وهذه آراء ومواقف أشخاص غير متخصصين من سورية يعتبرون أن المشاكل النفسية عائدة في قسم كبير منها الى انحراف اجتماعي أو أخلاقي.


رياض الجدعان: عندما يصبح الكذب شيئاً عادياً

من الأمراض النفسية المتفشية في مجتمعنا عدم الوفاء بالكلام والعهود والمواعيد، والكذب بكل الكلمات التي تجمع الناس، أصبحت أرى الكذب بكل الأحرف حتى أصبح كأنه شيء عادي ومقبول.
فكم من صديق يعد ويؤكد وعده وعهده ثم ينقضه ببساطة. وكم من أحباء أرى كيف يتكلمون ويتعاهدون ثم ببساطة تصبح العهود والوعود كلاما دون معنى. فالكذب مفتاح لكل سوء وباب لكل خلل، والأديان السماوية حرّمت الكذب واعتبرته أمراً مشيناً وسيئاً، لما يعكسه من عدم ثقة وأمان بين الناس. هذه الظاهرة منتشرة بقوة وكثافة ولا نستطيع التخلص منها إلا من خلال العودة إلى الدين والشرائع السماوية.

محمد الملاح: التدين والإيمان علاج فعال لظاهرة الكذب وكل الأمراض المجتمعية

أكثر الأمراض الاجتماعية المتفشية في المجتمعات العربية هي الكذب، والكذب أصبح للأسف ظاهرة بين جميع الأفراد رجالا ونساء ومراهقين وحتى أطفال، ويعود السبب في ذلك الى عدم قدرة الناس على تحمل المسؤولية بالشكل الأمثل وهروبهم من واجباتهم تجاه بعضهم فيلجأون الى الكذب، حتى بات الكذب ثقافة متداولة. فالرجل يكذب على زوجته والزوجة تكذب على الجارة والأخ يكذب على أخيه والمراهقون يكذبون سعياً وراء أحلام كاذبة لا تتحقق.
أما سبل الوقاية والعلاج فهي التربية الصحيحة منذ الصغر ومعرفة أن حبل الكذب قصير ولا يؤدي إلا الى الطريق الخطأ والنهاية الوخيمة. كما أن التدين والإيمان هما علاج فعال لظاهرة الكذب وكل الأمراض المجتمعية الأخرى التي تؤدي بالمجتمع إلى الهاوية. ويجب أن يؤمن الإنسان بدوره في هذه الحياة وأن يثق بنفسه وبأن تصرفاته هي مؤثرة في الآخرين وأن الكذب سيجعله ينشر المشكلات والأخطاء بينه وبين من حوله.

أحمد قطيش: المشكلة في انعدام الطموح

أرى أن أكثر الأمراض وأصعبها هي انعدام الطموح الحقيقي لدى شباب المجتمع العربي، فباتت نظرتهم وتوجههم فقط لتأمين لقمة العيش وتدبير مستلزمات الحياة الضرورية، متناسين أن لديهم ميولا وهوايات ولديهم طاقات ومواهب مهمة ترتقي بهم وبالمجتمع للأفضل والمستقبل المزدهر.
لذا يجب تأمين فرص العمل لتنمية الإبداعات والمواهب والقدرات التي تدفع بالمجتمع إلى الأمام وبالتالي انطلاق الطموح.

انتصار إبراهيم: نحتاج الى تغيير الذهنية الشرقية بكاملها

أكثر مرض نفسي منتشر في مجتمعنا هو خيانة بعض الرجال وكذبهم وعدم تقديرهم لزوجاتهم وهروبهم من تحمل المسؤولية مما يؤدي إلى انهيار الأسرة وتشتتها.
والمصيبة أن المرأة عاجزة أمام هذه المواقف، فهي مهما قدمت وضحت أمام زوجها، يظل يلتفت الى غيرها وذلك بسبب عقلية شرقية متخلفة تبيح له محظورات كثيرة.
هذه مشكلة كبيرة تدفع ثمنها المرأة التي يطلب منها أن تصمت وتعيش جرحها وألمها، وإن تحدثت خسرت ووقع عليها الطلاق ولحق الدمار ببيتها وخاصة إذا كان لديها أطفال. أما حل هذه الأزمة فهو صعب لأنه يحتاج الى تغيير ذهنية وعقلية شرقية كاملة، وتربية صالحة، وتقدير من الرجل للمرأة وتحمله المسؤولية، وأن يحترم نفسه وزواجه وبيته...