا نطلق عليه صراعاً من الأساس؟ أريد أن أوضح وجهة نظري بتطبيقها على نفسي. مثلاً أيمن بهجت قمر هو أقوى منافس لي، لكن لا يوجد صراع بيننا، وعلاقتنا على خير ما يرام.
وأنا ضد فكرة المقارنة، وهذه ليست إجابة دبلوماسية، لكنني أرى أنه لا يجوز مثلاً المقارنة بين ممثل يلعب في منطقة وممثل آخر يلعب في منطقة مختلفة، فأنا أكره فكرة المقارنات.

- كيف جاء تعاونك مع تامر حسني في الأغنية الشعبية في الجزء الثالث من فيلم «عمر وسلمى» خاصة أن اسميكما كتبا معاً على الأغنية؟
اتصل بي تامر وشرح لي ظروف الأغنية في الفيلم، وأنها من المفترض أن تكون شعبية، وكأنها رسالة من تامر لكل الأزواج. عندها كتبت الجزء الخاص بالأغنية الذي يبدأ بـ «يا ويله اللي ينسى مراته ويعمل غلط في حياته»، ثم وضع هو عدداً من الكلمات، وأنا طلبت منه أن يضع اسمه لأنه كتب جزءاً من الأغنية.

- الكل كان يعرف بوجود خلاف كبير بينك وسميرة سعيد بعد تعاونكما لسنوات كثيرة إلا أننا فوجئنا بظهوركما معاً في إحدى المناسبات العامة. كيف جاء الصلح ومن بدأ به؟
سميرة سعيد عشرة عمري، ومهما حدث من مشاكل لا يمكن أن أنسى ذلك أبداً، ولن أنكر وجود خلاف كبير بيننا، لكن هذه هي الحياة.
والصلح جاء بعد حصولها على جائزة أفضل مطربة من مهرجان «دير جيست»، وحصلت أنا على جائزة أفضل شاعر في الدورة نفسها، فتقابلنا بعد أن قامت زوجتي بترتيب اللقاء، وأنهينا الخلاف.

- وما سبب الخلاف في الأساس؟
خلاف في أسلوب العمل ليس أكثر.

- هل لا تزال سميرة سعيد قادرة على المنافسة؟
نحن نعمل الآن على ألبومها الجديد، وأعتقد أن سميرة نجحت في بناء شعبية كبيرة طوال السنوات الماضية، ولذلك فهي قادرة على المنافسة في أي وقت.

- كتبت كل أغنيات الميني ألبوم الذي أطلقته أنغام. ما رأيك في فكرة الميني ألبوم بدلاً من ألبوم كامل؟
قررت أنغام طرح الميني ألبوم لأن انتهاء عقدها مع روتانا لم يكن مضى عليه وقت طويل، وكانت تريد أن تطرح ألبوماً، فاقترح عليها الموزع والمنتج حسن الشافعي ميني ألبوم، لأنه ليس لديه القدرة على إنتاج ألبوم كامل في هذا التوقيت.
وأعتقد أن الألبوم حقق نجاحاً كبيراً وحصل على كل الجوائز الموسيقية ذلك العام. لكن مشكلة الميني ألبوم أن الخطأ فيه يجب أن يكون قليلاً جداً، لأنه لا يحتوي سوى على ثلاث أو أربع أغنيات، عكس الألبومات الأخرى التي يكفى أن تكون الأغاني الناجحة فيها ثلاثاً فقط حتى تكون جيدة.

- ما رأيك في ألبوم آمال ماهر الأخير؟
أنا سعيد جداً بنجاح آمال ماهر، وأعتقد أننا كنا نخسر هذا الصوت منذ فترة، لأن آمال من الأصوات التي كان يجب أن تنجح قبل الآن خاصة في ظل نجاح أصوات أضعف منها كثيراً.
وآمال اجتهدت كثيراً في هذا الألبوم، وأصبح لها شكل موسيقي خاص بها، وأنا سعيد بأنها خرجت من عباءة أم كلثوم في هذا الألبوم رغم أننا لم نتعاون فيه.

- هل يمكن أن نقارن بين آمال وشيرين وأنغام؟
بالطبع لا، بسبب النظرية التي ذكرتها قبل قليل، وهي فارق التاريخ والرصيد الفني لكل منهن، فشيرين مثلاً لها أربعة أو خمسة ألبومات، وأنغام لها عدد كبير جداً، آما أمال فأنا أعتبر أن رصيدها الفني ألبوم واحد فقط، بل أعتبر أن آمال ولدت فنياً هذا العام رغم أنها تغني منذ سنوات طويلة.

- من أفضل مطربة لبنانية على الساحة الفنية حالياً؟
إذا سألتني عن المطربة الأقرب إلى قلبي أجيب على الفور أنها نوال الزغبي، فنحن صديقان منذ عشر سنوات، ولا يجوز أبداً أن أذهب إلى بيروت ولا نتقابل، ولا يجوز أيضاً أن تأتي نوال إلى مصر ولا نتقابل، حتى لو لم تأت لاختيار أغنية، فأنا أعتز بصداقتها.
لكن في الوقت نفسه لا أستطيع أن أنكر أنني أعتز بتجربتي مع نانسي عجرم، خاصة أنها حصلت على جائزة «الميوزك آوورد» عن الألبومين اللذين تعاملنا فيهما.
وهيفاء وهبي أيضاً صديقة عزيزة، أما إليسا فهي الأقل تعاوناً معي، ولم نستفد من بعضنا فنياً حتى الآن.