محاكمة مضيفة شابة وزوجها...

منتدى الإعلام العربي, جريمة, خطف, رجل / رجال شرطة, أجهزة أمنية, المحاكم الشرعية

22 أغسطس 2011

أمام المحكمة توالت الاعترافات المثيرة لمضيفة شابة في أحد الفنادق وزوجها، فأكدت أنها خططت منذ شهور لاستدراج مجموعة من الإعلاميين العرب إلى منزلها، بزعم إقامة سهرات غنائية لهم، وقررت أن تستعين بزوجها لخطفهم. وكادت خطتها تنجح بعد أن حصلت على فدية 100 ألف جنيه من رئيس تحرير موقع إلكتروني كان بصحبة صديقين، ولكن أجهزة الأمن كان لها رأي آخر، عندما قبضت على المضيفة وزوجها ليسردا تفاصيل اعترافهما المثير، ويقودا الشرطة إلى الشقة التي شهدت جريمتهما... سونيا أكدت أنها لم تكن مجرمة بطبعها، لكنها استوحت الفكرة من إحدى وسائل الإعلام، وقررت تنفيذها فوراً!


اعتقدت سونيا أنها ارتكبت جريمة كاملة لم تترك فيها ثغرة واحدة تقود الشرطة إليها، وقد ساعدها زوجها في تنفيذ خطوات الجريمة. ونجحت الخطة، فخلال أربعة أيام فقط أصبحت سونيا تملك 100 ألف جنيه!
عاشت المضيفة الشابة حلم الثراء بضعة أيام، لكنها أنفقت ببذخ كأي سيدة أعمال ثرية، ظنت أن الحلم سيطول وقته، لكنه انتهى نهاية لم تتوقعها!
وجدت سونيا نفسها وراء القضبان، واستردت منها الشرطة بقية حصيلة جريمة الخطف، وأصبحت مهددة بالسجن لسنوات طويلة بجريمة السرقة بالإكراه المقترنة بجريمة قد تصل عقوبتها إلى الحبس خمسة عشر عاماً!

منذ سنوات عديدة وسونيا تحلم بالثروة، تتمنى أن تهبط عليها الأموال من السماء دون أن تجهد نفسها بمشقة العمل والسعي. ومن أجل تحقيق هذا الحلم كانت تفكر كثيراً في وسائل تساعدها للوصول إلى هذه الغاية في ظل ضيق رزق زوجها العاطل عن العمل، وعدم استطاعته تحقيق طموحاتها. وتحول الزوج مع مرور الوقت إلى أداة لتحقيق حلم زوجته، وتنفيذ تعليماتها، لم يستطع أن يعترض على قراراتها، لأنها في النهاية كانت تحاول إنقاذ أسرتها من الإفلاس...
وأمام قاضي المعارضات نظر الزوج إلى زوجته، ولسان حاله يتهمها بأنها السبب في توريطه بهذه الجريمة.


غلطة العمر

عض الزوج زياد على شفتيه غضباً، حينما سمع بقرار قاضي المعارضات تجديد حبسه وزوجته، كان يدرك أنه ارتكب غلطة عمره حينما جارى زوجته في أفكارها، وظن أنها تحمل إليه مستقبلاً مبهراً، لكنها في النهاية قادته إلى الجحيم!
حبه الشديد لها دفعه إلى الاستجابة لكل طلباتها، كان أشبه بالخاتم في إصبعها، لم تنكر أنها كانت تحبه، ووافقت على الارتباط به رغم أنها تعلم أنه لن يحقق لها أحلامها، لكنها عزمت على التخطيط لتغيير مجرى حياتها وحياة زوجها، فهي لن تستمر في عملها كمضيفة في أحد الفنادق، تتقاضى راتباً متواضعاً يكاد لا يكفي لتلبية احتياجاتها، ولهذا بدأت تفكر في وسيلة أخرى تجلب لها المال. إحدى صديقاتها اقترحت عليها فكرة استضافة حفلات غناء وسمر للأثرياء العرب، فراقتها الفكرة، وبالاتفاق مع أحد زملائها في الفندق تمكنت من تنفيذها، وضيوفها في البداية كانوا مجموعة من الإعلاميين العرب الذين يعملون في موقع إلكتروني.

وفي نهاية الجلسة حصلت سونيا على مبلغ كبير ولكنها كانت تفكر في المزيد... حصلت على أرقام هواتف أصدقائها العرب، وظلت تهاتفهم حتى بعد عودتهم إلى بلادهم، واتفقت معهم على ضرورة زيارتها مرة أخرى.
وقبل أسابيع وصل اثنان من هؤلاء الإعلاميين العرب إلى القاهرة، واستأذنا صديقهما سكرتير تحرير الموقع الإلكتروني ليذهبا إلى زيارة لأحد المراكز التجارية الكبرى في القاهرة، ولكن أخبارهما انقطعت، وصار هاتفاهما المحمولان خارج نطاق الخدمة، فسارع سكرتير التحرير الى الاتصال بالشرطة، أكد أن صديقيه خرجا في نزهة ولم يعودا.

بدأت أجهزة الأمن عملها، وفي هذه الأثناء تلقى سكرتير التحرير عبد الله رسالة مثيرة من صديقه علي، أخبره فيها أنه محتجز مع صديقه الآخر سلطان في شقة اختطفهما فيها أربعة أشخاص، ومطلوب فدية 100 ألف جنيه لإطلاقهما. في نهاية الرسالة طلب علي من سكرتير التحرير وضع مبلغ الفدية في حساب مصرفي لأحد الأشخاص، ولم يستطع سكرتير التحرير إبلاغ الشرطة بهذه التطورات خوفاً على حياة صديقيه، وقرر تنفيذ مطالب المختطفين!
بالفعل وضع سكرتير التحرير هذه الأموال في الحساب المطلوب، وبعد ساعات تم الإفراج عن صديقيه علي وسلطان وهما في حالة يرثى لها. ولكن سكرتير التحرير عبد الله قرر إبلاغ الشرطة رغم اعتراض صديقيه. وبدأت مصلحة الأمن العام تحقيقاتها، فكشف علي عن سر الحادث، وأكد أنه التقى سونيا التي اتفقت معه على اصطحابه وصديقه إلى منزلها لإقامة سهرة غنائية تشارك فيها بعض صديقاتها.


الدليل

أكد علي أمام الشرطة أن السهرة امتدت إلى الساعات الأولى من الصباح، وأنه فوجئ بهجوم من مجموعة من الرجال أقوياء البنية، كانوا يحملون أسلحة بيضاء، هددوا علي وصديقه وجرّدوهما من ملابسهما وصوروهما عاريين، وهددوهما بنشر الصور على شبكة الإنترنت!
اضطر الإعلاميان إلى الاستسلام، وتخليا عن هاتفهما المحمول، وكذلك 2900 جنيه كانا يحتفظان بها، وأرشد علي وسلطان الشرطة لمكان شقة سونيا، وحصل اللواء أحمد جمال مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام على إذن من النيابة لدهم الشقة. وبالفعل تم القبض على سونيا وزوجها لكنهما أنكرا أي علاقة لهما بما حدث، لكن ضباط المباحث قرروا تفتيش الشقة بحثاً عن أي دليل يحسم القضية. كانت المفاجأة حينما عثرت الشرطة على كاميرات وأقراص تحتوي على الأفلام التي تم تصويرها للإعلاميين أثناء وجودهما في الشقة، وعثرت الشرطة أيضاً على إيصال سحب أموال من الحساب الذي أودع فيه مبلغ الفدية. لم يستطع الزوج زياد الإنكار، اعترف بدوره في مساعدة زوجته لسرقة علي وسلطان بعد احتجازهما في شقة تحت تهديد السلاح، واتهم زوجته بالتخطيط للحادث بالاشتراك مع إحدى صديقاتها.

وتحفظت الشرطة على سيارة حديثة تم شراؤها بأموال مسؤولي الموقع الإلكتروني، وكذلك كمية من المشغولات الذهبية التي اشترتها سونيا وأخفتها في دولابها، وقررت الزوجة الاعتراف تفصيلياً بتخطيطها للجريمة!
قالت سونيا: «أنا صاحبة فكرة استدراج الإعلاميين العرب إلى منزلنا، وخططت بقية السيناريو وطلبت من زوجي وأحد أصدقائه مشاركتي في شل حركة علي وسلطان، وكلفت زياد بإرسال رسالة من هاتف علي إلى صديقه عبد الله، وشعرت بسعادة شديدة حين تم تنفيذ هذا السيناريو على الوجه الأمثل!».
تكمل سونيا: «حصلنا على الأموال، وطلبت من زوجي شراء شقة بعيدة حتى نفوِّت على الشرطة أي فرصة لتعقب آثارنا، وانشغلت خلال الأيام الماضية بشراء سيارة ومجوهرات، وبدأت أعيش حياة ارستقراطية، سهرات وفسح، ولم أتوقع أن ينتهي هذا الحلم الجميل بكابوس القبض عليَّ».