الأحلام: لغزٌ لايزال يحيِّر العلماء

اضطرابات النوم, عدنان حب الله, محلّل نفسي, حلم الاسكندر, صحة نفسية, أمجد خيري, د. حامد صالح, رامز طه

15 سبتمبر 2009

الأحلام نشاطٌ يومي يمارسُهُ الإنسان أثناء نومه. وقد اختلفَ العلماءُ والباحثون في تفسير أسباب الأحلام ودلالاتها. ويكتسب هذا الموضوع أهمية بالغة عندما تؤثّر أحلام النوم لدى كثيرين من الناس على حياتهم بعد اليقظة، فقد يمتنع أحد الناس عن الخروج من المنزل بعد مشاهدته لحُلم مزعج. وقد يتراجع شخص آخر عن قرار اتخذهُ عند تفسيره لأحد الأحلام تفسيراً يدعوه إلى تجنُّب تنفيذ هذا القرار.. والأحلام التي تجعل البعض يتوقَّعون حدوث أمور سيئة لهم، تجعل البعض الآخر يتوقّع حدوث الأمور الجيّدة والمفيدة. عالم الأحلام، لايزال عالماً مثيراً تكتنفه الألغاز، ويحار في تفسيره العلماء. «لها» تتعرَّض لهذا العالم وتحاول الإجابة عن أبرز الأسئلة المُثارة حوله، خصوصاً لجهة التأثير المباشر للأحلام على حياة الناس.


ما هي الأحلام؟


الدكتور عدنان حب الله - بروفسور في الأمراض النفسية والعصبية ومحلّل نفسي وأستاذ في الجامعة اللبنانية ورئيس المركز العربي للأبحاث النفسية والتحليلية (الذي رحل عن عالمنا قبل نشر الموضوع تاركاً وراءه إرثاً ضخماً في مجال علم النفس والتحليل النفسي.

يعرّف د. حب الله الحلم بأنه «سيناريو مختبره الإنسان وحالته النفسية عندما تغيب عنها الرقابة ليلاً. وهذا السيناريو هو معبّر عن رغبته المكبوتة. وحسب تعريف عالم النفس سيغموند فرويد فالحلم هو حارس النوم، أي لولا الأحلام لما إستطاع الإنسان الإستمرار في النوم. ونفس الإنسان مقسومة إلى قسمين: الوعي واللا وعي أو الشعور واللاشعور، ووعي الإنسان جزئي وهو لا يعرف إلاّ القليل عن واقعه النفسي وأبعاده. ومنطقة اللا وعي (العقل الباطني) يمكن الدخول إليها عبر أربعة مداخل: المدخل الأول والأساسي هو الأحلام حسب فرويد وهي الطريق الملكيLa voie royale للاوعي، إضافة إلى العارض النفسي كرهاب الأشياء ثم هفوات اللسان الفاضحة لمكنون الشخص كذلك الأفعال المغلوطة Acte manqué». ويشير حب الله إلى أن الحلم «هو من ضرورات التوازن النفسي عند الإنسان، ومن دون أحلام مفرحة ومحزنة يتعرّض الإنسان لإضطرابات نفسية وحتى عضوية. وقد تم إختبار ذلك عبر منع مجموعة من التلاميذ من الأحلام أثناء النوم عبر إعتراض الذبذبات الدماغية طوال أربعة أيام. وقد نتج عن ذلك حلة إكتئاب شديد وتوتر ومشاكل في التنفس والقلب. أي أن الحلم لديه وظيفة فيزيولوجية بالنسبة لتوازن الأعصاب».


فيلم من إخراج النائم

ويقول حب الله إن ميزة الغرابة في الأحلام تكمن «في المكان  الذي لا يمكن السيطرة عليه، مكان الحلم  المجهول الذي يظنه الإنسان حدثاً سيتحقق في المستقبل بينما في حقيقة الأمر الحلم هو من إخراج وتركيب نفس الإنسان لأنه ينطلق على أنه واقعة حصلت وتركيبتها لا علاقة لها مع حالة اليقظة لمدى غرابتها. والإنسان الذي يصدّق أي تفسير أو تأويل للحلم هو من لديه خوف دائم من المجهول وقلق من المستقبل ويبقى أسيراً للمجهول المبهم». ويضيف موضحاً أن «الحلم هو عمل فكري ذاتي لإستمرارية العمل النفسي في اليقظة، لكن ترجمته في الحلم تأخذ لغة مختلفة عبر النقلة Deplacement والإستعارة، وهو يجسد لغة بدائية شبيهة بالهيروغليفية كصور حيوانات وأفاعٍ ورسوم هي عبارة عن رموز لا علاقة لها بالمضمون وتترجم معنى واقعياً مرتبطاً بالحالة النفسية والعلاقة بالآخر». ويشير إلى أن التحليل النفسي يستعين بهذه الرموز بشكل أساسي لكنه لا يضطر لأن يعطي تفسيراً لكل حلم في كل مرة. «هناك أحلام تساعدنا في العلاج النفسي لأنها تكفل تقدم الإنسان في العلاج وتكسبه معرفة جديدة عن ذاته، أي أن تأويل الحلم يمكّنه من إحداث تغييرات على صعيد الصحة النفسية ويخفف من بعض الأعراض النفسية لأن الإنسان مجبر على الكبت والمكبوت يتحرّك في الذات. أي أن تفسير الحلم هو للكشف على الغائب المكبوت لا الغيب». ويلفت إلى أن الحلم يحرس النوم من الإثارات الخارجية والداخلية، «الخارجية كتمضية نهار شاق فيعمد الحلم إلى ترجمة الأحداث عبر إخراج جديد، كما أن الإثارات يمكن أن تطرأ خلال الليل كمرور سيارة مزعجة تحت المبنى و«يتدخّل» الحلم لضمان إستمرارية النوم عبر تركيب الحدث على شكل مشهد حفلة صاخبة وإثارات داخلية كالشعور بالعطش، وعندها قد يبصر النائم الصحراء وهنا يعمد الحلم إلى تجهيز النائم لليقظة».


حلم الاسكندر

أورد فرويد في كتابه «تفسير الأحلام» حلماً عن الإسكندر الأكبر حين كان يطمع بإحتلال صور وأبصر في حلمه رمز القوة والسطوة ساتيروس Satyros، فنهض مرعوباً وطلب من الفلاسفة والعلماء الذين كان يصطحبهم في أسفاره تفسير حلمه. فحلّل أحدهم حلمه عبر كلمة Satyros، Sa تعني ياليونانية «لك» و«Tyros» هو إسم صور القديمة  أي «صور لك». وهنا يظهر أن الحلم لا ينبىء بالمستقبل بل رغبة نريد أن تتحقّق في المستقبل وهو يستبق الأحداث المرغوبة واقعاً. أما عن تكرار الحلم عند البعض، فيقول أن سببه قد ينتج «عن صدمة نفسية لم ينجح الإنسان في تخطيها والحلم المتكرر هو كفيل بمعالجة الصدمات النفسية كعملية إلتئام الجرح. كما قد يكون التكرار مرتبطاً بمطلب معين لا يتحقّق ولم يستطع الإنسان الإستغناء عنه فيمسي للحلم وظيفة ترميزية». أخيراً يقول إن «الحلم هو عملية نفسية ضخمة تدخل في عمق النفس وتُظهر أن المعرفة المتوهمة عن طريق الوعي هي ضئيلة جداً، والدليل هو أن كثر من الناس يجدون حلاً لمشاكلهم عن طريق الحلم بعد تحرّر العقل من «الأنا الواعية».


الأحلام واضطرابات النوم


أصبح للنوم واضطراباته تخصص كامل ضمن التخصصات النفسية، وتوجد الآن عيادات اضطرابات النوم وملحق لها مختبر تحاليل للنوم يتابع النوم سواء بالمشاهدة أو بالكاميرا، بالإضافة إلى رسم للدماغ أثناء الاستيقاظ والنوم. ولأن الأحلام ظاهرة فسيولوجية طبيعية تحدث أثناء النوم نتساءل هل الأشخاص الذين لا يحلمون طبيعيون؟ وهل من يتأثرون بالأحلام إلى درجة تسيطر على حياتهم مرضى؟ وما مدلولات الرموز في الطب النفسي؟ وماذا عن تفسير الأحلام؟ كل هذه الأسئلة يجيب عنها الدكتور هاني حامد أستاذ الطب النفسي في كلية الطب جامعة بني سويف حيث يؤكد في البداية أن الأحلام ظاهرة فسيولوجية طبيعية تحدث أثناء النوم، وتعتبر دليلاً على الاستقرار النفسي والصحة النفسية، بمعنى أن الشخص الحالم لديه توافق وتصالح داخلي ما بين عقله الباطن بما يحتويه من احتياجات وغرائز أساسية وأمنيات لم تتحقق وبين متطلبات المحيط الخارجي له. ويعتبر الكثير من العلماء النفسيين أن الأحلام صمام أمان ما بين العقل الباطن والعقل الواعي بمتطلباتهما المختلفة، وهذه أهم وظيفة للأحلام يعبر بها الشخص عن الصراعات الداخلية. وأبسط الأدلة على ذلك أن حلم الإنسان بتحقيق شيء صعب المنال يتمناه أثناء النوم فهذه رحمة من الله بعبده، فمثلاً المرأة التي تأخر حملها وتحلم مرة بأن الله رزقها طفلاً تنفّس عن رغباتها بالحلم لتحقق الإستقرار النفسي، وهذه رحمة من الله.


دليل على استقرار الصحة النفسية


ويضيف الدكتور هاني: «مثلما تعتبر الأحلام دليلاً على الصحة النفسية، نجد الكوابيس مؤشراً للعديد من الأمراض وأشهرها الاكتئاب والقلق، وتكون مصحوبة بالإضطراب في النوم. ومن الناحية الفسيولوجية الطبية والصحية، للأحلام فوائد كثيرة وحدوثها دليل على جودة النوم، فالأحلام هي الفائدة التي يمن الله علينا بها في النوم وتجدّد النشاط والطاقة البدنية. وكلما نام الإنسان جيداً نجح في إعادة ترتيب الملفات الداخلية للشخصية الخاصة به فيستيقظ أكثر قدرة على مواجهة الحياة. ومن الفوائد أيضاً أنه أثناء النوم تحدث ظاهرة تخزين الذاكرة، لذلك ينصح أطباء الصحة النفسية الطلاب باستذكار دروسهم والنوم مباشرة لتأكيد حفظها في الدماغ».


الأحلام للجميع

لماذا يحلم البعض ولا يحلم البعض الآخر؟ هل الذين لا يحلمون يعانون أمراضاً نفسية معينة؟ ينفي ذلك الدكتور هاني حامد، مؤكداً أن الأحلام ظاهرة عامة تحدث لكل الناس. وعندما يقول شخص إنه لا يحلم يكون إما فشل في تذكر الحلم، أو انشغل بأي نشاط يومي فور استيقاظه مما جعله ينسى الحلم، وغالباً ما يتذكره في نهاية اليوم.
في المقابل، يشير حامد إلى أن المتأثرين بالأحلام إلى درجة أنها تسيطر على حياتهم الطبيعية وتغير مساراتها الطبيعية والمخطط لها، يعتبرون مرضى نفسيين، فطبيعة هؤلاء الأشخاص أنهم حساسون بشدة وسهل الإيحاء إليهم، فضلاً عن أن لديهم قابلية شديدة لتصديق الآخر ويعانون مرضاً نفسياً مثل الاكتئاب أو القلق أو الخوف الاجتماعي، وعادة ما يكون مصحوباً باضطرابات في  الشخصية مثل الشخصية التجنبية أو الشخصية الانطوائية التي عادة ما تفضل الهروب من المواقف وعدم المواجهة.


رموز الأحلام


في كتب تفسير الأحلام يحمل الحذاء رمز الزواج للفتيات، والبحر رمزاً لرزق واسع. أما من تزوج عليها زوجها فهذا رزق وفير لأسرتها، لكن هل يوجد تفسير علمي لهذه الرموز؟
يقول الدكتور حامد: «تكوين الحلم أكثر قرباً إلى محتويات العقل الباطن، حيث يتكون بصورة معقدة ومركبة وتتمتع بدرجة عالية من الرمزية والاستبدال (استبدال شخص بآخر في الحلم). ويشير العديد من العلماء والأطباء النفسيين إلى أن ظاهرة الأحلام من الممكن تفسيرها بناء على نظرية العين الداخلية للشخص (عين افتراضية توجد في العقل الباطن وترى كل ما بداخلنا وترى كل محتويات العقل الباطن والأهداف المشغول بها).

والحلم لا يتعدى الثواني أو الدقيقة، ولكن كل التفاصيل التي يسردها الإنسان عند تذكره للحلم ما هي إلا مخزون الذاكرة من تفاصيل وحكايات وروايات أخرى ليس لها أي علاقة بالحلم، وتبدو الحكاية محبوكة تماماً دون أن يدري الإنسان بذلك. لذا يجدر بنا تفسير وفهم كل حلم يمر به الشخص حسب حالته النفسية، فالأحلام ظاهرة فسيولوجية معقدة بعيدة عن التوقعات المستقبلية، لأن المستقبل بيد الله سبحانه وتعالى، لا يعلمه إلا هو».


وظيفة الرموز

ورغم أن الرمز دليل حالة من القلق يعيشها صاحب الحلم، فإن له وظيفة، بحسب الدكتور أمجد خيري استشاري الطب النفسي، وهي إظهار الشيء المكروه في شكل متنكر لا يسبب ألماً للحالم، فتكون بمثابة مخدر موضعي للتوتر النفسي، بالإضافة إلى وظيفتها البيولوجية المتمثلة في استمرار النوم لنجاحها في إخفاء أشياء إذا ظهرت صريحة لاستيقظ الحالم من نومه مفزوعاً.
وعن أهمية هذه الرموز للطبيب النفسي يقول خيري: «لا نعول عليها كثيراً، لأن ترجمة رموز الحلم لا تزال في نطاق المحاولات الفردية التي لا يوجد عليها اتفاق. لكن الحلم الواضح المعالم قد يفيد الطبيب النفسي، فعند تكرار الحلم نستطيع تشخيص بعض الاضطرابات النفسية ومعالجتها. فالشخص الذي يحلم باستمرار أن زوجته تخونه ، يقودنا تحليل هذا الحلم إلى وجود مشاكل في العلاقة الزوجية، سببت آلاماً نفسية للحالم».
كما أن الحلم يفيد في تشخيص الأمراض النفسية، لأن كل مرض له أحلامه، فالصرع على سبيل المثال يسترشد الطبيب النفسي بالأحلام في تشخيصه، لأن من أعراضه رؤية كوابيس مفزعة تعقبها تشنجات.


الكتب الصفراء

وإذا كان الحلم مفيداً للطبيب النفسي في التشخيص، فيجب ألا يتعدى هذه الوظيفة، بحسب ما أكد الدكتور رامز طه استشاري الطب النفسي الذي كشف عن حالات يتحول معها الاعتقاد في الحلم إلى حالة مرضية، بمعنى أن تحركات المرء في الحياة صباحاً تحدّدها أحلامه ليلاً، فإذا رأى حلماً مفزعاً أحجم عن الخروج من المنزل، والعكس صحيح إذا رأى حلماً سعيداً.
ويذكّر هذا الاعتقاد الشديد بالأحلام بمضمون بعض الكتب الصفراء الذي تروّجه الفضائيات، عن حكايات لأشخاص كانت أحلامهم نذير شؤم لأحداث محزنة وقعت في حياتهم.
يقول طه: «قد تقع هذه الأحداث بالفعل، ولكنها وقعت ليس لكون الحالم رآها في حلمه، ولكن لأن مقتضيات الواقع تحتم ذلك، كمن يرى أن شقيقه سيتوفى بعد أسبوع، ويحدث ذلك، لأن شقيقه مصاب بمرض ميئوس من شفائه».

وعن آلية الحلم وكيفية حدوثه يقول الدكتور رامز: «النائم عادة ما يفكر في أمور تؤرقه، فيحاول العقل الباطن توقع ما ستسفر عنه من أحداث بحسابات منطقية، فيصدف أن يتحقّق ذلك في المستقبل».


تفسيرات وحكايات

ويقدم علم الاجتماع تفسيراً مختلفاً لاعتقاد الناس الشديد في الأحلام وهو تفسير يستند إلى ما يعرف بـ «قيمة العمومية».
تقول الدكتورة سهير عبد المنعم الأستاذة في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إن السلوك الجماعي يكتسب مزيداً من الأهمية، فبما أن كل الناس يحلمون، إذن فقد تراكم قدر كبير من التفسيرات والحكايات التي تكون بمثابة مرجع يرجع إليه الحالمون لتفسير أحلامهم. 

لكنها تحذّر من خطورة هذا الأمر عندما يتحوّل إلى حالة مرضية، بحيث يصبح السعي لتفسير الحلم عادة لا يمكن الإستغناء عنها. وتقول: «يجب ألا تتعدى أحلامنا حدود السرير، لأن انشغالنا بها قد يعطلنا عن ممارسة أمور الحياة بشكل أفضل».


كيف نتصرَّف إزاء الأحلام؟
- يرى خضر البارون، أستاذ علم النفس في كلية العلوم في الكويت أن الحلم إنعكاس للحياة بمختلف تفاصيلها وأبعادها، وتجارب الإنسان في الحياة تظهر كهواجس نفسية تتقلب داخل عقله ويسجلها عقله الباطن ويحلم بها، ولهذا قد تعكس الأحلام الوضع النفسي لكنها لاتطابق الواقع.
وكل إنسان يحلم ومتوسط الأحلام في الليلة الواحدة خمسة إلا أن الإنسان لايتذكرها إلا إذا قام أثناء الحلم أو استيقظ هلعاً أو فجأة أو شبع من النوم. فإذا رجع للنوم ثم شبع نوماً واستيقظ فإنه لايتذكر حلمه وان تذكر انقطاع نومه. أما الكوابيس فهي تحدث في النوم العميق وهذه حقائق علمية أثبتها الاختصاصيون من حركة الجفون أثناء النوم».
ويضيف البارون: أحياناً إذا تحقّق الحلم نتذكره فنقول لمن حولنا هل تصدقون أنني حلمت البارحة مثلاً أنني سأرى فلاناً وبالفعل رأيته اليوم بعد غيبة. أما إذا لم يتحقّق الحلم فلانتذكره.
المهم ألا نشغل أنفسنا بالأحلام لأنها قد تصل الى عشرة في اليوم»!

ويكمل البارون: «هناك رؤى وهي تتحقق لصاحب الإيمان والشفافية وتكوّن إلهاماً من الله وهي مختلفة عن الأحلام ولاتحدث لكل الناس إلا الذين لديهم تواصل روحي مع الله وتقارب روحي مع الآخرين».
ويختم حديثه: «المفروض ان لايرتبط الإنسان بأحلامه ارتباطاً كبيراً حتى لايتحوّل أسيراً لها، وعليه أن يقتنع بأنها مجرّد إشارات ودلالات نفسية تسقط مافي نفسه الى اللاشعور، فمثلاً من يحلم بالزواج يكون دافعه العاطفي قوياً، ويحلم بالثروة المحروم، ومن يعاني قسوة والديه يحلم بأن أحدهما يضربه، ومن يخاف من ركوب الطائرة ويوسوس كثيراً يحلم قبل الرحلة بأن الطائرة تسقط، وهكذا حتى يتحوّل الأمر الى معاناة وعقدة نفسية والإنسان الى ريموت كونترول تديره أحلامه. وحين يصل الأمر الى هذا السوء لابد أن يعالج ويخضع الى جلسات منظمة، لأنه لو أهمل حالته وظلّ مصراً للخضوع لهيمنة أحلامه عليه ستسوء حالته، فينقطع عن الدراسة أو العمل ولا يأكل ولاينام ولايختلط بالآخرين، ويمتنع عن ممارسة حياته الطبيعية وأداء واجباته الإجتماعية، وهنا يخسر نفسه ومستقبله».