تخطف زوجها العرفي...

الزواج العرفي, سلمى المصري, جريمة, خطف الأزواج, خطف, قصة حب , طريقة التعذيب, قسم الشرطة

17 يناير 2011

قررت الحسناء سالي أن تحصل على حقها بالإكراه، واستخدمت للمرة الأولى أسلوباَ جديداً لكي توثق زواجها العرفي وتنقذ سمعتها، فتحولت فاتنة مدينة الغردقة إلى مجرمة، بل وزعيمة للبلطجية، حتى تجبر زوجها العرفي على توثيق زواجهما: خطفته وعذبته، وأجبرته على الاستجابة لمطالبها!
اعتقدت الحسناء أنها حصلت على ما أرادت، لكنها كانت واهمة لأنها لم تهنأ بانتصارها أكثر من 24 ساعة، ووجدت نفسها في مواجهة الشرطة متهمة بخطف زوجها وتعذيبه
...

صفحة جديدة سوداء للزواج العرفي شهدتها مدينة الغردقة المصرية السياحية بطلتها فاتنة إحدى القرى السياحية، سالي، التي خسرت كل شيء عندما سقطت في الحب، ولم تحسب خطواتها، فسلمت نفسها وسمعتها وعقلها إلى مدرب السباحة تامر.
دق قلبها حين شاهدته، وبدأت دون أن تدري تتخلى عن جديتها وعن خطتها التي رسمتها لنفسها عندما تركت أسرتها قبل أشهر، وجاءت إلى الغردقة بحثاً عن تحقيق ذاتها. رفضت في البداية أن تستسلم للحب، وأدركت أن أمامها تحدياً كبيراً وأن عليها أن تركز على عملها فقط في القرية السياحية التي تعمل فيها براتب مجزٍ. لكن الأمور تطورت بشكل سريع لم تتوقعه الحسناء الشابة.
فجأة سقطت في الحب، وكان زواجٌ عرفي سري، وحملت من زوجها الذي سرق ورقة الزواج، ولم يكن أمامها سوى التورط في جريمة حتى تنقذ سمعتها، ولكنها في النهاية خسرت كل شيء، وأصبحت متهمة بخطف زوجها عرفياً وتعذيبه، في واقعة لم تحدث من قبل، ولم تسطرها سجلات أجهزة الأمن أو المحاكم قبل هذا التاريخ.

مهمة محددة
كانت سالي أجمل امرأة في القرية السياحية، ولباقتها هي سر قوة شخصيتها وثباتها في مركزها داخل القرية. وقد استطاعت خلال أشهر قليلة من التحاقها بالعمل أن تحصل على ترقيات عدة، وتصبح قريبة للغاية من أن تتولى مركزاً قيادياً في القرية السياحية، خصوصاً بعدما حازت ثقة أصحاب القرية لجديتها وتفانيها في عملها.
كانت تنحي الحب والزواج جانباً، فهي تركت القاهرة مسقط رأسها وسافرت مئات الكيلومترات إلى الغردقة في مهمة البحث عن المال، وتحقيق ذاتها، واختارت أن تبدأ بعيداً.
لكن الحب لا يعرف الحواجز والاحتياطات، ودون أن تدري سقطت سالي في بحر الغرام بعدما شاهدت تامر للمرة الأولى أثناء وجوده في القرية مرافقاً لفوج سياحي، فقد انبهرت بوسامته وقوامه الممشوق، ولباقته التي جذبت إليه العديد من النساء.
مضى اللقاء الأول دون أن تحدث بينهما أي حوارات، لكن سالي قررت أن تجمع معلومات عن الشاب الذي كان يجسد ملامح فتى أحلامها، فاكتشفت أن والده مصري ووالدته بلغارية، جاء إلى الغردقة منذ سنوات ليعمل مدرباً للسباحة، ونجح في تكوين علاقات متعددة في المنطقة.
ولم تضع سالي الفرصة عندما شاهدته مجدداً فتجاذبت معه أطراف الحديث، وخلال دقائق ذابت الفوارق بينهما، وبدا وكأنها تعرفه منذ سنوات، ولم تعد هناك أسرار بينهما بل قصت عليه أدق تفاصيل حياتها، وهو في المقابل لم يخف عنها شيئاً.
تعددت اللقاءات بينهما، وعرف الحب طريقه الى قلبيهما، واتفقا على الزواج، لكن تامر اشترط أن يكون هذا الارتباط عرفياً مؤكداً لها أن هذا الوضع موقت، وواعداً بأن يعلنا زواجهما في أقرب فرصة.
حاولت سالي أن تعترض، لكنها وجدت نفسها في النهاية تنساق وراءه، ولم تستطع أن ترفض له طلباً، فتوالت لقاءاتهما الحميمة في شقة تامر، وأثمرت جنيناً في أحشاء سالي.
ظنت أن زوجها سيسعد بهذا الخبر، لكنها فوجئت به يثور بشدة ويطلب منها أن تتخلص من الجنين! وبدأت الحسناء الشابة تشك في نواياه، وكانت في انتظارها مفاجأة أكثر قسوة اذ اكتشفت أن وثيقة الزواج العرفي اختفت... جن جنونها وذهبت إلى تامر لتواجهه بشكوكها حول قيامه بسرقة الوثيقة، لكنه استقبلها ببرود وأكد لها أن علاقتهما انتهت.

الانتقام
أصابت كلماته منها مقتلاً وعادت إلى القرية السياحية التي تعمل فيها وهي لا تصدق نفسها. لكنها سرعان ما استردت شجاعتها وقررت أن تنتقم لنفسها، فاستأجرت ثلاثة من البلطجية، ووعدت كل منهم بمبلغ 1500 جنيه مقابل خطف عريسها.
تربص الأشقياء الثلاثة بتامر، وخطفوه أثناء خروجه من عمله ليقتادوه إلى شقة مفروشة في أطراف مدينة الغردقة. وهناك وجد تامر نفسه أمام سالي، فلم يصدق أنها خططت لخطفه!
وبابتسامة صفراء قدمت له أوراقاً ليوقعها. وبرعب نظر تامر إلى مضمون الأوراق فوجد فيها اعترافاَ بزواجه من سالي، وإيصال أمانة... اعترض ورفض التوقيع، فأشارت سالي بهدوء إلى البلطجية الثلاثة الذين بدأوا رحلة تعذيبه.
لم تمض ساعة حتى انهار تامر من التعذيب، ووافق على طلبات سالي، وتركوه ينصرف. اعتقدت الحسناء أنها انتصرت وحققت غايتها، لكن عريسها تماسك وسارع إلى مديرية أمن البحر الأحمر وأبلغ الشرطة ضد سالي واتهمها بخطفه!
تعرف تامر على صور الأشقياء الثلاثة المسجلين في أرشيف المباحث، وتمكنت أجهزة الأمن من ضبطهم واعترفوا بتورطهم في هذه الجريمة بتحريض من سالي.
ألقت الشرطة القبض على سالي التي أنكرت في البداية صلتها بالحادث، لكنها فوجئت بأن الأشقياء اعترفوا تفصيلاً، فلم تجد مفراً من الاعتراف، لكنها اتهمت تامر بسرقة وثيقة زواجها.
قالت سالي: «أنا مجني عليها ولست متهمة حاولت أن أدافع عن نفسي واسترد حقي بعدما تنصل زوجي من كل ارتباطاته بي، بل إنه ادعى أنه لا يعرفني من الأساس رغم أنه كان زوجي أمام الله».
تكمل: «أعرف أنني أخطأت منذ البداية، لكنني كنت أحاول إنقاذ سمعتي، وعلى النيابة أن تثبت أنه زوجي».
أحالت الشرطة سالي والأشقياء الثلاثة على النيابة التي وجهت اليهم تهمة الخطف والتعذيب البدني، وطلبت من المباحث التحقيق في صحة زواج سالي من تامر.