الطفل سيف الدين العويوي هل يجلب الحظ لأسرته؟

مرض السرطان, الرئيس الفلسطيني محمود عباس, مستشفى, طفل / أطفال, العائلة, منزل لبناني

17 مايو 2011

سرنا في أزقة البلدة القديمة في الخليل التي تعاني الإيذاء المستمر من المستوطنين، حتى اهتدينا إلى احدهم لكي يرشدنا إلى منزل الطفل سيف العويوي.
كان مدخل البيت معتما وصعدنا سلالم قديمة وكان الخوف يحيط المكان بسبب تعديات المستوطنين على عائلة العويوي التي طالت منزل العائلة الذي بقيت منه غرفة صغيرة تؤوي اثني عشر فرداً من العائلة، برفقتهم الطفل سيف العويوي الذي أصبح يعاني المرض بسبب ضيق المكان ورطوبته.


التقينا أم سعيد  بسمة العويوي والدة الطفل سيف الدين الذي أصبح محط الاهتمام للجميع بعد أن ولد بتاريخ 10-10-2010، وفي الساعة  10:10 مساء، وهو الطفل العاشر للعائلة. ويعتقد الجميع ان تلك المصادفات الزمنية في ميلاد سيف الدين قد يكون لها الحظ الايجابي على العائلة وعلى الطفل نفسه.
تسكن عائلة الطفل سيف الدين منذ ستة عشر عاماً في منطقة تسمى خزق الفار في البلدة القديمة من مدينة الخليل في الضفة الغربية. والعائلة مكونة من الأب والأم وخمسة أولاد وخمس بنات.
تحدثت إلينا أم سيف الدين عن التفكير في إنجاب سيف الدين فقالت: «رزقنا طفلة قبل أن يولد سيف الدين، ورغبنا في الإنجاب مرة أخرى لكي نرزق ولداً، وحدث الحمل. وقد تأخر موعد ميلاد سيف، وكنت في حينها اتبع تعليمات الطبيب الذي أشار علي في نهاية الأمر بضرورة إجراء عملية جراحية، وذلك لأنني أنجبت بعض أولادي بعد إجراء عملية، وأيضا من اجل سلامة الجنين. فوافقت على اقتراح الطبيب، وذهبت إلى المستشفى لإجراء العملية، وهناك ولدت سيف الدين».

عن الأحوال المعيشية الصعبة في فلسطين وتأثير ذلك على العائلة وبالتحديد الأطفال، قالت: «زوجي موظف حكومي، وراتبه لا يكفينا، ولا يستطيع تامين كل ما نحتاجه في البيت.
ولكنه لا يريدني أن أوقف إنجاب الأطفال لأنه يحب كثرة العدد والعزوة، وهو يعترض بشدة إذا قمت بطرح موضوع إيقاف الحمل. ويقول لي دائما عندما يأتي الطفل تأتي رزقته معه، وهو يحب البنات والأولاد بالدرجة نفسها».

وتتابع أم سيف: «لا نستطيع أن نشتري ألعاباً لأطفالنا، ولا يستطيع أطفالي اللعب في ساحة البيت لان المستوطنين الإسرائيليين يلقون الحجارة عليهم، وأيضاً يمنعوننا من وضع قفل لباب بيتنا.
وأحياناً يدخلون بيتنا فجأة ويفزع أطفالي من وجودهم. وفي سنة من السنوات أحرقت إحدى غرف البيت على أيدي المستوطنين. وعانيت الأمرين بسببهم حتى أنني ولدت احد أطفالي على الأرض في البيت لأنهم لم يسمحوا للإسعاف بان ينقلني إلى المستشفى، وتوفي طفلي في حينها. وهناك حمل آخر أجهضته بسبب قيام المستوطنين بحرق جزء من بيتنا.
وقد دفع الاحتلال الإسرائيلي مبلغاً كبيراً لزوجي مقابل بيع البيت، ولكن زوجي رفض... وجاراتي لا يزرنني بسبب إلقاء الحجارة من المستوطنين عليهن إذا حاولن زيارتي في بيتي».
وعن طريقة تقبل الإخوة لأخيهم العاشر قالت أم سيف الدين: «الأولاد كانوا يطلبون مني أن أنجب طفلاً جديداً، لأنهم كبروا قليلا، ويريدون طفلاً في بيتنا مثل الطفل الذي يوجد عند الجيران. ولم نكن نعلم في بداية الحمل إذا كان الجنين ذكراً أو أنثى، وكنا متوكلين على الله. ومن ناحية أخرى لو نظر احد إلى بيتنا في الصباح لشعر كأنه في الحارة لان أطفالي يملأون البيت، بسبب ضيق المكان».

وحول يوم ميلاد سيف الدين قالت أمه: «عندما أنجبته لم أكن في وعيي بسبب التخدير والعملية الجراحية، ولكن الآن في البيت أعاني من عصبيته فهو دائم الصراخ والبكاء سواء في الليل أو النهار، وإذا بقي كذلك سيصيبني بالجنون.
فأنا لا أستطيع أن أقوم بأعمالي المنزلية كما يجب بسبب بكائه، وإذا حمله اخوته فانه لا يسكت عن البكاء، وأضطر لأن أحمله وان أترك العمل في البيت، وعندما ينام اطلب من جميع أخوته عدم إصدار أي صوت لكي لا يستيقظ».
وعن اختلاف سيف الدين عن أخوته، وهل وجهه خير على العائلة كما يقول المحيطون قالت أمه: «وضعنا كما هو، ولكننا نرى ان سيف الدين يختلف عن أخوته، والجميع سعدوا بوجوده، وكأنني أول مرة في حياتي أنجب. واشعر بأنني أحسست به أكثر من أخوته. حتى والده لم يحدث أن حمل أي طفل لنا قبل أن يصبح عمره ستة اشهر، ولكنه حمل سيف الدين قبل أن يبلغ الستة اشهر.
وبالنسبة الى موضوع أن وجهه خير علينا وانه قد يجلب الحظ للعائلة اعتقد أن هذه من الخرافات، لأن الله هو الذي يعطي، ووضعي حتى الآن كما هو لم يتغير، وأدعو دائما أن يكون حظ ابني سيف أفضل من حظ إخوته، وحتى أفضل من حظنا أنا ووالده».

وأضافت أم سيف التي تبلغ من العمر 38 عاماً متزوجة منذ 22 عاماً: «اكبر ابن لدي هو سعيد ويبلغ الآن 20 عاماً، وآخر ابن هو سيف الدين. وجميع أولادي يحبون أن يحملوا سيف الدين وخصوصا عندما يضحك، أما إذا بدأ بالبكاء فجميعهم لا يرغبون في حمله، ويعطونني إياه».
وحول تعليقات الجيران والمحيطين بهم على الطفل سيف الدين، قالت أمه: «الكثيرون يسألونني إذا كنت أنا التي ولدت بتاريخ   10-10-2010 فأجيبهم نعم. وحتى عندما ولدت سيف الدين، حضرت النساء وبعض منهن لا أعرفهن إلى غرفتي في المستشفى، وبدأن النظر إلى سيف الدين لأنه ولد بهذا التاريخ».
وختمت: «حياتي كلها نكد في نكد. عندما تزوجت كانت الانتفاضة الأولى، وكان عرسي بدون أغانٍ بسبب الوضع، وكأنه بيت عزاء. وبعد زواجي بأسبوع سجن زوجي، وسجن مرة أخرى عشرة أيام. وكان يسجن على فترات لمدة سبعة اشهر، وستة اشهر، وفي إحدى المرات حكم عليه بالمؤبد من قبل محكمة الاحتلال الإسرائيلي ، ولكنه خرج بعد خمس سنوات من السجن في تبادل للأسرى.
وفي نهاية الأمر آمل أن يكون مولد ابني سيف الدين خيراً علينا، لأنني اشعر بأنني لا أعيش مع أسرتي بأمان واستقرار بسبب ما نتعرض له على آيدي المستوطنين الذي يستبيحون بيتي متى يشاؤون ويؤذون أولادي كيفما يريدون، ويمنعون الناس من زيارتي في بيتي».