مجنون ليلى يظهر من جديد

جريمة, حبس / سجن, مواقع الزواج الإلكتروني, قصة حب , رجل / رجال شرطة

03 أكتوبر 2011

هو مجنون ليلى طبعة 2011، حبيبته بالفعل اسمها ليلى ومن أجلها فعل الكثير، قرر أن يخاطر بحياته من أجل الزواج منها، ولما فشل في تحقيق حلمه بكل السبل، قرر ارتكاب جريمة ودخل السجن من أجل حبه! لم يكن ما حدث في مدينة 15 مايو، إحدى المدن الموجودة على أطراف القاهرة، مشهداً خيالياً من أحد الأفلام السينمائية، بل وقائع تناقلها سكان المنطقة، وأصبحت حكاية مثيرة انتهت أحداثها في النيابة، وانتهى المطاف ببطلها وراء القضبان محبوساً بتهمة قد تصل عقوبتها إلى السجن سبع سنوات. ووراء القضبان ظل الشاب الحبيس يردد: «لست نادماً لأنني فعلت ذلك من أجل حبيبتي!».


انفجرت الأحداث المثيرة بعد جلسة عائلية تحدث آلاف المرات، المكان: منزل بسيط في أطراف القاهرة، وبالتحديد مدينة 15 مايو، الزمان: الخامسة عصراً!
سليم كان يجلس متوتراً أمام جاره الحاج محسن، ينتظر منه رداً على قضية حياته، فقبل أيام طلب سليم الزواج من ليلى ابنة الحاج محسن، الذي طلب مهلة لدرس الأمر، وحان موعد الرد على طلبه.
«آسف يا ابني، كل شيء قسمة ونصيب، ونحن نعتذر لك عن قبول طلبك بالزواج من ابنتي».

سقطت هذه العبارة على سليم كالصاعقة، ظل مذهولاً للحظات وهو لا يصدق نفسه، وراح ينقّل نظره بين والده وبين والد حبيبته. لم يتخيل أن حلمه ضاع، وأنه لن يستطيع الزواج من محبوبته.
وعاد ليسأل الحاج محسن عما إذا كان متأكداً من هذا القرار.
بدا على وجه الشاب العاشق وكأنه ينازع الموت، وتحولت مشاعره إلى الغضب الشديد حين شاهد الحسم على وجه العجوز الذي تجاوز السبعين.
غادر سليم منزل حبيبته وهو هائم على وجهه، يسترجع في ذاكرته حكاية ثلاثين يوم حب، هي عمر علاقته بليلى التي بدأت مصادفة وانتهت نهاية مؤسفة.


لقاء وحب!

البداية كانت في الثالثة من بعد ظهر ذات يوم، عندما كانت الحسناء ليلى في طريقها إلى المتجر لشراء بعض لوازم المنزل كعادتها، لتكتشف أن هناك عينين ترصدانها وتتابعانها من بعيد، فأسرعت الخطى وحاولت أن تظل قدر الإمكان وسط جموع المارة، وحرصت ألا تسير وحدها في الشارع!
حاولت أن تنفض عن عقلها هذه الهواجس، لكنها أدركت أن أحد الشباب يتابعها بدقة، ويتحرك وراءها في كل مكان تذهب إليه، وتنفست الصعداء حين وصلت إلى منزلها، وقصت على والدتها ما حدث، فطلبت الأم من ابنتها أن تخفي أمر ما حدث عن والدها وشقيقها منعاً للمشاكل.

في اليوم التالي فوجئت ليلى بتكرار هذا السيناريو، فالشاب نفسه كان يتابعها في كل مكان، وتجرأ وحاول أن يعترض طريقها بأدب، ليتجاذب معها أطراف الحوار، لكنها تهربت منه وأسرعت مبتعدة.
حاول الشاب أن يهدِّئ من روعها، مؤكدا لها أنه لا يريد بها شراً لكنه معجب بها. لكن ليلى بدت متوترة خائفة وقطعت المسافة إلى منزلها في وقت قياسي، واتجهت إلى شقيقها وقصت عليه ما حدث!

أسرع محمود شقيق ليلى إلى الشارع ليبحث عن الشاب الذي يطاردها لكنه لم يجد أحداً، فاضطر للعودة إلى منزله، وطلب منها ألا تغادره بضعة أيام حتى يمل هذا الشاب من المطاردة.
وفي مساء اليوم التالي كان القدر يحمل مفاجأة للأسرة، فقد دق جرس الباب وذهبت ليلى لتفتحه لتفاجأ بالشاب الذي يطاردها منذ أيام وهو يقف أمامها، وبجواره رجل في العقد السادس من العمر... حاولت أن تغلق الباب لكن سليم مد يده ليمنع ذلك بلطف وهو يبتسم ويؤكد لها أنه جاء بنية سليمة ليخطبها!

هرعت ليلى إلى داخل المنزل، وبعد لحظات جاء والدها ليستقبل الضيفين. قدم سليم نفسه، وأكد أنه أعجب بأدب ليلى واختارها لتكون عروساً له، وخلال الجلسة العائلية قدم العريس كل المعلومات عنه وأسرته وطلب من والد ليلى أن يحقق حلمه بالزواج منها.
وفي نهاية الجلسة وعده الأب برد خلال أسبوع، بعد أن يقوم بالسؤال عن سلوكيات العريس. وانصرف سليم والسعادة تملأ نفسه، وبدأ يمارس هوايته في مطاردة ليلى ويغازلها ويتحدث إليها هاتفياً، وبدأت الشابة الحسناء تخالجها مشاعر الحب، ولكنها كانت تحاول أن تكبح جماح نفسها حتى ينتهي والدها من السؤال عن عريسها...


تهديد ووعيد!

«هذا العريس مرفوض»، بهذه العبارة المقتضبة أنهى الأب الموضوع، فسألته ليلى بقلق عن سر رفضه تزويجها من سليم، ليجيبها بأنه سيئ الخلق، سمعته ليست على ما يرام، والجميع يعرفون عنه هذه المعلومات.
أصيبت ليلى بصدمة لكنها كانت تثق بقرار والدها، وبدأت تستعد للسفر بعيداً بضعة أيام حتى تهرب من مطاردة حبيبها الذي لم يستسلم وظل يطاردها في كل مكان!

حاول سليم أن يقنع محمود شقيق ليلى بأنه تغير وتحول إلى إنسان جديد، لكن محمود رفض أن يناقش فكرة تزويج أخته من سليم، وأخبره أن أخته لا تفكر حالياً في الزواج!
بدأت مغازلات سليم تتحول إلى تهديدات مرعبة بالانتقام من الأسرة كلها، وتشويه وجوه الجميع، كما تصدى لأكثر من عريس طرقوا أبواب الأسرة للزواج من ليلى، وبدأ يهددهم. عندها قرر محمود تهديد سليم بإبلاغ الشرطة في حال استمراره في مطاردته ليلى.

لم يكترث سليم بتهديدات شقيق حبيبته وراح يخابر ليلى في كل ساعات اليوم، ويوجه رسائل تهديد ووعيد لكل شاب يتقدم لخطبتها، ويقوم بمحاولات مستميتة لإقناعها بالزواج منه، خاصة بعد أن أعلن في المنطقة كلها أنه سيتزوجها قريباً.
وبعد أيام من عيد الفطر فوجئ أهالي المنطقة باشتعال النيران في منزل أسرة ليلى، وبذلت أجهزة المطافئ جهوداً مضنية للسيطرة على النيران، وتم إنقاذ المنزل من الدمار الذي لحق بمعظم متعلقات الأسرة التي شاء القدر أن يكون أفرادها مسافرين إلى محافظة الدقهلية مسقط رأس الأب. وبدأت الشرطة تحقق في الحادث، وأكد الخبراء أن مجهولاً سكب كيروسين حول باب الشقة وأشعل النيران بشكل متعمد!

أكدت التحريات أن وراء الحادث مجنون ليلى، سليم المشاغب الذي أكد أمام الجميع أنه سينتقم من ليلى وأسرتها انتقاماً بشعاً. بذلت الشرطة جهداً كبيراً للتوصل إلى مكانه، وتم القبض عليه أثناء اختبائه في منزل أحد أقاربه!
حاول سليم الإنكار، لكن الشهود دانوه، وتم التوصل الى الشخص الذي باعه الكيروسين، ولم يجد مجنون ليلى مفراً من الاعتراف بجريمته، مؤكداً أنه كان يحبها بجنون، ولم يتصور فكرة أن تضيع من بين يديه!