المرأة بعد الـ40 في سوريا والأردن
نساء, ممثلة, التدخين, برنامج نهر الأردن, التوتر, سن اليأس, سوريا, المرأة العربية / نساء عربيات, فنانة / فنانات, علاج بديل للهرمونات, مخرجة, توازن , التوازن الغذائي, المجتمع الأردني, التوازن العقلي
12 يوليو 2010المهندسة سحر مصطفى: سن النضج الفكري
قالت المهندسة سحر مصطفى أن سن الأربعين أجمل وأعقل وأحكم، وفيها تكون المرأة خبيرة في الحياة.
أضافت: «المرأة إنسان والإنسان يمر بمراحل متعددة خلال عمره، وكل مرحلة تعطي المرأة أشياء جديدة وعديدة وتعبر عن توجهات فكرية. فالشباب مثلاً يعبر عن الجمال ولكنه يعني نقص الخبرة، وسن الثلاثين تعني خبرة أكثر. وعندما يتقدم الإنسان أكثر في العمر أو يصل الى الخمسين مثلاً فإنه غالباً ما ينصب تركيزه على أن يجني ثمار تعبه طوال سنوات عمره. وأعتقد أن إخفاء المرأة سنها يعني عدم ثقة بالنفس لأنها صدقت المجتمع الذي يقول لها إنك عبارة عن مظهر فقط... والرجل هو جزء من المجتمع الذي يدفع المرأة إلى ذلك الكذب العلني!
الدكتورة إلهام عامر: دوامة تقويم الذات
كان رأي الدكتورة الهام عامر مغايراً حيث قالت إن أهم ما تتميز به المرأة التي وصلت الى أعتاب سن الأربعين، هو العيش ضمن دوامة تقويم الذات سلباً أو إيجاباً، فإن كان التقييم سلبياً تكون النتيجة -دون شك- الوقوع في الاكتئاب، أما إذا كان إيجابيًا، فهي تميل إلى إعطاء قيمة أكبر لنفسها، باعتبارها دخلت مرحلة من العمر تستحق من خلالها احترام الآخرين لها، لكن الغالبية العظمى من النساء اللواتي وصلن إلى سن الأربعين يملن إلى التقويم السلبي انطلاقاً من الشعور بأنهن لم يعدن الإناث اللواتي يستطعن جذب انتباه الرجال.
أم محمد (ربة بيت): «ماظل في العمر قد ما مضى»
«ماظل في العمر قد ما مضى»، ما ضل في عمر أعيشه، يعني بعد الأربعين يا رب تعين. لدي ولدان أركز اهتمامي عليهما، وماذا تنتظر المرأة بعد ال 42 سنة؟ أن تفرح بأولادها وتراهم وقد بدأوا حياتهم». أم محمد ربة بيت لم تكمل تعليمها وتعيش في منطقة تعد من الأقل حظاً في عمان العاصمة، ويبدو تأثير المستوى الاجتماعي واضحاً حتى على الطريقة التي ترى فيها المرأة نفسها. هي لم تتحدث كثيراً وكانت تكرر بشكل دائم عند أي سؤال «ما ظل في العمر قد ما مضى». ورفضت اعطاءنا اسمها الكامل واكتفت بأم محمد».
سحر فوزي: بداية السيادة
اعتبرت الفنانة سحر فوزي سن الأربعين بداية السيادة لها، فالسيدة في سن الأربعين تمتلك مقومات كثيرة لا تدفعها إلى القلق لامتلاكها القوة والاستقلال والثقة بالنفس. تقول: «النساء اللواتي تراوح أعمارهن بين 40و60 سنة لم يشعرن بالسعادة الحقيقية في حياتهن إلا بعد بلوغ سن الأربعين». وتضيف: «مرحلة منتصف العمر تتضمن سيطرة الشخص على حياته وشعوره بالأمان والاستقرار المادي والوظيفي والأسري والابتعاد عن المظاهر. بعضهم يلقب هذه المرحلة العمرية بسن الجفاف والنضوب ويشبهون المرأة فيها بالأرض البور مع أن كل هذه الأوصاف ليست إلا جهلاً وكلاماً لا يعتمد على أساس علمي، فهذه السن هي سن التوازن النفسي والنضج الذهني والفكري ومرحلة الصدق الذي تعيشه المرأة مع نفسها، بعدما ازدادت حكمة وحنكة وعقلانية وهدوءاً، مما يجعلها قمة في العطاء ومخزونا كبيراً من القدرة والكفاءة . كل هذا يأتي عكس ما توصف به مرحلة منتصف العمر بكونها بداية العبور التي تجفل أمامها المرأة وترى فيها أزمة عقيمة تقتحم عنفوانها وتجرها عنوة إلى مرحلة تقلص حيويتها وشبابها».
صفاء رقماني: سن الاستقرار وقمة العطاء والنضج
«حقيقة لا يوجد ما يخيفني من هذه السن وأتصور أن وصولي إليها يعطيني قوة واستقلالاً في اتخاذ القرارات ويكسبني خبرة تمكنني من تحليل الأمور بشكل عقلاني بعيد عن السطحية. فعلاً هي سن منتصف العمر فيجب علينا أن لا نمضيها بالمخاوف والقلق لأنها سن الاستقرار وقمة العطاء والنضج». وأضافت: «عالمنا اليوم يختلف عن عالم أمس، فمن إيجابيات حياتنا الآن عوامل عديدة منها تطور الرعاية الصحية، التغذية الأكثر فائدة ووفراً إضافة إلى الوعي الصحي. غير أن سلبيات عديدة بتنا نواجهها ولعل أهمها التوتر النفسي، الضغوط الحياتية، انتشار التدخين، ازدياد معدلات زيادة الوزن، إضافة إلى التلوث البيئي الذي بدأ يفرض علينا ظواهر غير صحية وأمراضاً عديدة قد تهدد وجود البشرية برمتها... هذه السن هي منعطف مهم في حياة المرأة، وهي سنوات قد تشهد تغيرات فيزيولوجية كبيرة. وإذا كنا قد عرفنا هذه سابقاً بسن اليأس فالعلماء الآن يرفضون تلك التسمية جملة وتفصيلاً ويرون أنها مجرد مرحلة من التغيير لا ترتبط بالضرورة بأمراض أو فقدان لبعض أوجه الحياة أو مباهجها، وإنما هي مرحلة تحتاج إلى إدراك ووعي وتفهم، وربما قد تحتاج لبعض العقاقير والهرمونات البديلة والتي يمكن للأطباء وصفها وتقييم الحاجة إلى استخدامها. وإذا كانت المعرفة هي طريق الوقاية فإن ذلك بالقطع هو هدفنا مع دعوة صادقة الى القراءة المتأنية».
في سورية: الـ 40 زمن السعادة الحقيقية
أكدت بعض الدراسات الحديثة في سورية أن النساء اللواتي تراوح أعمارهن بين 40 و 60 سنة لم يشعرن بالسعادة الحقيقية في حياتهن إلا بعد بلوغ سن الأربعين، وتضيف نتائج هذه الدراسة، أن مرحلة منتصف العمر تتضمن السيطرة من جانب الشخص على حياته وشعوره بالأمن والاستقرار المادي والوظيفي والأسري والابتعاد عن المظاهر. لمعرفة تفاصيل أكثر عن هذه السن عند المرأة، اخترنا فنانات، عاملات، ربات بيوت، لمعرفة آرائهن...
فاديا خطاب: «المرأة في سن الأربعين أكثر اتزاناً في حياتها»
تعتبر الفنانة السورية فادية خطاب أن «سن الأربعين سن تكامل النضج للمرأة والرجل على حد سواء، وهي المرحلة التي تكتمل فيها شخصية الإنسان وتستقر أكثر بعد الابتعاد عن نزعات الطفولة ونزوات الشباب الذي يمتد بين مرحلتي العشرينات والثلاثينات من عمر الإنسان. ولذلك فإن المرأة في سن الأربعين تكون أكثر اتزاناً وحكمة وخبرة في الحياة وأكثر قدرة على إقامة علاقات متوازنة، وأكثر قابلية لأداء مهماتها وتحقيق نجاحات جديدة ربما لم تستطع أن تحققها في المراحل السابقة من عمرها. إضافة إلى ذلك فأن المرأة في مرحلة الأربعينات لا تفقد شيئاً من القها وحيويتها ورقتها، وهي أكثر قبولاً اجتماعياً وبالتالي أكثر تميزاً وفاعلية في الحياة العملية ومحيط الأسرة».
وتابعت: «لا أخفي أن جميع النساء يقلقن بشأن التقدم بالعمر، وان اختلفت نسب القلق والتفكير وأولوية الموضوع على غيره من امرأة إلى أخرى. لكن الأمر المسلم به والذي لا تعرفه الكثيرات من النساء هو أن فوائد النضج تتعدى ظهور التجاعيد الصغيرة على الوجه بكثير».
وعن نظرتها الى المرأة بعد سن الأربعين قالت: أعتبر هذه السن مجرد حاجز عمري أو ما يعرف بأزمة منتصف العمر والتي يعانيها الرجل أكثر من المرأة، ويحاول دائماً إثبات انه ما زال قوياً وجذاباً ومؤثراً. المرأة تبقى جميلة مهما كبرت أو تقدمت بها السنون بروحها وعواطفها التي تفيض حناناً يملأ البيت بهجة وسروراً».
نجاح حفيظ: عندما تخطيت الأربعين أصبحت أكثر ثقة في نفسي
بعدما تخطيت سن الأربعين وجدت النضج والاستقرار النفسي والعاطفي. وهناك أشياء عدة اختلفت في هذه السن عما كانت عليه في العشرينات والثلاثينات بعد اجتياز مراحل الدراسة والتقدم في العمل. لقد تعززت مكانتي في المجتمع وتطورت علاقاتي الاجتماعية .وأقول بثقة انه لا يخيفني شيء في هذه السن والحمد لله بالعكس أجد نفسي أصبحت أكثر ثقة بالنفس بعدما أصبح الجمال شيئاً ثانوياً بالنسبة إلي». وتابعت تقول: بالنسبة لي لا توجد لدي مخاوف من هذه السن، لأني منشغلة بطموحي في العمل. ولكن هناك مخاوف لبعض النساء من هذه السن بصورة عامة، واحد هذه المخاوف ما يتعلق بغير المتزوجات اللواتي يخشين فوات قطار الزواج وخصوصاً إذا كنّ ربات بيوت. أما اللاتي يتزوجن في سن الأربعين فينصب خوفهن من قلة فرصتهن لإنجاب الأطفال. وحتى من الناحية الصحية تبدأ المرأة التفكير بالأمراض سواء كانت في صحة جيدة أم مريضة.
في الأردن: مزاج المرأة في الـ 40 يحدِّده وضعها الثقافي والاقتصادي
تختلف تغيرات سن الأربعين من امرأة الى أخرى في الأردن وفقاُ للمستويات، الاجتماعي والتعليمي والاقتصادي. فالنساء اللواتي أنهين دراستهن ويعملن في وظائف تؤمن لهن الاستقلالية والاحترام لم يكنّ ضحية الخوف من العمر، في حين أن النساء اللواتي يعشن في مناطق أقل حظاً من العاصمة عمّان ولا يعملن ومن مستوى معيشي منخفض لم يكن لديهن الوقت الكافي للتفكير بأنفسهن أصلاً ليحسبن العمر، بل كن مشغولات بمهامات تفرضها عليهن بيئتهن وحياتهن.
الفنانة الأردنية أسماء مصطفى (مخرجة وممثلة مسرحية): محكومون بالأمل
«بداية قبل أن أكون فنانة أنا أم لابنتي نايا (12عاماً). سن الأربعين هي سن الحكمة والصبر والنضج، مما يفيدني في تربيتي وتعاملي مع نايا بصفتها تقترب من المراهقة. وكوني فنانة أنا لا أشعر بأن سن الأربعين سيئة فأنا أتعامل مع الموضوع روحانيا وليس بحسابات وأعداد سنين. وفي الواقع شكلي يعطي أصغر من عمري ب10 سنوات. فهناك مقولة مفادها ان الرجل يرى المرأة كما يشعر بها، والمرأة ترى نفسها كما تبدو. وأنا أقول إن المسألة لها علاقة بالروح والطاقة الإيجابية التي أُنميّها داخلي من خلال نجاحاتي المتتالية والمتكررة على صعيد عملي كممثلة وكمخرجة مسرحية.
مشكلة العمر التي قد تواجهها الفنانة في عملها تكمن في وضعها ضمن قالب أدائي واحد محصور في أدوار معينة. ولكن هذا لايقلقني أبداً. ففي النهاية على الفنانة أن تلعب جميع الأدوار كما تلعبها في الحياة- أماً وزوجة وكل شيء.
يقول محمود درويش: امرأة في الأربعين بكامل مشمشها! وأنا في داخلي طفلة ما زلت أهتم بها وأحاول إظهارها أحيانا لمزيد من الأمل والتفاؤل بالحياة. أحمل مقولة الكاتب المسرحي سعدالله ونوس شعاراً لي في حياتي: نحن محكومون بالأمل».
دعاء المصري (مسؤولة فرع بنك الأردني الكويتي في مكة مول): أبحث عن الفرح واستمتع بوقتي
«فقط عندما يتعلّق الموضوع بعملي أُحس بأني كبرت! فكل الموظفين الجُدد الذين يأتون للعمل تحت ادارتي من جيل مختلف يقترب من عُمر ابني (20 عاماً)... تزوجت باكراً وبقيت أمارس شغلي بحب أدى الى أن أتطور فيه بشكل جيد. أنا الآن في الثالثة والأربعين ولا أخاف أبداً من العمر، ولا أخبئه أصلاً... عُمر ابني ستشي بذلك! خبرتي في العمل ستشي بذلك. والأهم أنني لا أراه عائقاً كما تراه الأخريات، ففي عمري هذا أُعد مرجعاً في عملي. وهذا يجعلني أشعر بالاعتزاز بمرحلتي العمرية التي أعيشها فهي قمة النضج والحكمة والخبرة.
لم يُشكّل العمر مشكلة بشكل عام عندي ، فأنا أحافظ على جسمي كما كنت في العشرينات، مع فارق بسيط في أربعة الى خمسة كيلو غرامات أفقدها وازيدها من فترة الى أخرى! ولم أحتج الى عمليات تجميل أو بوتوكس الى الآن لأني أحافظ على شبابي دائماً. وأبحث عن الفرح وأستمتع بوقتي ولا أتوانى عن استغلال أي لحظة بمتعة وفرح.
مشكلتي الوحيدة مع أولادي، فهم يريدون أن يروني بصورة الأم التقليدية بلباسها وتصرفها، وأنا رغم الأربعين، لا أزال أرتدي بنطلون جينز وتي شيرت ويفاجئني أولادي حين لا يُحبون ذلك، فهم يريدون أن يروا تأثير العمر عليّ. حتى أنهم يفضلون أن أكون أماً تقليدية وأنا أريد أن أكون صديقتهم».
ناديا حسان (ربة منزل): أضحك حين أتذكر مخاوفي الماضية
«كنتُ أظن أن علاقتي بزوجي وأولادي ستختلف عند الأربعين، كنت أظن أن شيئاً ما سيؤثر على كل ما يربطني بالعالم من حولي. الآن وأنا في السادسة والأربعين أضحك حين أتذكر مخاوفي. علاقتي بزوجي صارت أقوى فبعد هذا العمر الذي أمضيناه معاً أصبح كل منا يفهم الآخر بدون الحاجة الى الكثير من الكلام. فقد وصلنا الى مرحلة من النضج خاصة أن كلينا من الجيل نفسه.
علاقتي مع من هم حولي أصبحت أكثر اتزاناً، فأنا أصبحت أكثر حكمة وأكثر دراية في التعامل مع من هم حولي من جارات وأقارب وأهل. أنظر حولي وأرى أني أنجزت أشياء كثيرة. وقفت بجانب زوجي، وصار عندي أولاد وبيت وحياة كاملة ومستقلة.
الخوف الوحيد هو من دخول سن اليأس».
الفنانة هالة حسني: أجمل سنوات عمري!
«أعيش أجمل سنوات عمري ولا أشعر على الإطلاق بعامل السن... مازلت أعمل، وأنجح، وارتدي أحدث الموضات، وخبرتي العملية والحياتية أضافت إلى شخصيتي جمالاً من نوع آخر وأمارس حياتي بسعادة بالغة». «وعن شعورها عندما قطعت الأربعين وبلغت منتصف الخمسينات قالت الفنانة هالة حسني: «لم أنتبه إطلاقاً لهذا، ولم يحدث لي أي تغير نفسي أو حتى بيولوجي، وأمارس حياتي كما كنت في العشرينات والثلاثينات بنشاط وحيوية، بل صرت أكثر نضجاً وخبرة. وتابعت تقول: «لم تقتنع المرأة في الغالب بأن لكل مرحلة جمالها. ولكل سن مميزاتها وجمالها، وأعتقد أن عدم الاقتناع هذا يرجع دون أن تدري المرأة إلى عدم اقتناع الرجل بذلك». وتضيف «ثقافة المرأة ووعيها وعملها خففت كثيراً من هذه الإشكالية في حياتها، ولم تعد المرأة العاملة تشعر بمشكلة السن، بل على العكس فهي كلما كبرت تبوأت مكاناً أفضل في عملها واحتلت المناصب، وحصدت ثمار جهدها، وهذا يشعرها بالسعادة، ويدفعها الى مزيد من العطاء، وينسيها التفكير في مثل هذه الأمور، ولا تضع لها أي اعتبار في حياتها.