إدوارد شيرش في فيلا ‘آماليا’ بباريس...

أكسسوارات, أسياخ شوي خشبية, قاعة /صالة / غرفة طعام, تصميم أزياء, متحف ميتروبوليتان النيويوركي, قاعة /صالة / غرفة جلوس, الحديقة السرية , فنون زخرفية, عروض باريس, جبنة الفيلادلفيا, قاعة /صالة / غرفة نوم, ديكور كلاسيكي, المباني الفخمة, أوراق الأشجار, در

15 مارس 2011

خريج الكلية الملكية للفنون في لندن، ولكن بصماته الفنية تتنشر في باريس ولندن ونيويورك. نجاحاته في المشاريع الزخرفية العديدة جعلت اسمه محطة يتوقف عندها الكثير من المتابعين والمهتمين. انه 'ادوارد شيرش'...
عمل طويلاً في التصميم لمصلحة دار رالف لورين في أوروبا، وقد برهن من خلال عمله امتلاكه موهبة عالية، وقدرة وخبرة في مجالات الابتكار وفنون الرفاهية الفاخرة. وقد لمع اسمه في الكثير من المشاريع ذات الطابع الرصين والمعاصر، ليلتحق عام 2007 بالمهندس مايكل شامبير ويتعاون لمدة 12 عاماً مع مهندس الديكور الفرنسي الشهير جاك غارسيا، وذلك في تصميم العديد من المشاريع الكبيرة والفخمة في العاصمة الفرنسية، من مطاعم وفنادق ومنازل فاخرة، إضافة الى العديد من الإنجازات الزخرفية من شقق ودور في لندن والبندقية ونيويورك وغيرها.

من إنجازاته الباريسية الحديثة، مشروع 'فيلا اماليا' المميز بطابعه الزخرفي البسيط وأجوائه الأنيقة.
البناء كان في السابق مجموعة من الغرف الصغيرة المتداخلة، حيث عمد ادوارد شيرش الى اعادة صياغة مساحاتها بشكل جديد، فحرر معظم تلك الغرف من جدرانها لتتواصل مع بعضها وتشكل مساحة جديدة، هي قلب المنزل.

وقد خصّص الدور الأول للصالون والجلوس والمكتب، بينما تتوزع الطوابق الأخرى غرف للنوم والاستراحة وغيرها، مبقياً من خلال إعادة تصميمه على الدرج الذي يصل الطبقة الأرضية بغيرها من الطوابق العليا.
كما عمل - الى حد بعيد - على المحافظة على الطابع المعماري لواجهة المبنى، والذي تحتضنه حديقة صغيرة آسرة.
شيرش أعطى هذه الحديقة جواً مميزاً، يتكامل مع الداخل، فحوّلها الى مساحة حميمة في الهواء الطلق، وذلك من خلال خياراته لبعض النباتات العشبية والقصب، إضافة الى بعض الشجيرات الغريبة التي تحمل الطابع الآسيوي والياباني والمتوسطي العاطر، وقد تم توزيعها وتنظيمها في الحديقة باسلوب رائع.

وعمل شيرش من خلال تصميمه على خلق عوازل نباتية بين إطار حديقته والحدائق المجاورة راسماً حدودها بحصائر من أغصان الخيزران وتشكيلات من النباتات المتسلّقة والأشجار الوارفة والتي كست المساكب المزينة بحجارة الجير، عند جانبي الحديقة التي تتظهّر مشاهدها بأجمل حلّة في أيام الربيع والصيف الدافئة.
اما مدخل االمنزل عند الدرج، فقد زينه بنخبة من النباتات الخضراء والمزهرة مثل شجرة المانغوليا وأزهار الياسمين، مما يسمح ينشر العطر في الأجواء أوقات تفتّح أزهارها.

من المدخل المؤدّي الى الصالون، تبدأ الرحلة الزخرفية بطابعها الحديث الذي يجمع بين الرقة والبساطة وسط أجواء من الألوان المحايدة التي تتراوح بين اللون الأبيض المؤكسد والرمادي الدافئ والرمادي اللؤلؤي مع بعض لمسات من الألوان الحيّة.
تتوزّع الصالون جلسات وأركان عديدة، تتواصل من خلال بعض الاكسسوارات المدهشة والتي تخلق في الوقت ذاته فواصل زخرفية بين ركن وآخر، تعزز الانسجام وتؤكد التناغم.
يتصدر الصالون ركن المكتبة وهو ركن أنيق لا يمكن المرور به دون التفات.

يتقدمه 'كونسول' مدهش من الخشب الخالص نسّقت فوقه مجموعات من التحف مع بعض الاكسسوارات وعناصر الإضاءة.
وفي الجانب القريب، ركن آخر يتوسط المكتبة والصالون، تنتصب فيه مدفأة، يتصدّر جدارها لوحة فنية تحمل اسم 'ربطة العنق'، تعود بتاريخها الى ثلاثينات القرن الماضي من توقيع الفنان جان رووي.
أما ركن الجلوس في الصالون، فتحتلّه أريكة وثيرة ومقعد من الجلد، إضافة الى كنبات صغيرة من ابتكار كريستيان لياغر من اللون الرمادي الدافئ، تزيّنها قطع من النسيج المزخرف برسوم تحمل الطابع الصيني.
ويتوسطها طاولة مستديرة من الخشب بهيكل معدني، وقد زين سطحها باناء من الزهر، إضافة الى الكتب والتحف. كما توزعت في هذا الركن مناضد صغيرة من الخشب رصف فوقها مجموعات من الكتب أو أوعية النباتات.

ولأن المرايا تعكس الضوء وتنشره، كما انها تساهم في إعطاء إحساس باتساع أكبر للمساحة، فقد نسقت في هذا الركن مرآة كبيرة الحجم بإطار من الخشب الأسود ساهمت في إضفاء المزيد من نور النهار على المكان.

مضاعفة تأثير الضوء المنبعث من أعمدة للإضاءة من ابتكار كريستوف دلكور التي يغمر نورها كل مساء المكان ويضفي عليه سحراً وحميمية. الجدار في هذا الركن زُيّن بلوحة مزخرفة بمربعات شطرنجية من اللونين الأبيض والأسود.
يحتلّ ركن المكتب فضاء آخر من المكان، ويتميز ببساطة بالغة من حيث التشكيل والأجواء. فقاعدة المكتب هي عبارة عن حاملين من الخشب، أما السطح فهو من الزجاج السميك، وقد نسّقت فوقه بعض الكتب والاكسسوارات التزيينية والضرورية وأمامه كرسي معدني بسيط.
الجدار المجاور رصفت مساحته بمجموعة من اللوحات بأطر من اللونين الأبيض والأسود تتماشى مع الصور المعالجة بالأسود والرمادي والأبيض.

صالة الطعام
صالة الطعام مدهشة بطاولتها المستطيلة الشكل، المصنوعة من الخشب، والتي يحيط بها عدد من الكراسي المصنوعة من المعدن المطلي باللون الأسود، تغطي كل منها وسادة وثيرة بلون متجانس، تضفي صياغتها مظهراً جذاباً تكتمل أناقته بعنصرين كبيرين للإضاءة يتدليان من السقف فوق الطاولة.

وتندمج صالة الطعام مع المطبخ المنسق بخزائن من اللون الأبيض الكريم والذي يزين جزءاً من جدرانه عند المجلى موزاييك من البلاط الأخضر المتدرّج اللون والذي يضيف مع لوحة منفذة من اللون البرتقالي، علقت فوق أحد الجدران، الى المكان نفحة من الرونق والجاذبية.

غرف النوم
الانتقال الى غرف النوم والجلوس الحميمة، يتم من خلال درج ملتف، يزينه حاجز من الحديد المطوّع والمطلي باللون الرمادي الفاتح تزينه حافة من الخشب، بينما تزين جدرانه من الناحية الأخرى مجموعة من الصور المنفذة بالأبيض والرمادي والأسود، والتي تمثل مشاهير من حقبة السبعينات الماضية. وقد أضفت حضوراً زخرفياً جميلاً يغذّي حنين أصحاب المكان ويشعل ذكرياتهم المتعلقة بتلك المرحلة.

غرفة النوم الرئيسية
غرفة النوم الرئيسية في الطابق الأول، تسكنها البساطة ويغلب عليها الهدوء الذي يعززه الديكور من خلال اختزاله للكثير من الأشياء التي تبدو ثانوية في عيني سيدها.

يحتلّ الغرفة سرير 'بلدقاني' من الخشب الخالص المطلي باللون البني والذي صمّم خصيصاً لهذه الغرفة، تجاوره من كل جانب منضدة صغيرة وعنصر للإضاءة.
يتصدر الجدار فوق رأس السرير مجموعة من الصور الكاليغرافية المرسومة بالحبر الصيني، وهي تمثل نساء فيتناميات يمارسن نشاطاتهن بلباس تقليدي من اللون الأبيض.
وفي الجانب المقابل للسرير مدفأة ملبسة بالجص الأبيض، يعلوها إطار قديم من الخشب الخالص المزخرف، بينما تزين رفها، منحوتتان من الخشب القديم وآنيتان باللون الخوخي.

غرفة نوم الضيوف
غرفة نوم الضيوف أنيقة بطابعها الكلاسيكي البسيط وألوانها الغارقة في الهدوء والتي يتجلّى فيها اللون الأبيض وبعض من مشتقّاته برونق ناعم.
الحمام، لا يقل أناقة عن غرف النوم، وقد تمّ تلبيس جدرانه وأرضيته بموزاييك من البلاط باللونين الرمادي الداكن والأبيض.
فضاءات أخرى وزوايا حميمة لا يتسلّل إليها سوى النور وبعض الروائح العطرية المنبعثة من الحديقة والتي تمنح الإحساس بإنعدام الصلة بين هذا المكان ومدينة مثل باريس.
وأكثر من ذلك فإن هذا المنزل يبدو كأنه جزء مقتطع من ريف الجنوب الفرنسي الحالم.