سعوديات يقدن سياراتهن

حقوق المرأة, المملكة العربية السعودية, المرأة السعودية / نساء سعوديات, قضية / قضايا إجتماعية, قيادة السيارة

27 يونيو 2011

تفاعلت أكثر من 60 سيدة سعودية مع مبادرة «سأقود سيارتي بنفسي» التي بدأت الجمعة 17 حزيران/يونيو لتوعية المجتمع بحق المرأة في قيادة سيارتها. منهن من قادت سيارتها لإثبات حقها في القيادة، ومنهن من خرجت لتخليص احتياجاتها التي تراها ضرورية.
ولم تسجل أي حالات توقيف أو اعتقالات إلا للسيدة مها القحطاني التي أوقفها مرور الرياض، كما جاء في الشقيقة «الحياة»، وحرر لها مخالفة بـ 100 ريال لعدم حملها لرخصة قيادة سعودية، ومن ثم وقّعت تعهداً بعدم القيادة مرة أخرى.
وظهرت العديد من المقاطع المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك ويوتيوب لسيدات سعوديات من خلفيات اجتماعية مختلفة يقدن سياراتهن في مختلف مناطق المملكة.

«لها» التقت بعض السيدات اللواتي كانت لهن تجارب مع قيادة السيارة ليتحدثن عن التجربة.


«آن الأوان لأن تقود المرأة السعودية سيارتها بنفسها»، هكذا قالت الكاتبة أميرة كشغري خلال الحديث عن تجربتها مع قيادة السيارة في استجابة منها لمبادرة «سأقود سيارتي بنفسي» والتي ارتأت أنها واجب تقوم به لدعم حق المرأة في قيادة السيارة، وقالت: «كانت تجربتي جميلة ولها مردود جيد من الناحيتين الشخصية والاجتماعية. ولقد قدت سيارتي لقضاء حاجة، ولم أواجه أي مشكلة».

وعبرت كشغري عن إحساسها عندما أمسكت بمفتاح سيارتها للمرة الأولى بقولها: «شعرت لأول مرة بأني مسيطرة على حياتي! فالسيارة باسمي، واحمل رخصة قيادة، ولكني لم امسك مفتاح السيارة ولو لمرة واحدة... شعرت بأني أمسكت بمفتاح حياتي فكانت لحظة جميلة».

واعتبرت أن قيادة المرأة للسيارة حق من حقوقها الإنسانية في المقام الأول وحاجة في المقام الثاني، منادية بضرورة وضع القوانين المساهمة والمساعدة أو «الآليات» لاستخراج رخص قيادة للسيدات وإيجاد مدارس لتعليم القيادة. وقالت: «إن توقيف إحدى السيدات في الرياض وتحرير مخالفة لها ما هو إلا إقرار بحق المرأة في القيادة، ويعتبر نقطة ايجابية في صالح المرأة».

كما أكدت الناشطة الحقوقية سمر بدوي أنها قادت سيارتها أكثر من مرة في مدينة جدة خلال الأيام الماضية لقضاء احتياجاتها الضرورية، إضافة إلى قيادتها للسيارة يوم الجمعة 17 حزيران/ يونيو، وأنها لم تتعرض لأي أذى أو اعتراض أو مشاكل من المجتمع، وقالت: «قدت سيارتي لأكثر من مرة في منطقة الحمراء لتخليص بعض الأمور الضرورية، فنحن في أمس الحاجة إلى الاعتماد على أنفسنا في قيادة السيارة. هناك المرأة التي ليس لها من يساعدها ويعولها ويقضي لها احتياجاتها ويخلص لها مشاويرها».

وأوضحت بدوي أنها استخدمت سيارتها لزيارة المستشفى، ولشراء دواء لابنها، ولتسليم أوراق عمل ضرورية لزوجها المسافر، مؤكدة دعم زوجها لها في استخدامها حقها في الحركة وقيادة السيارة، ومشددة على أنها ستستعمل حقها في قيادة سيارتها بنفسها متى ما دعت الحاجة، «فليس هناك قانون يمنع المرأة من قيادة السيارة، والمجتمع متقبل، ولم تحدث أي حالة اعتقال لأي سيدة قادت سيارتها في هذا اليوم أو بعده».

وتعتقد بدوي أن مبادرة «سأقود سيارتي بنفسي» حققت هدفها لأنها أوصلت رسالة مفادها أن المرأة يمكن أن تقود سيارتها بالطرق النظامية وأن الشارع متقبل لها ولحقها في الحركة، ورأت أن توقيف إحدى السيدات في مدينة الرياض وتحرير مخالفة مرورية لها يدلان على المساواة بين الرجل والمرأة ويثبتان حق القيادة للمرأة.


أم إبراهيم

أم إبراهيم المقاطي ربة منزل علمها زوجها قيادة السيارة في البر من أكثر من ثلاث سنوات إيماناً منه بحق المرأة في قيادة سيارتها بنفسها. ولقد قادت أم إبراهيم السيارة مرات عديدة وفي مناطق مختلفة من مدينة الرياض وفي أوقات مختلفة من اليوم. وقالت: «شعرت بالحرية والراحة التامة ولم أتعرض لأي أذى، بل بالعكس وجدت تشجيعا من بعض الأشخاص  في الشارع الذين تتبعوني حرصا منهم على سلامتي حتى أنهيت مشواري وأوقفت سيارتي».

وأكدت أم إبراهيم أنها تقود سيارتها بشكل متكرر، وستستمر في قيادتها للسيارة متى ما احتاجت، موضحة أنها تحظى بالدعم التام والتشجيع من زوجها.

وتعمل حاليا مبادرة «سأقود سيارتي بنفسي» على تعبئة نموذج استمارة غير رسمية لطلب استخراج رخصة قيادة، ووصل عدد الطلبات إلى أكثر من 3000 طلب من مختلف مناطق المملكة، كما أوضح أحد أفراد المجموعة.