طالبوا بوجود معاهد تعليمية وقوانين في السعودية...

عرض أزياء, المملكة العربية السعودية, ربّ العمل, عالم الأزياء, المجتمع السعودي

05 مارس 2012

هواية اقتحمت عالم الكاميرات وشاشات التلفزيون ومنصّات العرض، وقدمت شباناً وفتيات يطمحون إلى العالمية في مجال عرض الأزياء، على الرغم من العقبات التي مازالوا يعانون منها في المجتمع السعودي، والمتمثلة في تدني الأجور  وعدم إنصافهم في عملهم وغياب التقدير من جانب العملاء وشركات الإنتاج.
ومع غياب القوانين والمعاهد التعليمية والصيغة الصحيحة للتعريف بمسمى
«عارض أو عارضة أزياء»، تبقى الهواية سيدة الموقف ونجمة تصفيق الجماهير.
"لها
" التقت مجموعة عارضي أزياء من الجنسين ومسؤولين في شركات إنتاج، واطّلعت على أبرز الخفايا والنواقص في هذا المجال في المجتمع السعودي.


سعد
: أكبر مبلغ تقاضيته كان 1500 ريال وإن حصلت على فرصة خارج السعودية سأذهب

محمود سعد شاب يبلغ من العمر27 سنة. طالب في العلاقات العامة والإعلام في جامعة الملك عبد العزيز، يمارس مهنة عرض الأزياء داخل السعودية وخارجها، إضافة إلى تصوير الإعلانات، إلى جانب عمله كموظف في القطاع الخاص. يقول: «ما أقوم به عمل إضافي لأني قد أقوم بتصوير إعلان أو اثنين في الشهر فقط، وأبقى ما يقارب الثلاثة إلى الأربعة أشهر لا أقوم بشيء. فالأمر ليس وظيفة بقدر  ما أنه هواية. لا يوجد في السعودية شركات تقوم بأعمال حصرية مع الموديل كإبرام العقود لأسباب عدة منها خسارة الشركات نفسها والأنظمة التي تسير عليها تلك الشركات». منذ صغره، عشق سعد هواية عرض الأزياء، وأحب الفكرة بعد سنوح الفرصة الأولى له لتصوير فيديو كليب، ومن ثم تصوير إعلان عن مصرف.

ومن بعدها توالت العروض عليه ليستمر في هذا المجال لأكثر من ثلاث سنوات ونصف بدأها عام 2009. وأشار إلى أن هذا العمل كان يتعارض مع عمله الأساسي إلا أنه كان يستأذن إذا كان لديه تصوير، أو يطلب إجازة بيوم أو يومين، وفي معظم الأحيان كان يرفض عروضاً من أجل عمله. وعن تقبل المجتمع السعودي لهذه المهنة، ذكر سعد أن مصطلح عارض أزياء لم يُطبق بعد في المجتمع، حتى أن عروض الأزياء التي تقام في السعودية غير مُصرح بها قانونياً، وبطبيعة الحال الأمر يختلف من الرجال إلى الفتيات، «ذلك أن أي تصريح لإقامة عرض أزياء شبابي لن تتم الموافقة عليه لأن المجتمع لم يتعود بعد على وجود هذا الأمر. وفي الإعلانات يختلف الأمر فلم أجد ما يرفضه المجتمع ذلك أن تصوير الإعلانات ليس فيه خدش للحياء ولا يخالف التقاليد والعادات. وفي النهاية هي إعلانات سعودية موافقة لمعايير المجتمع وضوابطه». 

ولعل عدم وجود المعاهد والتدريب من أهم ما يؤرق عارضي الأزياء. يقول: «نحتاج إلى التدريب والتعليم والتطبيق العملي بشكل محترف، وهذه المهنة ينقصها الكثير في السعودية، فعرض الأزياء يحتاج إلى تدريب خاص ورياضات معينة وغذاء معين وصحي، تماماً كما يحدث في الغرب، وهو من معوقات عملنا في السعودية. وشركات الإنتاج لا تدعمنا بل تتعمد هضم حقوقنا، وبكل صدق، إن حصلت على فرصة خارج السعودية توصلني إلى العالمية سأذهب».
وفي ما يتعلق بتدني الأجور قال سعد قائلاً: «بعض شركات الإنتاج تأخذ مبالغ طائلة من المصمم أو صاحب المنتج، وتعطي عارض أو عارضة الأزياء مبالغ زهيدة، بالإضافة إلى أن البعض يماطل في إعطاء تلك المبالغ أيضا التي تعتبر من حقوقهم. وللأمانة هناك شركات تدفع أولا بأول. وأكثر إعلان تقاضيت أجرا عليه كان 1500 ريال  ليوم كامل، ولم أحصل على مبلغ أكثر من ذلك. وفي إعلان عن ثوب لم أتقاضَ أي أجر سوى الثوب الذي حصلت عليه مجاناً».


الفاهوم: لا يوجد اعتراف بمسمى وظيفي لعارض الأزياء في السعودية

محمد الفاهوم (30 سنة) يعمل في شركة تعليمية خاصة، بدأت هوايته منذ الصغر وكان يطمح من خلالها الوصول إلى التمثيل والتلفزيون. يقول: «دخلت هذا المجال من باب الإعلان والدعاية وحينها كنت في السابعة عشرة، وأمارس هذه المهنة من 13 سنة تقريباً، علماً أني أعمل في الإعلانات أكثر من عروض الأزياء. وأعتقد أن المجتمع تقبّل مهنة عرض الأزياء التي باتت أفضل مما كانت عليه في الماضي، وتحديدا خلال السنتين الماضيتين. فهناك مساع من بعض المصممين السعوديين الذين يعملون جاهدين لتغيير الصورة النمطية عن عارضي الأزياء العرب، خصوصا السعوديين، من خلال اصطحابهم الى الخارج لمشاهدة عروض أزيائهم العالمية. ولا يوجد اعتراف بمسمى وظيفي لعارض الأزياء في السعودية».

وفي ما يتعلق بالأجور أشار الفاهوم إلى أن الأجور تختلف من الإعلانات إلى عرض الأزياء، لكنها تراوح بين 1000 و 1500 ريال. وتصوير الفيديو كليب من 3000 إلى 5000 ريال سعودي. «حالياً الأجور متدنية، بسبب الشركات التي لا تدفع لعارضي الأزياء إلا بعد أن يقوم العميل بالدفع لها، الأمر الذي يؤثر على تعامل العارض مع الشركة مرة أخرى لعدم التزام الشركة دفع أجور العارضين». وأضاف: «ليس هناك عقود رسمية تضمن الحق لعارضي الأزياء، وان كان هناك عقد فلا يوجد من يعترف به. ولعل أبرز المعوقات التي تواجه هذه المهنة في السعودية هو عدم وجود معاهد ومدارس تعليمية أو شركات تتبنى تعليم العارضين والعارضات، وتعليمهم أساسيات المهنة بعيداً عن الجمال والشكل والجسم، بل يجب التركيز على طرق التعامل مع الكاميرا». يطمح الفاهوم إلى العالمية، «أتمنى أن أصل إلى العالمية. سبق أن شاركت في عرض أزياء عالمي، كما أن المصممين يصطحبون العارضين معهم إلى الخارج أكثر من وكالة الأزياء نفسها أو الشركات التي تتعامل مع عارضي الأزياء».


أبو راس :لا أقوم بعمل خاطئ وملتزمة حجابي وتقاليد المجتمع السعودي

سهام أبو راس (31 سنة) فتاة إعلانات تلفزيونية ومدربة عارضات أزياء. قالت إن دخولها مجال الأزياء كان بسبب حلمها بالوصول إلى عالم التلفزيون والتمثيل والبرامج التلفزيونية. «كنت أتمنى أن أحظى بفرصة تقديم برنامج، وبمحض الصدفة تعرفت على الشركات التي توفر العارضات للإعلانات، وأول ما ظهرت فيه كان جلسة تصوير.  وكان عمري حينها 28 سنة تقريباً».
وأشارت إلى أن عائلتها لم تُبدِ أي اعتراض على دخولها هذا المجال، ولم يكن لدى والدها أي مانع، مضيفة: «أنا لا أقوم بعمل خاطئ وملتزمة حجابي وعادات المجتمع السعودي وتقاليده».
وعن العقبات التي تواجه عارضات الأزياء ، قالت: «لا يمكن اعتبار هذا المجال مهنة ثابتة لأن المعوقات فيها كثيرة، لعدم وجود الرواتب الثابتة. كما أننا نعاني من الاستهتار بعارضات الأزياء، وعدم إنصافهن وإعطائهن حقوقهن، وهي مشكلة نتمنى أن نجد حلا لها».
وذكرت أبو راس أن أقل مبلغ حصلت عليه كان 500 ريال، وأكبر مبلغ وصل إلى 2500 ريال، «الأمر يختلف من شركة إلى شركة ومن مكان لآخر».


جمال: على العارض إثبات شخصيته وتطوير نفسه ليصل إلى المكان الذي يريده

قال المصور المحترف ونائب المدير التنفيذي في إحدى شركات الإنتاج  جهاد جمال إن عارضي الأزياء أصبحوا متوافرين ومن السهل أن «نجد الصور بوجود الدعايات على مواقع التواصل الاجتماعية، ومن ثم التواصل معهم بحسب ما نختاره سواء فيديو كليب أو إعلان أو عرض أزياء».
وأضاف: «منذ بداية عملي مع العارضين لم تواجهني أي مشكلة، لكن عدم وجود الدورات، والثقافة الخاصة بمهنة عرض الأزياء، إضافة إلى المبالغ  القليلة والمدفوعة في تصوير سواء الإعلانات أو الأزياء أو حتى الفيديو كليب، تعد من المشاكل التي تواجه العارض والعارضة في السعودية. ويقع هذا كله على دور العارض نفسه، وعليه إثبات شخصيته وتطوير نفسه، ليصل إلى المكان الذي يريده والتقدم الذي يطمح إليه».


السعدي: مستقبل عرض الأزياء غير  مضمون خاصة في البلدان العربية

أحمد دريد السعدي موظف في القطاع الخاص (29 سنة) وعارض أزياء بدأ عرض الأزياء عام 2007 من خلال جلسة تصوير لشركة عالمية للملابس، واختارته في ما بعد شركة سيارات للتصوير في دبي. يقول: «لطالما رغبت في التوجه الى عرض الأزياء، لكني لا أعتبره مهنة، فعلى الأمد الطويل لا يمكن اعتبار أن مستقبلها مضمون خاصة في البلدان العربية».
وأشار الى أن هذه المجال قد يعتبر باباً للدخول إلى عالم التلفزيون والتمثيل، و«هو يفتح الكثير من القنوات أمام الشخص الذي يعمل فيه، ومن الممكن انتقاله إلى مجالات أخرى من خلال عرض الأزياء».
وعن تدني الأجور قال: «هناك شركات لا تُقدر العارضين ولا تعطيهم حقهم مقابل عملهم معها، وأيضا هناك شركات تعطي وتدفع لتضمن عودة العارض اليها مرة أخرى. وبالنسبة إلي أكبر مبلغ حصلت عليه كان 5 آلاف ريال، وأقل مبلغ كان 2000 ريال».


الحازمي: نعاني صعوبة تقبّل المجتمع لعرض الأزياء...

من جانبها، قالت مساعدة المنتج ومعدة البرامج في إحدى شركات الإنتاج، مها الحازمي (25 سنة): «لدينا قسم في الشركة يعمل على توفير عارضي الأزياء من كل الأعمار والأجناس والأشكال بحسب طلب العميل الذي يطلب مواصفات معينة. ويتركز الطلب في الآونة الأخيرة على العارضين والعارضات السعوديين».
وأشارت إلى أن أجر العارضات السعوديات يختلف عن أجر الأجنبيات خاصة إن كانت «فتاة، فوجودها على الشاشة أقل من وجود الشاب. شركة الإنتاج هي الوسيط بين العميل والعارض، فحماية حق العارض تتضمن تأمين مرافق له، علماً أن له الحق في اختيار من يرافقه من عائلته، وتأمين المواصلات والإقامة له، وهذا ما نستطيع كشركة إنتاج توفيره».
وأضافت: «عارضو الأزياء في السعودية من كلا الجنسين ليسوا مدعومين، بل أن هناك تقصيراً في حقهم. وهذا يعود إلى غياب الدعم، والنقص في تقبل المجتمع لمهنة تخدم مجالات كثيرة».