الشيخة بدور القاسمي ... تعزيز الهوية الثقافية العربية في عصر العولمة

فستان من AKS، أقراط Serpent Bohème Vintage Sleepers من الذهب الأصفر ومرصعة بالماس، عقدSerpent Bohème Vintage Multiwear من الذهب الأصفر ومرصع بالماس، أساور Serpent Bohème Vintage Links من الذهب الأصفر ومرصعة بالماس، خاتم Serpent Bohème Vintage Double-Finger من الذهب الأصفر ومرصع بالماس من Boucheron

قفطان من Alanoud Haidar، أقراط Serpent Bohème Sleepers, XL Motif من الذهب الأبيض والماس، عقد Serpent Bohème XXL Motif من الذهب الأبيض والماس، أساور Serpent Bohème S Motif من الذهب الأبيض والماس، خاتم Serpent Bohème L Motif من الذهب الأبيض والماس من Boucheron

عباية من 1309 Studios، أقراط Serpent Bohème Sleepers, XL Motif من الذهب الأصفر والماس، خاتم Serpent Bohème XL Motif من الذهب الأصفر والماس، عقد Serpent Bohème XXL Motif من الذهب الأصفر والماس، خاتم Serpent Bohème L Motif من الذهب الأصفر والماس من Boucheron

قفطان من Taller Marmo، أقراط Serpent Bohème Vintage Stud من الذهب الأصفر ومرصعة بالماس، بروش Serpent Bohème Vintage من الذهب الأصفر ومرصع بالماس، ساعة Serpent Bohème من الذهب الأصفر مرصعة بالماس مع Sunray Brushed Dial وسوار من الذهب الأصفر، أساور Serpent Bohème S Motif من الذهب الأصفر والماس من Boucheron

قفطان BAQA لدى Tryano، أقراط Serpent Bohème Vintage Sleepers من الذهب الأصفر ومرصعة بالماس، سلاسلSerpent Bohème Vintage Links من الذهب الأصفر ومرصعة بالماس، أساور Serpent Bohème Vintage Links من الذهب الأصفر ومرصعة بالماس، خاتم Serpent Bohème Vintage من الذهب الأصفر ومرصع بالماس من Boucheron

قفطان من Dima Ayad ، أقراط Serpent Bohème Solarité Hoop من الذهب الأصفر مرصعة بالماس، خاتم Serpent Bohème Multi-Motif من الذهب الأصفر ومرصع بالماس، سوار Serpent Bohème Solarité Multi-Motifs من الذهب الاصفر ومرصع بالماس من Boucheron

فستان من Bouguessa، عقد Serpent Bohème Solarité من الذهب الأبيض والماس، أساور Serpent Bohème S Motif من الذهب الأبيض والماس، خاتم Serpent Bohème Ring L Motif من الذهب الأبيض والماس من Boucheron
سمو الشيخة بدور القاسمي، قائدة رائدة في عالم النشر، صنعت لنفسها بصمة لا تُنسى بوصفها أول امرأة عربية ترأس الاتحاد الدولي للناشرين، لتكون مثالاً حيّاً على تمكين المرأة وتثبيت مكانتها في المناصب القيادية. في مسيرتها، تحدّت الصعاب، متبنّيةً الابتكار في مواجهة التحديات، مثل جائحة «كوفيد19-»، وساهمت بفاعلية في تعزيز النشر العربي على الساحة العالمية. رؤيتها المستقبلية تتجسّد في توازن بين القيم التقليدية والابتكار، حيث رأت أن النشر العربي ينبغي أن يتماشى مع تطور التقنيات ليحكي قصص الأجيال الجديدة. وللنساء، مكانة خاصة في هذه التحولات، حيث تؤكد بدور القاسمي أن القيادة النسائية هي واقع حيّ يساهم في إعادة تشكيل المشهد الثقافي.
في هذا اللقاء، تجتمع الشيخة بدور القاسمي مع Boucheron، ونتعرف عن كثب على أعمالها واهتماماتها ورؤيتها العميقة والمركّزة في مجالات القيادة والنشر و«بيت اللّوال» الخاص بها وغيرها من الأمور الأساسية والمهمة.
مدير ابداعي ومنسق أزياء . Vasil Bozhilov
تصوير . Michel Takla
مكياج . Jean Kairouz
شعر . Maggie Semaan
موقع التصوير . Bait Elowal
كسر الحواجز في صناعة النشر
- بصفتكِ أول امرأة عربية تتولّى رئاسة الاتحاد الدولي للناشرين، ما التحدّيات التي واجهتها، وكيف تغلّبتِ عليها؟
تولّي رئاسة الاتحاد الدولي للناشرين كان لحظة مفصلية في مسيرتي، حيث كنت أول امرأة عربية ومُسلمة تشغل هذا المنصب. جاءت هذه المرحلة في وقت استثنائي مع جائحة «كوفيد-19» التي أثّرت إلى حدّ كبير في صناعة النشر.
عملتُ على توسيع دائرة التمثيل داخل الاتحاد، خاصة في أسواق كانت هامشية مثل أفريقيا وآسيا والعالم العربي. كانت هذه خطوة استراتيجية لتعزيز العدالة والشمول في صناعة النشر. كما شجّعت على تبنّي تقنيات النشر الرقمي والكتب الصوتية والطباعة حسب الطلب، حيث أصبح الابتكار والمرونة ضرورةً.
كما ركّزت على بناء جسور التعاون بين الناشرين، ما أسفر عن شراكات وتفاهمات جديدة. اليوم، أفتخر بزيادة تمثيل النساء في المناصب القيادية بالاتحاد، وأؤمن بأن تنوّع الأصوات يعزّز قدرة المؤسسات على استشراف المستقبل.
- كيف تتصوّرين مستقبل النشر في العالم العربي، وما دور المرأة في هذا التحول؟
النشر في العالم العربي يشهد تحوّلاً كبيراً بفضل التغيّرات التقنية وهيكلية عميقة، مع جيل جديد من القرّاء يبحث عن محتوى محلي يعكس تجاربه وتطلعاته بأسلوب بسيط وذكي. هذا التحوّل يفتح المجال لدور النشر العربية لتقديم محتوى مبتكَر وتعزيز حضورها عالمياً.
دور المرأة في هذا التحول أساسي، حيث أثبتت حضورها في مجال النشر وقيادة دور نشر مبتكَرة تدعم الكاتبات الشابّات. تمكين المرأة في هذا القطاع لا يقتصر على مواقع صنع القرار، بل يشمل أيضاً دعم صوتها الإبداعي، مما يساهم في تطور النشر العربي وبناء جسور ثقافية أوسع.
لا تعارض بين القيم التقليدية واتجاهات النشر الحديثة، بل هناك تكامل ضروري بينهما. القيم التقليدية هي جوهر هويتنا الثقافية، في حين أن النشر الحديث هو الأداة التي نعبّر بها عنها بأساليب مبتكَرة. باستخدام تقنيات مثل الكتب الصوتية والذكاء الاصطناعي، يمكننا تقديم محتوى أصيل يعكس تاريخنا وتراثنا بشكل يتناسب مع اهتمامات قرّائنا.
بدمج القيم التقليدية مع التقنيات الحديثة، نضمن استمرارية تأثيرنا الثقافي وتقديم صورة حقيقية عن ثقافتنا للعالم، مما يعزز التفاهم بين الثقافات ويعزّز الحوار العالمي.
تمكين المرأة في التعليم وريادة الأعمال
- ما النصيحة التي تقدمينها الى الشابّات الطامحات لأن يصبحن قائدات في مجالات تقليدية يهيمن عليها الرجال مثل التعليم والأعمال والنشر؟
القيادة النسائية أصبحت واقعاً ملموساً، والمرأة أثبتت قدرتها في مختلف المجالات. أقول لكل شابة تطمح للقيادة، طموحكِ مشروع وقدرتكِ حقيقية. استثمري في تطوير نفسك، وتحدّثي بثقة، ولا تخشي مواجهة التحديات التي تقوّيك. استلهمي من الرائدات، ولكن اكتبي قصّتكِ الخاصة.
النجاح لا يكتمل إلا بترك أثر إيجابي يُلهم الآخرين. القوة الحقيقية تكمن في فتح الطريق لغيركِ، وفي أن تكوني قدوة تُظهر أن المرأة قادرة على تحقيق النجاح حين تؤمن بذاتها.
- كيف يمكن لمؤسسات مثل الجامعة الأميركية في الشارقة أن تستمر بتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من تولّي المناصب القيادية؟
التمكين الحقيقي للمرأة هو منظومة شاملة تدعم تطوّرها وتمكّنها من اختيار مسارها بثقة. في الجامعة الأميركية بالشارقة، نؤمن بأن تمكين المرأة يبدأ من الدراسة ويستمر بعد التخرّج، حيث تشغل النساء مناصب قيادية ويساهمن في تطوير المجتمع. الجامعة تحتفي بكفاءة المرأة وتمنحها الفرص لتقود وتبدع في مختلف المجالات.
نحرص على توفير بيئة تشجّع الطالبات على المشاركة الفاعلة، من خلال أندية طلابية، مبادرات تطوعية، وبحوث علمية، مما يعزز من تمكينهن ليصبحن قائدات مؤثّرات في المجتمع. كما نلتزم بتعزيز التكافؤ بين الجنسين، من خلال شراكات ومبادرات مثل «كرسي أستاذية سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي لقيادة المرأة»، لدعم البحث العلمي وتطوير القيادات النسائية.
القيادة هي ممارسة تقوم على وضوح الرؤية، اتّساق القيم، وتحويل الأفكار إلى نتائج. القائد الحقيقي يبني بيئة تمكينية حيث يشعر كل فرد بالانتماء ويعرف دوره. القيادة تبدأ بالاستماع والإلهام، وتتمحور حول بناء فِرق قوية وتحقيق التوازن بين الرؤية الاستراتيجية والاهتمام بالتفاصيل الإنسانية. كما أنها مسؤولية أخلاقية تتطلب شَجاعة ومرونة، مع التزام ببناء بيئة نزيهة وعادلة.
القائد يُقاس بأثره الإيجابي، الذي يستمر بعد انتهاء المنصب بالتأثير في الناس والمؤسسات والثقافة.
الدبلوماسية الثقافية والتأثير العالمي
- كيف تتماشى قيادتك لـ«مجموعة كلمات» للنشر مع رؤية الشارقة في الدبلوماسية الثقافية وتأثيرها المتزايد عالمياً؟
عملُنا في «مجموعة كلمات» هو تجسيد لرؤية الشارقة الثقافية، التي تهدف إلى تعزيز الثقافة العربية عالمياً من خلال محتوى يعكس هويّتنا الحضارية وإرثنا الغني. الدبلوماسية الثقافية هي حركة مستمرة يُستخدم فيها الأدب والفن والمعرفة لبناء جسور التفاهم بين الشعوب. نُقدّم كتباً تعبّر عن روح مجتمعاتنا بلغتنا العربية، مما يسمح للقارئ العالمي بالتعرّف على ثقافتنا من الداخل، بعيداً من الصور النمطية. فوز كتاب «بيت الحكمة» بجائزة «بولونيا راجازي» لعام 2025 هو إنجاز يعكس دَور النشر في تعميق الفهم المتبادَل بين الثقافات والمساهمة الفعلية في المشهد الثقافي العالمي.
في «مجموعة كلمات»، نؤمن بأن كل كتاب هو فرصة لتعميق الوعي وتعزيز الاحترام الثقافي بين الحضارات.
- ما دور المبادرات الثقافية مثل مهرجان «تنوير» في تعزيز الفهم الثقافي وبناء جسور بين المجتمعات المتنوعة؟
مهرجان «تنوير» في الشارقة هو أكثر من مجرد فعالية ثقافية؛ إنه تجسيد لدور الثقافة في بناء جسور التواصل وتعزيز الفهم المتبادَل بين الشعوب. يُقام المهرجان في منطقة مليحة، التي تحمل رمزية تاريخية عميقة، ويجمع بين فنانين من ثقافات متنوعة، مثل فنانة من السنغال، مطرب من تونس، وفرقة سامي يوسف العالمية، بالإضافة إلى فِرق التراث الإماراتي. هذا التنوّع يعكس جوهراً روحياً وإنسانياً مشتركاً. ما يميز مهرجان «تنوير» هو تقديم الثقافة في سياق يحفّز التفكير ويشجّع الحوار، مما يمنح الزوّار تجربة تأملية تساعدهم على فهم الآخر واكتشاف ذواتهم. إنه منصّة للتلاقي الثقافي والاحتفاء بالتنوّع والاختلاف.
- بصفتكِ سفيرة ثقافية، كيف تحافظين على الهوية الثقافية بينما تشجّعين على الاندماج العالمي؟
نعيش في عالم مترابط حيث تنتقل الأفكار والاتجاهات بسرعة بفضل وسائل الاتصال والتقنيات الرقمية. في هذا السياق، يصبح تحقيق التوازن بين الحفاظ على الهوية الثقافية والانفتاح على العالم أمراً أساسياً. هذا التوازن يتحقق من خلال المشاركة الفاعلة في الحوارات العالمية والمساهمة في سرد القصص التي تعكس تنوّعنا وقيمنا.
الثقافة تزدهر بالتفاعل مع الآخر، ولذلك أؤمن بأهمية معرفة تراثنا بعمق، فهو أساس تمثيلنا بصدق على المنصات العالمية. في كل حضور ثقافي دولي، أحرص على مشاركة عناصر من ثقافتنا كالأدب والموسيقى والفنون الشعبية، وأستمع وأتعلّم من الثقافات الأخرى لتبادل التقدير والانفتاح الإنساني.
التعليم المبتكر في عالم متغيّر
- كيف ترين مستقبل التعليم العالي في دولة الإمارات والعالم العربي؟ ما الإصلاحات أو الابتكارات التي ترينها الأكثر أهميةً لتلبية احتياجات عالم سريع التغيّر؟
مستقبل التعليم العالي في الإمارات والعالم العربي يُعدّ أساسياً لتحقيق تنمية مستدامة وبناء مجتمعات قادرة على المنافسة عالمياً. في عالم سريع التغيّر، أصبح التعليم العالي ضرورة استراتيجية لبناء الإنسان والاقتصاد. يجب تزويد الطلاب بالمهارات المستقبلية مثل التفكير النقدي والابتكار، ودمج التكنولوجيا في العملية التعليمية باستخدام منصّات رقمية والذكاء الاصطناعي.
الاستثمار في البحث العلمي والابتكار أمر حاسم، كما أن الشراكات مع القطاع الخاص تضمن ارتباط التعليم باحتياجات سوق العمل. دعم برامج التبادل الثقافي يوسّع آفاق الطلاب ويُثري تجربتهم. علاوةً على ذلك، يجب ترسيخ مفهوم التعلّم المستمر لتمكين الأفراد من مواكبة التغيّرات.
من المهم أيضاً أن يركّز التعليم في العالم العربي على تعزيز الهوية الثقافية العربية وتنمية روح الانتماء، ليكون أداة لبناء مجتمعات فخورة بهويتها وقادرة على المساهمة في الحضارة الإنسانية.
- أيّ مبادرات في الجامعة الأميركية بالشارقة تعتقدين أنها رائدة وستؤثر في الأجيال القادمة من الطلاب؟
في الجامعة الأميركية بالشارقة، نؤمن بأن التعليم يتجاوز القاعات الدراسية ليمسّ واقع الحياة ويتيح للطلاّب اكتشاف قدراتهم. نسعى لتوفير بيئة حاضنة للإبداع والشغف، مع تقديم مبادرات رائدة تؤثّر في مستقبل الطلاّب، مثل المشاريع البحثية في مجالات استراتيجية كالذكاء الاصطناعي والطاقة والهندسة الحيوية.
كما نقدّم تجارب عملية مثل أول وكالة إعلامية طلاّبية في الدولة، وبرنامج «الفنان المقيم» الذي يفتح آفاق التفاعل مع الإبداع العالمي، بالإضافة إلى المركز الطلّابي الذي يعزّز ريادة الأعمال والعمل الجماعي. وندعم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة والمحتاجين مادياً من خلال فعاليات خيرية ومِنح دراسية.
تسعى الجامعة إلى توسيع هذه المبادرات لتكوين قادة المستقبل القادرين على المساهمة في بناء مجتمعات المعرفة وتحقيق الازدهار.
- كيف يمكن تعزيز العلاقة بين التعليم والتنمية الثقافية في دولة الإمارات؟في دولة الإمارات، نؤمن بأن التعليم لا يقتصر على المعرفة الأكاديمية، بل يشمل ترسيخ القيم الثقافية وتعزيز الهوية الوطنية. نحرص على أن تكون اللغة العربية، التاريخ، وبرامج التشجيع على القراءة جزءاً أساسياً من المناهج التعليمية، إيماناً منا بأن التنمية الثقافية هي أساس بناء أجيال قادرة على التفاعل مع العالم بثقة من دون فقدان جذورها. التعليم والثقافة ركيزتان لتكوين الإنسان الواعي والمتوازن، الذي يساهم في مجتمعه والعالم. نعمل على تطوير منظومة التعليم لربط المناهج بقيم المجتمع، وتشجيع الطلاّب على اكتشاف الذات والمشاركة. نؤكد هذا التكامل من خلال الاحتفال بالمناسبات الثقافية والدينية، وتنظيم فعاليات تعزّز الهوية الوطنية، مما يساعد على ترسيخ القيم الثقافية عبر تجارب مباشرة.
التوازن بين التقليد والابتكار
- كيف تديرين التوازن الدقيق بين الحداثة والتقليد في عملك، خاصة عندما تروّجين للمبادرات الثقافية التي تهدف للوصول إلى جمهور عالمي؟
التوازن بين الحداثة والتقليد لا يتحقق بالمفاضلة بينهما، بل بفهم أن كليهما جزء من التجربة الإنسانية. في عملي الثقافي، أحرص على دمج تراثنا مع أدوات العصر للتعبير عنه بلغة عالمية.
الشخصية الإماراتية تمثّل هذا التوازن، فهي تمتاز بتاريخ وهوية ثابتة، لكنها أيضاً منفتحة على التغيير. يساعدنا موقعنا الجغرافي وتاريخنا التجاري وروحنا الإسلامية على بناء نموذج ثقافي يعزّز أصوله ويتفاعل بثقة مع محيطه.
في مبادرات الشارقة الثقافية، أحرص على إبراز التراث الإماراتي من خلال الفِرق التراثية والحِرف والموسيقى والأزياء التقليدية، مع جعلها منصّات للتبادل الثقافي مع العالم. التجديد لا يعني التخلّي، والحفاظ لا يعني الجمود. المفتاح هو الثقة في جذورنا والانفتاح على العالم.
- كيف أثّر مزج التقاليد المحلية مع الاتجاهات العالمية في عملكِ بمجالات النشر والتعليم والتطوير الثقافي؟
كان لمزج التقاليد المحلية مع الاتجاهات العالمية تأثير إيجابي في عملي في النشر والتعليم والتطوير الثقافي. من خلال هذا المزج، قدّمنا محتوىً إبداعياً أصيلاً وجذّاباً يعكس هويّتنا الثقافية مع مواكبة الاتجاهات العالمية. في «مجموعة كلمات»، حرصنا على أن تكون قصص الأطفال مستلهمة من تراثنا المحلي، ولكن بأسلوب يواكب أحدث الاتجاهات في أدب الطفل، مما ساعد في وصول كتبنا إلى جمهور عالمي. كما أشجّع الكتّاب والناشرين الإماراتيين على استلهام قصصهم من تراثنا المحلي وتقديمها بأساليب مبتكَرة، مما يساهم في بناء جسور التفاهم بين الثقافات.
- ما أهمية الحفاظ على التراث العربي في عالم سريع التغيّر اليوم، وكيف يعالج عملك هذا الموضوع؟
في ظل تسارع التغيّرات تحت تأثير العولمة، يصبح الحفاظ على التراث العربي أمراً حيوياً. فالتراث ليس مجرد سجلّ للماضي، بل هو مصدر قيمنا وفخر هويّتنا. الحفاظ عليه يضمن استمرار هويّتنا الثقافية ويعزّز تفاعلنا مع العالم بثقة من دون فقدان أصالتنا.
في عملي، أركّز على تقديم التراث للأجيال الجديدة بأساليب مبتكَرة من خلال النشر والتعليم والمشاريع الثقافية. أسعى لتشجيع الجيل الصاعد على الاعتزاز بهويّته واستخدامها مصدرَ قوة لتحقيق النجاح. الحفاظ على التراث هو استثمار في الحاضر والمستقبل، حيث نشاركه مع العالم بكل فخر ووعي.
أهمية المهرجانات الثقافية في بناء جسور التواصل
- كيف نشأ مهرجان «تنوير»، وما الذي ألهمكِ لإطلاق هذا الحدث؟
مهرجان «تنوير» هو استجابة ثقافية لروح المكان الذي أُقيم فيه، إنه صحراء مليحة بتاريخها الممتد لآلاف السنين، والتي كانت دائماً ملتقىً للحضارات، ومساحة للتبادل الإنساني. هناك طاقة خاصة في مليحة، شعرت أنها تدعونا لأن نعيد إحياء دورها، ولكن هذه المرة من خلال الفن والموسيقى والشعر.
الفكرة انطلقت من إيماني بأننا نحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى مساحات للتأمّل والتواصل الإنساني الحقيقي، بعيداً من الضجيج والوتيرة السريعة لحياتنا اليومية. أردت أن أُتيح لزوّار المهرجان فرصة تجربة ثقافية عميقة، يعيشون فيها لحظات من الانسجام مع الذات، ومع الطبيعة، ومع الآخرين.
مهرجان «تنوير»، في جوهره، هو امتداد للحراك الثقافي العميق الذي تعرفه الشارقة منذ عقود. فالشارقة لطالما جمعت الناس على موائد الفكر والمعرفة، من خلال الكتب، والمعارض، والندوات، والشعر، واللغة. وجاء مهرجان «تنوير» ليضيف إلى هذا المشهد بُعداً جديداً، يجمع بين الموسيقى والطبيعة والشعر، في تجربة تُنصت فيها الأرواح لبعضها، تحت سماء مليحة التي تمنح الزائر لحظة صدق وسكينة، وشعوراً عميقاً بالاتصال بما هو أكبر من اللحظة.
- كيف تعمل الموسيقى كقوة موحّدة في ثقافات قد تبدو مختلفة عن بعضها البعض؟
الموسيقى لغة عالمية تتجاوز الحدود والجغرافيا، وتعبّر عن المشاعر والتجارب الإنسانية. تحمل في طيّاتها ذاكرة ثقافية وتاريخية، وتجسّد لحظات الفرح والألم. عندما نستمع إلى موسيقى من ثقافة أخرى، نتواصل من خلالها ونتعرف على التجربة الإنسانية المشتركة من دون الحاجة الى الكلمات.
في «تنوير»، نعتبر الموسيقى جسراً للتواصل ومساحة للالتقاء من دون شروط أو تفسيرات. عبر التاريخ، كانت الموسيقى وسيلة قوية لبناء الهويات الثقافية، ولا تزال تحتفظ بتأثيرها في جمع الشباب من خلفيات متنوعة حول ألحان تعبّر عن همومهم وأحلامهم، مما يمنحهم شعوراً بهوية مشتركة.
- كيف ترين دور المهرجان في تعزيز الحوار بين الأديان والتبادل الثقافي؟
مهرجان «تنوير» هو منصة للتقارب الإنساني والتواصل الروحي، حيث يُعبّر عن التنوّع الديني والثقافي بما هو فرصة للتكامل والتفاهم. يرى المهرجان أن الحوار بين الثقافات والأديان لا يقتصر على النصوص أو المؤتمرات، بل يتم عبر تجارب حقيقية مثل الموسيقى والشعر. الموسيقى تُعبّر عن رغبة الإنسان في السكينة والنور، وتجمعنا على أرضية مشتركة بعيداً من الأحكام المُسبقة. «تنوير» هو فضاء للتلاقي، حيث يعزّز الفن كوسيلة حوار صادقة، ويُظهر أن الفن قادر على ربط القلوب وتجاوز الحدود الثقافية والدينية.
مستقبل النشر في العصر الرقمي
- مع تطوّر صناعة النشر في العصر الرقمي، ما الاتجاهات التي سيكون لها تأثير كبير في كيفية استهلاك الكتب وتوزيعها وتقييمها؟
في ظل التحوّلات الرقمية السريعة في صناعة النشر، نواجه واقعاً جديداً مع توسّع النشر الرقمي واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. ورغم التحديات التي تواجه النشر التقليدي مثل ارتفاع التكاليف وتراجع القراءة الورقية، أؤمن بقدرة صناعة النشر على التكيّف وتجاوز هذه الصعوبات.
بدلاً من اعتبار هذه التغيّرات تهديداً، يجب أن نراها فرصة للابتكار. تبنّي نماذج مرِنة مثل الطباعة عند الطلب واستخدام التقنيات الرقمية لتلبية احتياجات القراء هي مفاتيح الاستدامة. والأهم من ذلك، يجب الحفاظ على جوهر رسالة النشر كرسالة ثقافية وإنسانية تهدف إلى إثراء العقول ونشر المعرفة وبناء جسور بين الثقافات.
- كيف تتكيّف «مجموعة كلمات» للنشر مع هذه التحوّلات في التكنولوجيا والتحوّل الرقمي؟
في «مجموعة كلمات»، نُدرك أن التكيّف مع التحولات الرقمية في صناعة النشر هو ضرورة استراتيجية. نعمل على توسيع شبكة توزيعنا عالمياً من خلال الكتب الرقمية، مما يتيح طباعة الكتب محلياً عند الطلب لخفض التكاليف وتحسين سرعة الوصول. كما نسعى لتوفير إصداراتنا على منصات الكتب الإلكترونية والصوتية العالمية.
كذلك نستكشف تقنيات مثل الواقع المعزّز والذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة القراءة، خصوصاً للأطفال. ورغم اعتمادنا على التقنيات الحديثة، نحرص على تقديم محتوى ثقافي عالي الجودة، مع الحفاظ على قيمنا الثقافية، لتقديم تجربة قراءة متميزة تجمع بين الابتكار التكنولوجي والرسالة الثقافية.
- ما الدور الذي تعتقدين أن الكتب الورقية ستلعبه في المستقبل، خاصة في عصر هيمنة الوسائط الرقمية؟
على الرغم من التوقّعات المتكرّرة بزوال الكتاب الورقي بسبب الأجهزة الذكية والمنصّات الرقمية، حافظ الكتاب الورقي على مكانته في السوق وشهد انتعاشاً ملحوظاً. العلاقة بين القارئ والكتاب الورقي تتجاوز نقل المعلومات، فهي علاقة حسّية ووجدانية عميقة. حتى بعد جائحة «كوفيد19»، شهدنا عودة قوية للقرّاء إلى المكتبات ومعارض الكتب، مما يبرز أهمية الكتاب الورقي في التجربة الثقافية. أعتقد أن المستقبل يكمن في التعايش بين الكتاب الورقي والرقمي، حيث يلبّي كل منهما احتياجات مختلفة. الكتاب الورقي يوفّر تجربة حسّية فريدة وقيمة جمالية، بينما الكتاب الرقمي يسهّل الوصول والتفاعل. بعض المجالات مثل كتب الأطفال والكتب الفنية والمراجع المتخصّصة تستفيد بشكل خاص من الكتاب الورقي.
في النهاية، دورنا كناشرين هو تقديم تجارب قراءة متنوعة وغنية، ودمج الوسائط المختلفة لخدمة القارئ، وضمان استمرار القراءة بما هي جزء أساسي من حياتنا الثقافية والفكرية.
إرث القيادة
- عندما تتأمّلين في مسيرتكِ المهنية، ما الذي تأملين أن يكون إرثكِ الدائم؟
لا أركّز كثيراً على مفهوم الإرث الشخصي من خلال عملي، بمقدار ما أهتم بالأثر الذي تتركه قراراتي على مجتمعنا والعالم من حولنا. إن غايتي الأسمى هي المساهمة في توفير فرص النجاح لأكبر عدد ممكن من الأفراد، وتمكينهم من استثمار إمكاناتهم الكاملة في مختلف المجالات.
كما أرى أن من واجبي المساهمة في إثراء التنمية الثقافية الإماراتية والعربية والإسلامية، ودعم الجهود التي تهدف إلى بناء أجيال واعية ومثقّفة. هذه الأجيال، التي تفخر بهويتها وتراثها، يجب أن تكون قادرة على التفاعل بثقة مع العالم المتغيّر من حولها، وأن تساهم في بناء مستقبل أفضل للإنسانية جمعاء.
- كيف ترغبين أن يتذكّركِ الجميع كقائدة، سواء في عملكِ بـ«مجموعة كلمات» للنشر أو في مبادراتكِ الثقافية الأوسع؟
جوهر القيادة بالنسبة إليّ ليس في السعي وراء النجاحات الفردية، بل في القدرة على إلهام الآخرين وتمكينهم لتحقيق الأهداف المشتركة. القائد الحقيقي هو مَن يرى نجاح فريقه ومجتمعه مقياساً لنجاحه. هدف القيادة هو إزالة العقبات وتوسيع الفرص أمام الآخرين.
لا أسعى لأن يتركّز الاهتمام على شخصي، بل أودّ أن يشعر الناس بتأثير ما أقوم به اليوم في المستقبل. التأثير المستدام، كما فعل الشيخ سلطان بن صقر القاسمي عندما أسّس مكتبة الشارقة العامة، هو الأهم.
في «مجموعة كلمات»، أطمح لأن نكون مؤسّسة رائدة في تطوير أدب الطفل العربي، وأن تذكُرنا الأجيال القادمة كمجموعة دعمت الأدب العربي وأبرزت المواهب المحلية عالمياً.
في مبادراتي الثقافية، أسعى لبناء جسور تواصل بين الثقافات وتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل، مع الإسهام في إثراء المشهد الثقافي العالمي. كما أحرص على أن تتماشى أعمالي مع القيم التي أؤمن بها، لترك أثر إيجابي يمتد بعد انتهاء مسيرتي.
- ما الخطوات التي تتّخذينها اليوم لضمان استدامة المبادرات التي بدأتِ بها في المستقبل؟
لضمان استدامة المبادرات التي أطلقتها، أعتمد على نهج استراتيجي شامل يرتكز على بناء أجيال قيادية مبدعة وتدريبها وتمكينها، وتأسيس بُنية تحتية متينة وشبكات علاقات قوية. يتضمن ذلك تطوير الكفاءات القيادية والإدارية، وتمكين الشباب، وبناء مؤسّسات فاعلة وذات حوكمة سليمة، وإقامة شراكات استراتيجية مع مختلف الجهات المعنية على أساس الثقة والتفاهم المتبادل.
كما أركّز على تعزيز الابتكار والتحوّل الرقمي من خلال دعم البحث والتطوير، وتبنّي التكنولوجيا، وإيجاد حلول مبتكَرة. ولا يقلّ أهمية عن ذلك، السعي إلى تحقيق أثر اجتماعي وبيئي مستدام من خلال معالجة التحديات الملحّة، وتطبيق مقاييس أداء واضحة، ومشاركة النتائج بشفافية. إن بناء أُسس متينة، وتطوير أجيال قادرة، وإقامة علاقات قوية، والتركيز على الأثر المستدام، هي الركائز الأساسية لضمان استدامة مبادراتنا وتحقيق تأثير دائم وإيجابي.
«بيت اللّوال»
- ما الذي ألهمكِ لإنشاء «بيت اللّوال»، وكيف أثرت رحلاتكِ عبر المغرب والهند وتركيا في مفهوم هذا المكان؟
فكرة «بيت اللّوال» وُلدت من حبي العميق للشارقة، بتاريخها وتراثها الغني، ومن رغبة في إحياء شعور العودة إلى مكان يحمل الدفء والهوية. رحلاتي إلى المغرب، الهند، وتركيا غيّرتني، وعلّمتني تقدير التفاصيل الصغيرة والِحرف اليدوية. في «بيت اللّوال»، كل عنصر يحمل شيئاً من هذه الرحلات كجسر بين الثقافات وروح الشارقة. ما أردته هو خلق تجربة حيّة، يشعر فيها الزائر كأنه عاد إلى بيت يعرفه، حيث تلتقي حكايات طريق الحرير بنكهة محلية تجمع بين الماضي والحاضر.
- هل يمكنكِ مشاركة المزيد حول أهمية اسم «بيت اللّوال» وما يرمز إليه من حيث الثقافة الإماراتية والضيافة؟
اسم «بيت اللّوال» يعكس إحساساً عميقاً بالانتماء والحنين. في الثقافة الإماراتية، «البيت» هو فضاء يتشّكل فيه الكرم والذاكرة، بينما «اللّوال» يمثل المسافر الذي يعود حاملاً تجاربه. الاسم يجمع بين الثبات والحركة، معبّراً عن فكرة العودة التي لا تمثّل نهاية بل بداية جديدة لاكتشاف الهوية من خلال تجارب الطريق. في «بيت اللّوال»، نُعيد تقديم الضيافة الإماراتية كفعل حيّ ومتجدّد، حيث يشعر الزائر أنه عائد إلى مكان يعرفه، حتى وإن كان يراه لأول مرة.
- اخترتِ بنفسكِ كل تفاصيل الديكور، بما في ذلك الأثاث... ما كانت رؤيتكِ لهذا المكان، وكيف ضمنتِ أن يعكس غنى ثقافة طريق الحرير وتراث الشارقة؟
منذ البداية، كان هدفي أن يكون «بيت اللّوال» أكثر من مجرد مطعم أو بيت تراثي. أردتُ أن يكون تجربة حسّية متكاملة تجمع بين دفء البيت الإماراتي التقليدي وتأثيرات الحِرف والثقافات التي مرّت عبر طرق التجارة التاريخية. كل عنصر في التصميم يحمل قصة، من الأثاث والتحف المستوحاة من المغرب والهند وتركيا، إلى المعمار الذي يحافظ على ملامح البيت الإماراتي الأصيلة مثل الحجر المرجاني والنافورة التقليدية. «بيت اللّوال» ليس مجرد مكان، إنه تجربة ثقافية وإنسانية تعكس روح الشارقة وتحتفي بالتنوع الثقافي.
- يحتفل «بيت اللّوال» بتقاليد الطهو لطرق الحرير. ماذا يمثّل لكِ طريق الحرير، وكيف تم دمج نكهاته المتنوعة في قائمة الطعام؟
طريق الحرير بالنسبة إليّ هو مسار حضاري تعبُر فيه الأفكار والمعتقدات والنكهات، ويجمع شعوباً مختلفة حول مائدة واحدة. هذا البُعد الإنساني ألهمني لتصميم تجربة «بيت اللّوال»، حيث أردت أن تكون قائمة الطعام انعكاساً لهذا التاريخ المشترك. كل طبق يروي قصة، من الزعفران الهندي إلى الصعتر الشامي، مروراً بالتوابل المغربية والصلصات التركية. في «بيت اللّوال»، نهدف إلى تقديم تجربة طعام تتجاوز المذاق، لتكون مساحة للحوار وبناء علاقات تتخطّى الحدود.
- لطالما عُرفت الشارقة بكونها مركزاً للتجارة والثقافة. كيف يعكس «بيت اللّوال» الأهمية التاريخية للشارقة ودورها في ربط الثقافات؟
الشارقة كانت دائماً نقطة وصل بين الشرق والغرب، بفضل موقعها الجغرافي وروحها المنفتحة التي احتضنت التبادل الثقافي والتجاري منذ العصور القديمة. «بيت اللّوال» يستعيد هذا الدور من موقعه المُطلّ على الخور في قلب الشارقة القديمة، ويقدّم تجربة ثقافية تُجسّد تاريخ الشارقة المنفتح على الثقافات الأخرى. من خلال العمارة، الطعام، الحِرف اليدوية والكتب، يعرض «بيت اللّوال» سردية تاريخية حيّة تعكس ذاكرة المدينة، وتربط الماضي بالحاضر بطريقة إنسانية.
- مفهوم «الانتماء والملاذ والراحة» هو جوهر «بيت اللّوال». برأيك، كيف يعزّز هذا المكان هذه القيم للضيوف، سواء في التصميم أو التجارب التي يقدّمها؟
مفهوم «الانتماء والملاذ والراحة» يتجسّد في كل تفاصيل «بيت اللّوال». المكان مُصمّم ليشعر الزائر بأنه في بيته، مع إحساس إنساني حقيقي. في «الكتبخانة»، المكتبة ليست مجرد مكان للقراءة، بل مساحة للتأمّل والانفصال عن الضجيج. «صُوغة اللّوال» تعرض الحِرف اليدوية التي تعكس تاريخها. أما «المرمس»، فشرفته تُطلّ على خور الشارقة وتمنح الزوّار لحظات من السكينة. هذا التوازن بين الجمال والبساطة يجعل من «بيت اللّوال» أكثر من مجرد مكان للزيارة: ملاذاً للذاكرة والتواصل الإنساني.
- عند تجديد البيت التراثي، كيف تم التعامل مع الاستدامة، سواء من حيث الحفاظ على تاريخ المبنى أو المواد المستخدَمة؟
«بيت اللّوال» ليس مجرد مبنى مُرمَّم، بل مساحة حيّة تربط الحاضر بالماضي. هدفنا كان الحفاظ على روح المكان مع تقديم تجربة ثقافية أصيلة تعكس قيمنا. المنزل، الذي يعود إلى عام 1925، شهد عقوداً من التفاعل الثقافي والتجاري في الشارقة. خلال الترميم، حافظنا على العناصر الأصلية مثل الجدران الحجرية والأبواب الخشبية، وأضفنا لمسات جمالية مثل نافورة مغربية.
حرصنا على استدامة المشروع عبر احترام المواد الأصلية وتطوير المكان بعناية ليتوازن مع راحة العصر الحديث. السطح أُعيد تصميمه ليكون مساحة هادئة تطل على الخور، مما يمنح الزوّار تجربة تأملية. في كل تفصيل، سعى المشروع للحفاظ على روح المكان، ليبقى حيّاً ويجذب الزوّار اليوم كما جذبهم سابقاً.
- هل تخطّطون لتوسيع «بيت اللّوال» أو تطويره؟
تركيزنا في «بيت اللّوال» حالياً ينصبّ على تقديم تجربة متكاملة تُغّذي الجسد والروح، من خلال أجواء دافئة، وحضور ثقافي غني، وتفاصيل مدروسة تلامس الحواس. «بيت اللّوال» ليس وجهة ثابتة، بل مساحة حيوية تتطوّر كما تتطوّر الشارقة نفسها. سنواصل تعزيز التجربة عبر برامج ثقافية، وشراكات مع فنانين ومبدعين، ومبادرات تتيح لكل زائر أن يشعر وكأنه عاد إلى بيت يعرفه ويكتشفه من جديد.
شاركالأكثر قراءة

إطلالات النجوم
بلقيس تتألق على السجادة الحمراء في "مهرجان كان...

إطلالات المشاهير
أمل كلوني تتألق بفستان عتيق مكشوف الكتفين في...

إطلالات النجوم
نور الغندور تتألق في كان: أناقة تنبض بالحياة...

إطلالات النجوم
أنجلينا جولي في مهرجان كان السينمائي بعد غياب...

إطلالات النجوم
هاندا أرتشيل تخطف الأنظار في "كان" بإطلالة...
المجلة الالكترونية
العدد 1084 | نيسان 2025
