زوجة تبتز زوجها

مشكلة / مشاكل إجتماعية, مشكلة / مشاكل الزواج, بيع الأعضاء, محكمة الأسرة

08 سبتمبر 2009

لفت أنظار الحاضرين في محكمة الأسرة في الإسكندرية زوج شاب لم يتجاوز منتصف الثلاثينات من عمره، كان يحكي قصته الغريبة. وانتزعت كلمات محمد تعاطف الجميع. وقد فتح النار على زوجته صابرين لكنه في النهاية أكد أنه يحبها ومستعد لأن يسامحها ويفتح معها صفحة جديدة.
حان دوره. تقدّم إلى منصة المحكمة وأخذ يتفرس في وجوه القضاة. طلب منهم في البداية أن يصدقوه وأن يلتمسوا له العذر إذا خرج عن طوره وتنفّس الصعداء. حينما لمح في كلماتهم وملامحهم الاستعداد الكامل لتصديق كل كلمة يقولها وبدأ يحكي قصته المثيرة.

دون محامٍ

بدأ الزوج سرد وقائع قصته، كان يتخللها مقاطعة من رئيس المحكمة، يسأله عن بعض النقاط أو يطالبه بتقديم مستندات تؤيد صحة ادعائه. وبالفعل لم يكن محمد في حاجة إلى محامٍ لأنه هو أقدر شخص على الدفاع عن نفسه وشرح قضيته.
بداية قصته منذ سنوات ونهايتها قبل أسبوع واحد من القضية، أقسم للمحكمة أنه يحب زوجته وابنته وأنه على استعداد لأن يسامح زوجته ويغفر لها صنيعها، لكنها أسدلت الستار بنفسها على حياتهما الزوجية وأعلنت فشل زوجها في تحقيق طموحها.
فجر محمد مفاجأة في المحكمة عندما قال: «كانت زوجتي تطالبني ببيع أجزاء من جسدي حتى ألبي طلباتها ورغباتها في أن تنتقل إلى الحياة المرفهة التي تحلم بها، والكارثة أنني لبيت طلبها مرة ولكنني رفضت تكرار المسألة خوفاً على حياتي».

كنت أعمل في مجال الملابس، حياتي بسيطة. أمضي في المحل البسيط الذي امتلكه بالإسكندرية معظم فترات اليوم، ولم أكن أفكر في الزواج. حاولت أن أبني مستقبلي وأدّخر الأموال التي تعي‍نني على الحياة قبل الارتباط، وحين ادّخرت مبلغاً مناسباً بدأت التفكير جدياً في الزواج. وانتبهت إلى صابرين، اكتشفت أنها أصبحت عروساً يريدها العديد من شباب المنطقة التي نسكنها، وتذكرت أنها كانت فتاة صغيرة قبل سنوات لكن العمر يتقدم بسرعة. تقدم لخطبتها أكثر من شاب لكنني استجبت لكل طلبات أسرتها ووعدتها بالعمل ليلاً ونهاراً لتحقيق أحلامها، ولم أكن أعلم أن هذه الأحلام تتجاوز كثيراً إمكاناتي».
بدأت صابرين تطالبني بالذهاب إلى الفنادق الفاخرة وتصر على شراء ملابس غالية، وحين كنت أرفض بسبب ضيق ذات اليد تغضب وت‍ت‍رك المنزل أسابيع حتى أستدين الأموال لألبّي طلباتها».

صفقة الموت

يضيف الزوج: «في أحد الأيام فاجأتني صابرين باقتراح أن أبيع كليتي بمبلغ 100 ألف جنيه. وأرشدتني إلى مكان متخصّص في الإتجار بالأعضاء البشرية. اعترضت بشدة على هذه الفكرة لكن زوجتي استغلت حبي لها وتمكّنت من إقناعي بحجة أن هذه الصفقة تساعد على إحداث نقلة كبيرة في حياتنا. وبالفعل وافقت وأجريت لي جراحة التبرّع بالكلية رغم خطورتها على حياتي. لكنني تعرضت للنصب من السمسار الذي أعطاني 22 ألف جنيه فقط ثم اختفى. ولم تحتفظ زوجتي بهذا المبلغ لفترة طويلة بل أنفقته في أسابيع على ملابس غالية والسهر في الفنادق الكبرى».
يواصل الزوج: «بعد أسابيع عدة كانت في انتظاري مفاجأة جديدة. زوجتي وتطلب مني بيع جزء من الكبد مقابل مبلغ كبير! جن جنوني ورفضت بشدة، وأكدت لصابرين أنها تبتزني بسبب حبي لها. لكنها أصرت على موقفها وهددتني بطلب الطلاق وحرماني من رؤية ابنتي وبالفعل غادرت المنزل.
اتجهت إلى الطبيب وعرضت عليه الأمر فرفض بشدة قيامي ببيع جزء من الكبد. وحين أخبرت زوجتي بما قاله ‍الطبيب لم تقتنع وبدأت تهدّدني، وذهبت إليها عارضاً الصلح لكن أشقاءها هددوني بالضرب وأجبروني على توقيع إيصالات أمانة».
أبلغ محمد الشرطة وأعادت صابرين الإيصالات. ‍لكنها تركت المنزل وحرمته ابنته فلم يجد سوى محكمة الأسرة ليعرض قضيته ويطلب العون.
استدعت المحكمة الزوجة التي أنكرت ما حدث وأكدت أن زوجها باع كليته بكامل إرادته دون إلحاح واتهمته بعدم الإنفاق عليها.