Home Page

طعنة

محمد أبو عبيد

19 يوليو 2010

فتاةُ الدهر في القلب المُحنّ

وألقتْ ثوبَها الشفافَ عنها

وقالتْ عُدْ لماضٍ عنك ولّى

فإنك صاحبي مجنونُ ليلى

عجبتُ لوصفِها وأجبتُ كلا

فقالتْ لا تسلْ ما أمرُ قلبي

وهذي الأرضُ تملؤها نساءٌ

فلستُ بآخرِ امرأةٍ عليها

هجرتُك أوْ غدرتُك فلتسمِّ

فأجْدى أنْ تفتش عن بديلٍ

فقلتُ وكيف أبحثُ بعد قتلٍ

معذِبتي إذا لي رمتِ موْتاً

بربّك إطعني إنْ شئتِ ألْفاً

هي الغدر الجسيمُ أصاب قلبي،

ولمْ تأبهْ، وقالت لي وداعاً

ومثلَ الشمس عنْ عيْنيّ غابتْ

وأبقتني أنا وحدي أنادي

أباح الناسُ قتلَ الحب هلاّ

أباحتْ قتْلَ عشق ٍ مطمئنِّ

بلا خجلٍ، ولم تأبهْ لحزني

تجدْ عِبَراً وقلْ يا قيسُ عِظنِ

وليلى أدبرتْ من ألفِ قَرن ِ

أأعشقُ غيرَها، هذا تجنِّ

فقلبي جَلْمدٌ إنْ شئتَ كَنِّ

فتنّ رجالَها منْ كلِ لوْن ِ

ولستُ نهايةَ الدنيا لكوْني

وقلْ شيطانةٌ إنْ شِئتَ عنّي

لقد أحببتَ واحدةً فثنِّ

وهل يحيا صريعٌ بعد حيْن ِ

فهذا خِنْجرٌ إنْ شِئتِ طعني

فأولُ طعنةٍ قد مزّقتني

وعن ألفٍ جراحُ الغدر تُغْني

بُعيْد القول ِ شأنُك ليس شأني

ولم تعلمْ بما قد ودّعتني

هلمّوا يا بني إنس ٍ وجنِّ

أباحوا قتل غدر ٍ مُستكِنِّ