هل تخطبين لزوجك؟!

طلاق, البرلمان المصري, د. آمنة نصير, غادة عبد العال, خطوبة, ماجدة خير الله

19 نوفمبر 2012

«الضُّرة مُرَّة ولو كانت دُّرة»، مثل شعبي يعكس الثقافة المصرية تجاه الزوجة الثانية ومدى عدم تقبل الأولى لها. إلا أن أصواتاً عديدة بدأت تنادي بضرورة تقبل المجتمع لتعدد الزوجات، فخرجت النائبة السابقة عزة الجرف، خلال لقاء تلفزيوني، لتؤكد أنها على استعداد تام كي تخطب لزوجها إذا أراد، فما رأيك؟ هل تزوجين زوجك؟ وهل إذا اختارت الزوجة بنفسها لزوجها عروساً ثانية يخف بذلك صراع الضرائر؟ وهل لا بد أن تختارها أقل منها جمالاً؟


«لها» طرحت السؤال على مجموعة من الزوجات وأعادته على النائبة عزة الجرف، التي تفضل تلقيبها بـ»أم أيمن»، فأكدت من جديد عزمها على اختيار ضرتها وخطبتها لزوجها إذا أراد.

وتوضح قائلة: «أنا على اقتناع بأن الزوجة مسؤولة عن كيان أسرتها، وعليها أن تحافظ على زوجها وأولادها بكل الوسائل والطرق المشروعة. والحمد لله هذا الأمر متحقق في أسرتي الصغيرة، والأمر بيننا شورى ويستشيرني زوجي في كل صغيرة وكبيرة ويأخذ برأيي إذا كان الأصلح، لذا نشأ أولادي في أسرة مترابطة لن أتنازل عنها مطلقاً. وإذا أراد زوجي التعدد سأسأله عن السبب وأعمل جاهدة على إزالته وتلافيه، لكن إذا كانت مشكلة صحية لديَّ ولا أستطيع الوفاء بحقوقه، أو إذا كانت لديه طاقة ولا أستطيع إشباعها، فلمَ لا يتزوج بإذني وأنتقي له عروسه وأخطبها له بدلاً من أن يتزوج هو دون علمي فأظهر في صورة الزوجة المخدوعة في النهاية؟ إني أنظر إلى الأمور بعقلانية وأحمله جميلاً في رقبته كي لا يدير لي ظهره بعد الزواج بأخرى، خاصة إذا كانت أصغر سناً». وتؤكد الجرف أن الأصل في الإسلام ليس التعدد، وأنها لا تشجع الزوجات على قبوله، وإنما تنظر إلى القضية بمنظور عقلي يجعلها الفائزة في جولة الزواج الثاني، وتضيف: «إذا كان الرجل في حاجة ماسة إلى الزواج لمَ لا توافق زوجته على التضحية بابتعاده عنها يومين أسبوعياً؟ فهناك الكثير من الرجال يسافرون للعمل في الخارج ولا يعودون إلى أسرهم إلا في إجازة سنوية لا تتعدى الشهرين».


تجربة فريدة

تروي الكاتبة الصحافية هيام دربك تجربتها في الخطبة لزوجها، حتى أنها أسست جمعية تعدد الزوجات لمحاربة العنوسة، تقول: «شعرت بأن زوجي مظلوم معي، نظراً إلى طبيعة عملي التي تبعدني عنه كثيراً، وفي المقابل لا أستطيع ترك عملي الذي أرى فيه حياتي وتحقيق ذاتي، فشعرت بتأنيب الضمير تجاه هذا الوضع الغريب وخشيت غضب الله عليَّ، كما حزنت لوضع زوجي الذي أحبه، فتغلبت على مشاعر الأنانية وحب الاستحواذ والتملك في نفسي، وعرضت عليه الزواج من إحدى صديقاتي التي أحبها بشدة وأعرف مشاعرها تجاهي، وأنها لن تسعى للاستحواذ عليه وحدها».

وأشارت دربك إلى أنها اتخذت هذه الخطوة باقتناع تام وصارحت زوجها بذلك، لكن كانت المفاجأة أنه رفض بشدة هذا الطرح تماماً، مؤكداً أنه يُقدر عملها ومهنتها فازدادت حباً وتقديراً له، وحرصت على التقليل من انشغالها قدر استطاعتها حتى تحاول تعويض تقصيرها.

ووجهت هيام نصيحة صادقة الى الزوجات اللواتي يقصرن في حقوق أزواجهن لأي سبب، سواء كان رغماً عنهن كالمرض أو عدم الإنجاب، أو بسبب الانشغال والعمل، بأن يعرضن على أزواجهن الزواج ممن يخترنها لهم، بدلاً من أن تفاجأ به خائناً، أو متزوجاً بأخرى، ووقتها ستأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وستكون كل الخيارات أمامها مُرة، إما الصبر على الزوجة الأخرى التي اختارها زوجها رغماً عنها أو اللجوء إلى الطلاق.


استقواء الرجال

بانزعاج شديد تستنكر الناقدة الفنية ماجدة خير الله فكرة زواج زوجها من أخرى، قائلة: «من تقبل بذلك امرأة مقهورة تختلق لنفسها المبررات لتبقى في سجنها الذي اختارته لنفسها، فهي لا تقوى على الحرية بل أصبحت عبدة لسجانها مهما سبَّب لها ألماً وعذاباً، فتبرر لنفسها باسم العشرة والحفاظ على كيان الأسرة وتخلق له الأعذار لتقوى على جروحها العميقة أمام الناس والمجتمع. لكن إذا نظرنا إلى الواقع لن نجد امرأة عادية أو حتى مريضة نفسياً تقبل هذا الوضع، ولو فكر الرجل في أخرى لأي سبب فليذهب إلى الجحيم».

وتضيف: «الأمر الذي لا تعيه الكثيرات أن الحياة لا تتوقف عند أعتاب تجربة فاشلة، إلا أن ظروف المجتمع قد تسلب المرأة كرامتها، فيستقوي الرجل بالنظرة السلبية إلى المطلقات ويعلن زواجه بأخرى، وهو يعلم أن زوجته لن تجد مكاناً في بيت أهلها بعد طلاقها أو أنها لا تقوى على تحمل نظرة المجتمع إليها، فيزداد افتراءً عليها وتعنتاً ضدها. لكني أرى أن من تقبل بالمهانة والذل تربت على أن المرأة الشرقية حذاء في قدم الرجل ينتعله متى يريد ويخلعه متى شاء، ومن الممكن استبداله لمجرد أنه أعجب بآخر. لكني عايشت كثيرات غير متعلمات وفقيرات فضلنّ الحياة بكرامة بعيداً عن العبودية لأزواجهنَ، وطلبن الطلاق عندما قرر الزواج بأخرى وعملن عاملات في المنازل والمستشفيات، ولم يتخلين عن إعالة أبنائهنّ الذين لم يفكر فيهم أزواجهن، وضربن عرض الحائط بالثقافة الشعبية التي تقول: ظل رجل أفضل من ظل حائط».


مهما كانت الأسباب

تستبعد الكاتبة والسيناريست غادة عبد العال التنازل عن زوجها أو جزء منه لأخرى بمحض إرادتها، قائلة: «لا أرى أنني بالقوة أو الضعف الذي يجعلني أتبرع بمحض إرادتي عن نصف وقتي، الذي يمضيه زوجي معي، وبنصف قلبه وبنصف تفكيره لأخرى مهما كانت الأسباب، فإذا استحالت العشرة بيننا من حقي أن أقبل بـ«ضرة» أو أرفض حسب رغبتي، وأنا لن أقبل بذلك مهما كانت الظروف والدوافع».

وفيما ترى كثيرات أن المرأة مقهورة في العالم العربي، تؤكد غادة أن المجتمع لا يحترم عقول الرجال قائلة: «كفى الرجل دلالاً وكفى ترسيخاً في عقله الباطن أفكاراً سلبية بأنه طفل مدلل يجب أن يحصل على كل شيء، متى سيتحمل المسؤولية إذًا؟! إن المجتمع الذي يحمل المرأة مسؤولية أسرتها والحفاظ عليها يحترمها أكثر من الرجل. كفانا استخفافاً بعقله وغرائزه بمقولة «امرأة واحدة لا تكفي» وأنه غير مشبَّع عاطفياً أو جنسياً لذا يتزوج بأخرى، فنحن هنا لا نحترم آدميته ونحوله الى حيوان».


سلة واحدة

«الزواج شركة يؤسسها اثنان مناصفة بالمشاعر والمجهود، لذا هل يقبل الرجل أن يخطب لزوجته إذا أعجبت بغيره؟». بهذا السؤال أجابت الكاتبة ناهد حمزة، نائب رئيس جريدة الاخبار، موضحة: «الرجل والمرأة متساويان في المشاعر والأحاسيس، وعلى الرجل أن يعي أن زوجته أيضاً قد تعجب برجال غيره، فهل هو مستعد كي يخطب إليها؟!، أما بالنسبة لمن يقبلن بتزويج أزواجهنّ فأرى أن ذلك متعارض تماماً مع الطبيعة البشرية، لأن كل امرأة لا تتخيل أن تشاركها أخرى في شريك حياتها، حتى لو كانت سنوات العشرة والمودة بينهما قد خلقت صداقة كبيرة ومصادقة في كل تفاصيل الحياة، لكن استحالة أن ينتهي الأمر بواحدة لتزوج زوجها».

وعلى المستوى الشخصي تقول ناهد: «أنا متزوجة منذ 43 عاماً، أنعم بالحب والمودة والرحمة مع زوجي، ونعيش حياة أسرية مثالية وهادئة. وإذا بعد كل تلك السنوات قرر الزواج بأخرى لن أخطب له حفاظاً على الترابط كما تدعي أخريات أو تقول تصريحات هدفها «الفرقعة الإعلامية»، بل عليه حينها أن يعلم أن سعادته التي يعيشها معي ومع أولاده وأحفاده الذين يعشقهم سلة واحدة، وأنه فرد يهدم أسرة بأكملها، وقتها سيقرر إذا كان سيقدم على هدم سعادة عائلة من أجل سعادته كفرد أم لا. وإن اختار الزواج فسيكون الانفصال من حقي، فأنا لا أقبل بالتعدد، والإسلام كرَّم المرأة ومنحها حق الاختيار ولا يوجد في شروط الزواج أن تخطب المرأة لزوجها».


حرية الاختيار

أما منى عامر (خبيرة تغذية) فترى أن للمرأة حرية الاختيار في الاستمرار في علاقة قرر زوجها إقحام أخرى فيها أم لا، وأن دعوات تعدد الزوجات التي بدأت تنادي بها بعض المنتميات للتيارات السياسية الدينية، غير مقبولة، فالإسلام منح المرأة حرية الاختيار في الانفصال، فكيف تهين نفسها وتخطب له أو تزوجه بنفسها؟ فقد قال الله تعالى في سورة النساء: «وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أن تعدلوا بَيْنَ الِّنسَاءِ وَلَوْ حَرِصْتُمْ»، وهذا أمر ناهٍ، ومثلما قال: «مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ» قال «لَنْ تَعْدِلُوا»، وهنا أرى أن من يُقبل على التعدد وهو يعلم أنه لن يستطيع العدل بينهم يرتكب اثماً كبيراً.

وتضيف: «حتى إذا كانت المرأة تعاني من مشاكل صحية أو لا تستطيع الإنجاب، فهل يعاقبها الرجل على مرضها بالزواج بأخرى؟، فما ذنبها أن تتعذب بمرضها وبزواج زوجها؟ لقد قابلت بنفسي نماذج كثيرة لزوجات فضلنَ الحياة مع أزواجهنّ رغم عدم قدرتهم على الإنجاب، ورأيت أيضاً أزواجاً يحتملون ظروف زوجاتهم المرضية وعدم إنجابهن راضين بقسمة الله ونصيبه، لذا أرى أن التعدد «فراغة عين»، وغير مفروض على المرأة أن تقبله».

على المستوى الشخصي، تؤكد منى عامر أنها لن تتأخر في اختيار الطلاق إذا فكر زوجها في أخرى طالما تقوم بواجباتها تجاهه، وتقول: «طالما ليس لديَّ ما يبرر انتقاصي كزوجة فلا أقبل التفكير في الأمر، وإلا فأتزوج بآخر غيره لأنني مللت منه وعليه أن يخطب لي».


اختلاف المعتقدات

من الجانب النفسي، يؤكد الدكتور محمد خليل أستاذ علم النفس، أن كثيرات يخطبن لأزواجهنّ على أرض الواقع، مفسراً رفض البعض للأمر بأن ذلك يرجع الى اختلاف المعتقدات الشخصية، اذ إن المعتقد الأكثر عمقاً حب المرأة للاستقلال بزوجها، إلا أنه في وقت معين قد ترى أنه لابد من تزويجه بأخرى، فكثيرات يرين في ذلك إرضاءً لله إذا تزوج بزوجة شهيد مثلاً وتكفل بتربية أولاده.

ويضيف: "تختلف المعتقدات حسب الثقافة وحسب درجة التدين وحسب التفكير، لكن في النهاية لا نستطيع أن نقول لأي صاحب معتقد أنه خاطئ، فلا يوجد في الحياة صواب وخطأ وإنما تجارب يخوضها الإنسان حسب اقتناعاته، ولكل امرأة اقتناعها الصحيح حسب معتقداتها».

ويضيف الدكتور خليل أن إقدام الزوجة على الخطبة لزوجها، يقلل احتمالات الصدام بالزوجة الثانية، خاصة إذا حضرت زفافها وقدمت إليها الهدايا، فهنا من الصعب أن تقبل الجديدة على اختلاق المشاكل معها وتمر الحياة أكثر انسيابية. ويجدر التنبه إلى أن من تقدم على هذه الخطوة امرأة ذات شخصية قوية تقود المنزل بسيادتها، وتفضل أن تكون القائد في اختيار من تشاركها زوجها لتبقى هي المسيطرة».


ذكاء أنثوي

بينما تعتبر الدكتورة عزة كريم، أستاذة علم الاجتماع بمعهد البحوث الاجتماعية والجنائية، أن من تخطب لزوجها تتمتع بالذكاء الأنثوي، حيث تفضل أن تظهر بدور الزوجة المضحية الكبيرة وتحمل زوجها جميلاً تجاهها، خاصة عندما تتأكد من نيته الزواج بأخرى، فتقدم على تلك الخطوة لضمان ولاء زوجها وشريكتها الجديدة أيضاً.

وتضيف: «هذا الأمر يحدث بكثرة في الريف والمناطق الشعبية، وقد يتطرق إلى الأوساط المثقفة أيضاً، فقد خطبت صديقتي أستاذة في كلية الطب إلى زوجها الطبيب مهندسة كان يحبها في صباه، وذلك عندما شعرت بعودته إلى الحديث معها بكثرة بعد وفاة زوجها، حيث تبدل حاله، فخطبتها إليه لتسعده وليحتفظ لها بجميل المبادرة بدلاً من أن يتزوجها دون علمها، فتقع في مشاكل لا حصر لها معه».


رأي الدين: تحفظات وضرورات

عن الضرورات التي تبيح للزوجة أن تخطب لزوجها، يقول الدكتور عبد الفتاح إدريس رئيس قسم الفقه في كلية الشريعة بجامعة الأزهر: «هي الضرورات التي تمنعها من أن تقوم بواجباتها الزوجية، كأن تكون لا تنجب وتعلم أن هذا أمر فطري في نفوس البشر، وخاصة الرجال، لقوله تعالى: «الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا» آية 46 سورة الكهف. ومن الضرورات كذلك أن تكون مريضة جسدياً أو نفسياً، ولا تستطيع أن تؤدي واجباتها الزوجية، وتشعر أن زوجها لا يصبر على ذلك، فالأفضل لها أن تعالج المشكلة باختيار زوجة له، بدلاً من أن تتركه يختار زوجة قد تستحوذ عليه تماماً، خاصة أن التعدد أمر مباح شرعاً لقوله تعالى: «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ» آية 3 سورة النساء.

أما إذا سيطرت الأنانية علي الزوجة الأولى وتمسكت بزوجها، بحجة أنه لن يستطيع أن يعدل بينها وبين زوجته الجديدة، فقد تخسره هي وتفوز به غيرها، خاصة أنه من حقه تطليقها، ولهذا فإنه إذا عاشت مع أخرى اختارتها بنفسها وتعرفها جيداً أفضل من أن تخرب بيتها بيدها إذا سيطرت الأنانية عليها».  

أما الدكتورة آمنة نصير، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، فتتحفظ على هذه الدعوة قائلة: «رغم أن التعدد حلال ولا نستطيع الجدل في ذلك، إلا أن فطرة كثير من النساء ترفض ذلك ولا تستطيع تحمله نفسياً، لأنه يسبب لها أذى نفسياً، وهذا ثابت في السنة النبوية حين رفض الرسول، صلى الله عليه وسلم، رغبة الامام علي بن طالب زوج ابنته فاطمة في الزواج عليها، لأنها لا تستطيع تحمل ذلك، فعَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: إِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُوا فِي أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَلا آذَنُ ثُمَّ لا آذَنُ ثُمَّ لا آذَنُ إِلا أَنْ يُرِيدَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ فَإِنَّمَا هِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا».

وأوضحت نصير «أننا لا نستطيع التعميم في الحكم، لأن بعض الزوجات لا يستطعن تحمل زوجة أخرى حتى ولو كانت من اختيارهن، في حين تستطيع أخريات، وهذا مرتبط إلى حد كبير بطبيعة البيئة التي تربت فيها الزوجة».

وأشارت إلى أن الزوجة إذا كانت مريضة أو عاقراً، فلا مانع أن تختار له زوجة إذا كانت تستطيع تحمل ذلك نفسياً، لكن عليها أن تنتقي مواصفات الزوجة الجديدة، بأن تكون زوجة صالحة حتى تتقي الله فيها وفي زوجها. وقد سئل أعرابي عن أحسن النساء، فقال: «أفضل النساء أصدقهن إذا قالت، وإذا غضبت حلمت، وإذا ضحكت تبسمت، وإذا صنعت شيئاً أجادته، التي تلتزم بيتها، ولا تعصي زوجها، العزيزة في قومها، الذليلة في نفسها، الودود الولود وكل أمرها محمود».