تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

طفلي لا ينام من دوني...

«لا تخف يا صغيري، أنا هنا»... إنها عبارة لطالما رددتها لطفلك عندما كان صغيراً جداً. لكنه لا ينجح اليوم في إغماض عينيه من دون وجودك المطمئن قربه. كيف تعالجين هذه المشكلة؟

لا يزال سريره في غرفتك                              
عندما عدت من المستشفى، وضعت سريره الصغير قرب سريرك. فمن الطبيعي الإحساس بعدم رغبة الانفصال عن المولود الجديد خلال الأسابيع الأولى. والواقع أن هذه الحميمية ضرورية لكي يتعرف الأم والطفل على بعضهما.
لكن بعد عمر 6 أشهر، لا يبقى هذا القرب مثالياً للزوجين اللذين يرغبان في استعادة القليل من الحميمية.
وبعد عمر السنة، ثمة احتمال ألا ينام الطفل أبداً لوحده أو أن يشعر بالانزعاج من الضجيج أو الضوء.
إلا أن انفصال الأم عن طفلها ليس بالأمر السهل، خصوصاً إذا عانت الأم من مشكلات خلال الحمل أو الولادة...

ما الحل؟
كرري لنفسك أن وضع طفلك في غرفة منفصلة للنوم لوحده هو أمر جيد له. ويجدر بزوجك أن يمنحك الدعم الضروري في هذه المرحلة، ويصرّ عليك بهدوء حتى ينام الطفل في سريره.
ولكي تساعدي نفسك على قطع هذا «الحبل»، لا تترددي في اللجوء إلى بعض الخدع المساعدة، مثل الهاتف الداخلي أو إبقاء الباب مفتوحاً.

يغفو بين ذراعيك
إذا وضعته في سريره أو غادرت غرفته قبل أن ينام، يصرخ بصوت عالٍ. ولا تجرؤين على التحرّك. الطفل الذي ينام مع أمه ينام غير منفصل، مما يمنعه من تطوير قدراته على الإحساس بالسكينة لوحده.
وينتظر أن تكون أمه قربه كلما فتح عينه، الأمر الذي قد يحصل بشكل متواتر، لأن دورات النوم، بين عمر شهرين و3 سنوات، لا تستمر أكثر من 70 دقيقة، في النهار كما في الليل.
أما الطفل الذي ينام لوحده فيعاود نومه بسرعة بعد كل استيقاظ.
خلال النهار، دعي طفلك يعتاد على قضاء أوقات قصيرة لوحده في سريره، في فترات اليقظة الهادئة. دعيه ينام فور ملاحظة علامات النعاس عليه (يتثاءب، يفرك عينيه، يمسك بخصلة من شعره، يمسك بشحمة أذنه، يكشف عن عينين حمراوين أو هالات تحت العينين، ومن المهم جداً أن تبتعدي عنه قبل أن يغفو تماماً لكي يحصل الانفصال المطلوب.
إنه يبكي؟ لا مشكلة. غني له أغنية قصيرة ولا تطيلي فترة «الوداع». ولا حاجة أيضاً لإبقاء المصباح مضاءً في الغرفة لأن الخوف من العتمة لا يظهر قبل عمر سنتين.

يأتي إليك خلال الليل
يستيقظ، يصرخ، ينادي... وبما أنك مرهقة، تحملينه وتأتين به إلى سريرك. لقد ربح الطفل جولته، وبات يعرف أن هذه الوسيلة ناجحة لينتقل من سريره إلى سريرك.
إلا أن هذا لن يحلّ مشكلة النوم لأن طفلك لن ينام جيداً بينكما. وهذا أمر منطقي لأن السبب الذي منعه من النوم لم تتم معالجته.

ما الحل؟
تتحضر نوعية النوم خلال النهار: كيف تجري الأمور في دار الحضانة أو مع المربية؟ كيف يعيش الانفصال؟ هل يبقى لديك وقت كاف لتقضيه مع طفلك؟ إذا لم يشعر بالأمان خلال النهار، سوف يطلب هذا الأمان خلال الليل.
وإذا كانت النوبة مفاجئة، إبحثي عن السبب: حزن؟ قلق؟ خوف؟ هل يعيش مرحلة صعبة؟ وتجدر الإشارة إلى أنه قرابة عمر التسعة أشهر، يصبح الاستيقاظ الليلي أكثر تواتراً.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079