سيدات سعوديات في جبل ايفرست لمواجهة سرطان الثدي

سرطان الثدي, كتاب غينيس العالمي, المرأة السعودية / نساء سعوديات, جمعية زهرة لسرطان الثدي, موسوعة غينيس, جبل إفرست, وزارة التربية والتعليم, وزارة الصحة

25 يونيو 2012

تحت رعاية وزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة السعودية، أطلقت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود بالتعاون مع جمعية زهرة لسرطان الثدي حملة (رحلة نساء: جبل ايفرست) والتي هدفت الى التوعية بمرض سرطان الثدي، وذلك بتسلّق 10 نساء سعوديات جبل إيفرست وصولا إلى معسكر (بيس كامب) 5,400 متر فوق سطح البحر. هذه الحملة تأتي بعد النجاح الذي تحقق في 2010 بدخول السعودية موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأكبر شريط توعوي بشري على شكل الشريط الوردي (رمز سرطان الثدي). «لها» التقت مجموعة من النساء المشاركات في الحملة للحديث عن الرحلة، والهدف منها، وأهم الصعوبات التي واجهتهن.

تتطلع حملة «رحلة نساء: جبل ايفرست» إلى تشجيع السيدات للحفاظ على أسلوب حياة نشط وصحي من أجل الوقاية من سرطان الثدي، حيث تمت دراسة العلاقة بين النشاط البدني، وسرطان الثدي على نطاق واسع في أكثر من 60 دراسة نشرت في أميركا الشمالية، أوروبا، آسيا، وأستراليا. وتشير معظم هذه الدراسات إلى أن خطر الإصابة بسرطان الثدي يقلّ لدى النساء النشيطات عن غيرهن من اللواتي لا يتمتعن بحياة صحية نشيطة.


الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود: نريد كل سيدة وشابة أن تتمتع بصحة أفضل

من جهتها، أوضحت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية زهرة لسرطان الثدي قائلة: «نريد من المنظمات غير الحكومية، والمدارس، والجامعات، والحكومة، والإعلام أن يكونوا جميعا جزءا من هذه الحملة، ليس لنشر الوعي فقط، وإنما لمساعدتنا أيضا في تحقيق رؤيتنا بأن تتمتع كل سيدة وشابة سعودية بصحة أفضل، وسليمة من سرطان الثدي. أنا فخورة بمنح صوتي لهذا العمل الجماعي».
وكانت الأميرة ريما الفيصل المنظمة والمسؤولة عن الحدث التارخي الذي نظم في جدة يوم 28 تشرين الأول/أكتوبر 2010 حين تجمعت 3952 سيدة لتشكيل أضخم شريط بشري وردي في العالم، وهو الرقم الذي دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية.


حسناء مختار: ضمّت الرحلة سيدات من مختلف الأعمار

تحدثت عن الرحلة حسناء مختار مديرة العلاقات العامة «لأداليد» للعلاقات العامة وهي الجهة التي أوكلت إليها الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود مهمَتي التخطيط والتنظيم لـ«رحلة نساء: جبل ايفرست». عن انضمامها إلى الحدث قائلة: «بطبيعة الحال كان انضمامي بصفتي من الجهة المنظمة للحدث، وكنت ضمن فريق ضم عدداً من النساء اللواتي شاركن في التسلّق، والوصول لمعسكر إيفرست «بيس كامب» على ارتفاع 5364 متراً، وعددهن 10 سيدات بقيادة الأميرة ريما، المتسلّقة الحادية عشرة. والمتسلّقات هن: مشاعل الحجيلان، أسماء آل غالب، منى شهاب، هتون مدني، رها محرق، علياء السعد، سماهر موصلي، لينه المعينا، حسناء مختار، نورة بوظو.

وخلال التجهيز للحملة كانت الدعوة مفتوحة للسيدات من جميع الخلفيات، والأعمار ما بين 25 و50 سنة، ولكن المتسلّقات اللواتي قمن بالرحلة تراوحت أعمارهن ما بين 23 و37 سنة».
ولفتت إلى أن شرط المشاركة كان وجود مصاب بمرض السرطان يعني المشاركة سواء من الأقارب، أو كانت هي إحدى المصابات بالمرض سابقا. وذلك لأن الحملة هدفها التوعية بسرطان الثدي، وتشجيع النساء على تبني نمط صحي، والمحافظة على لياقتهن البدنية. فلكل متسلقة إما قريبة أو صديقة مرت بمعاناة الإصابة بسرطان الثدي، وسيتم التعرف أكثر على قصصهن بعد إطلاق الفيلم الوثائقي للحملة.

وأضافت حسناء: «مشاركتي في الرحلة هي جزء من عملي لأنني كنت المسؤولة عن التخطيط والترتيب للحملة منذ البداية. أما على الصعيد الشخصي، لم أتردد لحظة في خوض التجربة. أولاً لأن هدف الحملة التوعوي نبيل، ولقد لمست الفرق في حياتي بعد ممارستي للرياضة بشكل منتظم استعدادا للرحلة، وإن شاء الله سأواظب عليها دائما. كما أن التحدي كشف لي جوانب القوة والتحمل والإصرار على الوصول الى الهدف عندي وعند زميلاتي رغم كل الصعوبات التي واجهناها في الرحلة. أما عن وجه الشبه بين الرحلة وسرطان الثدي، فألفت إلى مشقة التسلّق لمدة لا تقل عن 7 أو 8 ساعات في اليوم وتعرّضنا للأعراض المصاحبة للارتفاع وقلة الأوكسيجين كالصداع الحاد والشعور بالغثيان وصعوبة التنفس والدوار وفقدان الشهية والإرهاق الشديد... إلخ. ومن ثم وصولنا ولله الحمد الى هدفنا... هذا كله يمثل المعاناة التي تمر بها مريضة سرطان الثدي، وأنه مهما كانت الرحلة مع المرض مؤلمة ومرهقة، بالعزيمة والإصرار والثقة بأن الله على كل شيء قدير ولا يوجد مستحيل». وأشارت إلى إمكان تكرار التجربة مع مجموعة مماثلة من المتسلقات الشجاعات اللواتي كنت معهن وبهدف نبيل كالتوعية بمرض خطير كذلك.

 

منى شهاب: بدأنا برنامجا مكثفا قبل الرحلة

كانت لها تجربة سابقة عندما تسلقت كليمنجارو أيضا للهدف ذاته. تقول: «قدمت النصح لبعض المتسلقات ولكن غريزتنا واجتهادنا دفعانا الى عدم التراجع من أجل السيدات اللواتي ذهبنا نيابة عنهن».
وأضافت أن بعض المتسلقات خضعن لتمارين خاصة في النوادي، بينما حضرت أخريات معسكرات: «من جهتي، أحب أن أمزج بين التمارين فلذلك تابعت دروساً متفرقة في النادي، ولعب التنس، وممارسة الجري. كما حضرت «بيكرام يوغا» للمساعدة على التنفس بما أن نسبة الأوكسيجين تنخفض كلما صعد المتسلق إلى أعلى الجبل. أما بالنسبة الى الصعوبات التي واجهناها خلال الرحلة فقد واجهنا بعض أعراض الارتفاع خلال الرحلة كالغثيان، والصداع، والإرهاق. كما أننا عانينا من البرودة ليلا، والرياح كانت لا تحتمل في بعض الأوقات ولكننا أكملنا المسيرة حتى وصلنا إلى هدفنا النبيل. ولله الحمد لم يصب أحد بأي إصابات خطيرة».


لينة المعينا: قررت خوض التجربة لأني مؤمنة بأن الرياضة وقاية وعلاج

 «تجاربي  السابقة في هذا النوع من الرحلات لم تصل إلى 5400 متر. كانت الى جبال «هليوكولا» في ماوي، و جبل بترا، و جبل الطور في سيناء، و جبل النور في غار حراء، و غار ثور. و لكن لا شك أنها أعدتني لجزئية بسيطة و هي المشي بين الصخور الوعرة».
هكذا كانت كلمات لينة المعينا إحدى المشاركات في الحملة: « قررت خوض التجربة لأنني من المؤمنين بالرياضة كوقاية و علاج من أمراض عدة كالسكري والسمنة والكولسترول و هشاشة العظام  والاكتئاب، وحتى السرطان. وكنت دائما ما أردد هذا الكلام في مداخلات عندما يسلَّط الضوء على الرياضة النسائية، ولكن ما عزز هذه الحملة الدراسات و الأرقام الدولية التي جعلتني لا أتردد في المشاركة في هذه الحملة كواجب وطني توعوي صحي يهدف الى بناء جيل صحي وسليم و يؤازر من ابتلي بهذا المرض».

وعن كيفية مشاركاتها في الرحلة قالت: «عندما جاءني الاتصال من الأخت حسناء مختار عن موعد الرحلة - وكنت قابلت الأميرة ريما في ملتقى رائدات و سيدات الأعمال قبلها في الرياض حينها - كنت مصابة بقطع في غضروف الركبة الأيسر، وبصراحة أخفيت هذه الإصابة لأنني متحمسة لأن أدعم هذه الحملة خاصة أني أدعم الرياضات الجماعية.  ففي الفترة التي كان فيها الفريق يستعد بالتدريبات خلال 3-4 شهور كنت أقوم بالعلاج الطبيعي لركبتي، ولكن بحكم أن طبيعة جسمي معتادة على الرياضة استطعت أن أصل إلى درجة الاستعداد الجسدي في الفترة المحدودة».

وأضافت: «أصعب جزئية واجهتني في الرحلة كانت يوم الصعود إلى بيس كامب  لأنني أصبت بدوار وغثيان  أديا إلى جفاف،  لكن التوكل على الله وتذكر الأهل والأصدقاء والسيدات اللواتي من أجلهن صعدنا  ووجود زميلاتي جعلت العزيمة النفسية تتغلّب على الحالة الجسدية. والحمد لله وصلنا الى الهدف».


8000 حالة سنوية

وفقا لسجل السرطان السعودي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، فإن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعاً بين النساء في السعودية حيث تسجل نحو 8000 حالة كل سنة، من بينها 50 - 60 % يتم اكتشافها في مرحلة متأخرة. ورغم جهود الحكومة، ارتفعت نسبة الإصابة بسرطان الثدي من 6,7% إلى 24 % من بين كل حالات السرطان للمرأة خلال العشر سنوات الماضية. ويعتبر التقدم في السن أحد العوامل التي تزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي، في حين يعد الكشف المبكر والدوري ضروريا لأنه يسمح برفع نسبة الشفاء.