إحياء 'الملتقى العربي لقصيدة النثر'

ديوان شِعري, شعراء, قصيدة النثر, الملتقى العربي لقصيدة النثر, فوزية أبو خالد, وديع سعادة, فريد أبو سعدة, مها السراج

12 أبريل 2010

كان اختيار السعودية ضيف شرف الدورة الأولى لـ«الملتقى العربي لقصيدة النثر» الحدث الأبرز في فعاليات تلك الدورة التي عُقدت في القاهرة  أخيراً لمدة أربعة أيام. فتمثيل السعودية في هذه المناسبة، التي عُقدت بجهود ذاتية لمجموعة من الشعراء والنقاد المصريين، انتصر بشكل واضح للمرأة، كما انتصر لنص أدبي لا تزال السهام تأتيه من كل صوب وحدب حتى الآن، إذ إن الوفد السعودي الذي شارك فيها كانت غالبيته من الشاعرات، وفي مقدمتهن فوزية أبو خالد التي كرمها الملتقى في جلسته الافتتاحية باعتبارها من رواد قصيدة النثر العربية، كما كرّمها في جلسته الختامية، عبر مشاركتها في تسليم جائزته إلى أربعة من الشعراء الشباب. وكذلك حلّ الشاعر اللبناني المقيم في استراليا وديع سعادة ضيف شرف على الملتقى الذي كرّمه في الافتتاح مع أبو خالد والشاعرين المصريين محمد فريد أبو سعدة وعبد العزيز موافي واسم الشاعر الراحل محمد صالح، في حضور شعراء ونقاد من لبنان واليمن والأردن وفلسطين وسورية وليبيا والعراق والمغرب وتونس ومصر والسعودية استمتعوا مع جمهور كبير بعرض قدمته فرقة الفنان المصري أحمد الطويلة وجاء بمثابة احتفال مبكر بربيع الشعر الذي يحل في 21 أذار/مارس من كل عام. وإضافة إلى أبو خالد ضم وفد الشاعرات السعوديات كلاً من ريم فهد وبديعة كشغري ومها السراج وميادة زعزوع، وكوثر موسى وسناء الناصر، وخصصت لهن أمسية شعرية في ختام الملتقى أدارها الناقد السعودي أحمد الزهراني، كما شاركن في أمسيات شعرية عدة في مقر اتحاد الكتاب المصريين، حيث عقدت جلسات العمل، وفي «ساقية الصاوي»، و»بيت الشاعر»، ومعهد السينما.

جائزة أفضل ديوان
واختتم الملتقى فعالياته بالإعلان عن الفائزين بجائزة أفضل ديوان لعام 2009، وهم حنان شافعي (مصر) عن ديوانها «على طريقة بروتس»، رشيد الخدري (المغرب) عن ديوانه «خارج التعاليم»، غادة خليفة (مصر) عن ديوانها «تقفز من سحابة إلى أخرى» وجائزة خاصة لقصيدة النثر المصرية التي تُكتب بالعامية، وقد فاز بها الشاعر رامي يحيى عن ديوانه «الغريب»، وتسلّم كل من الفائزين درع جائزة التميّز الشعري وشهادة تقدير أو ما يُعرف ببراءة الجائزة ، ومبلغاً مالياً تبرع به عضو اللجنة التحضيرية الشاعر عادل جلال، بينما تبرعت بالقيمة المالية لجائزة العامية وقدرها ألف جنيه سيدة الأعمال نادية درويش. ونوهت لجنة التحكيم بأعمال نافست بقوة ولم تفز ومن بينها ديوان «تحت مخدة الكون» للشاعرة المغربية لبنى المانوزي، و«بارانويا» للشاعر المصري محمد خير، و«مقصلة بلون جدائلي» للشاعرة العراقية رنا جعفر ياسين.
وفي حين تم تخصيص الأمسية الشعرية الأولى لضيف الشرف من الشعراء الكبار وهو وديع سعادة، فقد تم تخصيص الأمسية الأخيرة لضيوف الشرف على مستوى الدول وهن شعارات قصيدة النثر النسوية السعودية، وقد فاجأت الشاعرة ريم فهد من حضروا الأمسية بخروجها عن الطقس المعهود في الإلقاء والسماع، موضحة أن الأداء التمثيلي عند إلقاء الشعر ليس بدعة، لكنه استعادة لطرق إلقاء الشعر التي عرفتها الحضارة العربية في القرون الوسطى، حتى إن الشاعر كان يستأجر من يلقي أشعاره، أو من يعمل كراوية لشعره، وأن هذا الإلقاء كان يتم على خلفية موسيقية وأقرب إلى المشاهد التمثيلية أمام الأمير أو غيره، وأنها تحاول أن تستعيد هذه الطقوس التي أنتجتها الحضارة العربية قديماً، وليس تشبهاً منها بما يحدث في الغرب.
واختتم الملتقى أعماله بكلمة للجنة التحضيرية أوضحت فيها أنه تم اختيار منسقين للملتقى في عدد من البلدان العربية، مهمتهم الأولى ترشيح الأسماء الجادة والحقيقية وغير المكرسة إعلامياً، فضلاً عن اختيار النقاد الذين لديهم الرغبة من المشاركة، ومحاولة تسهيل إجراءات سفر المشاركين في حال وجود راعٍ يمكنه أن يتحمل نفقات السفر والإقامة.  كما أوضحت اللجنة في كلمتها أن تجربة ضيف الشرف لاقت نجاحاً حتى إن شعراء ونقاد ليبيا واليمن طالبوا بأن يكون البلدان هما ضيفا الشرف في الدورة المقبلة. يذكر أن الملتقى احتفى هذا العام بقصيدة النثر العامية في مصر، وقد أدهش بعض شعرائها الحضور بقصائدهم، بخاصة الشاعرة إيمان بلال.