حرم الوظيفة وأصبح معروفاً لدى أحوال الرياض

المملكة العربية السعودية, طالب العيفة, جنسية / هوية

08 سبتمبر 2009

 يحتار رجال الأمن في نقاط التفتيش المرورية في السعودية عندما يقرأون في الأوراق الثبوتية أن طالب فايز العيفة الذي يركب مع اخوته في السيارة ذاتها لا يحمل الجنسية السعودية مثلهم، بل هو سوري يحمل إقامة وهو على كفالة أخيه الصغير، ذلك ان بقاءه قرب والدته المسنة المريضة حرمه الحصول على الجنسية السعودية.

يقول طالب العيفة (43 عاماً): «لم أتمكن من الاستفادة من الأمر السامي بإعادة الجنسية السعودية الى المقيمين خارج البلاد رغم أن جميع أفراد عائلتي استفادوا من الأمر السامي وحصلوا على الجنسية».
ويسرد العيفة قصة معاناة  استمرت 18 عاماً بقوله: «بعد صدور القرار سافر أفراد أسرتي وبقيت أنا في سورية لظروف والدتي الصحية، وعندما تعافت والدتي حصلت على تأشيرة دخول للسعودية. وحال وصولي تقدمت بأوراقي الثبوتية للحصول على الجنسية، وعلى مدى 18 عاماً راجعت الأحوال المدنية في الرياض دون فائدة».

ويضيف: «أحيلت المعاملة كاملة على أحوال ببشة، الى حيث أنتمي أصلاً. وهناك طلبوا مني تعريفاً من شيخ القبيلة وبعض الأوراق الثبوتيه التي أحضرتها، لتعاد المعاملة إلى أحوال الرياض مجدداً. وقبل ذلك كانت المعاملة قد أحيلت على السفارة السعودية في دمشق للاستفسار وأعيدت من دون أي ملاحظات عليها. ولكن طوال هذه السنين وإلى الآن لا جديد يبعث على الأمل. فأنا أقيم في السعودية على كفالة أخي الأصغر، ومتزوج من سعودية قبل 15 عاماً، ورزقني الله منها طفلين. ولا شك في أن مشكلات تجديد الإقامة كل سنة ترهقني كثيراً، فكيف أحصل على إقامة وأنا سعودي الأصل؟».

ويسأل عن السبب الحقيقي لعدم منحه الجنسية السعودية ليستفيد من ميزات المواطنين، «لا سيما أنني حرمت الوظيفة الحكومية والعلاج المجاني، ومعاملاتي صحيحة ولا تتضمن مخالفة. لذلك أطالب بالتدخل السريع لوضع حد لمعاناتي، خصوصاً أن قضيتي أصبحت معروفة لدى أحوال مدينة الرياض وأصبحت شخصاً معروفاً من جميع الموظفين في إدارة الأحوال المدنية».

وعن المواقف الطريفة التي مر بها قال ان «رجال المرور وأمن الطرق يستغربون كلما قرأوا إثباتي سورياً وسط أسرة سعودية».
ويقول عمر الأخ الأكبر لطالب العيفة عن مشكلة أخيه أن والدهم كان يراجع أحوال الرياض قبل وفاته ولم يتوصلوا إلى إجابة شافية، «ودائماً نجد حرجاً كبيراً ونحن مسافرون بين مناطق المملكة خاصة عندما يشاهد رجل الأمن أننا أخوة وأخونا طالب يحمل الجنسية السورية».

ويضيف: «أخي لم يغادر السعودية منذ 12 عاماً، وتزوج من سيدة سعودية، ولديه ولدان، ويجد صعوبة كبيرة في تجديد الإقامة كل عام.
والحقيقة اننا لم نكن لنتصور انه سيحرم الجنسية لبقائه بجوار والدتي المريضة، فهو ضحى بكل شيء لجلوسه عند والدتنا، ونال رضى الله، وحرم الجنسية. هو يعيش بيننا وجميعنا نحمل الجنسية منذ 18 عاماً. وجميع الأوراق مستوفاة، ونحن على استعداد تام أن كان هناك شك فيه أن يتم التحليل عن طريق DNA حتى تنتهي هذه المشكلة».

من جهته، أكد وكيل وزارة الداخلية لشؤون الأحوال المدنية في السعودية  ناصر الحنايا، أن موضوع طالب فايز العيفة موضع اهتمام الإدارة المختصة، و«قد بعثنا بمندوبنا الى منزله للقيام بالإجراءات اللازمة». وأضاف: أن «شؤون الجنسية مهمة جداً، ويجب التأكد من نظامية المعاملة، وإذا كان الشخص يستحق الجنسية فسيحصل عليها بأسرع ما يمكن».