ألأحلام في تجارب ووقائع من مصر والكويت

مشكلة / مشاكل إجتماعية, تفسير الأحلام, سفرجل, الرؤيا, الإمتحانات, كوابيس , تأثيرات الأحلام, مشكلة / مشاكل النوم

15 سبتمبر 2009

الأحلام في تجارب ومواقف وآراء: كيف ينظر الناس إلى الأحلام؟ هذا ما نحاول أن نجيب عنه عبر استطلاع آراء وتجارب متخصّصين وأناس عاديين ونبدأ من مصر:

لميس سلامة: أعاتب زوجي على خيانته لي في الحلم وأغضب من رئيسي بسببها
لميس سلامة
، مراسلة برنامج «90 دقيقة» على قناة «المحور» الفضائية تؤمن بالأحلام على المستويين الشخصي والعملي. تغضب وتثور في الواقع من أجل حلم رأته. تقول: «غضبت من مدير تحرير البرنامج بسبب «حلم»، فكان من المفترض أنه أخبرنا بيوم سيظهر فيه المراسلون على الهواء مباشرة في البرنامج، وقبلها بيومين حلمت صديقتي أننا لم نظهر، فتملّكني الغضب من مدير التحرير ولم أرد على اتصالاته لمدة يومين حتى ظهرت على الهواء مباشرة. وأعترف بأنه من السهل أن تؤثر أحلامي في بداية يومي الجديد وتجعلني عصبية. مثلاً زوجي خارج مصر هذه الأيام, ولذلك أحلم بأنه على علاقة بأخرى وأستيقظ لأحدثه عبر الهاتف وأسأله لماذا دخل هذه العلاقة! فآخر مرة حلمت بأنه على علاقة بفتاة اسمها كوكي واستيقظت مكتئبة وكلمته أسأله من كوكي هذه وكيف تعرف عليها؟ أما هو فقد حفظ طباعي لذلك أخذ يطمئنني ويؤكد لي أنها مجرد هلوسات سببها بعادنا. ولا أنكر أنه أيضاً يتأثر بالأحلام التي تجمعنا معاً فمثلاً يجنّ جنونه عندما نختلف ويحلم أننا انفصلنا أو بأي شيء آخر يهدّد علاقتنا فيستيقظ يحكي لي وأطمئنه بدوري».
لميس تستيقظ باكية إذا حلمت بإصابة أحد والديها بمكروه، وتتفاءل بأحلامها الجيدة وتقول: «اليوم حلمت بلقاء الرئيس حسني مبارك مرتين، واستيقظت متفائلة وحكيت الأمر لأمي. واعتبرت الحلم شيئاً جيداً فرؤية الأعلام والرؤساء في الأحلام تبشّر بتولّي منصب جيد».


أحلام الامتحانات

آية: كوابيس ما قبل الإمتحانات تؤثّر على تحصيلي الدراسي
أما آية (17 عاماً)، فتؤكد أن أحلامها متغيرة، ومع اقتراب فترة الامتحانات تتأثر بشدة بالأحلام القريبة من الواقع والمتعلقة به. وتقول: «حلمت العام الماضي بأنني دخلت امتحاناً ولم أعرف الإجابة في إحدى المواد وتوترت جداً لفترة طويلة وأثّر ذلك في تحصيلي الدراسي، ولكنني تعلمت بعدها أن هذه الأحلام نتيجة لتوتري بسبب المذاكرة».
تضيف: «أموت رعباً من الرؤيا، فقد رأيت أن جدي فارق الحياة وبعدها تحققت الرؤيا، فأصبحت أخاف كلما أحلم بشيء سيئ. وعشت في رعب، ولكنني تغلبت على ذلك الشعور بالصلاة والتقرب من الله».

جورج صبري: لا أهتمّ بأحلامي وأنساها فوراً
هناك بعض الناس شديدو التأثر بأحلامهم، وهناك من لا يعيرها أي اهتمام، مثل الكاتب الشاب جورج صبري، الذي يؤكد أنه لا يتذكر أحلامه ولا يعيرها اهتماماً، لأنه مؤمن بأن الأحلام تعبير عن أحداث انتهت وليست تعبيراً عن المستقبل.
ويضيف: «إذا تذكرت الكوابيس لا أتشاءم مطلقاً وأستيقظ سعيداً لأنها بعيدة عن الواقع، وأتفاءل جداً بالأحلام السعيدة، فعندما أستيقظ مثلاً وأتذكر أنني حلمت بأن الزمالك هزم الأهلي 3 - صفر، يتحسن مزاجي وأكون منتشياً طوال اليوم ، وقياساً عليه جميع الأحلام السعيدة.

ناهد حمزة: أحلّ مشاكلي في أحلامي
رغم أن الكاتبة الصحافية ناهد حمزة رئيسة قسم المرأة في صحيفة «الأخبار»، تبذل مجهوداً كبيراً طوال اليوم إلى درجة أنها لا تحلم غالباً، فإنها تجد حلولاً لبعض مشاكلها في الأحلام. وتوضح قائلة: «عامة أحلامي ليست كثيرة وأشعر بأنها انعكاس لعقلي الباطن، فعندما يكون هناك شيء يشغلني أو يقلقني أحلم بالحل أثناء النوم وأستيقظ لأنفذه. فكثيراً ما يتكرر أنني لا أجد مقدمة مناسبة لمقالتي ويشغلني الأمر كثيراً وأحلم بمقدمة جيدة وأكتبها فور استيقاظي». وتضيف: «هذا لا يمنع أن هناك أحلاماً تحققت بالفعل، فقد كنت أحلم منذ الطفولة بأن أكون صحافية. وكنت أحلم أيضاً قبل زواجي سوف أنجب ابنتين توأمين، وقد تحقق الحلم وأنجبت توأمين».
وعن الكوابيس تقول حمزة: «أحياناً أستيقظ في الصباح أتذكر كابوساً ولكن لا أسمح لعقلي الباطن بأن يسيطر على عقلي الواعي، وهذا أمر ليس صعباً وبيد الإنسان ألا يسمح به، فالعقل الباطن يمكنه سحب الإنسان إلى عالم الخيال خاصة إن لم تكن له تجارب كثيرة، لذا أنصح المراهقات والشابات في بداية حياتهن العملية بعدم الخضوع للعقل الباطن في الواقع وعدم الانسياق وراء الأحلام، لأنه إذا خضع الإنسان لعقله الباطن وسمح له بالتدخل في العقل الواعي سيسيطر الأول على الثاني ويهتز الإنسان نفسياً».


مواقفهم إزاء أحلامهم

لمى محي الدين من السعودية، تؤكد أن الأحلام ليس لها طريق إلى نومها، ومع ذلك إذا رأت حلماً تكون مقتنعة بأنه حقيقة وليس أمراً عابراً قالت: «لديّ يقين أن أحلامي محققة لا محالة خصوصاً أني نادراً ما تمرّ الأحلام على عيني. وأنا مقتنعة بأن الأحلام تحاكي شيئاً ما سيحدث لي سواء كان الحلم يتعلّق بي شخصياً أو بشخص آخر، وحتى لو كانت أحلامي تتعلّق بأحداث سياسية، أو شيء من هذا القبيل».
لمى تخاف جداً من حلم الاستخارة لأنها موقنة أنه يخبرها بما يتوجّب عليها فعله... «كثير من الأحداث مرّت علينا كنت قد رأيتها في منامي. فمثلاً كنت أعرف أن حدثاً ما سيحصل قبل 11 أيلول/سبتمبر حين حلمت بأن العرب مجتمعين، وأن هناك خطراً يواجههم ويريدون الخلاص منه. وكنت مستغربة جداً من الحلم! أكاد لا أتذكر التفاصيل ولكن كنت أعلم جيدا عند استيقاظي أن شيئاً ما سيحدث، وقبل وفاة والدي رأيت في منامي ما يدلّ على ذلك. وكثير من الأحلام التي أعلم تماماً أنها ستتحقّق، ولكن أكثر ما يقلقني هو حلم الاستخارة إذ أنني أكون أكثر يقيناً من الأحلام التي تمر عليّ دون صلاة. فمثلاً كنت رأيت حلماً ما وكنت قد أدّيت صلاة الإستخارة على عمل أودّ الإلتحاق به، وعندما رأيت المنام علمت تماماً أني سأُرفض، ومع ذلك ذهبت وأجريت المقابلة. وبالفعل حدث ما كنت قد توقعته».

أحمد العويجان: أخاف من أولئك الذين تتحقَّق أحلامهم
«أؤمن بالحلم إلى درجة كبيرة لأني أعده وسيلة من الله تخبرني بما هو خفي عني». هكذا قال أحمد العويجان من فريق سباق الدراجات في السعودية: «بعض الأحيان، ولدى بعض الأشخاص يكون الحلم تكهناً بالمستقبل. هناك بعض الأشخاص أعرفهم أنا شخصياً هم من هذا النوع، وحقيقة أنا أخاف منهم لأن أحلامهم تتحقق لا محالة. وقد صدف أن هذا الموضوع حصل لي أكثر مرة، حين أخبرني شخص بعينه عن أحلام رآها وكنت أنا الشخص الأساسي في الحلم، وبالفعل تحقق، ولكن أحمد الله أنها كانت أحلاماً إيجابية».
ومع ذلك يقر أحمد بأنه لا يعير أحلامه أهمية إذا كانت سيئة لأنه يعلم تماما أن الأحلام المزعجة تكون من الشيطان. ويضيف: «إذا رأيت حلماً مزعجاً وكنت مقبلاً على رحلة أو عمل، ما يمكن أن أعيد النظر في ما سأقوم به، ولكن لا يصل الأمر إلى درجة أن يتوقف المشروع المراد القيام به».

هنادي بادريق: أصدق أحلامي إذا كانت الشروط متوافرة
أما هنادي بادريق فتصدق الأحلام المبشرة بخير، بل وترويها لكل العائلة. «ليست كل الأحلام يمكن تصديقها، فالحلم أو ما يطلق عليه الرؤيا له شروط معينة وهو فقط ما يمكن تصديقه. والرسول صلى الله عليه وسلم حذر من الأحلام السيئة وأمرنا بالاستعاذة منها لأن الشياطين تتمثل بها، وأعتقد من يعطي أحلامه أكثر من اللازم من الاهتمام يكون لديه وسواس الخوف أساساً».
وترى بادريق أن كثيراً من تفاسير الأحلام خصوصا في السعودية، تكون مبنية على ما كان يسمع من الجدات والأمهات، مضيفة: «من يحلمْ بالبحر يأتِهِ رزق كبير، ومن يحلم بالموت فهو حياة جديدة. كل هذه المعاني أصبحت متوارثة لدينا في تفسير الأحلام، ولكن تبقى الأحلام تعكس كثيراً من أمور الحياة اليومية، لذا لا يمكن تصديقها، أو تعليق كثير من الأمور على الأحلام مع أننا نتفاءل جداً بها. وكثيراً أيضاً ما تكون تحذيرية».
وجزمت بأنها لا يمكن أن تعلق حياتها بالأحلام، إلا إذا كان الحلم يلي صلاة استخارة وهو الذي يدل على حال الموضوع المستخار عليه.
لدى هنادي شغف بتفسير الأحلام إذا كان الحلم واضحاً، وفيه أشخاص لا تعرف عنهم شيئاً منذ مدة. «عادة عندما تكون هناك صلة مقطوعة بينك وبين شخص ما وتحلم به، فهذا الحلم يدلك على حال الشخص إذا كان الحلم خيراً فيكون هو بخير وتعرف أحواله، وإذا كان سيئاً تعرف أنه في حاجة إليك وبالفعل هنا أبحث عنه، وأحاول أن أعرف أخبار هذا الشخص».
ولفتت إلى أن تفسير الأحلام يختلف من شخص إلى آخر، خصوصاً بعد انتشار عدد لا بأس به من المفسرين، وانتشار المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية المعنية بتفسير الأحلام.

نوار مفلح: الفستان الأبيض لا يبشر بخير والسمك رزق
ونوار لا يتحدث عن أحلامه السيئة، بل ويحاول تناسيها تماما حتى لا تؤثّر في سير يومه. «دائماً ما أتوكل على الله في عملي، ولكن لا يمكن أن يوقف حلم مسيرتي في اتجاه مشروع معين، أو أي عمل سأقوم به إذا كان الحلم سيئاً. أترك ذلك لمجريات الأمور. وعادة أحلامي تنصبّ في الأحداث اليومية وكأني استرجع ما حدث خلال يومي عن طريق ما اختزنته ذاكرتي، ونادراً ما أحلم بشيء مخالف لذلك. ولكن حدث أكثر من مرة أن يكون الحلم متعلّقاً بأشخاص آخرين وبالفعل يحدث في أرض الواقع، كما أنه كان يخبرني بما سيجري لهم».
ويقول أنه في كثير من الأحيان تكون أحلامه متعلّقة بأموات من العائلة، حينها يسأل أحد المشايخ المشهود لهم بالتفسير ويعلم أن الميت في حاجة إلى الدعاء أو الصدقة.
نوار ممن يصدق أحلامه بدرجة كبيرة خصوصاً أنه من الأشخاص النادري الحلم. «أنا من الأشخاص الذين يعملون لأحلامهم حساباً خصوصاً أنها تحدث كما رأيتها، أو على أقل تقدير قريبة مما رأيته».
ولفت إلى أن عدداً لا بأس به من أحلامه يستطيع هو تفسيرها، وإذا كان الحلم يحمل عدداً من الرموز غير المفهومة يسأل أحد المعروف عنهم تفسير الأحلام. ويشير إلى أن كثيراً من الرموز متعارف عليها على مستوى الشرق الأوسط، ومن ذلك رؤية الفستان الأبيض الذي ينبئ بخبر سيء، وأن الموت والبكاء شيء جيد جداً في الحلم لأن الحلم بعكسه، والسمك رزق.


ألغى موعد سفره

خالد الشلاحي (الكويت) رجل يؤمن كثيرا بالأحلام، يخبرنا عن حلم أدّى به الى إلغاء موعد سفره. «في إحدى الليالي عشية رحلتي الى دبي، حلمت بأن طائرتي سقطت وتحطمت فاستيقظت من النوم فزعاً وبادرت الى إلغاء رحلتي، وجلست أترقب ثاني يوم الأخبار متوقعاً عرض خبر وقوع الطائرة التي كنت سأتوجه فيها الى دبي. ولكن في نهاية اليوم فشلت توقّعاتي ولم يصدق حلمي. ورغم ذلك فإني شخص يربط كثيراً أحلامه بالواقع وحاولت مراراً تغيير هذا الأمر لكني ببساطة لم أستطع».


تصدمها الأحلام المزعجة

نوف الوزان من الكويت أيضاً، تخاف كثيراً من الأحلام المزعجة ويتعكّر مزاجها طوال اليوم إذا شاهدت حلماً مخيفاً أو مزعجاً، لدرجة أنها في إحدى المرّات ألغت موعد عمل مهماً جداً بسبب حلم رأت فيه أنها أصيبت بجروح بالغة بسبب حادث وهي في طريقها إلى اللقاء، وحين استيقظت تذرعت بالمرض لإلغاء الموعد. انها اعتادت بعد كل حلم  قراءة كتاب تفسير الأحلام، وأن التفسير ليس دائماً ينفر أو يشير الى سوء  أو ضرر إلا أنها لا تغيّر رأيها أبداً ولا تخرج من منزلها طوال اليوم إذا رأت حلماً. وتحاول نوف بمساعدة اختصاصي نفسي التخلّص من هذه العقدة النفسية كما سمّاها طبيبها، والتسلّح بالإرادة والقوّة والطاقة الإيجابية للتخلّص من الخوف المزمن الذي يلازمها بسبب أحلامها.


الإيمان بالرؤى

أما وليد الزايد فلديه نوع آخر من ربط الأحلام بحياته الواقعيه حيث أنه ينتظر حلماً أو مناماً ليتّخذ قراره، فهو يؤمن بالرؤى الصالحة ويصلّي قبل أن ينام ويقول: قررت خطبة إحدى الفتيات وصليت استخارة ونمت لارى جدي المتوفى يحدثني ويقول خذ بنت فلان أحسن. وذكر لي إسم صديق له. وحين استيقظت من النوم فهمت ان هذه رسالة وأن الأموات في دار حق وانهم لاينطقون بباطل، وعلى الفور سألت عن ابنة هذا الرجل أنا وأمي وأخواتي فوجدتها نعم الفتاة صاحبة دين وأخلاق عالية وأهلها طيبون، وعلى الفور خطبتها، وبعد الزواج سعدت كثيراً»
ويضيف: «هذا اسلوبي في الحياة. أصلي استخارة قبل أي قرار وأنام. أحياناً أرى رؤى طيبة وجميلة، وأحياناً أرى ما يقبض قلبي ويزعجني، وأحياناً قد لاأحلم لكن الأمور تتحدّد تلقائياً. أنا صاحب رؤى لأنني كثير الصلاة قبل النوم ولهذا لا أستهين بما أرى».