الثمن الغالي للزواج من أجنبيات

رعاية الطفل / الأطفال, طلاق, مشكلة / مشاكل الزواج, زواج مختلط

06 يوليو 2009

دفع المهندس المصري مصطفي أفدح ثمن لزواجه من سيدة روسية، انبهر بجمالها، ولباقتها ولكنه لم يتخيل يوماً أن هذه الحسناء ستتحول إلى كابوس يدمر حياته وينزع منه أجمل زهرة في الدنيا ابنته الصغيرة. فقد وقع الطلاق بعدما أثمر الزواج ابنتهما منى. ورغم أن الزوجة الروسية مارغريت كانت تقيم بشكل غير شرعي في القاهرة فقد تمكنت من اختطاف ابنتها. ومن يدري ربما هربت بها إلى روسيا لتحكم على الأب بحرمانه رؤية ابنته!
أما مارني «بيريس» الزوجة البريطانية المتزوجة من رجل مصري، فقد فوجئت بحسب قولها باقتحام زوجها المنزل ليجدها تحتسي الشاي مع صديق لها، ووجدت نفسها منذ تلك اللحظة تائهة في أروقة المحاكم، لينتهي الأمر بسقوط حقها في حضانة طفليها.


وهم السعادة

بخصوص المهندس المصري فقد بدأ كل شيء بسرعة، وانتهى بسرعة. اعتقد المهندس المصري المغترب أن الروسية الحسناء مارغريت تحمل إليه حياة جديدة سعيدة بعد مشاكله مع زوجته الأولى، استسلم لمشاعره وظن أن الحياة ابتسمت له من جديد وها هو الآن يحصد النتيجة المرة.
بعد 8 سنوات تحول زواجه من مارغريت إلى كابوس، بلاغات في أقسام الشرطة، قضايا ومحاكم، رعب من ضياع طفلته الوحيدة إلى الأبد والآن أصبحت الطفلة منى مجرد ذكرى، وربما تظل صورة جميلة أو ألبوم صور يعود إليه الأب باكياً كلما احتاج إلى مطالعة ذكرياته مع ابنته!
كل شيء تم في غياب الأب الذي فوجئ أن زوجته حصلت على حكم خلع ضده وأعقبه حكم بحقها في حضانة ابنتها وحينما تحرك مصطفي أدرك أن الوقت تأخر كثيراً.
البداية كانت في إحدى الدول الخليجية حينما سافر مصطفي للعمل هناك بعد تجربة زواج فاشل، أراد أن يضع في العمل كل همه حتى ينسى أوجاعه السابقة، وقرر أيضاً أن يجمد عواطفه حتى إشعار آخر!
لم يكن يحتمل أي تجربة فاشلة جديدة فالأوجاع القديمة وجروح الزواج الأول لم تندمل بعد، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. سقط مصطفي في الحب مرة أخرى بفعل فاعل، عيناها الساحرتان وشعرها الأشقر وملامحها الجميلة كانت أشبه بشباك شلت مقاومة مصطفي الذي استسلم فوراً!


مشاكل

انتصر صوت الحب وتم الزواج بين مارغريت ومصطفي، عاش معها أجمل أيام حياته، ونسى مشاكله السابقة، ولم تمض شهور على الزواج حتى زفت مارغريت لزوجها خبر حملها. طار الزوج فرحاً، واستمر الحب لفترة طويلة دون أن يعكر صفو هذه الحياة أي شيء.
تحمل أوراق بلاغ الزوج ضد زوجته المزيد من تفاصيل حياته معها بعدما طالب أجهزة الأمن في مصر بالعثور عليها ومنع طفلته من السفر. أيامه تحولت إلى جحيم، لم يعد هناك وجود لكلمة التفاهم. وكانت مارغريت تتعمد أن تتأخر كثيراً خارج منزلها ومعها طفلتها منى وحينما حاول مصطفي الاعتراض على سلوك زوجته استقبلت الزوجة هذا الاعتراض ببرود شديد، وباقتضاب أخبرته أنها لن تغير أسلوبها مطلقاً.
قرر الزوج أن ينهي أعماله في الخليج وأن يعود الى مصر مع زوجته وابنته.
في البداية أبدت مارغريت إعجابها الشديد بالقاهرة، وتأقلمت بسرعة مع الحياة فيها، ولكن سرعان ما عادت المشاكل بسبب خروج الزوجة كل يوم وعودتها في ساعات متأخرة من الليل.
اشتعلت ثورة الغضب في قلب الزوج الذي أكد لزوجته أنها تدمر حياتها الزوجية وتقضي على ما تبقى من حب في قلبه. وواصلت مارغريت تجاهلها، بل إنها كانت تجهز لمفاجأة كبرى. خرجت كعادتها ومعها ابنتها ومرت الساعة دون أن تعود، ارتفع صوت أذان الفجر ولم يظهر لمارغريت ومنى أثر، انشقت الأرض وابتلعتهما، ولم يجد مصطفي أمامه سوى أن يخرج للبحث عنهما.
مرت أيام عديدة والأب يموت في اليوم 100 مرة بسبب غياب ابنته، وأدرك أن الأم هربت بها إلى روسيا. وبعد شهور من اختفاء الزوجة فوجئ مصطفي بشقيقته تتصل به وتخبره أن مارغريت أعادت اليها ابنته.
طار الزوج فرحاً وسارع لإعادة منى وهو لا يصدق نفسه ولا يجد في الوقت نفسه تفسيراً لما حدث، لكنه أدرك أن زوجته لا تزال في مصر وأعادت منى لأنها لم تعد تقوى على الإنفاق عليها.
بعد أيام تلقى مصطفي إنذاراً من المحكمة بموعد جلسة دعوى الخلع التي أقامتها مارغريت التي طالبت المحكمة في الوقت نفسه بضم ابنتها منى التي لا تزال في سن الحضانة. وسرعان ما حصلت الزوجة على أحكام قضائية بالخلع وحضانة طفلتها... جن جنون الزوج، لأن الزوجة السابقة صار بإمكانها اخراج ابنته من مصر دون أن يستطيع شيئاً.


الفخ!

استأنف مصطفى حكم حضانة الطفلة، ولكنه لم يستطع التخلي عن مخاوفه، فزوجته تنوي الهرب خارج مصر لأن إقامتها لم تعد شرعية بتطليقها منه، وأدرك أنها قد تلجأ إلى خطف ابنتها بأي وسيلة. بدأت فصول التمثيلية ببلاغ تلقاه مأمور قسم شرطة مصر الجديدة من مارغريت تتهم فيه مطلقها بالاعتداء عليها وتحطيم محتويات منزلها. وقررت الشرطة استدعاء مصطفي لمواجهته بهذه الاتهامات.
فدافع عن نفسه، مؤكداً وجود خلافات وقضايا بينه ومطلقته في المحاكم مما يدفعها إلى تحرير محاضر كيدية ضده. ولم تقدم مارغريت أي دليل على صحة اتهامها لزوجها السابق، وأثناء عرض هذه المحاضر على النيابة تلقى مكالمة مفزعة من شقيقته، أخبرته فيها أن مارغريت تمكنت مع صديقة لها من خطف منى أثناء عودتها من المدرسة، واختفت.
عاد الأب إلى النيابة ليقدم بلاغاً بهذه الواقعة، واتهم الزوجة السابقة بخطف ابنته استعداداً للهروب بها خارج مصر، وأكد أنها تقيم بطريقة غير شرعية، وبدأت أجهزة الأمن اتخاذ إجراءات البحث عن الطفلة منى.
يقول الأب مصطفي: «دفعت ثمن زواجي من أجنبية دون دراسة متأنية لشخصيتها وعاداتها، والنتيجة أني تورطت في هذا الزواج الذي أثمر ابنتي منى. وللأسف نشأت المشاكل بيني وزوجتي بسبب اختلاف عاداتهم عن عاداتنا، وكان طبيعياً ألا يستمر الزواج طويلاً.
لم أتخيل أنها تخطط لحرماني من حبيبتي وأملي الوحيد في الحياة، لأن ابنتي هي كل شيء في الدنيا وحرماني منها يساوي الموت. ولا أعلم الآن أين هي. هل نجحت مطلقتي في تهريبها الى روسيا بطريقة ملتوية أم أنها مازالت في مصر؟ والنتيجة للأسف واحدة، فابنتي أصبحت بعيدة عني ولا أعلم إذا كنت سألتقي بها مرة أخرى أم لا...


40 ألف بريطاني ومتضامن يطالبون  بإلغاء حكم إبعاد «مارني» وهي ترفض مغادرة سجن دبي وتؤكد: لن أترك أطفالي...

مارني بيريس «بريطانية» عمرها 40 عاماً، أصبحت اسماً يتداول بكثرة في دبي إعلامياً وعلى مواقع الانترنت، وحتى في الجلسات العامة، وخاصة بين أفراد الجاليتين البريطانية والمصرية، «مارين» موجودة حالياً وراء القضبان الحديدية في سجن النساء بدبي لقضاء عقوبة بالسجن لمدة 3 أشهر، لارتكابها جريمة زنا، ونظراً لانقضاء فترة العقوبة، إلا أنها تصر على عدم الخروج من السجن، لحين صدور قرار بإلغاء عقوبة الإبعاد.
ولأنه فيلم يتكرر مع كل خلاف زوجي بين زوج عربي وزوجة أوروبية، عندما لا تنتهي فصول هذا الزواج بالتراضي أو الاتفاق، فقد بدأت ملامح فيلم جديد بعد صدور الحكم، وكعادة أبناء الجالية البريطانية - وخاصة أصدقاء وصديقات بيريس- فإنه لم يرق لهم الحكم الصادر من محاكم دبي، لأنه مصحوب بحكم إبعاد عن الإمارات، وبالتالي قاموا بجمع توقيعات من أكثر من 40 ألف شخص من البريطانيين والمتضامين معها لإيقاف تنفيذ حكم الإبعاد، حتى لا تفارق ولديها، اللذين حصل الأب المصري على حكم بحضانتهما من المحكمة بعد إدانة «بيريس» بجريمة «الزنا».
فريق «مارني» كما أطلق على نفسه  وهم من المتعاطفين مع قضية «بيريس» لم يستسلموا للأمر، ومازالوا يواصلون حملتهم ومناشدتهم لكافة السلطات المسؤولة داخل دبي وفي بريطانيا من اجل إعطاء الفرصة والوقت المناسب لصديقتهم لتحل مشكلتها مع زوجها، وتتمكن من الوصول إلى حل مناسب يضمن بقاءها إلى جانب أبنيها.


عمان- سيشل - دبي

وتبدأ قصة بيريس عندما تزوجت من رجل مصرى بعد ان تعرفت اليه في سلطنة عمان اثناء عملها في محل لبيع الزهور عام 1999، وبعدها سافرا الى جزيرة سيشيل وتزوجا هناك، ومن ثم عادا الى دبي حيث يعمل الزوج واستأجر لها فيلا في منطقة راقية، وأنجبت «بيريس» ولدين هما ليث (7 سنوات) وزياد (4 سنوات).
وكما يحصل في مثل هذا النوع من الزيجات دب الخلاف بين الزوجين وتبادلا اتهامات بخيانة كل منهما للآخر، إلا أن «بيريس» ووفقاً لروايتها لنا قالت وهي داخل محبسها بسجن النساء بدبي أن زوجها كان يخونها مع أخريات، فقامت بطرده من الفيلا ومنعته من رؤية أبنائه، الا انها فوجئت ذات يوم من العام الماضي بزوجها يقتحم المنزل مع قوة من الشرطة، ويلقي القبض عليها وصديق لها كان يحتسي معها الشاي، ومنذ ذلك الوقت وجدت نفسها في دوامة بين أروقة النيابة والمحاكم، بل وفوجئت - على حد قولها- أنها متهمة في قضية زنا، رغم أنه تم الإفراج عن صديقها، وفوجئت بزوجها يقوم بتطليقها أمام المحكمة وأمام اثنين من الشهود، على اعتبار أن زواجهما تم وفق الشريعة الإسلامية، التي لا تدين بها، وفوجئت أيضاً بأن الزوج  يسقط حقها في حضانة الطفلين، على اعتبار أنها غير أمينة عليهما.


شهادات الإدانة

وتضيف مارني بيريس: «ما أدهشني حقاً أن كل هذه الإجراءات اعتمدت على بعض الرسائل الالكترونية التي كنت أتبادلها مع صديقي وعلى شهادة الخادمة التي أقرت بأنني كنت اختلي مع الصديق في غرفة خاصة، وقدمت بعض الواقيات الذكرية للدلالة على ذلك، وكانت تحتفظ بها داخل ثلاجة المنزل، مما عزز من اتهامي والزج بي داخل السجن.
وتؤكد مارني - كما تفضل أن يطلق عليها - أنها أرادت أن تنفي كل هذه الأمور، إلا ان أحداً لم يسمعها، ولا حتى حاول اثبات جريمة الزنا بتحاليل مخبرية.
وتضيف: أنا راضية بالسجن والتشهير بي بهذا الاسلوب رغم اني مظلومة، ولكن لن أتخلى عن ولديّ ولن اتركهما وأغادر حتى لو تم إبعادي رغما عنى،  سوف أكافح من أجل الحصول عليهما مهما كلفني الأمر.
على الجانب الآخر أكد  لنا الزوج أن القضاء قال كلمته، وأن أبناءه حالياً في حضانته، ولن يستطع أحد أن يفرقه عنهما. ولا بد أن تتم تربيتهما في دولة إسلامية، نافياً مزاعم «مارني»  بأنه كان يخونها، ويؤكد الزوج انه قد تزوجها عن حب، بل  ومنحها من ماله وحبه الكثير، الا أن ما حدث هو نتيجة طبيعية وضريبة الزواج الغير متكافيء في العادات ولا التقاليد.
حملة «مارني» لا تزال متواصلة...  ولا يزال صدى الحكم عليها متداولاً على كافة الأصعدة، ولكن إلى أين ستنتهي القضية؟  هل ستلجأ «مارني» البريطانية إلى خطف أبنيها من زوجها العربي كما سبق وحدث من قبل في حالات مشابهة لازواج عرب تزوجوا من أجنبيات، ويجلسون اليوم في حسرة عدم تمكنهم من رؤية أبنائهم المقيمين مع زوجات أجنبيات هاربات؟