'المتلصصون' ضحايا طفولتهم... وضحاياهم من النواعم

ضحايا, كاميرا

12 نوفمبر 2012

التلصص على النساء من الجرائم المستجدة في إمارة دبي، ومرتكبو هذه الفعلة الشائنة من أعمار مختلفة وينتمون إلى جنسيات عدة, وآخر هذه الجرائم وفقا لملفات الشرطة ضبط زائر عربي، وهو ذو مركز مرموق في وطنه وفي أواخر الأربعينات من العمر، وهو يضع كاميرا تصوير الكترونية داخل سلة المشتريات المحمولة باليد، ويقترب من النساء ذوات الملابس المكشوفة ويصورهن من الأسفل. وقد لفتت تصرفاته واقترابه من النساء كاميرات السوبر ماركت الشهير فتمت مراقبته عن بعد، وتبين وجود الكاميرا داخل السلة فأُبلغت السلطات الأمنية في المركز التي حضرت علي الفور وألقت القبض عليه، وصودرت الكاميرا التي كان يحملها ليتبين أنها تحتوي على عدد كبير من الصور لسيقان النسوة وما أبعد من ذلك!

أكد المتهم خلال التحقيق معه أنها عادة لديه ولن يقلع عنها، واعترف بانه ارتكب الفعل نفسه مراراً وتكراراً في وطنه، ومع فنانات شهيرات وجدت صور لبعضهن في وضع الجلوس، أو أثناء التحرك، وظهور بعض أجزاء من أجسادهن. واعترف أيضا بأن بعض الفنانات أبلغن عنه في وطنه ولكن نظرا الى علاقاته الواسعة ومركزه لم يتم توقيفه ولم يعاقب. وبعد انتهاء التحقيقات معه أحيل على المحاكمة بتهمة التلصص على النساء وتصوير أماكن حساسة لديهن خلسة.


أحذية وحمام نسائي!

لم تكن هذه الواقعة هي الوحيدة بل سبقتها قبل سنوات قيام احد الأشخاص من الجنسية الأوروبية بتصوير النساء عبر كاميرا الهاتف داخل محل أحذية نسائية، وتم ضبطه أيضا أثناء تصويره لفتاة كانت تحاول جلب حذاء من رف علوي، وقام بتصويرها خلسة إلا أنها لاحظته فأبلغت عنه. وسبقتها أيضا واقعة وضع كاميرا من احد الشباب داخل حمام نسائي في احدى الجهات الحكومية حيث تم اكتشاف الكاميرا، وتمكنت أجهزة البحث والتحري من ضبط مرتكب الفعل، بينما يمثل حاليا شاب آسيوي يبلغ من العمر 27 عاما أمام محاكم دبي بتهمة زرع هاتفه المتحرك المزود كاميرا داخل حمام السيدات في الشركة التي يعمل فيها  وتصوير النساء،  حيث اكتشفت احدى الموظفات العربيات ضوءا احمر ينبعث من أسفل أثناء وجودها في الحمام، وبالتقاطه وجدته هاتفاً بكاميرا مفتوحة، وعليه عدد من صور زميلاتها أثناء وجودهن في الحمام، وصور للمتهم وهو شبه عارٍ. ولذلك تم الإبلاغ عنه وسيصدر حكم إدانته والعقوبة المقررة عليه خلال أسابيع.


سلوكيات نفسية

وحول تلك الجرائم تحدث النقيب محمد الحمادي رئيس قسم علم النفس الجنائي في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي، وقال إن القسم يختار بعض القضايا الجنائية مثل قضايا الاغتصاب، والتحرش الجنسي، والقتل وغيرها، ويقابل المتهمين فيها لمعرفة سلوكياتهم النفسية من خلال تطبيق نظريات علم النفس الجنائي والاختبارات النفسية عليهم لمعرفة لماذا أقدموا على ارتكاب تلك الجرائم، وهل كانوا  أثناء ارتكابها في حالة طبيعية، مع تحليل لكل الأقوال والإيماءات، وتطبيق لغة الجسد عليهم، ومن ثم الخروج بتقرير متكامل يقدم للنيابة العامة.

وأشار إلى انه أثناء مقابلة الشخص العربي المسؤول والمعروف والنافذ في بلده الأم، ومناقشته في الأسباب وراء ارتكابه جريمة تصوير النساء من الأسفل، أكد انه يعي تماما ماذا يفعل، وأن هذه «الهواية» كما أطلق عليها لن يتخلى عنها حتى بعد انقضاء عقوبته حتى ولو كلفه ذلك السجن مراراً. وتبين من خلال درس الحالة وتحليلها انه متزوج ولديه أبناء، ولكن الغريب أنه لا يوجد له أي ملف سوابق في وطنه رغم ارتكابه هذه الفعلة تكراراً.

وتبين أن الرجل يعاني اضطرابات جنسية ناتجة عن ذكريات قديمة لديه عندما كان طفلاً ويعيش في بيت صغير، وبالتالي كان يرى والديه أثناء علاقتهما الحميمة،. ومنذ ذلك الوقت وهذه المناظر لم تمّحِ من ذاكرته ولازمته حتى بعد الزواج والحياة المرفهة التي يعيشها حاليا. وأكد أنه لم يفكر يوماً في الذهاب إلى طبيب نفسي للعلاج، ولن يفكر في الذهاب بعد انقضاء مدة عقوبته، موضحاً انه يشعر بمتعة من نوع خاص عندما يشاهد هذه الصور.
وقال الحمادي إن تقريراً رُفع إلى النيابة بحالة الرجل يبيّن انه شخص طبيعي يعلم ماذا يفعل، ولذلك من الممكن أن يكون عقابه مشددا، وفقا لرؤية المحكمة التي تنظر في القضية.