black file

تحميل المجلة الاكترونية عدد 1091

بحث

المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة... مسيرة ملهمة من الإبداع والنجاح

المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة... مسيرة ملهمة من الإبداع والنجاح

نايلة الخاجة

تمكّنت المخرجة نايلة الخاجة من الانضمام إلى مسيرة المرأة الإماراتية التي تحقق حضوراً مميزاً ونجاحاً مبهراً في مختلف المجالات، واستطاعت من خلال أفلامها القصيرة والقصص التي طرحتها أن تخطّ اسمها بالأحرف العريضة، وأن تحقق رواجاً لافتاً على المستويين المحلي والعالمي، لتكون أول مخرجة إماراتية تدخل مجال صناعة الأفلام، ومن أوائل اللذين ساهموا في تأسيس هذا القطاع في البلاد. تقدّم نايلة الخاجة قضايا ومواضيع تحاكي المجتمعين الخليجي والعربي، وتمكنت من خلال السوشيال ميديا من إيصال أعمالها إلى المهرجانات الدولية مثل "مهرجان دبي السينمائي" و"مهرجان الشارقة للأفلام"، وصولاً إلى منصة Netflix. وتستمد المخرجة الإماراتية طاقتها وأفكارها من عشقها للكاميرا والتصوير، فأسّست شركة Nayla Al Khaja Films لتقديم الإنتاج الفني الداعم للمواهب الشابة، كما أنشأت نادي Scene Club في دبي لتطوير مهارات المخرجين والمنتجين الشباب، بهدف نقل خبرتها وتمكين الجيل الجديد في صناعة السينما الإماراتية الواعدة.


المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة

المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة

- كيف تصفين رحلتك في عالم السينما ومجال صناعة الأفلام؟

رحلتي إلى عالم السينما لم تكن طريقاً ممهّداً. فقد نشأتُ في مجتمع لا ينظر إلى صناعة الأفلام كمهنة حقيقية، خصوصاً بالنسبة الى المرأة. واجهتُ مقاومة اجتماعية وثقافية، ولم تكن هناك مؤسّسات في ذلك الوقت تُدرّس هذا التخصص أو تحتضن المواهب السينمائية. اضطررتُ أن أناضل في كل خطوة خطوتها للوصول إلى ما أنا عليه، أقنعتُ أسرتي، ووفّرتُ لنفسي الموارد، وخلقتُ المساحات التي لم تكن موجودة، بل واضطررت أيضاً إلى مغادرة البلاد لدراسة السينما حتى أتمكّن من تحقيق حلمي.

تجاوزت الوصم، والانتقاد، والخوف من خوض طريقٍ لم يسلكه أحد قبلي. ولكن كل تلك الصعوبات أصبحت الوقود الحقيقي لإصراري على شقّ طريقٍ لا يخصّني وحدي، بل يمهّد الطريق أيضاً للأجيال القادمة من صانعي الأفلام الإماراتيين.

- حدّثينا عن شغفك بالتصوير؟ وماذا اختلف في شخصيتك بين الأمس واليوم؟

بدأ حُبّي للكاميرا منذ طفولتي، عندما أسرتني تلك العدسة الصغيرة القادرة على تجميد المشاهد والعواطف والتقاط عوالم كاملة في صورة واحدة. كنت حينها خجولة، مراقِبة، أعيش الأمور مع داخلي أكثر مما أعبّر بما أحمله للخارج. كانت الكاميرا لغتي الصامتة، ووسيلتي للحديث من دون كلمات.

أما اليوم فقد أصبحت أكثر جرأةً وثقة وقدرة على التعبير، لكنّ الحساسية والفضول اللذين قاداني نحو صناعة الأفلام لم يتغيّرا أبداً، كل ما في الأمر أنني تعلّمت كيف أحوّلهما إلى سردٍ بصري وحكايةٍ تُروى على الشاشة.

- ما هي المواضيع التي تسعين لتنفيذها في المراحل المقبلة؟

أنا بطبيعتي أنجذب إلى القصص المتجذّرة في الصمت، تلك التي لا نتحدث عنها، رغم أننا نعيشها كل يوم وفي أعمالي المقبلة، أرغب في مواصلة استكشاف موضوعات الهوية والذاكرة والفقدان والأمومة، إضافة إلى العوالم النفسية العميقة للمرأة الخليجية.

كما أسعى إلى التوسّع في صناعة الأفلام النوعية، مثل الفانتازيا والرعب النفسي والواقعية السحرية، مع الحفاظ على جذور السرد داخل ثقافتنا وتراثنا، بحيث تظل القصة عربية الجوهر مهما اتسع الخيال.

- ما هي المعايير التي تستخدمينها للحفاظ على مستوى أعمالك؟

بالنسبة إليّ، تقوم صناعة الفيلم على الصدق في المشاعر والإتقان الحِرفي. لا أتعجّل في إنجاز أي قصة لمجرد اكتمالها، بل يجب أن تنطلق من مكانٍ صادق وأصيل. كما أحرص على أن أُحيط نفسي بفريق من المتعاونين والمؤمنين بالتميّز، من التصوير والصوت إلى أدق تفاصيل التصميم الفني. فالجودة لا تأتي مصادفةً، بل هي ثمرة الانضباط، والوعي الجمالي، والاحترام العميق للمشاهد.

- هل تفكّرين في إخراج الأفلام الشعبية الطويلة والأفكار التي يمكن طرحها؟

بالتأكيد، أسعى لإخراج الأفلام الشعبية التي تُعرض في دور السينما والتلفاز، فأنا أؤمن بأن السينما الإماراتية قادرة على أن تكون فنية وعميقة، وفي الوقت نفسه قريبة من الجمهور وواسعة الانتشار. وأطمح إلى صناعة أفلام تلامس المشاعر محلياً، وتستطيع أن تعبُر الحدود تجارياً وثقافياً.

أما بالنسبة إلى الأفكار التي أعمل عليها حالياً، فهي تلك التي تستكشف الموروث الشعبي، وعلم نفس المرأة، والهوية الخليجية، من خلال سرد سينمائي يحمل طابعاً إنسانياً وعالمياً. فهي ليست قصصاً عربية للعرب وحدهم، بل للعالم أجمع.

- كيف تصفين تجربتك مع "نتفليكس" بعد عرض فيلمين لكِ؟ وماذا أضافت لكِ هذه التجربة؟

لقد منحني الظهور عبر منصة "نتفليكس" مساحة من الانتشار العالمي، حيث سمح لأفلامي بالوصول إلى قاعدة جماهيرية تتجاوز حدود المنطقة. وقد شكّل ذلك اعترافاً بأهمية السرد المحلي عندما يُقدَّم برؤية قادرة على مخاطبة العالم. كما علّمتني هذه التجربة الكثير حول كيفية تكييف السرد ليلائم منصاتٍ مختلفة، وأكدت لي أن هناك شغفاً حقيقياً لدى الجمهور العالمي لاكتشاف السينما الشرق أوسطية الأصيلة، عندما تُصنَع بصدقٍ فني واحترام للقيمة الجمالية.

- ما هو تأثير السوشيال ميديا في مسيرتك الفنية وانتشارك؟

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي حليفاً غير متوقع بالنسبة إليّ، فقد منحت صوتي مساحة أوسع، وسمحت لي ببناء علاقة مباشرة مع الجمهور. كما وفّرت لي منصة لتمكين الشباب، ومشاركة مراحل العمل، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول صناعتنا.

وبالنسبة الى مخرِجة تنتمي إلى بيئة سينمائية ناشئة ما زالت في طور النمو، فإن الظهور والتواصل مع الجمهور أمر بالغ الأهمية، وهو ما حققته المنصّات الرقمية على نحوٍ لم يكن بالإمكان بلوغه عبر الإعلام التقليدي وحده.

- ما هي أعمالك الفنية ومشاريعك المستقبلية؟

أحدث أعمالي الروائية الطويلة "باب" هو الآن في المراحل النهائية لما بعد الإنتاج، بالتزامن مع بدء رحلته في المهرجانات. وفي الوقت الراهن أركّز على تقديم الفيلم للجمهور، إلى جانب توسيع نطاق عرض فيلم "ثلاث" ليصل إلى شريحة أوسع من المشاهدين. كما أن هناك مشاريع جديدة قيد التطوير، إلا أنّ الوقت لا يزال مبكراً للكشف عنها رسمياً.

المجلة الالكترونية

العدد 1091  |  تشرين الثاني 2025

المجلة الالكترونية العدد 1091