انتظرته خطيبته أكثر من 18 عاما لكي يتزوجا

الرئيس الفلسطيني محمود عباس, حبس / سجن, مواقع الزواج الإلكتروني, أسير محرر, الإحتلال الأميركي, الضفة الغربية, أسير / أسرى

09 يناير 2012

كان قلب رائدة يخفق بشدة كلما سمعت عن صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، وتشعر بقرب لقائها مع ابن عمها الذي خطبها قبل أكثر من تسعة عشر عاما، أمضت منها سبعة أشهر معه، إلى أن اعتقله الإسرائيليون وحكموا عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات. عندما كان يتلاشى الحديث عن تلك الصفقات كانت رائدة قبها تصرّ على الانتظار أكثر، رغم دعوة خطيبها لها أن تتركه وتتزوج غيره لأنه كان يحبها ولا يريدها أن تفني عمرها في انتظاره وهو يمضي حكما داخل أسوار السجن.


قصة ظاهر ورائدة قبها وهما من سكان قرية برطعه في الضفة الغربية في فلسطين، عمت كل أنحاء فلسطين ووصلت إلى خارجها. ورغم صعوبة الإفراج عن ظاهر، قدمت رائدة من النساء سنوات طويلة من عمرها لأجل رجل أحبته، وهو ابن عمها ظاهر قبها الذي يبلغ من العمر الآن 42 عاما.
كانت هناك صعوبة بالغة في الحصول على لقاء مع الأسير المحرر ظاهر قبها لان صفقة التبادل كانت تعني خروجه من السجن وإبعاده إلى غزة، وما أن تم زفافه في احد فنادق غزة حتى غادره بعد يومين وذلك لصعوبة الوضع السياسي في القطاع. فكان اللقاء معه بعد زفافه بأيام في مدينة غزة، التي حضر إليها جزء من عائلته التي تسكن في برطعة برفقة عروسه.

حدثنا عن سبب اعتقاله فقال: «اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل العائلة في العام 1993 واعتقلتني وكان عمري 23 عاما، وتم اقتيادي إلى التحقيق وعشت تجربة الاعتقال الأولى التي استمرت ثلاثة اشهر دون أن تتمكن الاستخبارات من ادانتي بأي تهمة فأفرج عني. وعادت قوات الاحتلال في  21/4/1994 وحاصرت منزل العائلة في برطعة وأرغمتنا على مغادرته واحتلوه وقلبوه رأسا على عقب وتفتيش كل ركن وزاوية، ودمروا كل محتوياته. وخلال ذلك عزلوني عن بقية العائلة، وشرعوا في التحقيق معي، وبعد ساعات قيدوني واعتقلوني وفي المحكمة أصدر القاضي حكمه علي بالسجن المؤبد ست مرات».
وتحدث لنا ظاهر عن أسرته قبل الاعتقال الطويل وبعده فقال: «تركت عائلتي المؤلفة من 7 أشخاص، بينهم اثنان من ذوي الحاجات الخاصة، وخرجت لكي أجد والدتي واثنين من إخوتي قد ماتوا».
وبصوت المحب شكر ظاهر خطيبته على صبرها طوال سنوات اعتقاله وإصرارها على انتظاره  رغم عدم وجود أمل كبير في خروجه من السجن.


رائدة والانتظار

وحدثتنا رائدة عن خطبتها التي حصلت قبل تسعة عشر عاما تقريبا فقالت: «عقد قراني على ظاهر عام 1993 في قريتنا برطعة بمدينة جنين في شمال الضفة الغربية، واستمرت خطوبتنا لمدة ستة أشهر قبل اعتقال ظاهر والحكم عليه بالسجن المؤبد إلى أن أفرج عنه قبل أسابيع ضمن صفقة تبادل الأسرى».
وأضافت: «الروح عادت إلى جسدي فأنا اليوم ولدت من جديد وحلمي بدأ يتحقق، وصبري ومعاناتي طوال السنوات الماضية قد نسيتهما والآن أعيش الفرح مع من انتظرته هذه السنوات. واتمنى أن اعيش حياة سعيدة كبقية الناس مع رفيق دربي وزوجي الحبيب ظاهر، وانجب الأطفال الذين سأخبرهم عن قصة حبي وانتظاري أباهم».