قصة مدّعي سحر متخصص في خراب البيوت

مشكلة / مشاكل الزواج, خطف الأزواج, شعوذة, السحر الأسود

29 يوليو 2009

 مدّعي الساحر هذا كان يؤمن بالتخصص، لم يرغب أن يكون تقليدياً مثل المئات من زملائه الذين يمارسون كافة أنواع الشعوذة ويجنون أموالاً وفيرة، لكن أشرف قرر أن يتخصص في نوع واحد من السحر الأسود وحدد هدفه جيداً، وخلال شهور قليلة أصبح أشهر دجال في مهمة «تدمير المنازل الزوجية»!
كان يطلب من مساعدته فايزة أن تقدم له حالات لنساء يرغبن في ربط أزواج، وعمل أحجبة سوداء تساعد على تدمير العلاقة بين الزوجين وللأسف كانت ردهة منزله ممتلئة دائماً بالنساء اللاتي سقطن في طريق الشر!


هو يمثل أخطر أنواع مدّعي السحر على الإطلاق، لم يكن يتعامل مع المهام التقليدية لكل ساحر في علاج المس، واللبس، وفك الأسحار، لم يكن يهتم باستقبال أي زوجة لها مشاكل في الإنجاب أو تعساء الحظ الذين عاندتهم الدنيا، لكن الساحر أشرف اختار طريقاً آخر!

قبل سنوات قرر أن يستخدم السحر الأسود الذي يتقنه في شىء آخر وهو التفريق بين الأزواج وتدمير البيوت التي كانت سعيدة، ودائماً زبائنه من نساء عوانس ومطلقات يرغبن في تطليق أزواج من زوجاتهم حتى يتزوجوهن!

الأجر كان باهظاً. اشترط أشرف أن تدفع أي سيدة مبلغ 800 جنيه في الجلسة الأولى التي يسميها جلسة التعارف، حيث تقوم السيدة بسرد حكايتها، وتقدم للساحر طلباتها قبل أن يطلب منها بدوره طلبات مهمة ويحدد لها موعداً آخر!

في الجلسة الثانية تحضر الزبونة ومعها 1000 جنيه وبعض متعلقات الرجل التي ترغب في «ربطه» وتدمير منزله، وأحياناً يكون الحصول على شىء من المتعلقات الشخصية للرجل شديد الصعوبة فيقوم الساحر بإعفاء السيدة من هذه المهمة حتى يقوم بها بنفسه، ولكن يشترط أن يتضاعف المبلغ الذي تقوم السيدة بدفعه للدجال ليصبح 2000 جنيه بدلاً من 1000!!

المثير أن عاشقات خراب البيوت كن على استعداد لدفع أي مبلغ حتى يحققن هدفهن، لدرجة أن بعضهن يبعن حليهن الذهبية لتوفير طلبات الدجال، والبعض الآخر منهن وافق على كتابة إيصال أمانة له لحين سداد ديونهن!

 دعاية مسمومة!

اعترافات «الساحر» بعد القبض عليه كانت شديدة الإثارة، فهى تحكي قصته مع خراب البيوت، لكن المشهد النهائي كان أكثر إثارة والبداية كانت حينما توصلت أجهزة الأمن لمعلومات حول نشاط الشيخ أشرف كما يطلقون عليه في منطقة المرج الشعبية التي يعيش فيها!

قبل سنوات جاء الدجال إلى هذه المنطقة واستأجر شقة متواضعة عبارة عن غرفتين فوق سطح أحد المنازل المتهالكة وسرعان ما كشف عن وجهه القبيح وبدأ يمارس نشاطه!

لم يرغب «الساحر» أن يكون بمفرده في بداية نشاطه، تعرف على جارته فايزة وزوجها، وعرض على الزوج أن تعمل معه في هذه المهنة، ترددت فايزة قليلاً لكنها سرعان ما استجابت لإغراء المال خاصة أن أشرف عرض عليها مبالغ مغرية ولم يعترض زوجها رغم خطورة المهنة التي ستقوم بها زوجته، فلم يكن يهم هذا الزوج في النهاية سوى المال!

كانت فايزة تقوم بدور السكرتيرة التي تنظم مواعيد الشيخ أشرف وتستقبل الحالات وتجلس معهن وتتقاضى منهن قيمة الزيارة، لم تكتف فايزة بهذا الدور ولكنها كانت تقوم ببث دعايتها بين نساء المنطقة عن نشاط الشيخ الشاب الذي ذاع صيته بعد أسابيع قليلة من بداية عمله!

كشفت حكاية الدجال الشاب أسرار ما يحدث في قاع المجتمع، فهناك رغبة في تدمير السعادة والاستيلاء على ما هو في يد الآخرين خاصة من بعض العوانس والمطلقات، فهن القاسم المشترك في كل قضية من قضايا الشيخ أشرف!

كانت المطلقة تذهب إلى منزل الشيخ وتحكي له قصة حبها مع جارها، وغالباً ما تكون هذه القصة من طرف واحد وتقف الظروف دون اتمامها ولهذا السبب تسعى المطلقة لإزاحة الزوجة من طريقها والحل عند الشيخ أشرف.

يطلب منها الدجال خصلة من شعر حبيبها أو أي قطعة من ملابسه ويمهلها بضعة أيام لتحقيق هذه الطلبات لكنه يطلب منها أن تخبره في حالة فشلها في الحصول على هذا «الأثر لكن غالباً ما تنجح المطلقة في تحقيق طلبات الدجال.

بعد جلستين يقدم لها حجاباً ويطلب منها أن تضعه تحت وسادتها لعدة أيام قبل أن تخفيه بأي وسيلة في منزل حبيبها، وتبحث المطلقات عن حيل كثيرة لإخفاء هذه الأحجبة في منزل الأزواج باستخدام عدة وسائل مختلفة منها الاستعانة بالباعة الذين يترددون على المنزل أو الأطفال.

مضت شهور قبل أن تتجاوز سمعة الدجال حدود المنطقة التي يسكنها لأنه يستطيع ربط الأزواج فلا يستطيعون القيام بواجباتهم الزوجية، بالإضافة إلى استمرار مشاحنات بين الزوج المستهدف وزوجته لأتفه الأسباب وغالباً ما يتحقق الهدف الذي تنشده «زبونة» الشيخ أشرف وهو الطلاق لتصبح الساحة خاوية لها حتى تنسج شباكها حول الزوج.

 

سحر سفلي

تلقى رجال المباحث بلاغاً من زوجة تدعى سمية أكدت أنها حصلت على الطلاق من زوجها قبل شهور رغم أن حياتها الزوجية كانت مستقرة ولا يعكر صفوها أي شىء، اتهمت الزوجة جارتها «سهى» بعمل سحر سفلي عن طريق الشيخ أشرف، بهدف التفريق بين الزوجين، اهتم رجال المباحث بالبلاغ وبدأت رحلة التحريات وجمع المعلومات عن أشرف ومراقبة الوكر الذي يستخدمه في الأسحار، تأكد لرجال المباحث صحة المعلومات حول نشاط «الساحر» الذي احترف مهنة سوداء ولا هم له إلا خراب البيوت السعيدة ، قرر رجال المباحث انتظار ساعة الصفر قبل مداهمة وكر الساحر وبالفعل وصلت إحدى النساء بعد منتصف الليل وبعد ربع ساعة من صعودها لمنزل الساحر داهمت الشرطة المكان وألقت المباحث القبض على أشرف متلبساً بالدجل وكان يرتدي جلباباً مزركشاً والبخور يملأ الغرفة التي يجلس فيها مع ضحيته وعثرت الشرطة على جماجم وأحبار وكتب صفراء ومواد يستخدمها السحرة في عملهم.

وفي دولاب الساحر كان يخفي ثلاثة آلاف جنيه هى حصيلة عمل يوم واحد، حاولت مساعدته فايزة الهرب لكن الضباط ألقوا القبض عليها وفي مكتب مدير المباحث توالت الاعترافات المثيرة للمتهمين.

اعترفت فايزة بالاشتراك مع الشيخ أشرف في اللقاءات التي كان يعقدها مع زبائنه مقابل1000 جنيه شهرياً، كانت فايزة تقدم له المطلقات والعوانس بعد أن نجحت فى إقناعهن بقدرات الساحر الفائقة.

أكد أشرف أنه عاش حياة عائلية مفككة حينما حصلت والدته على الطلاق من والده الذى سارع بالزواج من سيدة أخرى وتزوجت والدته من أحد الأشخاص وبعد سنوات اكتشف أشرف أن زوج والدته يعمل بالسحر.

تدرب الساحر الشاب على يد زوج والدته وتعلم منه فنون السحر وورث الكتب الصفراء وحينما مات زوج الأم قرر أشرف أن يستقل بنفسه وأن يمارس السحر بعيداً عن أسرته.

قرر الساحر الشاب أن ينتقم من أي زوج سعيد فى حياته الزوجية وينعم بالاستقرار، تحركت عقدة نفسية قديمة فى عقل الساحر جعلته يكره الاستقرار ويعشق خراب البيوت حتى سقط في أيدي الشرطة وقررت النيابة حبس المتهم ومساعدته «فايزة» بعد أن وجهت لهما تهمة الدجل والشعوذة.