سعيد المعمري: بدأت موظف استقبال في التلفزيون...

تلفزيون الآن, معرض أبو ظبي للكتاب, مذيعة, تلفزيون أبو ظبي, قناة أبو ظبي الإمارات, قناة أبو ظبي الأولى, سعيد المعمري

22 فبراير 2013

ما وصل إليه لم يأتِ من فراغ، ولم يكن يوماً ما دخيلاً على مهنته، فقد بدأ من الصفر في شركة أبو ظبي للإعلام التي عمل فيها موظف استقبال.
وأثناء فترة الدراسة عمل على صقل مواهبه بدورات في كل شيء (التقديم، الإنتاج، الإعداد، الإخراج، التصوير، العلاقات العامة، التسويق)، وتنقّل بين 13 وظيفة قبل أن يتقدم للعمل مذيعاً، وعند بداياته لم يخطر بباله يوماً أن يصل إلى ما وصل إليه من نجاح وشهرة، بل قال وقتها يكفيني أن أكون مذيعاً محلياً.
«
الحمد لله، بالنية الطيبة والاجتهاد والمثابرة والإصرار على النجاح وتطوير الذات أصبحت اسماً معروفاً في مجالي، بل وصنفت مذيعاً عربياً، وأصبحت تأتيني دعوات من دول عربية شقيقة لتقديم مهرجانات وحفلات».
هكذا بدأ مذيع تلفزيون أبو ظبي سعيد المعمري حديثه، قبل أن يضيف: «قدمت العديد من البرامج الناجحة، مثل «ستار صغار»، «وين ما تكون»، «حظك سعيد»، التي ساهمت في شهرتي عربياً، لأكون بعدها أول مذيع غير كويتي يقدم مهرجان «هلا فبراير» عام 2011، بالإضافة إلى أنني قدمت مهرجان جدة، وكذلك مهرجاناً في لبنان.
كل هذا بعد مسيرة امتدت أكثر من 10 سنوات كانت صعبة جداً، بدأتها موظفَ استقبال، ثم مسؤول علاقات عامة وتسويق، ومعداً، ومنتجاً، ومصوراً، ثم مخرجاً... كما أن لدي أعمالاً شعرية واشتهرت بقصائد وأمسيات مشهودة، ولي جمهور عريض في الشعر.


- إلى من تُرجع الفضل في نجاحك ووصولك إلى هذه المكانة؟
إلى الله سبحانه وتعالى الذي سخّر لي بعض المسببات. فأنا شخص عنيد جداً، وكنت مصمماً منذ بداياتي على الوصول إلى ما أريده، وأحمد الله تعالى أن منّ عليّ بسرعة البديهة، واستطعت التعلم من كل وظيفة وعمل أديته، لذا أخذت الإدارة انطباعاً عن سعيد المعمري بأنه رجل يحب عمله ويسعى دائماً لتطوير نفسه.
أرى أن الشيء المهم أيضاً أن الله قد سخّر لي أناساً -من التلفزيون وخارجه- وقفوا معي وساعدوني كثيراً، وأعتقد أنه لولا وقوفهم معي لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم.


المجتهدون قِلّة

- هل أنت راضٍ عن الحضور الحالي للمذيعات والمذيعين الإماراتيين؟
مع أن هناك الكثيرين ممن أثبتوا وجودهم على الشاشة، فأنا شخصياً غير راضٍ عن وجود المذيع الإماراتي حالياً.
المشكلة أن المجتهدين منهم قلة، أو يكون الاجتهاد والنشاط لفترة ثم ينتهي لإحباط وملل وعدم طموح، فالطموح ليس موجوداً لدى الجميع، فثمة من يرى نفسه وقد أصبح مذيعاً فيعتقد أن الأمر قد انتهى إلى هذا الحد وأصبح في الأمان، ويتقاعس عن تطوير نفسه.
أما من اجتهدوا واستمروا بالبريق نفسه فيُعدّون على الأصابع.

- ما البرنامج الذي أكسبك شهرة محلياً وعربياً؟
البرنامج الذي أكسبني شهرة محلية وخليجية هو «فطورنا عندكم» عام 2009، فقد طفت فيه الإمارات السبع، وتعرفت على معدن شعبنا العظيم، وقابلت نماذج من جميع الأعمار والطبقات. وبسبب هذا البرنامج أخذت الإدارة انطباعاً عني بأني قادر على جذب الجمهور وإجادة التعامل مع مختلف فئاته، لذا تم ترشيحي للبرنامج الأهم «ستار صغار» الذي أكسبني شهرة عربية، إذ استضيف فيه الكثير من نجوم الصف الأول في الغناء على مستوى الوطن العربي.
وقد كانوا معجبين جداً بطريقة تقديمي، ويعاملونني كنجم مثلهم بسبب شهرتي أنا والبرنامج، ومن هنا انفجرت الشهرة وعرفني الجمهور على مستوى الوطن العربي.


مذيع بدرجة مجنون

- ما نوعية البرامج التي ترى نفسك فيها أكثر؟
مشكلتي أني طمّاع أحب تقديم كل البرامج، والجميل أني قدمت أنواعاً عدة، ومن فضل الله عليّ أنني نجحت فيها جميعاً. لكن ما زالت لديّ أفكار وبرامج أود تقديمها، مثل البرامج الاجتماعية الهادفة بشكل جديد، وكذلك البرامج التراثية. أفكر في برنامج بالإنكليزية، لكني لم أتوصل إلى طريقة تقديمه بشكل يفيد المشاهد الإماراتي.
أركّز حالياً على برامج المسابقات، لتميّزي ونجاحي فيها بطريقة ليست موجودة في الوطن العربي كله، حتى إن الصحافة الكويتية كتبت عني: «سعيد المعمري مذيع بدرجة مجنون، فقد قدم فاصلاً جميلاً بين الظرف والاستظراف ببديهيته السريعة»، وثمة من قال: «المعمري في التقديم وطارق العلي في المسرح لا أحد يتوقع ما سيفعلانه، لأنهما يأتيان بكل مضحك».

- عرض عليك التمثيل مراراً، لماذا تمتنع عن خوض هذه التجربة؟
بالفعل عُرض عليّ خلال الأعوام الثلاثة الماضية أكثر من 12 عملاً من الإمارات والكويت، لكني لا أريد التمثيل بغرض المال أو الشهرة، بل ما أبحث عنه هو ماذا سيضيف التمثيل إلي، فمثلاً أملك صوتاً لا بأس به ولدي «سي دي» لقصائدي الشعرية جاهز منذ عامين، لكن إذا قدمت برامج ومثلت واتجهت إلى الشعر وكسّرت الدنيا كما يقولون، فبعد عام أو عامين ماذا سأقدم؟ أعتقد أنه سيكون حرقاً للنفس.
من الممكن إذا مررت بفترة ركود في التقديم أن أتوقف وأتجه إلى التمثيل، ثم أعود إليه ثانية، لكن مستحيل أن أجمع بين التقديم والتمثيل.


حلم الـ«mbc»

- إذا أردت تغيير وجهتك، في أي قناة ترى نفسك؟
أولاً حلم معظم المذيعين العمل في «mbc» وبالطبع أنا واحد منهم.

- إذاً فلنقل في أي برنامج ترى نفسك في«mbc»؟
بصراحة لا أرى نفسي في أي برنامج، لكن إذا طلبوني فلا بد أن يجهزوا برنامجاً لسعيد المعمري، وهذا ليس غروراً، بل هذا ما يقال من المديرين الذين يرسمون البرنامج ويفصّلونه عليّ وعلى هويتي وأسلوبي، وهذا سر نجاح برامجي.
هذا من جهة. من جهة أخرى لم ولن أفكر في ترك تلفزيون أبو ظبي إلا في حالتين، الأولى إذا أحسست بأنه لم يعد يقدم لي جديداً، أو إذا أصبحت أنا لا أقدم له أي جديد، وهذا أعتقد أنه مستحيل الحدوث، فحتى الآن تلفزيون أبو ظبي يعطيني الكثير، وما زال لديّ مخزون من الأفكار يجعلني أستمر معه العمر كله.


انطلاقة قوية

- هل أنت راضٍ عما يعرض حالياً على شاشتي أبو ظبي الأولى وأبو ظبي الإمارات؟
هناك نوع من الرضا، لكن ليس بشكل تام، فهناك برامج قوية، وأخرى تتطلّب العمل عليها، وأخرى متوسطة المستوى.
المشكلة التي كانت تؤرقنا هي تغيير الإدارات في الفترة الماضية، وأحس الآن أن الآتي أفضل.
دعني أفصح لك عن شيء جديد لم أصرّح به للمرة الأولى: نحن نعمل حالياً على انطلاقة قوية دُرست باستفاضة، وسيكون الاستمرار للبرامج القوية، أما المتوسطة والضعيفة فستحلّ محلّها برامج قوية بإنتاج إماراتي.
وأنا واثق كل الثقة أنك لو سألتني هذا السؤال بعد أسبوعين ستسمع إجابة مختلفة تماماً.

- وما المانع من وجود برنامج صباحي؟
الحق يقال، علمي علمك، كنا نتوقع حدوث هذا بعد رمضان، لكن يبدو أنه سيكون مع الانطلاقة الجديدة.