هيلة القصير أخطر إرهابية في قبضة الأمن السعودي

المملكة العربية السعودية, المرأة السعودية / نساء سعوديات, ارهاب, المجتمع السعودي, تنظيم القاعدة, هيلة القصير, أجهزة أمنية

16 يونيو 2010

ألقت السلطات الأمنية في السعودية القبض على سيدة تنظيم «القاعدة» في السعودية هيلة القصير البالغة من العمر 45 عاماً ضمن مجموعة الـ113 التي أعلنت عنها الداخلية السعودية في آذار/مارس الماضي. وكانت هيلة القصير تلعب دوراً بارزاً في جمع الأموال لصالح تنظيم «القاعدة»، والترويج لأفكاره الضالة المنحرفة. وباعتقالها تكون «القاعدة» قد فقدت أهم مصادر التمويل.

 

وكانت القصير طالبة في قسم الجغرافيا بكلية التربية في بريدة، وارتبط بها عدد من الطالبات اللواتي يرغبن في حفظ القرآن الكريم داخل أروقة كلية البنات في بريدة حيث حاولت الإيقاع بهن، قبل أن تمزق وثيقة تخرجها.
عاشت القصير مع والدتها التي تزوجت من شخص آخر بعد وفاة زوجها. هي من عائلة متفتحة ويشغل إخوتها الذين يحملون درجات علمية عالية مواقع مرموقة.
وكان التنظيم قد قال في بيان إن «السلطات السعودية اعتقلت في بريدة أم رباب (هيلة القصير) بعد مطاردة لعدة أشهر».
وهدّد تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» بشن عمليات اختطاف تستهدف كبار المسؤولين في المملكة العربية السعودية وأمراء، رداً على اعتقال السلطات السعودية لسيدة «القاعدة»، خلال الحملة التي استهدفت مدينة بريدة في منطقة القصيم شمال العاصمة الرياض، في شباط/فبراير الماضي.
وقال سعيد الشهري الملقب بـ«أبو سفيان الأزدي»، الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة»، في رسالة صوتية: «عندما تخاذل المسلمون في فك العاني الأسير والوقوف معه، تجرأوا على النساء العفيفات في خدورهن ليأسروهن».
وأكد الناطق الأمني باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي عدم رغبة وزارة الداخلية السعودية كجهاز رسمي في الرد على البيان الصادر عن «القاعدة». واكتفى بالقول: «لن نتداخل رسمياً مع بيان تنظيم «القاعدة»، مرجعا ذلك إلى سبب يتعلّق بعدم رغبة وزارة الداخلية كجهاز رسمي في النزول إلى مستوى «القاعدة»، والابتعاد عن إعطائها ما هو أكبر من حجمها من خلال الرد عليها، بهدف عدم فتح المجال أمام هذا التنظيم لتحقيق ما يبحث عنه بالدخول في سجال كلامي. وفيما عاد التركي ليؤكد عدم إصدار الداخلية أي بيان توضيحي حالياً تجاه بيان «القاعدة»، قال: «اذا كان لدينا مداخلات فمن الممكن أن تصدر الأسبوع المقبل».

استغلال
من جهته،أوضح الخبير الأمني وعضو مجلس الشورى اللواء الدكتور صالح الزهراني أن استغلال العنصر النسائي في تنظيم «القاعدة» ليس بمستغرب، لافتا إلى أن التنظيم كلما يتم ضربه في جبهة معينة يحاول النفاذ منها بالبحث عن جبهة أخرى.
وأضاف: «العنصر النسائي في المجتمع السعودي أكثر قدرة على التخفي والتحرك من الرجال، وذلك نظرا لخصوصية المرأة السعودية واحترامها. وهو ما شجع المسؤولين في «القاعدة» على الاستفادة من هذه الخصوصية، ولا بد من أخذ ذلك بعين الاعتبار».
وأكد أن العنصر الرجالي ازداد الوعي لديه بخطورة الإرهاب وأفكار التطرف والخروج عن طاعة ولي الأمر والشذوذ في المجتمع، ولهذا وجد مسؤولو «القاعدة» صعوبة في تجنيد الرجال، مما جعلهم يبحثون عن ساحات ومنافذ أخرى للتجنيد ومنها استغلال مجالات المرأة السعودية ومكانتها في المجتمع، نافيا أن يكون هذا العمل خارقا للعادة، بل هو عمل منتظر منهم للصيد في أي اتجاه.
وحول أدوار المرأة في «القاعدة» استبعد اللواء الزهراني أدوار المرأة القتالية في التنظيم داخل المملكة على عكس دورها في بعض الدول مثل العراق، موضحاً أن دورها يكمن في الخطوط الخلفية من خلال التجنيد وجمع الأموال واكتشاف العناصر الصالحة للتجنيد.
وعن إفلاس «القاعدة» وجمود حركتها ونشاطاتها داخل المملكة، بيّن اللواء الزهراني أن «شوكة «القاعدة» كسرت وقدرتهم على الحركة والتهديد والتخطيط والتنفيذ أصبحت ضعيفة جداً نتيجة لقوة الضربات الأمنية التي توجه إليهم في كل موقع في أراضي المملكة»، مضيفا أنه «لا يمكن اعتبار التنظيم قد مات فهو لا يزال حيا وبإمكانه من خلال فروعه المتعددة التي لا تكون روابطها قوية، توجيه الفكرة بأنهم قادرون في بعض الأحيان على تنفيذ أعمال في أماكن أخرى، مما يدعو إلى أخذ هذا الخطر في الحسبان. فبقايا التنظيم موجودة ولا بد من الاستعداد التام لمواجهته»، وأكد ان القضاء على الإرهاب فكريا قبل القضاء عليه أمنيا مسألة وقت.

الانتقام
وكشف عضو لجنة المناصحة الدكتور الشيخ علي المالكي أن هيلة القصير وأثناء مناصحتها من قبل لجنة المناصحة ذكرت أنها تريد من هذه الأعمال التي قامت بها التشفي من قاتل زوجها.
وقال الشيخ المالكي: «إن هيلة القصير لا تحمل من أبجديات العلم الشرعي شيئاً ولكن تسعى للتشفي والانتقام من قاتل زوجها وكذلك الشهرة»، مؤكداً أن «ليس هناك خلافات حول المفهوم الشرعي أو العقائدي ولكن هذه دائماً أعمال الخوارج».  وأشار «إلى أن الفئة الضالة اختارت هذا الوقت وفق أجندة دول خارجية بحكم أن هناك من الإخوة بحاجة لنا ولدعمنا، وهم أهل غزة، فلماذا سعيد الشهري وغيره لم يوجهوا سهامهم الى إسرائيل؟ لماذا اختاروا النساء في هذا الوقت وقبل فترة اختاروا الأطفال لتجنيدهم؟».
ولفت الى أنهم يسعون لتحريك الشعوب ضد القيادات، ويجب علينا متابعة أبنائنا لكي لا يكونوا ضحية لغيرهم حيث ان خفافيش الظلام دائماً يعملون في الظلام ويسعون للصيد في المياه العكرة حتى ولو على حساب النساء والأطفال».
وبيّن الدكتور المالكي أن «المملكة تحترم الأسر ولا تعلن الأسماء بهدف عدم إحراج أهاليهم، ولا يؤخذ جريرة أحد بما عمله ابن أو بنت من الأسرة»، مؤكداً أن تنظيم «القاعدة» دائماً «يسعىالى أن يبيّن أنه قوي حتى ولو على حساب النساء والأطفال وكبار السن».
وقال: «أتمنى من الشهري الرجوع الى الطريق الصحيح وتسليم نفسه، فهذا أفضل من تهديد دولة بكاملها لأن تهديده لن يكون منه مصلحة له ولهيلة القصير بحكم أن وزارة الداخلية لم تلق القبض على أي شخص سواء كان رجلا أو امرأة إلا بجرم مشهود». وشدد علىأن للآباء والأمهات دوراً كبيراً في تصحيح مفاهيم الأبناء، مطالباً أولياء الأمور اذا لاحظوا على أبنائهم تغيراً في السلوكيات بالاستعانة بذوي الاختصاص.

 

دور الأمهات
من جهتها، أكدت مديرة شعبة الشؤون الوقائية في المديرية العامة لمكافحة المخدرات هناء الفريح أن للأمهات دوراً كبيراً في تربية النشء والتأثير على الأبناء في جميع مناحي الحياة، مؤكدة أن التجارب التي عايشتها خلال عملها تؤكد أن للأم دوراً كبيراً بصرف النظر عما لديها من تحصيل علمي.
وكشفت أن لغة المصارحة والتحاور شبه معدومة بين الأسر، مشيرة إلى أنه من الصعب جداً تعديل الأمور بعد استفحالها ووقوع المشكلة وتورط الأبناء سواء بالفكر التكفيري أو المخدرات التي باتت تغزو الوطن.
من جانبها، قالت عضو المجلس التنفيذي في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتورة نورة الجميح: «من الثوابت العلمية أن دور المرأه كأم هو دور أساسي ومحوري في بناء شخصية الأبناء وتكوينهم النفسي والسلوكي والتربوي، لذلك فهي بلا شك تصنع الأجيال وتنتج المستقبل». وأضافت: «للأسف الشديد هناك بعض الثقافات تستهين بدور المرأة وقدرتها. فالمرأة كالرجل في فاعليتها وإمكاناتها. ولئن بدا دورها ضمنياً فإن بإمكانها أن تؤثر إيجاباً أو سلباً في مجتمعها. ولا بد أولاً من أن نؤمن بقيمة المرأة ودورها وإمكاناتها وقدرتها، لكي تغير تعاملها مع وجودها وتأثيرها ودورها ومشاركتها في مسيرة المجتمع».
واستطردت: «للمرأة دور مهم لا يستهان به في تحقيق الأمن الوطني، اذ في البيت تربية الأبناء الذين هم مواطنو المستقبل كما أن للمجتمع النسائي حراكه وديناميكيته وتفاعلاته وتجاذباته. وللمرأة دور فاعل في هذا الحراك المهمش المستهان به. ومن هنا يُسهل استهدافه واستغلاله وولوجه واختراق أمنه وتجنيد بعض عناصره وتفعيلها من قبل قوى سياسية وتنظيمات خارجية لاختراق المجتمع والوطن وزعزعة أمنه».


أخطر نساء «القاعدة»

هيلة القصير «أم الرباب»

  • تبلغ من العمر 45 عاماً.
  • تعد أخطر سيدة في تنظيم «القاعدة».
  • ساهمت في تجنيد نساء وجمع الأموال.
  • أعلنت الداخلية في بيان لها في آذار/مارس الماضي تفكيك خلايا إرهابية واعتقالها 113 شخصا بينهم امراة.
  • تورطت في تحويل أموال ومبالغ مالية إلى تنظيم «القاعدة» في اليمن عبر عمليات غسل أموال.

وفاء الشهري «أم هاجر الأزدية»

  • أشهر نساء «القاعدة» الموجودات في اليمن.
  • تزوجت اثنين من المنتمين الى «القاعدة بعد طلاقها من زوجها الأول، هما عبدالرحمن الغامدي الذي قتل في مواجهة مع قوات الأمن السعودية عام 2004 في الطائف، ثم الرجل الثاني في التنظيم سعيد الشهري المطلوب الرقم 63 في قائمة الـ85.
  • شقيقها يوسف الشهري أحد عناصر «القاعدة» في اليمن، وعاد من غوانتانامو عام 2007 وهو ضمن قائمة الـ 85 وقتل في مواجهة نقطة الحمراء في المنطقة الجنوبية.
  • هربت بأطفالها الثلاثة إلى الحدود اليمنية ليستقبلها زوجها سعيد الشهري.
  • مطلوبة لدى الأجهزة الأمنية السعودية واليمنية.

«أم أسامة»

  • في أواسط العشرينات وتحمل الجنسية المصرية.
  • كانت تقوم بأدوار لوجستية من خلال موقع «الخنساء» الإلكتروني.
  • مرتبتها التنظيمية تتمثل في إشرافها على تدريب المجاهدات التابعات لتنظيم «القاعدة».
  • تمثيل الجناح الإعلامي النسائي في تنظيم «القاعدة» في المملكة .
  • تجيد استخدام الكمبيوتر وتملك مهارة التخطيط والتواصل عبر شبكة الإنترنت.
  • لديها القدرة على نشر «الفكر الضال» في منتديات متنوعة.
  • أوقفتها القوات الأمنية في المدينة المنورة، وأخضعت لبرنامج المناصحة.
  • تخلت عن الكثير من الأفكار التي كانت تعتنقها، وذلك بعد تعرضها لـ«حملة السكينة».


زوجا هيلة: الأول «زاهد» والثاني قتل في مواجهة أمنية

الزوج الأول
«أبو محمد» عبد الكريم بن صالح بن عبد الكريم الحميد ولد في حي الجنوب في مدينة بريدة عام 1362 هـ من قبيلة بني خالد ومتزوِّج وله 3 أبناء و3 بنات. تزوجها وهي في عمر 30 سنة تقريباً عن طريق أحد طلابه وانتهى الزواج بالطلاق. يعيش في بيت طيني بحي «الخبيبية» في بريدة، لا يركب السيارات ولا يستعمل الكهرباء ولا حتى الغاز للطبخ ولا للإنارة، بل يستعمل السراج ويطبخ على الحطَب، ولا يستعمل من العملات إلا الحديد.

الزوج الثاني
محمد سليمان إبراهيم الوكيل، أحد العشرة الذين أعلنت وزارة الداخلية مقتلهم عام 2005. التحق بالتنظيم الإجرامي، وكان يؤوي عدداً من أفراده. وعند إنكشاف أمره لجأ إلى الاختفاء إلى أن لقي حتفه على أيدي رجال الأمن.