نساء سعوديات فاتهن قطار الزواج

أسباب العنوسة, العانس والمجتمع, المرأة السعودية / نساء سعوديات

25 مايو 2009

«تشبّه حياة الفتاة بالوردة النضرة المتفتحة للحياة. تلهو وتلعب وتضحك وتحلم مقبلة على الحياة بقوة. تراودها الأحلام في كل يوم بزوج المستقبل والأبناء الذين سيملؤون عليها حياتها. تفكر بأدق التفاصيل في حياتها الزوجية والأحلام الجميلة تأسرها، حتى تصل  الى منتصف العقد الثاني ولا تتزوج، فيتبدل حال الوردة النضرة وتبدأ بالذبول». هكذا عبرت إحدى الفتيات عن مشاعرها وهي على وشك إنهاء العقد الرابع من عمرها دون تكوين عائلة صغيرة تخصها.
كثيرات ممن فاتهن قطار الزواج أصبن بخيبة أمل من جراء الهموم التي تكالبت عليهن، وسئمن الحياة بعد ما تأخر الزواج. قابلنا مجموعة  ممن فاتهن قطار الزواج فتحدثن عن مشاكلهن وفتحن قلوبهن ل«لها».



تقول نورة (٣٨ عاماً) التي تعمل مشرفه تربوية : «العانس تحمل في قلبها حزنا دفينا وأسى وأوجاعا وآلاما لا تستطيع التعبير عنها. يكفي أن ترى الحزن في عينيها حتى لو كانت تتصنع البسمة. إنني دائما اشعر بالوحدة وليس لدي رفيق يؤنس وحدتي ويشاركني أفراحي وأتراحي. نعم لدي أسرة طيبة ولكنها لا تغني قلبي المجروح فالشعور الملازم لي إنني مكسورة الخاطر ومحطمة نفسياً».
وتقول مها (٤٠ عاماً) التي تعمل في أحد البنك السعودية: «لم أتخيل يوما أن احمل لقب عانس. كنت مثل أي فتاة احلم بالزواج والزوج الصالح الذي يحتويني، ويرزقني الله منه الأولاد والبنات. كنت أتخير الأسماء لهم. فالاسم الأول إذا كان ابناً سيكون «كذا»، وإذا كانت بنتا سيكون إسمها «كذا». وعندما حصلت على الثانوية العامة وجدت بعض زميلاتي يتزوجن واحدة تلو الأخرى، وهن في الجامعة، وكل عام في الجامعة تزداد أعداد المتزوجات، وكنت انتظر دوري. وانتهت مرحلة الجامعة ولم أتزوج. ومضت السنوات وهاأنذا ادخل في العقد الخامس. تبخرت أحلامي وذهبت الآمال، وبدأت أوطن نفسي علي معيشة العنوسة. لم يعد لي نفس لأي شي، ولا طموح في أي أمر. حتى الوظيفة أقوم  بها بطريقة روتينية. اشعر بالكآبة وبحزن دفين. انها غريزة لا يمكن أن تقاوم ولا تمّحي مع الزمن ولا بمرور الأيام. الزواج نعمة، والأولاد كنز وزينة الحياة الدنيا».


أصعب المواقف

وتتناول العنود (٤٣عاماً) أصعب المواقف التي مرت أو تمر بها وهي تعيش مرحلة العنوسة فتقول: «أصعب شيء أقابله عندما اجلس مع إحدى النساء في مناسبة أو مكان انتظار ويكون سؤالها: كم عدد أبنائك؟ أجد في حلقي غصة من الإجابة. أحسّ بأن الأرض ضاقت بي وارد ببرود «لم أتزوج». البعض من النساء يحترمن مشاعري فيلذن بالصمت ويغيرن مسار الموضوع. وأما البعض الآخر فإما إن تسترسل بالسؤال عن السبب أو تترحم على  حالي وتدعو لي بطريقة فيها إيحاء بإشعاري بالنقص وإنني في حال تستحق الرأفة، مما يزيد همي هما. لا ينقصني شيء فأنا بنت مثل البنات المتزوجات وجمالي عادي، ولكن  الحظ وقف أمامي أكثر من مرة».
تشتكي أمل ( ٣٥ عاماً) من عدم مراعاة المحيطات بها لمشاعرها وتشرح ذلك بقولها: «تراودني مشاعر الألم والحزن إذا إلتقيت قريناتي اللواتي في عمري وجلسن يتحدثن عن أزواجهن وأبنائهن، كما إنني أحمل هم اجتماعنا الأسبوعي الخاص بالأسرة حيث تسهب شقيقاتي المتزوجات وزوجات إخواني بالحديث عن أزواجهن وأبنائهن، فاجلس أتجرع الحسرة تلو الحسرة وأتمنى لو يراعين مشاعري». والأمر الآخر الذي يضايق أمل أن البعض من أهلها «ينظرون الى راتبي وكأنه حق مشاع وكأن لسان حالهم يقول: لماذا تجمع الأموال وهي ليس لديها زوج ولا أولاد ؟وكأن المفروض علي أن أوزع راتبي عليهم.


سن اليأس

تبوح فوزية (٤٩ عاماً) بمشاعرها فتقول: «أنا أكبر إخواني وأخواتي سنا. تزوجوا جمعيهم وبقيت وحدي أعيش مع والدتي الحبيبة. لقد تجاوزت مرحلة القلق والحزن على عدم العيش في كنف الزوج والولد وأصبحت أشعر باستقرار وأمان، ولكن عندما اقتربت سن اليأس عاد الهم بصورة أخرى. الوحدة في آخر العمر، فإذا رحلت الوالدة كيف سأطيق العيش بمفردي؟ حتما الأمر سيكون صعبا للغاية، فمن الصعب أن اذهب للعيش في منزل أحد الأشقاء وذلك لأسباب كثيرة. لذا أفكر إذا مرضت من سيقوم بتمريضي. إذا أردت الذهاب الى مكة من سيذهب بي؟هل سأجد من يفطر معي في رمضان ؟ هل وهل... أسئلة كثيرة تشغل بالي، فالآن الإخوة يقومون بهذه الأمور برا بوالدتي فكيف إذا أصبحت  وحدي».
وتحمّل صالحة (٣٨ عاماً) المجتمع مسؤولية إثارة عواطف العانس ودفع نفسيتها نحو الأسوأ، وتبين ذلك بقولها:« كثير من النساء يتعاملن معنا وكأننا نعاني نقصاً بسبب عدم الزواج، ولو ان المجموعة التي تمتلك هذا الشعور تحتفظ بهذا لنفسها مراعاة لمشاعرنا كان هذا أفضل. وعموما فموقف النساء تجاهنا بين إفراط وتفريط، فهناك من يراودها الشعور بالخوف منا، وتعتبر وجودنا مصدر قلق لها، وذلك خشية أن نأخذ أزواجهن خاصة الموظفات منا وهناك من تخاف على نفسها من عيوننا فتراها تخفي أخبارها وتتحفظ في الحديث عن حياتها وأبنائها وربما تنكرت لعيشتها الطيبة أمامنا. وهنالك من  ترحمنا الى درجة تشعرنا بالنقص وأحيانا تلهج بالدعاء بصوت مرتفع وعبارات حساسة  تثير الحساسية. ولذا أتمنى لو إن المجتمع لديه ثقافة ووعي بالطريقة الصحيحة للتعامل معنا حتى لا تزداد علينا الهموم، فيكفينا ما لدينا ولا نحتاج الى المزيد».
وتؤكد الجوهرة (٤٢ عاماً) أن قلقها نابع من قلق والديها عليها، و تشرح  ذلك بقولها: «عانيت الكثير من مشاعر الألم والحزن بسبب فوات قطار الزواج، ولكن في ما بعد قوي عودي واشتد صلبي وتقبلت الوضع برضا تام، وحاولت إشغال نفسي بكثير من الأمور الطيبة ونجحت في ذلك. ولكن بقيت مشكلة والديّ التي عجزت عن حلها. فهما قلقان جدا لأجلي. الوالدة تحزن أشد الحزن إذا مرضت أو تكدر خاطري أو إذا سألتها إحدى النساء عن حالي، وأما الوالد فكأنه يحمل هم الدنيا على رأسه مع إنني أحاول  أن أبين لهما أنني راضية بما كتبه الله وهو الأمر الخير لي. حقيقة أتألم لأجلهما واشعر بحزن لحزنهما».
لابتسام (٣٧ عاماً)
معاناة تتمثل في نظرة والدها وإخوانها بان قطار الزواج فاتها ويجب عليها ألا تفكر في الأمر لان القطار مضى. تقول: «لدي استعداد لتقديم بعض التنازلات إذا تقدم لي رجل صالح ولا أرى مانعا  من مساعدته ماديا إذا كان محتاجا، ولدي القدرة على ذلك. لكن إخواني يرفضون هذا الأمر تماماً. قلبي يتقطع حسرة ولكن ليس باليد حيلة. وما يكدر خاطري أن أفراد أسرتي يستشيرون أخواتي المتزوجات حتى الأصغر مني سنا في حين أنني أبقى مبعَدة عن ذلك».


فتيات فضلن الدراسة على الزواج
وتزوجن الدكتوراه والطب

ترى بعض الحاصلات على الشهادات العليا أنهن أضعن فرصة الزواج وفاتهن قطار الزواج بسبب إصرارهن على مواصلة التعليم العالي ورفضهن الزواج في المرحلة الجامعية أو بعد الجامعة، وأنهن أفقن بعد فوات الأوان وبعدما ذهبت السنوات الذهبية من العمر في الدراسة وتحقيق الحلم بالحصول على شهادات عليا.
«حصلت على الدكتوراه ومضى قطار العمر ولم يعد أحد يتقدم لخطبتي. في ظل هذا الوضع فإنني أوطن نفسي على العيش عانساً، هذه ضريبة رفض الزواج وتحصيل العلم». بهذه الكلمات تتحدث الدكتورة مها (44 عاماً) عن حالها وما آلت إليه، وتضيف: «منذ صغري وأنا شغوفة بالعلم وأحب الدراسة. تفوقت واجتزت كل المراحل العلمية وسط تشجيع الأهل والأقارب. دخلت الجامعة وأنهيتها، وقتها كان عدد الخطاب كبيراً، قدمت مرحلة الماجستير فقل العدد ولكني كنت وقتها لا أفكر في الزواج، فقد عزمت على الانتهاء من الماجستير ثم الدكتوراه، وكانت الفرصة سانحة، لأني أول من يحصل على درجة الدكتوراه من العائلة».
وتتابع بحسرة: «زميلاتي حصلن على درجة الدكتوراه ولكنهن متزوجات ولديهن أولاد، ولكن لا أعلم لماذا كنت مقتنعة بأن الزواج عائق أمام التفوق الدراسي ونيل الشهادات العليا».
أما الممرضة عبير (٣٩ عاماً) فتعترف بصعوبة التوفيق بين الزواج ودراسة الطب، لأن مدة الدراسة طويلة ومرهقة، وفي حاجة إلى جهود كبيرة حتى تحقق الدرجة العلمية الكبرى. وتضيف: «الدراسة استنزفت جل الوقت والجهد، وبعد التخرج طبيعة العمل مرهقة وساعات العمل طويلة جدا. لذا بد من مراجعة الأنظمة لإجراء التعديلات المناسبة عليها، كأن يتقلص عدد سنوات الدراسة ويتغير نظام العمل، وذلك من اجل ان تُعطى الممرضة أو الدكتوره الفرصة المناسبة لتحقيق حلمها بالزواج ودراسة الطب معاً جنباً إلى جنب».


ترى عهود أن العاملات في سلك الطب من أكثر الفئات تعرضاً لتأخر الزواج أو العنوسة، وتقول: «إن هذا التأخر يرجع إلى أن الفتاة التي تدرس الطب تنتهي الدارسة ويكون عمرها 25 إلى 26 عاماً، وفي الغالب لا تكتفي بالحصول على درجة البكالوريوس، بل تدخل مباشرة إلى الدراسات العليا، وهذا يجعلها تؤجل الزواج، وعندما تنتهي من الدراسة تكون دخلت في الثلاثينات وهنا يكون عدد الخطاب قل، بل من فئات محدودة جداً. وهي أيضاً لا تقبل بأي أحد، فالطبيبة تريد زوجاً يناسب مستواها العلمي والأدبي والمهني».
أما أريج فتقول: «الدراسة أخذت زهرة شبابي وأحلى سنوات عمري، ولم أشعر إلا بعد فوات الأمر. كنت أجد متعة في الدراسة، وحافزاً للتفوق غريباً. كنت أفتخر بتفوقي على زميلاتي وأسرع للظفر بأعلى الشهادات، وبالفعل نلت الشهادة وفوجئت بأن الفرصة فاتت». وتضيف: «كنت أتمنى لو أن والدي لم يطاوع رغبتي وكان حاسماً معي في موضوع الزواج لكان أفضل لي. كان يستشيرني إذا تقدم أي خاطب فأرفض ويلوذ بالصمت، فيا ليته أقنعني أو حتى ضغط علي، فأنا الآن ادفع ثمناً فادحاً ولم تعد شهاداتي لدي ذات قيمة تستحق الذكر».


رأي شرعي: لا يحق للفتاة رفض الزواج من أجل الدراسة... وغلاء المهور من أبرز أسباب العنوسة

قال عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ عبدالله التريكي: «ليس من حق الفتاة أن تفني عمرها جريا وراء التخصصات ورسالات الماجستير والدكتوراه، حتى إذا أفاقت إلى نفسها في سن الأربعين، وجدت قطار الزواج ينفث دخانه وقد غادر آخر المحطات إلى غير رجعة فتجلس تندب حظها، ودرجاتها العلمية، وسنوات الدراسة التي منحتها الألقاب العلمية ومعها درجة عانس».
وأضاف أن «غلاء المهور يشكل ابرز العوامل التي تصنع العنوسة، ولاشك أن أولياء الأمور هم المسؤولون عن هذه الظاهرة، فكثير من الآباء ينظرون إلى بناتهم نظرة تجارية وكأنها سلعة ويحسب خسارته في تربيتها وتعليمها ويطالب من يخطب ابنته بمبالغ خرافية ومطالب تثقل كاهله. ويتسبب ذلك بنفور الخطاب وابتعادهم فيطول انتظار الفتاة. دون أن يطرق بابها أحد حتى تدخل طور العنوسة، ويتحمل والدها مسؤولية ذلك أمام الله، وما يترتب عليه من آثار نفسية لا يعرف أبعادها أحد».
وتابع: «يعد عزوف الشباب عن الزواج من أهم أسباب العنوسة، فالزواج فطرة الإنسانية وتلبية لغريزة الشوق والميل، وفي تجاوز الفطرة اعتداء على حقوق الآخرين. وينعكس ذلك سلباً على حياة المجتمعات وقوتها واستقرارها فعنوسة الشباب لا تقل خطورة عن عنوسة الفتيات، وعندما يتزوج الرجل في سن متأخرة وينجب أبناء حينما يصلون إلى مرحلة الرعاية، والعناية، يكون هو في مرحلة عمرية يحتاج لمن يرعاه، فيختل ميزان التربية، ومعنى الأبوة، والحياة الأسرية المستقرة بمفهومها الشامل. ولا يجوز أن يعزف المؤمن عن الزواج ما لم يكن هناك ما يمنع من الناحية الشرعية فليس في الإسلام رهبانية».
وقال: «إذا رفضت الفتاة الزواج في مقتبل عمرها، ثم حرمت هي الزواج باقي عمرها أو في زهرة عمرها، فإنها تكون قد عطلت شرع الله وحرمت البشرية من الخير الذي كانت ستناله بتكوين الأسرة وزيادة الولد، وخالفت أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، بالتكاثر والتناكح. وبالتالي أصبح الضرر هنا مركبا وليس قاصراً عليها وحدها».
يقول الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، رحمه الله، في من ترفض الزواج بحجة إكمال الدراسة أن ذلك مخالف لأمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير». وذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج».
وقال ابن عثيمين: «أنصح أخواني المسلمين من أولياء النساء، وأخواتي المسلمات من النساء ألا يمتنعوا عن الزواج من أجل إكمال الدراسة أو التدريس».


علم الإجتماع: بعض الشباب يرفضن المتعلمة... وسيصل عدد العوانس إلى 4 ملايين في السنوات الخمس المقبلة

من جهته، يقول أستاذ علم الاجتماع ماجد العوين أن لتعليم الفتاة دوراً في إستفحال هذه الظاهرة، فالفجوة الثقافية التي نشأت بين الفتيات والشباب من جراء إقبال عدد متنامٍ من الفتيات على التعليم جعل الشباب يحجمون عن الفتاة المتعلمة تعليماً عالياً خوفاً من تعاليها نتيجة عدم التكافؤ.
ويضيف: «بعض الرجال يعتقد انه إذا كــانــت الفتاة تملك شهادة عليا قد تكون في موقع الند لزوجها، كما أن البعض يعتبرها ذات شخصية قوية مما يجعل السيطرة عليها أمراً صعباً. ولأن الفتيات أكثر حرصاً على التعلم والحصول على الشهادات، حصلت فجوة، فكثير من الرجال لا يفضلون أن تكون شهادات زوجاتهم أعلى من شهاداتهم».
وأوضح أستاذ علم الإجتماع المشارك في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله الفوزان أن ثقافة المجتمع السعودي هي التي تدفع المرأة السعودية إلى العنوسة عن طريق تحديد ان الفئة العمرية من 18 إلى 24 سنة هي الفئة المرغوبة للزواج، ودفع من هي أكبر إلى العنوسة. هذا ما توصلت اليه دراسة حديثة لأكاديمي سعودي.
وذكر الفوزان أن العنوسة أصبحت خطرا يهدد المجتمع السعودي، وقدر عدد العانسات السعوديات، في دراسة أجراها بمليون عانس. وقال انه إذا استمرت العوامل المساهمة في أحداث هذه الظاهرة فسيصل عدد العوانس إلى أربعة ملايين خلال السنوات الخمس المقبلة.
وطالب المجتمع بالنظر إلى الأخطار التي تخلفها ظاهرة العنوسة على الأسرة السعودية والى ضرورة تهيئة الأبناء للدخول في معترك الحياة الزوجية لأن الشباب والشابات يفتقدون الخبرة والمهارة في تسيير دفة الحياة الزوجية، مما يترتب عليه مشاكل صعبة قد يكون حلها الوحيد الطلاق بعد فترة قصيرة من الزواج نتيجة لعلاجهم المشاكل بفرضيات قديمة خاطئة دون الأخذ بمعطيات الحاضر الذي تغيرت فيه خبرات المرأة السعودية واقتناعاتها عما كانت عليه في السابق.


٩ آلاف عانس يستفدن من مخصصات الضمان الاجتماعي

أكد مدير مركز الحاسب الآلي في وكالة وزارة الشؤون الاجتماعية للضمان الاجتماعي مساعد السليمان أن عدد «العازبات» المستفيدات من مخصصات الضمان الاجتماعي وصل إلى تسعة آلاف فتاة في المناطق المختلفة.
وقال: «تم تخصيص جزء من إيرادات الضمان المالية لمن تجاوزت أعمارهن ٣٥ عاماً من دون زواج، تحول عن طريق الحساب البنكي للمستفيد الأساسي من الضمان، وهو رب الأسرة المتمثل في ولي الأمر أو من يعول الفتاة»، مشيراً إلى أنه يتم صرف مبلغ ٨٧٢ ريالاً شهرياً للفتاة الواحدة.
وأوضح أن أكثر المناطق التي تقدمت منها عازبات للحصول على مبلغ الضمان هي الرياض والجنوبية والغربية، مشيراً إلى أنه إذا كان لدى رب الأسرة ثلاث بنات أو أكثر يحق لهن الاستفادة جمعيهن من الضمان بعد إجراء بحث اجتماعي عن حالة الأسرة وما إذا كان الأب يتقاضى راتب التقاعد.
وذكر أن الحد الأعلى لصرف المستحقات للفتيات  ١٠ آلاف ريال والأدنى  ٨ آلاف في العام الواحد، مؤكداً أنه يمكن أن يسقط استحقاق الضمان عن أسرة العازبة لكن لا يسقط عنها، لأنها تتطلب حاجات إضافية، ويحق لها أخذ الإعانة بشكل فردي، لافتاً إلى أنه يحق لأي فتاة تجاوزت الثلاثين المطالبة بمبلغ الضمان.