علا التي تحولت إلى أحمد

معاناة, المجتمع السعودي, فتاة / فتيات, المدرسة, الرئيس الفلسطيني محمود عباس, حياة طبيعية, أطفال فلسطين

03 مايو 2011

كلما كتبت اسمي «علا» على كتاب أو ورقة امتحان، تمنيت لو أضفت همزة ليصبح علاء ولكنني كنت اشعر بالخوف الشديد بعض ملابس الفتاة «علا» منحه لشقيقاته وبعضها الآخر تبرّع به، أما صور «علا» فيحتفظ بها في مكان يخفيه عن ذويه.


مضى خمسة عشر عاماً من حياة الشاب أحمد فايز أحمد عبد ربه كأنثى، وهي الآن أقصر من يوم واحد يمضيه كذكر. قرار صعب اتخذه بمساندة كل من يحبه من عائلته بما فيهم الأم رقية عبد ربه محمد عبد ربه، والوالد فايز، والشقيقات الأربع والشقيقين المتبقيين بعد استشهاد اثنين آخرين خلال الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة لأكثر المناطق خطراً وعرضة للعدوان في شمال القطاع وهي منطقة عزبة عبد ربه.
بدأ أحمد قائلاً: «الموضوع حساس ولكن والدتي ووالدي أقنعاني بأنه أمر عادي، وان إرادة الله هي التي تغيّر وليست إرادة البشر».

وأضاف: «أمضيت أعوامي السابقة في المعاناة والآلام والحرقة، ولكنني أعيش اليوم حياة طبيعية وكأنني ولدت من جديد. وبدأت أشعر بالحرية لأن المجتمع تقبلني منذ اليوم الأول حين تحولت إلى ذكر، وأصبحت أقبل دعوات الشباب لتمضية الأمسيات على شاطئ البحر، وأتنقل معهم من العزبة إلى مدينة غزة، وهذا ما لم أستطع فعله وأنا أنثى، فلم أكن أخرج سوى برفقة شقيقاتي الأكبر مني أو أشقائي».
كان احمد يشعر  بالغربة بين زميلاته على مقاعد الدراسة منذ اليوم الأول لدخوله المدرسة إلى آخر يوم قرر فيه عدم التوجه للدراسة حين بلغ 14 عاما، وقرر المكوث في المنزل مفضلاً ذلك على لبس الزي المدرسي للطالبات أو الحجاب. واليوم أحمد تحرر مما كان مجبراً عليه سواء في الحجاب أو ملابس البنات.

قبل أن يتخذ قرار التحول إلى ذكر واجه معارضة من العائلة، وكان دائم التفكير في المجتمع وكيف سيتقبله. ولكن إحدى القريبات من العائلة، قررت التحول لأن هرمونات الذكورة لديها تتغلب على هرمونات الأنوثة بشكل ملحوظ، وتم إجراء العملية والتحول ونزلت إلى الشارع لفرض نفسها كشاب، فتحولت من «نيفين» إلى «نادر»، وهذا ما شجع أحمد على اتخاذ قرار إلغاء اسم علا من حياته إلى الأبد.
أما أم احمد فقالت أنها كانت تعيش دوماً في صراع ومعاناة وهي تشاهد آلام ابنتها «علا» التي ترفض التحول إلى ذكر، وكانت تقول لها دائماً «يا بنيتي اقضي على آلامك وعلى ضيق صدرك وتنفسي بحرية وعيشي كما يريد الله لك».

خضع أحمد للفحص الطبي اللازم الذي أكد حاجته إلى التحول وبدأ  تعاطي الحقن الضرورية، وكانت النتيجة غياباً شبه كامل لملامح الأنوثة وبروز شعر اللحية والذقن والشارب. وبقيت عمليات جراحية ستحول حياته بالكامل لعالم الرجال كما يريد وكما ترغب والدته في أن يكون سنداً لها ولشقيقاته.
وأكد احمد أنه يرغب في دراسة الصحافة والإعلام باللغة الإنكليزية كي يخبر العالم عما تلاقيه غزة من أصناف العذاب تحت نير الاحتلال الإسرائيلي، كما يريد أن يعيش حياة طبيعية وينسى آلام غموض جنسه.

وعن ملابسه وهو فتاة قال: «بعض ملابسي حين كنت فتاة تبرعت بها، والبعض الآخر منحته لشقيقاتي. أما صوري حين كنت «علا» فاحتفظ بها وأخفيها عن أهلي».
حين قرر احمد التحول وقدم الحلاق إلى المنزل بكت والدته بحرقة فهي تنهي صفحة من آلام وأيام الفتاة النشطة وتستقبل حياة جديدة لفتى أسمته أحمد متمنية له حياة هانئة.
واختتم أحمد الذي كان الفتاة علا، قائلاً: «كلما كتبت اسمي علا على كتاب أو ورقة امتحان، تمنيت لو أضفت همزة ليصبح علاء، ولكنني كنت اشعر بالخوف الشديد».