صابرين... ضرّتي ورطتني في جريمة سطو مسلح لتتخلص مني!

حبس / سجن, الغيرة, رجل / رجال مباحث, جريمة سرقة

20 سبتمبر 2010

كانت مفاجأة لرجال مباحث السجن حين اكتشفوا أن المحكوم عليهما في قضية السرقة بالإكراه ضُرتان: إحداهما ورطت الأخرى في الجريمة ليجمعهما السجن في النهاية. والآن قررت صابرين وضرتها ماجدة أن تقاطع كل منهما الأخرى.
صابرين أكدت أنها فقدت كل شيء بسبب ضرتها التي دمرت حياتها، وشحنت ضدها زوجها الذي تجاهلها تماماً في محنتها، ودأب فقط على زيارة زوجته الأولى ماجدة، فما هى حكايتهما؟
!

ربما كانت هذه الجريمة هي الشيء الوحيد الذي اتفقت عليه الضرتان صابرين (20 سنة)، وماجدة (25 سنة)، وذلك بعد حياة مليئة بخلافات ومشاحنات الزوجتين اللتين يجمعهما منزل واحد مع زوج واحد.
قلة خبرة صابرين في الحياة دفعتها إلى الانسياق الى هذه الجريمة، ولم تتخيل أن ضرتها ماجدة التي افتعلت المعاملة الطيبة معها ترغب في هدم الهيكل على رأس الجميع، خاصة بعدما أزاحت الزوجة الثانية البساط من تحت قدمي الزوجة الأولى.
قبل سنوات، كانت ماجدة هي كل شيء في حياة زوجها العامل البسيط، كانت تقدم له كل شيء يطلبه، ولم تتخيل يوماً أنه سيبحث عن الحب مع امرأة أخرى.
فجأة ظهرت صابرين في حياة الزوج ناصر الذي تغيرت سلوكياته، فبدأ يهمل منزله وزوجته وأولاده ويسعى وراء صابرين، طاردها في كل مكان وطلبها للزواج، لكن أسرتها رفضت لأنه متزوج.
لكن قلب صابرين خفق لهذا الرجل، رغم أنه يكبرها بـ 10 سنوات، فألحت على والديها وطلبت منهما الموافقة على الزواج، وأمام إصرار الابنة اضطرت الأسرة للموافقة. لم تخف والدة صابرين قلقها، فقد كانت تدرك أن ابنتها ستتعرض لمشكلات جمة بعد هذا الزواج. لكنها لم تتخيل مطلقاً أن ضرة ابنتها ستقودها إلى السجن بعد شهور قليلة من زواجها.

الغيرة القاتلة!
لم تنقطع المشاجرات بين صابرين وماجدة، وكانت الغيرة تقطع قلب الزوجة الأولى عندما تشاهد زوجها يتجه إلى زوجته الجديدة، فراحت تفكر ليل نهار في طريقة تقنع بها زوجها بالابتعاد عن الحسناء الصغيرة ولكن بلا جدوى، وفشلت جميع محاولاتها في استعادة الزوج الذي كان يزداد ارتباطاً بزوجته الجديدة.
لم تتخيل صابرين نفسها يوماً وهي تشارك ألد أعدائها في جريمة سطو مسلح على محل ملابس، فحين تسترجع هذه الذكريات الأليمة كانت تعض على شفتيها ندماً لأنها استجابت لضرتها التي أضاعت منها كل شيء.
كانت صابرين تعيش أجمل فترات حياتها مع زوجها الذي لم يبخل عليها بشيء، ولكن الشيطان تسلل إلى عقلها، وجعلها تنساق وراء أهوائها.
كانت ماجدة تدرك أن ضرتها الجديدة تعشق المال. وبدأت تتودد إلى ضرتها، تشاركها طعامها وسهراتها، وتستغل الأوقات التي يغيب فيها الزوج عن المنزل حتى تقترب من صابرين التي أصابتها الدهشة من التغير المفاجئ الذي طرأ على علاقة ماجدة بها.
لكن الزوجة الأولى راحت تفسر موقفها وتؤكد لصابرين أنه لا يوجد داع للصراع المستمر بينهما، فالحياة قصيرة ولا تستحق هذا الكم من المشاكل التي يصنعها الإنسان بنفسه!
صدقتها صابرين التي لم تسعفها خبرتها البسيطة في الحياة في اتقاء شرور ضرتها، وأصبحت ماجدة بين يوم وليلة أقرب إنسان إلى قلبها، وبدأت صابرين تبوح لها بأدق أسرار حياتها!
كانت ماجدة تستغل الرغبة المتنامية عند ضرتها في جمع المال، فالزوج لا يملك سوى راتبه المتواضع الذي يكفي بالكاد لسد احتياجات المنزل، وصابرين تريد الكثير لكنها لا تملك المال!
طرحت عليها ماجدة فكرتها، وهي أن تشاركها في السطو المسلح على محل ملابس في أطراف المدينة.
ظهر القلق على وجه صابرين وهي تستمع الى ضرتها، لكن ماجدة حاولت أن تبث الطمأنينة في نفس ضرتها.
أخبرت صابرين ضرتها أنها تخشى القبض عليهما، لكن ماجدة أكدت أنها درست الخطة جيداً ولا يوجد أدنى خطورة في ارتكاب هذه الجريمة.
شرحت ماجدة خطتها ببساطة لصابرين، حيث ستراقبان محل الملابس المستهدف، وتستغلان لحظة عدم وجود زبائن مع صاحبة المحل التي تعمل وحدها في فترة الليل، وستدخلان المحل متظاهرتين بالرغبة في شراء ملابس، وفي لحظة واحدة تخرجان السلاح الأبيض الذي تحتفظ كل واحدة منهما به تحت ملابسها وتهددان صاحبة المحل وتحصلان على الأموال!

خزينة عامرة
لم تُضِع صابرين وقتها وقررت الشروع فوراً مع شريكتها في هذه الجريمة التي ستحقق لها أحلامها، خاصة أن ماجدة أكدت لها أن خزينة المحل دائماً ما تكون عامرة بالأموال. حددت صابرين وماجدة ساعة الصفر، وخلال دقائق فوجئت صاحبة المحل بهما وهما تهددانها بالسكين، وبشكل لا إرادي انطلقت صرخاتها المدوية تستنجد بالمارة. تسمرت صابرين في مكانها، ولم تدر ماذا تفعل؟ في الوقت الذي أزاحت ماجدة صاحبة المحل واتجهت إلى الخزينة لسرقتها، لكن الوقت لم يسعف الضرتين، فقد كانت سيارة الدورية الأمنية تجوب المنطقة وسمع من فيها استغاثة صاحبة المحل، وتم القبض على صابرين وماجدة وإيداعهما السجن بتهمة السطو المسلح.
اسودت الدنيا عند صابرين التي انتظرت زيارة زوجها، لكنها فوجئت به يقاطعها تماماً، ويتجه لزيارة ضرتها فقط. لم تدر ماذا حدث وماذا قالت ماجدة لزوجها؟ حاولت صابرين أن تدافع عن نفسها أمام زوجها، وتؤكد له أنها كانت ضحية لماجدة لكنه لم يستمع إليها.
إدارة السجن أدركت خطورة وجود الضرتين في زنزانة واحدة، فقرر العميد إسماعيل بركات مأمور سجن النساء في القناطر إبعادهما عن بعضهما، مع مراعاة عدم إتاحة الفرصة لهما للالتقاء.
تقول صابرين: «ضرتي هي سبب ما حدث، لكنها أوهمت الجميع بأنني صاحبة فكرة الجريمة. والله يشهد أنها هي التي أقنعتني بالاشتراك معها في السطو المسلح، بعد أن استغلت عشقي للمال».
وتكمل: «أعترف بأنني أخطأت لكنها هي السبب، وأكملت مهمتها الشيطانية حينما دمرت العلاقة بيني وزوجي وأقنعت حتي أسرتي بأنني وراء الحادث.
أما ماجدة التي رفضت التصوير فاكتفت بالقول: «ليس لديّ تعليق على ما حدث سوى أنني ضحية لصابرين التي خطفت زوجي، ثم نجحت في إقناعي بالاشتراك معها في هذه الجريمة».
بقيت شهور وتنتهي عقوبة الضرتين وتخرجان إلى الحياة مرة أخرى، ولا أحد يدري ماذا ستفعلان معاً خارج الأسوار...