هوس كرة القدم يجتاح عالم الفتيات في مصر
الرياضة, سلمى المصري, كرة قدم, مدربة رياضة, دار الحكمة, النوادي الرياضية, ريهام عبد الحكيم, المدرّجات, برنامج صدى الملاعب, هوس كرة القدم, عالم الفتيات, التشجيع, فتاة مصرية / فتيات, دنيا سمير غانم, النادي الأهلي, الجماهير, مباريات, نادي الزمالك, مروة
08 يناير 2010 توقفت لعبة كرة القدم، الأكثر جماهيرية من بين سائر الألعاب الرياضية، عن أن تكون مقتصرة على الرجال، لجهة اللعب ولجهة التشجيع، فقد بدأت هذه اللعبة تجتذب المرأة كمشجعة وكلاعبة، وبدأنا نشاهد هنا وهناك، عندنا وفي معظم دول العالم، نوادي وفرقاً نسائية هاوية ومحترفة تمارس اللعبة بالجدّية التي يمارسها بها الرجال، وبات لكرة القدم النسائية دورات وبطولات وكؤوس. فما هو واقع هذه اللعبة في بلداننا؟ ذلك ما نحاول الإجابة عنه في هذا التحقيق.
لم تعد لعبة كرة القدم في مصر مقتصرة على الرجال، فالفتاة اقتحمت الملاعب وأصبحت لاعبة وحكماً ومدربة، ولم تكتف بهذا بل اقتحمت أيضاً مدرجات التشجيع، وأصبحت هناك روابط نسائية لتشجيع الأندية. «لها» جالت في عالم التشجيع النسائي، والتقينا فتيات تملكهن هوى كرة القدم إما بالتشجيع أو النزول الى أرض الملعب.
أول حكم نسائي: لمَ لا تكون المرأة حكماً في مباريات الرجال
هناك فتيات تخطى حبهن كرة القدم حدود التشجيع، وقررن ممارسة اللعبة بشكل أو بآخر، ومن هؤلاء شيماء منصور أول حكم مصرية في كرة القدم . بدأت شيماء تمارس اللعبة منذ كان عمرها ١١ عاماً، ولم يكن والدها يعتقد أنها ستكمل مشوارها فيها. تقول: «وافقني أبي على لعب كرة القدم معتقداً أنني سأمل وأتركها بعد فترة، ولكنني استمريت حتى أصبحت أول حكم مصرية.
أنا ضد الذين يقولون إن الكرة للرجال فقط، وللأسف هذا الأمر يترسخ منذ الطفولة عندما تلعب البنت بالعروسة والولد بالكرة، ولكن الموضوع بالنسبة إلي كان مختلفاً فقد كنت أهوى أن أشاهد تمارين فريق الأهلي لكرة القدم وأشجعه وكان أبي يصطحبني للتشجيع. وأنا بالطبع أحكّم مباريات الفتيات واستمتع جداً بهذه الهواية. ومن يدري قد يأتي يوم تستطيع فيه الفتاة أن تكون حكماً في مباريات الرجال أيضاً».
دنيا سمير: أنشأت رابطة مشجعات لإثبات جدارة المرأة
دنيا سمير (٢٦ عاماً) رئيسة رابطة مشجعات النادي الأهلي المصري قررت إنشاء «رابطة» لتؤكد أن الفتيات بعيدات كل البعد عن التفاهة والجري خلف لاعبي كرة القدم كمعجبات، بل ان الكثيرات منهن يفهمن كرة القدم جيداً ويعشقنها، ويشجعنها من القلب.
تقول دنيا: «لا أعرف سبب اندهاش الناس عندما يشاهدون فتاة تفهم في كرة القدم، المشكلة أنهم يعتقدون أنها لعبة للرجال فقط، والحقيقة أن الرياضة للجميع والكرة للجميع وليست حكراً على جنس بعينه. ونحن نسعى لتغيير هذه النظرة عبر رابطتنا التي تساند فريق النادي الأهلي في كل مباراة ما عدا المباريات الجماهيرية التي نحضرها في بيوتنا خوفاً من حوادث التحرش الجنسي في الملاعب». وعن سبب إنشاء الرابطة لمجموعة على موقع الـ«فيس بوك»، تقول دنيا: «مجموعة الفيس بوك هدفها نشر نوع من الثقافة الكروية والمتابعة المستمرة لأخبار النادي، كما أننا أنشأنا موقعاً خاصاً بالمشجعات على شبكة الإنترنت يتداول جميع أخبار النادي وليس كرة القدم فقط».
آلاء عمر: اعتراض متواصل من الأهل
لا تجد آلاء عمر وزميلاتها في رابطة مشجعات نادي الزمالك غضاضة في العودة إلى المنزل في وقت متأخر، بعد انتهاء المباريات الليلية طالما أنهن يساندن النادي ويشجعن فريقهن، ورغم ذلك غالبية أسرهن معترضة على تشجيع البنات للساحرة المستديرة بكل هذه الحرارة . وعن تكوين الرابطة تقول آلاء: «نحن أول رابطة مشجعات في مصر، وتكونت الرابطة منذ خمس سنوات في الإسكندرية، كما أننا أصحاب أول موقع ومنتدى إلكتروني للمشجعات في الوطن العربي، كما أننا أنشأنا توأمة ما بين مشجعات الزمالك ومشجعات الاتحاد السعودي، حباً في الساحرة المستديرة فكل من فتيات الناديين يعملن بجد وجهد في سبيل إعلاء شأن النادي والتشجيع النسائي».
وتضيف: «المشكلة الكبرى أن أهالينا مازالوا معترضين على تشجيع البنات لكرة القدم، وغير مقتنعين بما نفعله ودائماً ما ينتقدوننا، مقتنعين بأنها اللعبة الشعبية الأولى للرجال ولا يحق للبنات تشجيعها، إلا أننا نعشقها ولا نستطيع مقاومتها، وسنستطيع ان نثبت أن البنات يفهمن في كرة القدم مثل الشباب وربما أكثر».
دينا: نحضر أدوات التشجيع قبل المباراة
أما دينا عاطف فقد وقعت في غرام كرة القدم منذ كان عمرها (١٢ عاماً). تقول: «في صغري كنت أذهب إلى الملعب مع أبي للتشجيع، فأنا من بيت رياضي في الأساس والجميع يهوى الرياضة. وازداد حبي لتشجيع كرة القدم بعد فوز المنتخب المصري بكأس أمم أفريقيا ٢٠٠٦، وبالفعل شاركت في رابطة مشجعات الزمالك في القاهرة منذ ثلاث سنوات. والآن تضم الرابطة أكثر من ٥٠ مشجعة، جميعنا نذهب إلى الملعب، ولكننا نجتمع قبل المباراة لنرسم اللوحات الخاصة بالرابطة واللازمة للتشجيع في المباريات».
رنا: سأرتدي فستان زفاف بألوان نادي الزمالك
لا تختلف رنا كثيراً عن زميلاتها من مشجعات الزمالك، وإن كان هوس الكرة تملكها درجة أنها قررت أن ترتدي فستان زفاف مختلفاً يحمل علم نادي الزمالك، وتقول: «لن أتردد في فعلها، فالزمالك عشقي والكرة حياتي، وسأرتدي في زفافي فستاناً أبيض فيه خطان أحمران».
وعن حكايتها مع التشجيع، تقول رنا: «كنت أشجع منذ طفولتي، لكنني لم أفهم الكرة إلا عندما أصبح عمري ١٢ عاماً، وكل عائلتي أهلاويون متعصبون ولكنني أحببت الزمالك وأشعر بأنني منبوذة في المنزل. وأنا لكنني أواظب على التشجيع في الاستاد لجميع المباريات، وتارة أقول لأسرتي إنني ذاهبة وأخرى لا أخبرهم لأنهم ما زالوا معترضين على فكرة تشجيع الفتاة لكرة القدم. ولكن أعتقد أنهم سيهدأون في الأيام المقبلة بعد تخصيص إدارة النادي أمناً لحماية المشجعات في الاستاد وأتوبيساً خاصاً لنقلنا».
ريهام عبد الحكيم: الكرة والأنوثة
من بين لاعبات كرة القدم التقينا ريهام عبد الحكيم (٢٤ عاماً)، وهي خريجة كلية التربية الرياضية. تقول: «بدأت لعب كرة القدم منذ كان عمري ١٢ عاماً، وكنت ألعب الكرة مع الصبية في الشارع وفي مركز شباب، ثم لعبت فعلاً داخل فرقة كرة قدم نسائية. وأمي هي التي قررت توقفي عن اللعب مع الصبية مرة أخرى لأنني أصبحت كبيرة، وألحقتني بأول فريق لكرة القدم النسائية في مصر.
في ذلك الوقت كانت الكرة النسائية في مصر منتخب (أ) ومنتخب (ب) وأنا التحقت بـ (ب) لصغر سني، ولعبت مع نادي المعادن ثم جولدي ثم سميدان وأخيراً وادي دجلة. وعن سبب حبها لكرة القدم تقول: «هي لعبة جميلة فيها روح، ولا أرى أنها تؤثر في أنوثة الفتاة، بالعكس هي أفضل مثلاً من الكاراتيه والمصارعة. وقد تعرضت للانتقاد للعبي كرة القدم، وسمعت كثيرين يقولون إن البنات لا يلعبن باحتراف مثل الشباب، كل ذلك زادني عزيمة وعنادًا وتمسكاً باللعبة، لأثبت أن البنت جديرة بأن تمارس أي لعبة مهما كانت مثل الشباب وأفضل».
لاعبة مصر الأولى: كنت ألعب مع الصبية في الشارع
أما كابتن منتخب مصر مروة الحواط (٢٦ عاماً) فكانت تلعب في الشارع منذ كان عمرها ٧ سنوات، وتقول: «وقتها لم يكن هناك فريق لكرة القدم النسائية، وكنت ألعب في الشارع مع الأولاد. وأحببت الكرة لأنني كنت شديدة التعلق بوالدي وهو كان عاشقاً للكرة، واستمريت هكذا حتى علمت بأول فريق للكرة النسائية، فذهبت وتقدمت للاختبار ونجحت. ولعبت عام ١٩٩٧ مع المنتخب المصري أول بطولة عربية في نادي الزمالك وشارك فيها المغرب والأردن وتونس، وهذه كانت أول بطولة رسمية نلعبها. بعدها بدأت كرة القدم النسائية الانتشار وشاركنا في كأس أمم أفريقيا.
وتطورت كرة القدم النسائية من ٣٠ فتاة في المنتخبين (أ ) و( ب) إلى ١٨ فريق بنات». وتسعد مروة بإنجازاتها مؤكدة أنها خير دليل على تفوق الفتاة في هذا. «الحمد لله أنا كابتن منتخب مصر، وتم اختياري ضمن منتخب العرب مرتين، واختاروني ضمن أفضل ١٨ لاعبة في العالم في فرنسا أثناء احتفالية الفيفا بمئويته. وطموحي أن أصبح المديرة الفنية لمنتخب كرة القدم النسائية».
ليالي محمد: تشجيعنا أكثر من مجرد الهتاف
تعشق ليالي محمد (٢٢ عاماً) كرة القدم عشقاً من نوع خاص، فالتشجيع بالنسبة إليها ليس مجرد هتافات في المدرجات، بل تؤكد أنها لا تتحمل أي مكروه يصيب النادي الذي تشجعه، وارتباطها بمشجعات الزمالك جعلها أكثر إيجابية في التشجيع، حيث أصبح متاحاً أمامها مساندة الإدارة والجماهير، كما ترد على أي هجوم عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالرابطة.