هجرهم والدهم ١٥ عاماً

مشكلة / مشاكل إجتماعية, تحقيق, المجتمع السعودي, مشكلة / مشاكل الدراسة, قضية / قضايا إجتماعية, مدارس, مشكلة / مشاكل مادية, الهوية السعودية, اختفاء الأزواج, أقسام الشرطة, الرياضة, الأمير سلمان بن عبد العزيز, حقوق الإنسان

16 نوفمبر 2009

تفاقمت ظاهرة اختفاء الأزواج في السعودية ورفع شعار «خرج ولم يعد»، خاصة بعدما تعددت البلاغات في أقسام الشرطة والقضايا المتعلقة بهروب عدد كبير من الأزواج بسبب عدم قدرتهم على تحمل مسؤوليتهم وتوفير احتياجات أسرهم. هذه العائلة التي تقيم في وسط العاصمة الرياض خرج رأسها منذ أكثر من ١٥ عاماً ولم يعد، مما جعل زوجته تعاني الأمرين في سبيل الحصول على المال لإطعام أطفالها الصغار في  ذلك الوقت. وقد استطاعت العيش على هبات المحسنين، لكنها وقعت في المشكلة الأكبر وهي عدم استخراج شهادات ميلاد لأطفالها، وبدأت معاناتها الكبيرة في تسجيل أبنائها في المدارس. أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز خفف عليهم المصيبة في إعطائهم خطاباً للمدارس، ولكن ظلت المعاناة تزيد وتكبر مع كبر الأبناء خاصة أنهم يرغبون في العمل لتصحيح وضعهم. ويُطالب سامي (١٩ عاماً)  وأشقاؤه الذين ذاقوا مرارة اليتم بعد أن هجرهم والدهم منذ أكثر من ١٥ عاماً، وحرموا من الجنسية السعودية لكونهم لا يملكون شهادات ميلاد، باستخراج الهوية الوطنية لهم والحصول على حقهم من التعليم والعمل.

«لها» زارت الأسرة الحزينة وخرجت بهذه الحصيلة.


يقول سامي: «حرمنا من التعليم والصحة لكون والدي اختفى عن الأنظار، ولكن موقف الأمير سلمان بن عبدالعزيز خفف من معاناتنا بإعطائنا خطاباً للمدارس الى حين انتهاء إجراءات المعاملة»، متسائلاً: «نملك شهادات تبليغ ولادة فما سبب رفض استخراج الهوية الوطنية لنا؟!، وهل ننتظر عودة والدي ونحرم من العمل والتعليم كأننا أجانب في بلدنا؟ لدينا معاملة في أحوال الرياض برقم (٣٠٧٢) وتاريخ ٢٤-١٣-١٤٢٩، «والى الآن لم نحصل على رد مقنع، فما ذنبنا إذا اختفى والدنا».

من جانبها، تقول الوالدة رنا: «رزقت خمسة أبناء من زوجي المختفي الذي استخرج لهم شهادة تبليغ فقط، وكنت دائماً أطالبه باستخراج شهادات ميلاد، فيقول «بعدين» إلى أن اختفى عن الأنظار. هل يرتبط مصير أبنائي بمصير والدهم المختفي وجميع أوراقهم كاملة؟».

تعاني أم سامي من تفاقم أوضاعها السيئة التي لا تنتهي بل تتزايد مع الوقت. تقول: «تزوجت من رجل صاحب قلب مليء بالحنان والطيبة علي أنا وأطفالي، ومع تراكمات الديون وضغط الحياة اختفى ولا نعلم أين هو إلى الآن».

وأضافت بصوت حزين :«تحملت المسؤولية بمفردي لا نجد أنا وأبنائي ما نأكله أو نسدد به قيمة الإيجار البالغة ٢٠ ألف ريال، ومما زاد عنائي أن أبنائي لا يستطيعون العمل ولا يستطيعون أكمال الدراسة إلا بالواسطة».

وبنبرات حزينة تتابع: «أصبحت حائرة خائفة لا أعلم ما السبيل لإنقاذهم ولا استطيع العمل لكبر سني. طرقت جميع الأبواب ولم يتفاعل معنا أحد».

أما أبناء العائلة فذكروا أنهم لم يعرفوا سبب اختفاء والدهم قبل ١٥عاماً إلا ما ذكرته والدتهم التي انتظرته كثيراً.

من جهته، طالب مدير مكتب وكيل وزارة الداخلية لشؤون الأحوال المدنية في السعودية إبراهيم الصيخان مراجعة سامي وإخوانه له في المكتب للنظر في معاملتهم، مؤكداً أنهم سيكونون محل اهتمام الجميع.

 

القانون

علق المحامي والمستشار القانوني  عبدالكريم الصايغ على حالة أبناء هذه الأسرة قائلاً: «حتى يتمكن هؤلاء من الحصول على الهوية، لابد من حضور ولي أمرهم فإن لم يكن موجوداً فلابد من حضور قريب لهم مثل عمهم شقيق والدهم، فهم يحملون شهادات تبليغ ولادة صادرة من مجمع الملك سعود الطبي وهذا مثبت لهم وأوراقهم سليمة».

وأضاف: «من شروط الحصول على الهوية أن يكون المرء سعوديا،ً أي أن يكون له أب سعودي وهذا الشرط متوافر لدى أبناء الأسرة فلديهم شهادات تبليغ ولادة مذكور بها اسم الأب وجنسيته و رقم بطاقة الهوية الوطنية لوالدهم المتغيب». وأكدأنه في هذه الحالة يكون موقفهم قوياً ويستطيعون الحصول على الهوية المستحقة لهم.