الأميرة الصغيرة... حلم أنوثة لم تنضج
ماكياج, نانسي عجرم, ماسكارا, أحمر الشفاه, ياسمين جمال, العناية بالبشرة, هيفاء وهبي, تجنب الألوان الكثيرة, طلاء الأظافر , مستحضرات التجميل, مستحضرات الماكياج, مراكز تجميل, لميس جوجو, مايا هلال, ماكياج النجمات, مكياج, غزل البنات
24 نوفمبر 2009 مركز Frizzy قسم Chez Lulu
ينسج مركز Frizzy للأطفال حكاية جديدة للجيل الجديد. وهو غير مخصص للفتيات بل هنّ الزبونات الأساسيات اللواتي ابتعدن عن قسم «المختبر المجنون»Crazy Lab وغرفة المطبخ Doodle Crisp وغرف الترفيه الأخرى التي أخذت طابعاً صبيانياً، فيما إنصرفت جميلات الغد إلى تدليل أنفسهن بالروائح العطرة والألوان الساحرة في فسحة Chez Lulu Salon&Spa.
عيد ميلاد مريم كاوي (8سنوات)
اليوم، يصادف مرور ثماني سنوات على ولادة مريم كاوي التي لم ترضَ أن تمرّ هذه المناسبة بهدوء أو بإطفاء ثماني شمعات ملوّنة بل طلبت من والدتها أن تحضر لها فستاناً أزرق مزيّناً بشريط ساتيني ومطرّز بسلال الزهور الوردية المنسجمة مع حذائها الزهري من فرنسا. ودعت صديقاتها إلى إحتفالٍ جمالي قبل موعد الإحتفال الرسمي مشدّدة على أن الماكياج «ليس حكراً على الكبيرات، ووضعه ليس سلوكاً سيئاً». وتقرّ سارة مروة، إحدى المدعوات التي إرتدت زيّ جلسة العناية الجمالية بحماس، بأنها لا تضع الماكياج بتاتاً لكن اليوم « إستثنائي ولا مانع من وضع الماكياج الوردي المنسجم مع فستاني البنفسجي وساعة يدي الزهرية». أما سيرين دغيم فلا تعبأ ببسط الألوان على وجهها بل تفضل أن تبتكر بها تحفة في المختبر حيث جلست وحيدة وسط صراخ الصبية.
صاحبة مركز Frizzy - لميس جوجو: " مغطس الزهور وأقنعة الفاكهة لها والمختبر المجنون له..الطفلة العربية أكثر شغفاً من اللبنانية بعالم الجمال والأضواء"
مضى ثلاثة عشر عاماً على عملنا في حقل الطفولة. أمي هي هناء جوجو، رئيسة نقابة أصحاب دور الحضانة ومديرة حضانة وأنا متخصّصة في علم نفس الأطفال، وقد قدمت الكثير من المسرحيات التي عرضت في العالم العربي. Frizzy هو شخصية من إبتكارنا يمثل الطفل الذي يريد الإهتمام بنفسه ويدلّل دماغه من حيث الطبخ والفن وعالم الجمال والإبتكار الحِرفي. أنجزنا مشروعنا في تسعة أشهر، زرنا معارض خارج لبنان لكي نكفل جودة مستحضراتنا التي حملت إسم Chez Lulu. لقد بنينا هيكيلية دقيقة ومدروسة وصحية ونجحنا في إختبار وزارة الصحة بالنسبة إلى مكوّنات سلعنا. تستطيع الأم أن تشعر بالأمان حين تصطحب طفلتها إلى Chez Lulu فنحن نقدّم لها خدمات كثيرة بما فيها جولة تسوقية إرشادية مع موظفة قريبة من سنها، فالأطفال ينصتون إلى نصيحة الصديق أو الغريب أكثر من الأهل.
ولا نكتفي بإسداء النصائح المرتبطة بالمظهر بل نعطي نصائح صحية أيضاً من حيث التوعية من فيروس إنفونزا الخنازير وعالم التغذية. وأيضاً نعمد إلى تحفيز الإبتكار عند الطفلة من خلال التطريز على الألبسة والحقائب، كما أننا نعرّف الطفل على حالته الصحية ولا نكتفي بمغطس الزهور وتزويد الأطفال قارورة مرطب وأقنعة الفاكهة التي يمكن أن يحضّرنها بأنفسهن بل نخضعهن لتدليك للقدمين Reflexology وتحسّس بعض النقاط لتقويم الحالة الصحية والنظام الغذائي عند الطفل.
الجديد لدينا هو عرض الأزياء التي ستحمل تواقيع الصغيرات ويقدّمنها على منصة عرض. من جهة أخرى، لا يمكنني أن أقول أن المختبر هو مخصّص للصبية لكننا في الوقت نفسه لا يمكن إنكار أن هذا المجال العلمي لم يحظَ بإهتمام الجنس اللطيف حين وضع أمام خيار الإبتكار العلمي ودنيا الجمال. أيضاً نحن نصطاد المواهب الملفتة ونمنحهم فرصة الغناء المسجّل. من جهة أخرى، نحتفل بالSweet Sixteen أي حين تبلغ الفتاة عامها السادس عشر. وننظّم لها نهاراً إستثنائياً تجول فيه وصديقاتها بسيارة فارهة ومن ثم يصعدن إلى جناح في أحد الفنادق ليتحضرن بمساعدة إختصاصية في عالم الجمال لسهرة karaoke غنائية ممتعة.
لا بد من التماهي مع العصر اليوم وعدم الإكتفاء بشراء الدمى للأطفال وإصطحابهم إلى الملاهي. ولدينا مشروع إفتتاح فرع ثانٍ في الوطن العربي بعد الدعم الذي تلقيناه الصيف الماضي. وأود الإشارة إلى أن الفتاة العربية لا تقل عن اللبنانية إهتماماً بعالم الجمال بل هي أكثر شغفاً بأضوائه. أذكر نوف (11عاماً) الطفلة الإماراتية التي كانت تزورنا يومياً طوال أسبوعين، وإشترت كل ألوان الباروكات وكانت كل يوم تضع الماكياج وطلاء الأظافر وتزيّن شعرها لكي تلتقط الصور بإطلالات عدّة. لا بد أن نعترف بمتطلبات طفل اليوم الذي ردم الهوة التي كانت في الأمس، فأنا اليوم أستطيع أن أوكل إلى إبنتي تحضير نقاط إختزاليةPowerpoints لمحاضرة مرتبطة بتخصّصي.
مركز Events قسم Bella's
تدخل الصديقات الثلاث تاتيانا وسهام وغيدا(7سنوات) إلى محل Events قسم Bella's (للدلال والحلم والإبتكار) في منطقة فردان ببيروت. تاتيانا بفستان Burberry الأنيق وسهام بزي من هذه الدار أيضاً إنما توب وسروال أسود وتتهادى على شعرها الأملس فراشة بيضاء ك«حياتها» التي لم تبدأ بعد إنما فاحت من خيالها خبايا وردية. أما غيدا، فهي الطفلة التي تشعّ فرحاً وشقاوة تحبّ موسيقى الفنان ميكا وترتدي قميصاً صغيراً والجينز وتعلّق حول عنقها قلادة الطفولة الذهبية، طفلة الضفيرتين التي لم تعد حلماً بعدما غاص الصغار في عالم الكبار. ويدور هذا الحوار..
تقول سهام سويد: "عمري سبع سنوات، أنا هنا لأهتم بمظهري وأغني في الأستديو. لن أقوم بطلاء أظافر يديّ لأنني سأذهب إلى المدرسة غداً وسأكتفي بطلاء أظافر قدميّ. كما أنني سأضع الماكياج الأزرق البرّاق مع الأبيض المضيء تحت الحاجبين."
- لمَ تضعين الماكياج؟
لكي أبدو أجمل.
- أنت قمر وعيناك ساحرتان؟
لا، لست جميلة دون ماكياج.
- هل إخترت الألوان التي ستضعينها؟
نعم، سأضع ظلال العيون الزرقاء والأبيض المضيء، لأنني سبق أن وضعت الرمادي والفضي الأسبوع الماضي، كما أنني سأصعد إلى الطابق العلوي لتمليس شعري .
تختار سهام ألوانها وتنصرف، تنظر إلى المرآة وتذهل وتصيح بالموظفة، «هذا كثير يجب تخفيف الأزرق، لقد وضعتِ الكثير»، راسمة على وجهها علامة لا تمتّ إلى الرضا بِصلة.
وتسارع تاتيانا خنافر إلى التحدّث عن سبب قدومها إلى مركز التجميل.
تقول بغنج: «إسمي تاتيانا أريد أن أبدو جميلة وساطعة كنجمة. أحب أن أبدو كدمية ووضع ظلال العيون الزهرية اللماعة ونثر البريق على وجهي كذلك وضع الماسكارا لتبدو عيناي أجمل. سأضع أيضاً طلاء أظافر وردياً مع الستراس لأنني سأرتدي فستان أميرة بعد قليل. لا أعيش في لبنان لأن عائلتي تقيم في عمان، وأشعر بأن بيروت باتت تشبه كثيراً لاس فيغاس. لبنان جميل «هونيك في بحر بس ميّت. هون أنا بشوف البحر من الحمّام. كما أنني لا أحب ما ترتديه النساء هناك، فستان طويل وحذاء مش حلو. عبالي إرجع على لبنان».
- لم لا تضعين طلاء أظافر باللون الأزرق مثل ميريام فارس؟
لا، لا أحبها.
- هل تحبين هيفاء وهبي؟
لا، لأنها «كتير كتير عاملة تجميل» أحب سعاد حسني كثيراً ونانسي وشادية التي تغني : «سكّر حلوة الدنيا سكّر»...
- لكن نانسي خضعت للتجميل؟
نعم لكنها لا تقول أنها «مشتاقة للشباب» مثل هيفاء، نانسي مهضومة ولا تسأليني أكثر.
- فستانك جميل جداً؟
نعم، إنه من Burberry كما أحب ديور وشانيل أيضاً (تقولها بالفرنسية متلفّظة حرف الراء بدلع). أريد أن أعرفك على صديقتي غيدا التي تكره الماكياج وتفضّل أن تقف في المطبخ، وهي طيّبة وطريفة للغاية». (تضحك ممازحة صديقتيها).
وكما سهام، تطلب تاتيانا تعديل ماكياجها لأن «عينيّ واسعتان، كان عليّ أن أضع الأسود بدل الأبيض. يبدو وجهي ضخماً جداً».
تقول غيدا إسماعيل التي لا تشاطر صديقتيها صفة حب إستباق مراحل عمرية ضرورية وفرض شخصية النضج الباكر: «أحب أن أطهو كثيراً، سأصنع قالب حلوى كبيراً مناسباً للزفاف. أحب أن أضع الباروكات المضحكة والإستماع إلى موسيقى مايكل جاكسون، «حرام»، وميكا وأغنية Lollipop وفيروز وأحب كثيراً أغنية «رزق الله علْ عربيات».
صاحبة مركز الجمال وتنظيم المناسبات Events هالة جابر: "مشروع «لايدي» مستقبلية حالمة لا تعدّل حاجبيها بل تمرح بالألوان"
أعمل في مجال الأطفال منذ 12 عاماً وأنظّم حفلات أعياد ميلاد . ومع مرور الوقت، حاولت أن أجدّد في مجالي. سافرت وخلصت إلى أفكار جديدة في عالم الصغيرات. فهن لم يعد يرضيهن أن يلعبن مع شخصيات بارني وميكي وشراء أزياء باربي. وكان هذا المشروع الذي حصد أصداء واسعة بغض النظر عن كونها سلبية أو إيجابية. وهدفي الرئيسي من هذه الخطوة أن تشعر الفتاة الصغيرة أنها قصدتنا لكي تمثّل وتمرح وتدخل عالماً جديداً، تجسّد شخصية نجمة أو طباخة أو طبيبة أو ممثلة أو أميرة، أي أن تحلم بالمستقبل. وهذا سلوك مشروع فأنا لا أعدّل شكل حاجبيها أو أغيّر لون شعرها.
لا ننزع براءة الطفولة عنها. فهي اتت إلينا لكي تلهو مع صديقاتها وتضع تاج ملكة أو ترتدي ثياب هانا مونتانا وتستمتع وتتعلّم مبادىء الإهتمام بمظهرها قبل بلوغ سن المراهقة، كذلك اللياقات الإجتماعية المتعلّقة بالمظهر والسلوك وتكون مشروع «لايدي» مستقبلية. أما بالنسبة إلى الماكياج، فهو نوع من اللعب مع الألون، فأنا لا أضع لهن الآيلاينر وكريم الأساس بل أزيّن وجوههن بحبّة فراولة (فريز) وبتفاصيل مشعّة تجذب النظر.
وأنظم حفلات أعياد ميلاد إضافة إلى مناسبات أخرى، كحفلة البيجاما التي تحضرها الفتيات بملابس النوم ويتخيّلن أنهن في غرف النوم يتناولن البيتزا والفوشار على الأسِرّة. يجب أن ندعو الفتاة إلى الحلم، وفي نهاية المطاف تجسّد الطفلة شخصية والدتها وتتأثر بها.
لبنان معقل الجمال والترف والذوق الراقي. سِمات ومميّزات لطالما طبعت في ذاكرة كل عربي أتى على وصف هذا البلد الصغير الذي يحتبس الكثير من الألم والفرح والسحر والإحتمال والمفاجأة. وها هو اليوم يدعو الطفلة الصغيرة إلى أداء دور النجمة ونزع رداء طفولة الأمس دون التخلي عنها. ثلاثة صالونات جمالية لا تجميلية منحت - مَنْ لم يتخطَ عمرها عدد أصابع اليدين وراودها طموح وردي- عالماً حالماً بنكهة الشوكولا والفانيلا في هذا التحقيق.
صالون تجميل Spa-Tacular
هل يمكن المرور من أمام صالون Spa-Tacular دون الدخول إلى عالمه، بعد الإنبهار بألوان الأثاث والجدران الحمراء والخضراء والزرقاء والبرتقالية وتنشّق عبير الشوكولا والفانيلا والفراولة والآيس كريم التي تفوح من مستحضرات التجميل؟
مايا هلال- صاحبة صالون تجميلSpa-Tacular:" متعة العناية بالبشرة عبر تقشير سطحي ناعم بنكهة العنب والحلوى والفراولة"
إرتأت السيّدة مايا هلال جمع شمل العائلة تحت سقف واحد في صالونها التجميلي Spa-Tacular. تقول: «إنطلقت فكرة إنجاز هذا المشروع من إدراكي لحاجة طفلتي التي ترتاد الصالون التجميلي الذي يهتم بإطلالتي، وهو غير مناسب لها من حيث المستحضرات التجميلية والفريق العامل وموادّ المستخدمة والأجواء السائدة بشكل عام. وهذا ما جعلني أفكر ملياً إلى أن قرّرت تنفيذ مشروع Spa-Tacular الذي يمنح الطفل الجمال واللهو والمتعة والنشاطات الفنية.
لقد إخترنا مستحضراتنا الأميركية بعناية شديدة وهي لا تضر بشرة الطفل الحساسة ولا أظافره ولا تحوي مواداً كيميائية بل هي مصنوعة من مواد طبيعية. يتخطى الصالون فكرة قص الشعر لمدة عشر دقائق بل ينعم الطفل بجلسة عناية جمالية ممتعة، كما أن لديه خياراً آخر هو الرسم والقراءة. نحن نقدم للطفل عالماً فرحاً من الألوان ومتعة العناية بالبشرة عبر قناع من الشوكولا.
كما أن الجلوس على كرسي الجمال لن يكون رتيباً أثناء إنتظار النتيجة النهائية، فللأطفال فرصة مشاهدة أفلام تناسب أعمارهم. على فتاة اليوم ألا تذهب إلى المدرسة دون تسريح شعرها وتقليم أظافرها، نحن نرشدها إلى طريق الأناقة التي تناسب سنّها. كما ان التقشير الذي تخضع له ليس عميقاً بل سطحيٌّ يرطب بشرتها ويمنحها شعوراً منعشاً بروائح عطرة ونكهات العنب والحلوى والفراولة. ولا أظن أن ثمة أمّاً لا تتمنى أن ترى طفلتها في قمة الترتيب والمظهر اللائق. ونحن لا نشجع الفتاة على بسط لون مختلف من طلاء الأظافر كل يوم. وسنفتتح قريباً قسماً خاصاً بالإرشاد الجمالي لمساعدة الطفلة التي قد تضيع بين عالمي الطفولة والنضج في سعيها لتشكيل هوية مظهرها.