إجهاض المعاقة المغتصبة واستئصال رحمها!
معاناة, القانون, علم إجتماع, د. آمنة نصير, جريمة, معاقين, سيد صبحي, إستئصال الرحم , أحمد الطيب , ماجدة هزاع, وأد الأنثى , د. مبروك عطية, جمال البنا, الإندماج الإجتماعي, علي ليلة, مخالفة القانون, جعفر عبد السلام, إبراهيم بدران, تأهيل نفسي, إغتصاب
15 سبتمبر 2009الدكتور مبروك عطية
الاستئصال رحمة
في المقابل يؤيد المفكر الإسلامي جمال البنا القيام بعملية استئصال الرحم «إذا قرر الطبيب إمكان ذلك باعتباره الأقرب الى فهم حالة المعاقة عقلياً ويعلم تماماً المعاناة الدائمة التي يعانيها الأهل مع ابنة معاقة عقلياً. وتزداد المأساة إذا حدث اعتداء جنسي وحمل. ولاشك أن إزالة الرحم تعد رحمة بالمعوقة وأسرتها لأن المعاقة عقلياً تعد فاقدة الأهلية ويجب القيام بما فيه مصلحتها وحمايتها من التعرض للاغتصاب والحمل السفاح. لكن هذا لايبرر للأسرة أن تهمل المعاقة بحجة أنه لن يحدث حمل إذا تعرضت للاغتصاب، وإلا أصبحت مفرطة بأعراضها».
الاندماج الاجتماعي
عن طريقة تعامل الأسرة التي لديها ابنة معاقة ذهنياً مع المجتمع، يقول استاذ علم الاجتماع في جامعة عين شمس الدكتور علي ليلة أنه من الخطأ «محاولة الانعزال والخجل من وجود طفل معاق ذهنيا وإخفاؤه كأنه جريمة يشعر الزوجان بالذنب تجاهها لأنهما لم يتخذا الإجراءات الوقائية اللازمة، علما انه وقد يلوم كل طرف الآخر ويحمله المسؤولية. والأفضل تقبل الوضع القائم والاعتراف بالحقيقة والتعامل مع الموضوع بلا خجل، والإقبال على البرامج التعليمية والعلاجية والمشاركة فيها. إلا أن هذه المرحلة قد تتأخر للأسف عند بعض الأسر مما يؤخر استفادة الطفل من الخدمات والبرامج التربوية والعلاجية في وقت مبكر من حياته. ويتوقف مدى نجاح الأسرة في اجتياز تلك المشكلة على مدى تسلحها بالإيمان بالله تعالى والرضا بقضائه وتطوير ما لدى الطفلة من استعدادات وإمكانات بشتى الوسائل حتى تكون عضواً فاعلاً في مجتمعها ولا تشعر بحرج».
مخالفة للقانون
عن موقف القانون من استئصال رحم المعاقة ذهنياً، قال أستاذ القانون الدولي في جامعة الأزهر الدكتور جعفر عبد السلام: «هذا العمل يتعارض مع القوانين والمواثيق الدولية، اذ تنص الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل على أن تتخذ الدول جميع التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتعليمية لحماية الطفل من كل أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والإهمال أو المعاملة التي تتضمن إهمالاً أوإساءة معاملة أو الاستغلال، بما في ذلك الإساءة الجنسية. وفي ما يتعلق بحقوق المعوقين تنص المادة الثالثة والعشرين على أن تعترف الدول بوجوب تمتع الطفل المعاق عقلياً أو جسدياً بحياة كاملة وكريمة في ظروف تكفل له كرامته وتعزز اعتماده على النفس وتيسّر مشاركته الفعلية في المجتمع، مع حق المعاق في التمتع برعاية خاصة. ومن هنا نجد أنه من المجرَّم قانوناً على مستوى العالم كله استئصال رحم المعاقة ذهنياً بحجة حمايتها لأنه عذر أقبح من ذنب تبرير تقصير الأسرة في رعاية ابنتها».
الوقاية خير من العلاج
عن أسباب إنجاب أطفال معاقين ذهنياً، يقول وزير الصحة المصري الأسبق الدكتورإبراهيم بدران: إن من أسباب ذلك «نقص تناول الأم الحامل للأغذية المحتوية على حمض الفوليك الموجود في البقوليات مما يزيد نسبة الخلل في الانقسام الكروموزومي، خاصة أن ٢٠ في المئة فقط مما تتناوله الحامل من الفيتامينات يصل الى الجنين. فمثلاً الحديد تحتاجه لزيادة كرات الدم الحمراء وتفادي الأنيميا وتغطية احتياجات الجنين والمشيمة من الهيموغلوبين، والانخفاض قد يؤدي الى تشوهات في الأجنة بعد أن تقل المناعة لدى الأم والجنين. ومن الأسباب أيضاً إدمان الأم للكحوليات وتناولها أدوية دون إشراف طبي والحمل بعد الأربعين... هذه أسباب تزيد احتمال ولادة طفل معاق ذهنياً. لهذا ينبغي إلزام المقبلين على الزواج اجراء الفحص الطبي الجيني مما يفيد في التدخل المبكر قبل الزواج بإجراء وقائي لتجنب إنجاب طفل معاق».
التأهيل النفسي
عن التعامل النفسي الصحيح مع الطفل المعاق ذهنياً داخل الأسرة بما يحقق له الحماية يقول الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية في جامعة عين شمس: «لا شك في أن وجود طفل معاق ذهنياً يسبب حالة من الاضطراب داخل أسرته. إلا أنه بمرور الوقت تبرز بعض النواحي الإيجابية والقدرات المتنوعة التي تتطور ببطء إذا ما وجد الطفل اهتماماً متواصلاً من الأهل. ويجب التعامل مع المعاق وفق نظام يتماشى مع تطوره وتعليمه مع الاستفادة من توجيهات الطبيب. وفي الحالة التي نناقشها لا ينبغي القسوة على المعاقة باستئصال رحمها بل علينا مضاعفة الرعاية لها لأن احتمالات شفائها قائمة وتزداد يوماً بعد يوم في ظل ما يتوصل إليه الطب من جديد في هذا المجال».