ست مستشفيات حكومية رفضت حالته

المملكة العربية السعودية, مستشفيات, حقوق الإنسان

14 يوليو 2009

رفع المواطن السعودي إسماعيل العامري شكوى إلى وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة وأخرى لهيئة حقوق الإنسان بسبب رفض ست مستشفيات سعودية تحويل ابنه من مستشفى الملك فهد في جازان إلى إحدى المستشفيات الكبرى في الرياض أو جدة بعد تدهور حالته بشكل مفاجيء وإنعدام قدرته على التنفس، مما أدى إلى وفاة الطفل فيما بعد بحسب ماذكر والده. بدر الصغير الذي كان يعاني مشاكل صحية لفظ انفاسه على سرير المستشفى بسبب الاهمال الطبي، كما ادعى والده. ولكن المستشفى تؤكد أن الطفل كان يعاني حالة صحية متأخرة ووصل إلى المستشفى في وضع سيىء. «لها» وقفت على القضية وحاورت أهل الطفل والطبيبة المسؤولة عن حالته، إضافة الى رأي الشؤون الصحية في جازان التي فضلت عدم الرد.

قال العامري إن عدة مستشفيات قد تمت مراسلتها لتستقبل حالة ابنه بدر، لكنها لم ترد مما أدى الى بقاء طفله في مستشفى غير مجهز، على حد قوله، وتسبب الاهمال في وفاته. المستشفيات هي مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وجدة، ومستشفى قوى الأمن، ومستشفى جامعة الملك خالد في عسير، ومدينة الملك فهد الطبية، ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية، وجميعها لم ترد عليه بالنفي أو الإيجاب، وتوفي إبنه بعدها. وأضاف قائلاً: «أرسل مدير عام الهيئات الطبية والمكاتب الصحية الدكتور خالد الحسين إلى مدير عام الإدارة العامة للطوارئ بالرياض الدكتور طارق الحواس الذي خاطب مدينة الملك فهد الطبية حول إمكانية استقبال الحالة لديهم ولكنهم لم يردوا  الأمر الذي أدى إلى تدهور حالة الولد الصحية في مستشفى الملك فهد  في جازان ثم وفاته».

ويتذكر العامري الحكاية قائلاً: «في الفترة الأخيرة تعب ولدي بدر بشكل مفاجيء ولم يدر أحد سبب الإنتكاسه التي لم تلبث سوى ربع ساعة تحديداً في يوم الأحد الموافق 4/3/1430هـ، وفي الساعة الحادية عشرة ليلاً تم نقله إلى مستشفى جازان العام. تم إجراء اللازم له بعد أن أجري له الإنعاش تحت إشراف الطبيب نصر. ومع انخفاض تنفسه وعدم وجود كرسي في المستشفى، تم نقله بإسعاف إلى مستشفى الملك فهد المركزي».
وأضاف العامري: «في مستشفى الملك فهد المركزي استقبلت الحالة ببرود وبلا مبالاة من الأطباء والممرضين، مما اغضب الدكتور نصر وأم  بدر وجده وجدته والمرافقين للحالة، وبدأت من هناك التجارب والعمليات على هذا الطفل المسكين ووضع له عدد من الأجهزة المغذية، وكان عددها سبعة ولكثرتها وطول بقائها في جسمه قرابة 15 يوماً أدت إلى انتفاخ سريع وتورم ملحوظ بجسمه».

وتابع: «أحضرت بعض التقارير السابقة عن حالته والتي بموجبها أفادتهم بعدم التدخل في رأسه وأعصابه، ورغم ذلك لم يستمعوا لكلامي ولم يشاهدوا التقارير، ولوحظ من وقت لآخر وبشكل سريع هبوط متدرج في حالته الصحية وفقدانه أعضاءه الداخلية،  نتيجة قوة المضادات التي أعطيت له ومدى صلاحيتها».

وقال العامري أنه  طالب بنقل ولده على وجه السرعة الى مستشفى متخصص بالرياض مثل مدينة الملك فهد الطبية، أو مستشفى الأمن العام،أو مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، حيث لديهم الخبرة الكافية والعناية الأكثر دقة. وأوضح أن أمه زارته ووجدته ينزف من الأنف والفم، ولم يكن بجانبه احد، حتى المتابعة والمشرفة على حالته لم تكن إلى جانبه لتمسح الدماء النازفة. «بدأت زوجتي بمسح الدم ولاحظت عدم وجود أسنانه التي كسرت ووضعت في زجاجة بجانبه، وسألتهم عن السبب فكان الجواب لأنه يعض على البلاستيك التي عن طريقها يتنفس، وخوفاً عليها من الكسر بمعنى أن الأنبوب أغلى من أسنان  ابني. «وأشار إلى أن عدداً من العمليات الجراحية أجريت لبدر ومنها تركيب أنبوب يخترق الرئه موصول بأنبوب بقارورة لنزول الماء الموجود على الرئتين، وعملية القسطرة التي تسببت في ضره أكثر من نفعه والتي نتج عنها التهابات في الكلى، وبعدها بأيام كان لا يستطيع حتى التبول فامتنع خروج البول من جسمه. ويتساءل العامري عن سبب إيقاف البلازما التي كانت تصرف له وتسبب في إيقافها طبيب يدعى معاوية بحجة مراقبة حالته في الساعات المقبلة، وما أن توقفت البلازما حتى توقفت حياة بدر.أم بدر: «خلعوا أسنان ابني ووضعوها بجانبه وتوفي خلال أسبوع».
تقول والدة بدر أنه وصل مستشفى الملك فهد بجازان وحرارته طبيعية ولم تكن مرتفعة، ولم يكن لديه جفاف من قبل، وكان قبل الوصول للمستشفى يلعب ويضحك. وتواصل الأم الحزينة: «لماذا تم خلع سن طفلي ووضع بجانبه، ولقد ساءت صحة ابني بعد أسبوع من دخوله المستشفى، ولم يكن عنده نقص في الدم، والكلى سليمة والرئة والكبد »، مؤكدة أن العناية بالمرضى سيئة والتنظيف سيئ وهناك إهمال واضح ادى إلى وفاة ابني.

الطبيبة المسؤولة: «الطفل وصل للمستشفى في حالة سيئة جداً»
من جهتها قالت المشرفة على حالة الطفل بدر الدكتورة ماجدة كازباك أن المريض حول بشكل مستعجل من مستشفى جازان العام، وكان موضوعاً له أنبوب داخل الرغامي، ونوم مباشرة في وحدة العناية المركزة للأطفال في مستشفى الملك فهد المركزي بجازان. «حول المريض على أن لديه حالة من اضطراب تغذية مادة الدماغ، وتخلف عقلي شديد، والتهاب شديد بالمعدة والأمعاء، والتهاب بكتيري بالدم، والتهاب الرئة بالجانب الأيمن، وجفاف شديد. وأضافت : « كانت حرارة المريض منخفضة بشكل كبير وضغط الدم غير مسجل التأكسج ولا يستطيع الحصول على مستوى جيد من الأكسجين من هواء الغرفة، وغازات الدم أظهرت أحماض استقلالية حادة ووضع فوراً للمريض جهاز تنفس صناعي وأستقبل المريض كمية كبيرة من المحاليل الوريدية حتى تم التمكن من قراءة ضغط الدم».

وتابعت: «المريض كان  بحاجة إلى مساعدة عضلية المفعول على شكل العلاجات التالية دوبامين، دوبتامين ادرينالين والديكسا ميثسون بالحد الأعلى لتمكن من الحصول على ضغط دم طبيعي. الالتهاب البكتيري للدم أثر على فشل أعضاء متعددة وادى إلى ارتفاع إنزيمات الكبد وانتشار الزلال. وأظهرت أشعة الصدر وجود ترشح رئوي حاد في الجانب الأيمن ناتج عن عملية التنفس المتكرر، ما سبب توسع الاسترواح الصدري بالجانب الأيمن. وهذا الطفل كان يعاني من سوء تغذية حاد وهزال والمناعة ثانوية مترقبة، وعاجز بشكل مطلق نتيجة وضعه ولديه تشنجات وشلل رباعي».

وقالت الطبيبة أن الطفل بدر وصل للمستشفى وهو في حالة سيئة جدا،ً فضغط الدم صفر، ودرجة الحرارة صفر، ونبض القلب صفر،«لقد كان شبه متوف». وأضافت أن الطفل كان لديه جفاف لعدة أيام ولم يعطيه أحد أي سوائل والجسم لا يتحمل الجفاف أكثر من ست ساعات وكان مصاباً بنزلة معوية شديدة، والدم لم يكن يصل إلى المخ».

واكدت الطبيبة أن حالة الطفل بدر توبعت من قبل 10 استشاريين متخصصين، لأن جميع الأجهزة معطلة لديه. «تابعه استشاري جهازي الهضم والكبد في المستشفى الدكتور حسين عقيل ووجد أن الكبد معطلة، وتابعه استشاري الكلى الدكتور مقبول غفوري ووجدأن الكلى معطلة من ساعة وصوله، وتابع الحالة متخصصان في الرعاية المركزة واستشاري الأعصاب في المستشفى الدكتور عبدو حواس. الطفل لديه شلل رباعي من ولادته، وكشف على الطفل استشاري من الرعاية المركزة من جامعة الملك خالد بعسير وقال أن حالته سيئة جداً.
ونفت الدكتورة من أن هناك تقصيراً في علاجه،أو خلع أسنان الطفل، ونحن نعذر والد الطفل لحالته النفسية بعد وفاة ابنه.

واكدت الطبيبة أنهم أرسلوا عدة فاكسات لست مستشفيات، وزودوا الأب بنسخه منها للمتابعة، ومنها مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وجدة، ومستشفى قوى الأمن، ومستشفى جامعة الملك خالد في عسير، ومدينة الملك فهد الطبية، ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية، ولم يأتنا الرد، لأنهم لا يستطيعون عمل أكثر مما عملنا حسب التقارير التي وصلت.

وقال أحد المسؤولين في وزارة الصحة (فضل عدم ذكر أسمه) يجب أن تثار قضية سبب رفض المستشفيات لتحويل الحالة الحرجة في الرياض وعدم ردها على الإدارة العامة للطوارئ  بشكل سريع.
«مجلة لها»  حاولت أخذ رأي الشؤون الصحية في جازان عن حالة بدر العامري إلا أنها لأكثر من شهر لم ترد وفضلت الصمت.