فريق كليمنجارو: بالتحدّي الرياضي نتحدّى السرطان

قمة التعليم العربي, حملة خيرية, مرض السرطان, جبل كيليمنجارو, تسلق الجبال

04 يونيو 2012

لعلّه مفهوم مغيّب بشكل عام عن الدول العربية، ونادر جداً في السعودية، حيث الحملات التوعوية عادة ما تأخذ طابعها التقليدي في التعريف عن مرض ما، أو إنشاء مركز. إلا أن فريق « كليمنجارو» قرّر أن يغيّر المفهوم، ويضفي الصبغة الرياضية على حملته التي هدفت الى جمع تبرّعات لإنشاء أول مركز للكشف المبكر عن السرطان في المنطقة الشرقية.
«لها
» التقت عدداً من أفراد الفريق للتحدّث عن الرحلة، هدفها، والخطة المستقبلية.


بدأنا الحديث مع منى كمال شهاب التي كان لها الدور الأكبر في جمع الفريق، والانطلاق بالحملة، فقالت: «انطلقت الفكرة من جمعية السرطان في المنطقة الشرقية لأسباب عدة أهمها أن أربعة من الفريق أعضاء في الجمعية، وتحديداً أنا، ونور الشدوي، وبدور الشدوي، وعبد الله الملحم، كمتطوعين. وكانت الحكاية تتلخص بأن كل فرد كان لديه شخص أو قريب عانى من السرطان، إما أن الله منّ عليه بالشفاء، أو ترك الحياة. لذا أول تسلّق لنا كان بهدف التعريف بالجمعية وأهدافها، خصوصاً أن الجمعية تقدم كثيراً من الخدمات للمواطن المقيم في المنطقة الشرقية وسائر أنحاء السعودية».
كما وجدت شهاب أن مرضى السرطان يستحقون بذل كلّ جهد لأجل مساعدتهم...» مريض السرطان يتلقى غالباً العلاج الكيميائي، ولهذه المرحلة أعراض مزعجة منها الغثيان، ألم شديد في الرأس، وغيرهما... وإضافة إلى كونه تحديا جسديا، فهو أيضا تحدٍ نفسي».

وعن تشكيلة الفريق أضافت: «معظم أفراد الفريق أصدقاء، فنور وبدور صديقتاي من الصف الأول ابتدائي والدكتورة خديجة الجفري من المرحلة المتوسطة، أما عبدالله الملحم فهو متطوع في جمعية السرطان السعودية، وأحمد الربيعة كان زميل دراسة في الخارج وزوجته أريل البليهد تعرفت عليها في الحج. أما حمزة مرزوقي فصديق عزيز لأحمد الربيعة وقرر الانضمام الى الفريق. وكانت الفكرة قد تبلورت في  2007  عندما تلقيت رسالة الكترونية من أحد الزملاء عن تسلق جبل كليمنجارو في تنزانيا (أعلى قمة في أفريقيا). أردت الذهاب مع الفريق لكني لم أستطع بسبب العمل في الخارج. تلك السنة عزمت على أن أتسلق جبل كليمنجارو في المستقبل. و في 2010 ، قررنا أن تكون رحلتنا إلى أعلى قمة في أفريقيا في 2012».

وعن الدعم الذي توافر للفريق قالت: «معظم الدعم كان من الأهل والأصدقاء والمواقع الاجتماعية سواء من الفيسبوك أو تويتر».
في الحديث مع منى شهاب أقرّت بأن مفهوم التوعية عن طريق الأنشطة الرياضية لا يزال خجولاً في السعودية، بخلاف الدول الغربية: «كثيراً ما سئلنا عن الرابط بين التسلق والتوعية بإنشاء مركز للسرطان، وهنا يمكن أن أقول أنها فكرة جديدة داخل المملكة، ولكن في الخارج متعارف عليها». وشرحت أن القيام بنشاط لافت وتسخيره لمساعدة مرضى السرطان يفتح أعين الناس على الموضوع.
تستعد شهاب حالياً لخوض تجربة جديدة ضمن الفريق النسائي لجمعية زهرة لأمراض السرطان للتوعية بسرطان الثدي، من خلال مغامرة في جبال الهملايا.


الهدف

أحمد الربيعة، أحد أعضاء فريق (كليمنجارو) بدأ الرحلة بهدف المغامرة، ولكن بعد التعرف على فكرة منى شهاب تغيّر الهدف ليحمل قيمة أسمى: «هي أول رحلة مغامرة بالنسبة إليّ، وكانت شرارة الفكرة عن طريق زوجتي ومنى عند تعرفهما على بعضهما، لتتوسع الفكرة وتشمل أعضاء الفريق، وبدأنا التنسيق للرحلة».
وعن مفهوم الرحلة الرياضية للتوعية أضاف: «الثقافة لدينا في جمع التبرعات تقليدية، وهي الحرص على العطاء باليد، والتكتم على العطاء. هذه الطريقة مهمة وممتازة، ولكنْ هناك جانب آخر غير الجانب المادي، وذلك لا يتحقق إلا عبر القيام بنشاط ما، ونحن اخترنا النشاط الرياضي للتعريف عن إنشاء مركز للكشف المبكر للسرطان، وهذا نوع جديد من ثقافة التوعية نحاول تنميته داخل السعودية».

نور الشدوي صديقة مقربة جداً لمنى شهاب. تقول: «وضعت أساسات الفكرة في العام 2010، وعندما اقترحت منى فكرة تسلّق كليمنجارو أعجبت بالفكرة جداً. وكانت عضويتنا في جمعية السرطان في المنطقة الشرقية هي منطلق الهدف، فكثيراً ما نحضر مناسبات تقوم بها الجمعية، ونطلع على نشاطاتها ومنجزاتها في مجال خدمة مرضى السرطان، وكانت الرحلة بمثابة دعم لهذا المجهود م والتعريف عنه».
أريل البليهد عضوة في فريق كليمنجارو وزوجة أحمد الربيعة أحد الأعضاء، وهي من تبلورت معها الفكرة في ذي الحجة عندما تعرفت عليها منى. قالت: «الفكرة كانت لدى منى من البداية بحيث نقوم برحلة إلى كليمنجارو، ولكن وفي أثناء الحديث اقترحت أن يكون لها هدف توعوي خصوصاً أن عدداً لا بأس به من المجموعة أعضاء في جمعية السرطان. وعندما أبلغت زوجي أبدى موافقته بشكل سريع، مع أن رحلة كليمنجارو كان فيها تخييم ومشي لساعات طويلة كانت تصل إلى تسع أو عشر ساعات يومياً. كل هذا كان جديداً علي تماماً، إلا أنها تجربة ممتعة للغاية خصوصاً عندما تم تحقيق الهدف وجمعنا مبلغاً للمركز».