هوس كرة القدم يجتاح عالم الفتيات في السعوديّة
الرياضة, كرة قدم, مدربة رياضة, النوادي الرياضية, ايطاليا, برنامج صدى الملاعب, هوس كرة القدم, عالم الفتيات, التشجيع, الجماهير, ميادين الرياضة, المدرجات, الملاعب العربية, فريق الإتحاد, الفرق المحلية, فريق الهلال, رابطة للمشجعات, رياضة المرأة الخليجية,
08 يناير 2010 هالة الغامدي: أغظت صديقاتي خلال مباراة الهلال-النصر
هالة الغامدي (١٤ سنة) مشجعة لفريق الهلال السعودي، تقول:« أشجع الهلال بحكم بيتي الهلالي، فقد كان جو البيت حماسياً ومثيراً حينما عُرضت مباراة الهلال والنصر الأسبوع الماضي وأجمل مافيه هو الفوز الذي حققه الهلال على النصر بنتيجة هدفين مقابل لاشيء للنصر، فكان يوماً استثنائياً حتى أنني رحت أغيظ صديقاتي بإرسال رسائل جوال لتحديهن أثناء عرض المباراة».
لا يقتصر الشغف بكرة القدم في السعودية وتشجيع الأندية الرياضية على الرجال، بل انتقلت الحمّى إلى النساء. ورغم حظر دخول النساء إلى الملاعب السعودية، فإن بعض الفتيات وحتى النساء لا تقل حماستهن للعبة عن حماسة الشباب.
ومع إعلان أي مباراة بين الفرق السعودية في دوري كأس الأمير فيصل بن فهد ودوري زين للمحترفين، نجد أن الحماسة تصل إلى ذروتها، لتبدأ بعدها تلميذات المدارس بتشجيع فرقهن بمختلف الطرق مثل صبغ الوجوه بألوان فرقهن أو بارتداء أربطة بألوان الفريقين وتحديات كلامية بين بعضهن البعض، ولم تقتصر التحديات على تلميذات المدارس بل تمتد إلى طالبات الجامعات والكليات التي تشهد تأهباً أكثر صراحة بسبب هامش الحرية الأوسع في ارتداء الملابس. وكل هذا يعني أن تشجيع كرة القدم لم يعد حكراً على الذكور، بل قد تفوق نسبة التشجيع النسائي لهذه الرياضة حماسة الشباب بمراحل.
«لها» التقت عدداً من الفتيات المشجعات لكرة القدم السعودية والعالمية وتحدثت معهن عن هوسهن بهذه الرياضة وطرق تشجيعهن التي تخرج عن المألوف في كثير من الأحيان.
علا بدر الدين: حرب حامية الوطيس في المنزل بسبب اختلاف المشجعين
«ما أن تبدأ المباراة في المنزل حتى نشعر بأن من في الطريق العام يعرفون بأننا نتابع مباراة لفريق الاتحاد». بهذه الكلمات بدأت علا بدر الدين (٢٥ سنة)، معلمة في مدرسة خاصة) التي تُشجع فريق نادي الاتحاد السعودي بشغف هي وشقيقها.
فقالت: «أشجع فريق الاتحاد منذ ٤ سنوات وأفضل لاعب لدي هو محمد نور، وأراهن أيضاً مع صديقاتي المشجعات لفريق آخر على أن الاتحاد سيتفوق على جميع الفرق ويحصل على لقب بطل كأس آسيا هذا العام خاصة أنه يلعب باحترافية كبرى.
والبيت لدينا ينقسم «حزبين»، فهناك مشجعون لنادي الهلال في المنزل. وإذا كانت المباراة بين الاتحاد والهلال تكون الحرب حامية الوطيس في المنزل ويتعالى الصراخ واشعر بأنني أشاهد المباراة في المدرجات. وبعد الفوز، وبالطبع فوز الاتحاد، نجد أن المنزل بدأ يصبح كساحة مهرجان ملونةً بشعارات الاتحاد ولونيه الأصفر والأسود، حتى أنني أبعث برسائل نصية لصديقاتي عن طريق الجوال أخبرهن بفوز الاتحاد الساحق على فرقهن».
وتضيف بدر الدين: «ولعي بكرة القدم بدأ منذ أصبحت أشاهد المباريات مع أشقائي في المنزل، حتى أن صديقاتي المعلمات في المدرسة نجدهن يتحدثن في اليوم التالي عن احترافية لاعب وقوة فريق ما. وأعتقد أن معلوماتي في كرة القدم قد تصل إلى حدود ٦٠ في المئة، وما لا أعرفه أسأل عنه في المنزل حتى أبقى على اطلاع مستمر على جدول المباريات .
أما النادي المفضل عندي في الكرة العالمية فهو فريق ريال مدريد الذي أتابعه بحماسة قد تفوق حماستي لنادي الاتحاد. وحتى في المباريات العالمية هناك أحزاب مختلفة لتشتعل نيران الحرب بيني وبين أشقائي في المنزل . وأذكر موقفاً طريفاً حصل معنا في المنزل عندما كنا نتابع إحدى المباريات العالمية، وكان والداي نائمين، وعندما استيقظا سجل الفريق المنافس هدفاً على فريقنا، فقمنا أنا وشقيقي بطردهما خارج الغرفة باعتبارهما «نذير شؤم» لفريقنا! وفي حال خسارة النادي الذي أشجع أغضب قليلاً لكن سرعان ما أعود الى مزاجي الطبيعي».
أروى أبو فرّاج : مجنونة الاتحاد وشغفي بكرة القدم سببه والدي
أروى أبو فرّاج (١٦ سنة) تلميذة في المرحلة الثانوية، تشجع بدورها فريق الاتحاد. «منزلنا الاتحادي وشغف والدي وعمي بحضور المباريات وحرصهما على متابعة كل المباريات، جعلاني منذ الصغر أتابع فريق الاتحاد وأشجعه بمختلف الطرق.
حتى أننا في المدرسة نتحدى بعضنا كلامياً أو نصبغ وجوهنا باللون الأصفر اذا كانت المباراة اتحادية مع فريق آخر. وأنتظر وقت المباراة بفارغ الصبر وأجلس بكامل حواسي متابعة لكل ما يحدث ولا يٌعكر صفو مشاهدتي سوى صراخ والدي أو شقيقي عند ضياع أحد الأهداف.
أتابع المباريات في المنزل وأحيانا مع بعض الصديقات في احد المقاهي، وأشعر بالكثير من الحماسة، خاصة إذا كان هناك مشجعات أو مشجعون للفريق المنافس. وإذا خسر الاتحاد أخرج من المكان غاضبة قليلاً لأني لا تحتمل أن يُغيظني أحدهم بالخسارة. إنما إذا فاز الاتحاد فأخرج مع أشقائي للاحتفال بالفوز الذي يستحقه فريقي المفضل.
أتابع كل مباريات الاتحاد وأشجع أيضاً المنتخب الوطني السعودي في مباريات كأس العالم وأتمنى أن أشاهد مباراة في المدرجات لكن هذا أمر غير مسموح في السعودية. إلا أن تشجيعنا لا ينقص عن تشجيع الشباب إذا لم يكن أكثر منهم. حتى أننا حاولنا تشكيل رابطة لتشجيع نادي الاتحاد في المدرسة.
وفي أي حال، الاتحاديات معروفات في المدرسة من خلال الربطة الملونة التي تلون أيدينا ووجوهنا باللون الأصفر، ناهيك بالرسائل النصية التي نرسلها لبعضنا من تحديات و رهانات حول فوز فريقنا وخسارة فريقهن».
سعاد سمير: أتابع المباريات العالمية ولا أعرف أسماء الأندية المحلية
سعاد سمير (٣١ سنة) موظفة في القطاع الخاص متابعة غير محلية حتى أنها لا تعرف أسماء الأندية المحلية السعودية. تقول: «لا أهوى متابعة المباريات المحلية ولا أعرف أسماء الأندية المحلية، إلا أنني احرص على متابعة المنتخب الايطالي وأشاهد كل مبارياته. ومعلوماتي في هذه الرياضة تصل إلى نسبة ٧٠ في المئة، فمنذ ٧ سنوات وأنا أحرص على اقتناء الصحف الرياضية لمتابعة بطولات كأس العالم.
أتابع المباريات في المنزل مع أشقائي وشقيقاتي وجميعنا مشجعون لفريق ايطاليا، حتى أنني أغضب كثيراً اذا خسر فريقي مباراة ما لأسمع بعدها تعليقات تُغيظني في بعض الأحيان في مكان عملي، إلا أنني آخذ هذه المضايقات على محمل المزاح بين الأصدقاء وسرعان ما أباشر الضحك مع صديقاتي، فغضبي لا يطول بسبب هذه الأمور».
لارا خالد: والدي يستفزني أثناء مشاهدتي للمباراة
رغم كثرة المضايقات والاستفزازات «الودية» من والدها، تصرّ لارا خالد (١٦ سنة) على متابعة المباريات بحماسة شديدة مع أنها مشجعة جديدة لفريق الاتحاد. تقول مبتسمة: «منذ سنة فقط وأنا أشجع فريق الاتحاد لكوني أحب الطريقة التي يلعب بها اللاعب نايف هزازي ولأجله قررت التحول من مشجعة هلالية إلى مشجعة اتحادية.
أشاهد المباريات في أغلب الأحيان مع الصديقات في المنزل أو في أحد المقاهي ذلك لأن والديّ لا يحبان المباريات ويتضايقان من مشاهدتي لها فيبدأ والدي على سبيل المثال باستفزازي وتشجيع الفريق، المنافس لفريقي خاصة إذا كان الاتحاد يلعب، فيبدأ بالتعليق ويطلق على اللاعبين صفات مضحكة. إلا أنني أبتسم لذلك ولا أشعر بغضب عند خسارة الفريق لأني اذا غضبت فلن يعرف احد من فريق الاتحاد عن هذا الغضب!».
فرح ضناوي: أطمح الى تأسيس رابطة لتشجيع فريقي المفضل في المدرسة
فرح ضناوي (١٧ سنة) بدورها لا تعرف أسماء اللاعبين في الفرق المحلية إلا أنها مشجعة لايطاليا. تقول: «أشجع الفريق الايطالي منذ ٤ سنوات ومن يرَني في المنزل يجدني متابعة من الدرجة الأولى للمباريات مع شقيقي طلال (١٠ سنوات) في المنزل، حتى أنني اغضب إذا خسر فريقي في المباريات وأتهم الحكم بأنه مخادع ظلم فريقي وتعاون مع الفريق الآخر خاصة إذا كانت المباراة قوية.
لكن لا يطول غضبي كثيراً. معلوماتي في كرة القدم تصل نسبتها إلى ٨٠ في المئة وما لا أعرفه أسال أخي عنه. جميع أفراد منزلنا يشجعون الفريق الايطالي ولا أجد من يعترض على مشاهدة المباريات حتى أن صديقاتي من المشجعات أيضاً لكرة القدم وحاولنا تأسيس رابطة لتشجيع كرة القدم في المدرسة إلا أننا لم ننجح بسبب عدم وجود تشجيع كافٍ. وأتذكر موقفاً طريفاً حدث معي أثناء مشاهدتي وصديقاتي لمباراة ايطاليا وألمانيا العام الماضي، وكنت كعادتي أشجع ايطاليا بحماسة شديدة وأقول لصديقاتي ان فريقهن ضعيف ولن يستطيع التغلب علينا، ومع نهاية المباراة وخسارة الفريق الايطالي بدأت صديقاتي بالاستهزاء بخسارة ايطاليا والضحك لإغاظتي، إلا أنني سرعان ما بدأت بالضحك معهن مع أنني كنت غاضبة في البداية».