ضحايا حلم الشهرة

منتج فني مزيف, صور فوتوغرافية, موقع / مواقع إباحية إلكترونية, أشرطة فيديو

23 يونيو 2009

ضاع الحلم في شقة المنتج السينمائي المزيف. لم تجد الراغبات في الشهرة ما يحلمن به ولم يجنين سوى الفضيحة بعدما ذهبن بأقدامهن إلى الذئب في عقر داره. لم ينته السيناريو بالشهرة والأضواء التي كانت الحسناوات يحلمن بها، بل كانت النهاية مثيرة، مؤلمة وفضائح وتهديداً وأفلاماً إباحية! أجهزة الأمن كتبت فصل النهاية لجريمة المنتج الفني المزيف الذي اصطاد الراغبات في الشهرة والدخول في الوسط الفني وأسقطهن في براثنه دون أن يحققن الشهرة التي تحولت إلى سراب في شقة بشارع الهرم بالجيزة. المنتج المزيف استخدم أسلحة عديدة لخداع أكثر من 20 فتاة من الحسناوات الشابات، كانت كلماته المنمقة هي أخطر الأسلحة لاصطياد الضحايا، ولعبت وسامته وأناقته دوراً كبيراً في هذه اللعبة التي انقلبت إلى كابوس. فماذا حدث؟

ما حدث في شقة المنتج المزيف يصلح كسيناريو لفيلم درامي. اعترافات المتهم في النيابة تكشف عن عقلية شيطانية قادت صاحبها إلى التفكير بالإيقاع بأكثر من شابة حسناء يحبن الفن، ويحلمن بالوصول إلى سلم النجومية. واعتقدن أن «أمير» هو بداية هذا السلم ولم يخطر ببالهن أن هذا السلم سيؤدي إلى فضيحة لا إلى النجومية، ففي كل ركن من أركان شقة المنتج المزيف كانت الكاميرات الدقيقة التي زرعها ترصد كل كبيرة وصغيرة، وتكشف عورات الضحايا اللاتي لم يتوقعن هذا السيناريو مطلقاً.

صور النجوم
البداية كانت بلاغاً من ثلاث حسناوات اتجهن إلى مكتب اللواء علي السبكي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، روين بدموعهن حكاياتهن المؤسفة. الفضيحة كانت تطاردهن لأنهن رفضن الامتثال لطلبات المنتج «أمير». اهتم مدير المباحث بالبلاغ، وطلب من الضحايا الثلاث أن يجلسن بهدوء ويسردن تفاصيل حكايتهن، وتوالت المفاجآت لتكشف عن قضية مثيرة بطلها المنتج المزيف الذي تحول إلى صائد للحسناوات الحالمات بالشهرة.

طبق من فضة
مروة، وسماح، وسهى، الثلاثة جمعتهن المصادفة في منزل الشيطان الشاب، الثلاثة يبحثن عن الشهرة، مروة تحلم بأن تكون مطربة شهيرة، وسماح تعشق الرقص الشرقي، وسهى تعشق التمثيل، لكن الثلاثة لم يجدن الفرصة وجاء الحلم على طبق من فضة على يد «أمير».
قابلهن في أماكن مختلفة، فهو يتردد على الملاهي الليلية والفنادق والحفلات العامة، ولا مانع أن يقحم نفسه في حفلات الزفاف الكبرى ليصطاد ضحايا. اجتمع أمير مع الثلاثة في وقت واحد داخل منزله، أوهم كل واحدة منهن أنه سيكون طريقها إلى الشهرة.
كانت صوره مع كبار نجوم الفن تملأ جنبات المنزل بشكل يوحي أنه صديق لهؤلاء النجوم، ونجحت الصور في إكمال فصول الخدعة الكبرى التي صدقتها النساء اللاتي سقطن في الفخ.
كان المنتج المزيف يلمح الإعجاب في عيون البنات حينما يشاهدن هذه الصور فيؤكد لهن أنه أحد صناع النجوم في مصر، ويلعب أمير بأحلام الشابات الحسناوات اللاتي يسرحن بخيالهن، ويعتقدن أن هذا هو طريق الشهرة الذي مشت فيه النجمات والنجوم الموجودة صورهم على الحائط.
مروة في بلاغها للأمن قالت: إن أمير طلب منها أن تستبدل ملابسها في غرفة خاصة قبل بداية أدائها لاختبار تمثيل، وطلب نفس الأمر من سماح التي تعشق الرقص وسهى التي تتمنى أن تصبح ممثلة.
بعد انتهاء الثلاثة من أداء فقرتهن طلب منهن الشيطان الشاب العودة في اليوم التالي، لكنه أعطى كل واحدة منهن موعداً مختلفاً.
اكتشفت مروة أن أمير قام بتصويرها وهي متجردة من ملابسها في غرفة تغيير الملابس، وكذلك سهى وسماح، طلب منهن ممارسة الحب الحرام معه وإلا نشر صورهن على الإنترنت.

مواقع إباحية
حاولت الفتيات الثلاث الاعتراض، هددنه بإبلاغ الشرطة، فنفذ أمير وبدأ بسهى، ونشر صورتها في أحد المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت، وسارع بالاتصال بها وأخبرها بأنه سيعمل على إصلاح هذا الوضع إذا تراجعت عن رفضها لطلبه، وأخبر صديقتيها أنهما ستلاقيان نفس مصيرها.
سيطر الخوف على قلوب وعقول الحسناوات الثلاث، أدركن أنهن في ورطة حقيقية، هذه المشاهد لن يدرك متصفحو شبكة الإنترنت أنها في غرفة تغيير ملابس قبل خوض اختبار فني لأن المنتج المزيف أقنع متصفحي الإنترنت أنها لقطات لساقطات قبل ليلة حمراء.
اقترحت سهى على صديقتيها الذهاب إلى الشرطة وطلب الحماية قبل أن تسوء الأمور أكثر، واتجهن إلى الإدارة العامة لمباحث الجيزة. اهتم اللواء علي السبكي بالبلاغ وطلب منهن مجاراة أمير واستدراجه في المحادثات الهاتفية ليعترف بالابتزاز.
نجحت الخطة، صدقهن المنتج المزيف، أعتقد أنهن تراجعن عن العناد وبدأ يتفق معهن على موعد لقاء، لكنهن اشترطن عليه تسليمهن أشرطة الفيديو التي قام بتسجيلها خلسة أولاً.

ساعة الصفر
كان رجال المباحث يراقبون مكالمات المتهم، وينتظرون ساعة الصفر التي سيلتقي فيها المتهم مع الفتيات الثلاث، طلب منهن مدير المباحث الاستجابة لكل طلبات أمير، ووعدهن بالتدخل في الوقت المناسب لإنقاذهن من براثنه.
طرقت سهى الباب، وأحسن المتهم استقبالها، وأخذ يعاتبها على عدم اقتناعها بتحقيق رغباته، حاولت الفتاة أن تتظاهر بالاعتذار.
صدقها المتهم الذي جهز منزله لهذه الليلة الحمراء دون أن يدرك أن هناك من سيشاركونه هذا الحفل، ولكن بطريقتهم الخاصة، رجال المباحث كانوا بالخارج، طلبوا من سهى أن تطلب من المتهم شريط الفيديو الخاص بها، وحينما قدم لها أمير الشريط تمكنت من الاتصال بضابط المباحث دون أن تنطق بكلمة واحدة.
في هذه الأثناء دق جرس الباب، تردد المتهم لكن سهى اندفعت لتفتح فوراً، في لحظات امتلأ المنزل برجال المباحث وسط ذهول المتهم الذي لم يدر ماذا يفعل، وأدرك أنه يحتفظ بين يديه بشريط الفيديو الذي يمثل دليل الاتهام ضده.
اقترب منه ضابط المباحث وانتزع الشريط بحزم، وبدأ رجال الأمن في تفتيش الشقة، وكانت المفاجأة الكاميرات السرية التي تملأ كل مكان بالشقة، وعثروا أيضاً على مجموعة من شرائط الفيديو لفتيات أخريات تعدت الـ20 كان المتهم في طريقه لابتزازهن منهم ممثلات في بداية الطريق، كما اكتشف رجال المباحث كميات من الصور الفوتوغرافية للمتهم مع كبار الفنانين بمناسبات مختلفة، وتم اصطحاب أمير إلى النيابة لاستكمال التحقيق معه، وطوال الطريق التزم الصمت، وكان الذهول يكسو ملامحه، لم يصدق أن اللعبة تم اكتشافها وتحولت إلى كابوس سيقوده إلى السجن.
لم يجد المتهم في النهاية مفراً من الاعتراف تفصيلياً بجرائمه، وقال إن فكرة استدراج الضحايا جاءت عندما قرر استئجار شقة في شارع الهرم واستخدامها كمقر لنزواته، نجح في ابتزاز عشرات الحسناوات بشرائط الفيديو التي التقطها لهن خلسة وتمكن من الحصول على المتعة الحرام بالإكراه مع هؤلاء الفتيات اللاتي خشين الفضيحة.
أمير أكد أنه كان يتردد على الحفلات الفنية ويسعى لالتقاط صور تذكارية مع النجوم، ويستخدم هذه الصور في إيهام ضحاياه بعلاقته بكبار أهل الفن، فقررت النيابة حبسه بتهمة الابتزاز.