عائدون الى الدراسة في سورية...

السينما السورية, مواقع الزواج الإلكتروني, مشكلة / مشاكل الدراسة, العودة إلى المدرسة, الدراسة

12 أبريل 2011

حصلت على الثانوية مع ابنتها وتحضّر حالياً للدكتوراه وهاتان تجربتان من سورية نبدأهما بتجربة ريما عطوف التي منعها الزواج من متابعة الدراسة تقول:

«كنت فتاة طموحة ومجدة، كثيرة الأحلام، وكان لدي هدف واحد هو أن أصل الى مستقبل ملؤه الثقافة والعلم والتفوق. فجأة انهار كل شيء واصطدمت كل أحلامي بصخرة كبيرة اسمها الزواج...  كنت في الصف التاسع الإعدادي وأقدم امتحاني الأخير، وإذ بوالدتي تقول لي فور انتهائي من الامتحان، يجب أن نحضّرك للزواج ونجهزك فأنت بعد شهر من الآن ستكونين في بيت زوجك، فقد وافق والدك على العريس وأعطى وعداً بإنهاء الأمور سريعاً.
بكيت وانهرت فكل شيء كان قد انتهى، والأمور كانت مرتبة والوعود متبادلة ما بين رجال العائلتين ولم يكن باستطاعتي فعل شيء إلا الرضا بما قسم الله لي وبقرار عائلتي، فتزوجت وأنا لا أحمل إلا شهادة الإعدادية.

تزوجت من شخص لا يحمل سوى الشهادة الثانوية، وبالصدفة كانت أحلام زوجي تتقاطع مع أحلامي بأن يتابع دراسته وينال الشهادات العليا، لكن سوء ظروفه المادية وإعانته لأهله جعلاه يترك الدراسة ويعمل في سن مبكرة ليؤمن احتياجات الأسرة والأهل.
واستمرت حالنا على هذا المنوال سنوات أنجبت فيها ثلاث بنات وولدين. وعندما أًصبحت ابنتي في المرحلة الثانوية من الدراسة طلبت من زوجي أن أدرس مع ابنتي وأقدم شهادة الثانوية «البكالوريا» معها، ووافق فعلاً على طلبي. ودرست وثابرت وتعبت كثيراً كوني انقطعت عن الدراسة لسنوات طويلة، لكني كنت مصرّة على أن أصل الى ما أًصبو إليه. وبالفعل نجحت في الثانوية مع ابنتي لكني سبقتها بالدرجات، وتقدمنا أنا وهي إلى الجامعة ودخلنا معاً فرع التربية والعلم نفس. وخلال تلك الفترة دعمتني عائلتي وزوجي جداً، وبالفعل درست أربع سنوات حصلت فيها على خبرة واسعة في الحياة، وتخرجت مع ابنتي من الجامعة دون أن أرسب سنة واحدة، حتى أني تفوقت في دراستي الجامعية مما أهلني للحصول على «جائزة الباسل» وهي جائزة على مستوى الجمهورية تمنح للمتفوقين في الجامعات السورية. كانت فرحتي حينها لا توصف، وكل ذلك كان بمباركة زوجي وأولادي.

ولم أتوقف عند هذا الحد بل طلبت من زوجي أن أبحث عن عمل وفق ما حصلت عليه من شهادات في إحدى وزارات الدولة، فوافق خاصة أن أوضاعنا المادية كانت متوسطة. وفعلاً تقدمت لإحدى المسابقات وقبلت في وزارة التعليم العالي، ودخلت ميدان العمل، هذا بالإضافة الى تربية أولادي والاهتمام بشؤون المنزل. وكم من ليال سهرت أذكرها وأنا أقدم امتحانات الجامعة، كنت أسهر وابني الصغير يرضع وينام في حضني. كم مرت أيام لا أعرف فيها طعم النوم والراحة، ولكن عندما أرى شهادتي أشعر بأن لا قيمة للتعب بل أشعر بطعم النجاح. فقد استطعت أنا وزوجي أن نحسن وضعنا المادي، وتخرجت بناتي من الجامعة وتزوجن، وعندها أصبح لدي وقت فراغ بدأت بمشروع التقدم للماجستير، وبالفعل حصلت أيضاً على الماجستير بدرجة تقدير وامتياز. والآن أنا على موعد قريب جداً لأناقش أطروحة الدكتوراه، وبإذن الله سأنالها وأيضاً بتقدير امتياز.
إن كل نجاح مثل نجاحي لا يتحقق إلا إذا ارتكز على دعائم أساسية وهي، الطموح، الإصرار، الدعم المعنوي من الزوج أولاً، ومن الأولاد والأهل».

 

محمد حافظ محمد: حققت حلمي بالدراسة وتحديت شرط السن للحصول على الوظيفة

«كانت طفولتي كطفولة سائر أولاد الريف، فمع الاعتماد على الأطفال في كثير من الأعمال المجهدة كتربية الحيوانات وجني المحاصيل، كان يقابل شقاء هذه الطفولة الذهاب إلى المدرسة الوحيدة في البلدة والتي تبعد عن بيتنا أكثر من ثلاثة كيلومترات نقطعها يومياً، ومع ذلك كنا نجد في التعلم والمدرسة متعة كبيرة.
وفي خضم هذه الطفولة بكل ما فيها من شقاء وسعادة، خطف الموت والدتي وأنا في الصف الخامس الابتدائي، وسرعان ما تزوج والدي من امرأة أخرى وترك البيت. وبقينا أنا وإخوتي الذين كنت أوسطهم مما اضطر أخوتي الكبار للعمل ليؤمنوا معيشتنا ودراستنا. حصلت على الشهادة الثانوية بعلامات تؤهلني لدخول أحد فروع الهندسة، لكني لم استطع تحمل التكاليف البسيطة للجامعة، وكان علي اختصار المسافات ومسابقة الزمن للحصول على عمل وتم ذلك عن طريق الدراسة على حساب الدولة ببعثة خارجية.

وبعد عودتي قررت أن أغير حياتي، فأقدمت على ثلاثة مشاريع دفعة واحدة، أولها كان الخدمة الإلزامية، والزواج، والدراسة في الجامعة، وبالفعل حصلت على الشهادة الجامعية. وهنا دخلت التحدي الأكبر بأن انضم الى المعهد الوطني للإدارة العامة الذي كانت الدولة قد دشنته حديثاً، لكن شروطه كانت صعبة علي وخاصة في ما يخص السن، لكن وبإصرار مني تم قبولي بعدما تأكد القائمون على المعهد من مثابرتي وعملي الدؤوب للفوز بالعمل. أما عن الصعاب التي رافقت حياتي الدراسية والمهنية، فكانت في ضرورة التوفيق بين كوني طالباً في المعهد وبين وجودي كرب أسرة في البيت عليه متابعة أمور أولاده وحياتهم ودراستهم وكنت حريصاً على ألا أهمل جانباً على حساب آخر، واستطعت بحمد الله وبعونه التوفيق بين كل ذلك. وأعتقد أن الإصرار على تحقيق حلم الطفولة هو الذي دفعني للاستمرار حتى الوصول إلى ما أنا عليه، وهذا ما انعكس إيجابياً على حياتي وحياة عائلتي أيضاً».