السويد تفوز بجائزة نوبل للآداب 2011

مهرجان الموسيقى العريقة, جائزة نوبل للآداب, السويد, الأكاديمية السويدية

18 أكتوبر 2011

أدونيس هو المرشّح العربي الأقوى للفوز بجائزة نوبل للآداب. عقود متتالية واسمه يتردّد من بين المتنافسين على حصد الجائزة العالمية الأعرق. هذا العام كان حظّه أوفر. الربيع العربي لفت انتباه العالم بأسره إلينا.
طُرح اسم أدونيس بشدّة حتى ذهب البعض إلى تأكيد إمكانية فوزه هذا العام. إلاّ أنّ الأكاديمية السويدية لم تُعلن اسمه. بل أعلنت اسم ابنها السويدي، صديق أدونيس الذي ترجم قصائده إلى العربية توماس ترانسترومر. هذا الأخير هو أيضاً انتظر الجائزة طويلاً.
ظلّ اسمه مُرشحاً بقوّة من كبار شعراء ونقاد أوروبا والسويد. جاءته متأخرة في الثمانين من عمره. ورغم ذلك، كان فوزه مفاجأة. الأكاديمية السويدية اتخذت قراراً منذ العام 1974 يقضي بحجب جائزتها الأشهر عالمياً «نوبل» عن أبناء بلدها حفاظاً على المصداقية والموضوعية.
لا شكّ أنّ مثل هذا القرار ظلم أدمغة في السويد طوال سنوات، وفي شتى المجالات. أمّا فوز ترانسترومر فكان بمثابة إعادة الحقّ إلى هذا البلد وشعبه.

أدونيس كان في المستشفى يخضع لعملية جراحية أثناء الإعلان عن فوز ترانسترومر. أمّا صديقه الفائز فكان يستمع إلى الموسيقى عندما تمّ الإتصال به لإعلامه بالفوز. هو يعزف البيانو بيُسراه بعدما شُلّت يده اليُمنى نتيجة جلطة دماغية أصابته عام 1990.
أصبح لديه صعوبة في النطق، فأخذت زوجته مونيكا مهمة التحدّث عنه وباسمه. «لقد أصبح يهتمّ بالموسيقى أكثر من اهتمامه بالأدب»، هذا ما قالته زوجته عنه. «إنّه يعزف البيانو يومياً بيده اليُسرى، ويمضي فترة الصباح وهو يستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية».

هو من أبرز الشعراء الذين ظهروا في السويد في النصف الثاني من القرن العشرين. منذ خمسينيات القرن الماضي وأعماله الشعرية تفرض نفسها كواحدة من أهم الآثار الشعرية والأدبية الحديثة. لغته مركزّة. عباراته شفافة. كلماته منحوتة.
وعن فوزه علّقت الأكاديمية بالقول إنّها منحت جائزتها هذا العام لترانسترومر «لأنّه من خلال صوره المكثفة والشفافة منحنا مدخلاً جديداً للإطلال على الحقيقة».

تُرجمت أعماله الشعرية إلى أكثر من 50 لغة. وباعت دواوينه آلاف النسخ. حقّق ترانسترومر المولود في العاصمة السويدية استوكهولم في 15 نيسان/ ابريل 1931 النجاح المُذهل في ديوان «حزن الجندول» الذي باع 30 ألف نسخة في الطبعة السويدية فقط.
وقد قيل فيه: «لديه كلمات فريدة يلتقطها من مفردات الحياة اليومية، يُنظّفها ويُعيد صياغتها ليعرضها أخيراً منقحة وخالية من شوائب اللغة الدارجة».

نال تراتسترومر أكبر وأهم الجوائز العالمية. واليوم حصد الجائزة الأهمّ والأشهر. إلاّ أنّ فوزه لم يكن فوزاً شخصياً.
بل هو فوز للسويد بعد إجحاف متعمّد من أكاديميتها دام لمدّة 37 سنة، وكذلك للشعر بعدما كانت «نوبل للآداب» خلال الأعوام الأخيرة في قبضة كتّاب المسرح والرواية.