السعودية، الكويت، الجزائر والعراق...
الكويت, عادات وتقاليد, المملكة العربية السعودية, فتاة / فتيات, وردة الجزائرية, الإفطار, طفل / أطفال, مسجد, تناول الحلوى, شهر رمضان
04 أغسطس 2011مدفع الإفطار وليالي القريقعان في الكويت تقليدان رمضانيان ينتظرها الأطفال
تعمّ الاحتفالات الكويت طوال شهر رمضان، ومن عادات الكويتيين إحياء لياليه، وقراءة القرآن والتباهي بعدد الختمات التي أتمّوها خلال رمضان. وفي ليالي رمضان تعمر الأسواق وتفتح الدكاكين ويتبادل الأقارب والأصدقاء الزيارات.
واللافت في الكويت احتفال الأطفال عند الغروب بانطلاق مدفع الإفطار، ويعرف هذا التقليد بالواردة حيث يجتمع الأطفال بالقرب من مكان المدفع منذ العصر، وعندما يطلق المدفع يبدأون بالتهليل والزغاريد.
وبدءًا من منتصف شهر رمضان تبدأ ليالي القرقيعان وهي خاصة بالأولاد والبنات، فخلال هذه الليالي يتلاقى أطفال الحي نفسه، ويكوّنون مجموعات تطوف على منازل الحي، ويحمل أطفال كل مجموعة أكياسًا وطبولاً وطويسات، وأحيانًا يتنكّرون بأقنعة غريبة الشكل تجذب الانتباه، ويرددون الأغنيات، فيفتح لهم أصحاب البيوت الأبواب ويضعون في أكياسهم القرقيعان وهو عبارة عن حلوى ومكسّرات سمي بهذا الاسم لقرقعة الأكياس.
ومن الأغنيات الشهيرة التي يردّدها الأطفال
قرقع قرقع قرقيعان .. أم قصير ورمضان
عطونا الله يعطيكم .. بيت مكة يوديكم
ويلحفكم بالجاعد .. عن المطر والرعد
عام عام يا صيام .. جعلكم تصومونه بالتمام
اللي عطانا خوخ ورمان . عطونا عادت عليكم
أما الثواب والجواب .. ولا نتيفة من صاير الباب
لولا فلان ماجينا .. ياربي تخليه لأمه
"البوقالة" في الجزائر نشاط رمضاني تنتظره الجزائريات
يحتفل الجزائريون كما غيرهم من المسلمين برمضان ويمارسون الشعائر الدينية الخاصة بهذا الشهر. غير أنهم ينفردون بطقوس خاصة، فربّات البيوت يبدأن الاستعداد لرمضان بتنظيف المنزل بغسل جدرانه كلها، ويستعملن الأواني الجديد ويحضّرن التوابل.
ويكرّم الجزائريون أطفالهم الذين يصومون للمرة الأولى بإعداد طبق خاص بهم يعرف بالخفاف، وهو نوع من فطائر العجين المقلي بالزيت. ومن عادات الجزائريين أيضًا أنهم في الليلة السابعة والعشرين من رمضان يقومون بختان أبنائهم لاعتبارها ليلة مباركة.
أما الفتاة المخطوبة فتدعو عريسها وعائلته للإفطار حيث يقدّم الخطيب «المهيبة» وتكون عادة خاتمًا أو سوارًا من الذهب أو قطعة قماش باهظة الثمن.
ومن عادات الجزائريات في شهر رمضان «البوقالة» وهي لعبة تراثية تتطلب أجواء خاصة، فبعد صلاة العشاء والتراويح وخروج الرجال، تستضيف إحدى النسوة في منزلها سيدات غالبيتهن عازبات حول أطباق الحلوى والشاي الأخضر، وتحضر إناء فخارياً يسمى «بوقالة» تضع فيه القليل من الماء، ثم تطلب من كل واحدة من الضيفات نزع خاتمها ووضعه داخل الإناء ثم يغطى بقماش ناعم. وتقضي قواعد اللعبة أن تنوي البنات على شخص وأن يعقدن جزءاً من ملابسهن سواء كان خمارًا أو حزام تنورة.
وتقوم العجوز بتلاوة البوقالة، وهي مجموعة أشعار شعبية تلقى باللهجة الجزائرية، تصغي إليها الشابات بانتباه، فإذا كانت البوقالة جميلة وفألها حلواً تجد كل الفتيات متشوّقات لمعرفة صاحبة البوقالة الجميلة وكل واحدة تتمنى أن تكون هي صاحبتها.
وإذا كانت البوقالة حزينة تخاف كل واحدة من أن تكون صاحبتها. بعد الاستماع تخرج إحدى الفتيات خاتمًا من الإناء وتقع البوقالة على صاحبة الخاتم.
تفتتح جلسة «البوقالة» بالآتي
باسم الله بديت
وعلى النبي صليت
وعلى الصحابة رضيت
وعيّطت( ناديت) يا خالقي
يا مغيث كل مغيث
يا رب السماء العالي.
ومن أبيات «البوقالة»
« بنتي يا بنتي اجعلي السترة لباسك و الحرمة فوق راسك تعيشي في أمان و تتفتحلك بيبان الجير و لحسان و تتعمر دارك، هذا كنز يورثوه ولادك».
تستقبل المدن الإسلامية والعربية شهر رمضان بسعادة عارمة، وترصّع مساجدها وشوارعها وحاراتها بالزينة والرايات المرحّبة بهذا الشهر، فكأنما كل ما مر عليها خلال أشهر السنة ليس إلا محطة انتظار زمنية يتوق من يجلس فيها لقدوم رمضان.
بين السعودية والكويت والجزائر والعراق، اختلفت تفاصيل العادات والتقاليد وتفرّدت كل واحدة من هذه البلاد بتقليد خاص في الاحتفال برمضان، ولكن الجامع بينها التعبّد لله والصلاة وسيادة الشعور بالسعادة مهما كانت طبقة الصائم الاجتماعية.
في السعودية أداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد طقس رمضاني عند الرجال والنساء
تنفرد السعودية بجو رمضاني خاص لا مثيل له في غيرها من البلاد الإسلامية والعربية، وذلك لوجود الحرمين الشريفين فيها اللذين لهما منزلة مقدّسة في قلوب المسلمين. ومع ثبوت شهر رمضان تعمّ السعادة قلوب السعوديين ويتبادلون التهنئة بقدوم شهر اليمن والبركة.
ومن عادات السعوديين عند الإفطار تناول التمر والرُطب والماء، وبعد انتهاء أذان المغرب يرفع المؤذن صوته بالإقامة، فيترك كل من إلى مائدة الإفطار المائدة ويبدأون الصلاة.
وقبيل صلاة العشاء والتراويح يتناول الصائمون الشاي الأحمر، ويطوف أحد أفراد العائلة، خصوصًا عندما يكون في البيت ضيوف، بمبخرة على الحاضرين. وهناك تقليد لدى بعض العائلات السعودية بتناول الإفطار كل يوم من أيام رمضان عند أحد أفراد العائلة بشكل دوري، والبداية تكون في بيت كبير العائلة.
وبعد تناول الإفطار يتوجه الجميع رجالاً ونساءً إلى المسجد، بعدما كان الأمر مقتصرًا على الرجال، لأداء صلاة العشاء والتراويح التي تُصلى عشرين ركعة في الحرمين، فيما يمكن أن تُصلّى ثماني ركعات أو عشرين ركعة في بقية المساجد. ويعقب صلاة التراويح في كثير من المساجد درس ديني يلقيه أو يدعى إليه بعض أهل العلم في المملكة.
لعبة 'المحيبس' تقليد رمضاني في العراق
يبدأ العراقيون التحضير لشهر رمضان بتجهيز المساجد لاستيعاب أعداد المصلين الذين تزدحم بهم خلال هذا الشهر.
ومن بين العادات التي يمارسها العراقيون في ليالي رمضان لعبة «المحيبس» التي تقوم قاعدتها على فريقين من الرجال ويقوم أحد أفراد الفريق بإخفاء خاتم في إحدى يديه، ويمد أعضاء الفريق نفسه أيديهم مقبوضة، وفي المقابل على أحد أعضاء الفريق الثاني أن يعرف في أي يد من الأيادي المقبوضة يوجد الخاتم، فإذا عرف يأخذ الفريق الثاني الخاتم ويقوم بالحزورة نفسها مع الفريق الأوّل.