اعترافات زوجة أميركية ذبحت ابنها

سلمى المصري, جريمة قتل, ذبحة قلبية

03 ديسمبر 2012

جريمة بشعة، راح ضحيتها طفل لم يتجاوز الرابعة من عمره، قتلته والدته الأميركية لتنتقم من والده المصري. جريمة بدأت بقصة حب في نيويورك وانتهت بمأساة في الإسكندرية، بعد أن استسلمت الزوجة الأميركية لنيران الانتقام التي كانت تشتعل بداخلها، وبقلب لم يعرف أي مشاعر للأمومة ذبحت ابنها الصغير!


هي قصة حب بين الشاب المصري محمود الذي سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية بحثاً عن الرزق الوفير وتحقيق ثروة، وفيرونيكا الحسناء الأميركية التي نجحت في انتزاع قلب محمود فتترجم الحب إلى زواج، رغم الاختلاف الطبقي والمجتمعي ومعارضة أهل فيرونكا الذين رفضوا هذا الزواج بشدة لاختلاف الثقافات.

على الرغم من اعتراف محمود بأن حالته المادّية متواضعة، إلا أن فيرونيكا أكدت أنها لا تهتم بالمال، وأنها ستساعده على مصاريف الحياة، وستبحث عن عمل مناسب حتى تساهم في نفقات المنزل.

بعد سنوات من الزواج، اعتنقت فيرونيكا الإسلام بإرادتها، وقررت أن توافق على اقتراح زوجها العودة إلى مصر، رغم الاعتراضات الشديدة من أسرتها التي قاومت الفكرة، لكن الأميركية عادت من جديد لتفرض رأيها وتقرر أن تسافر مع زوجها الذي كانت سعادته بلا حدود.


خلافات

استأجر محمود شقة متواضعة لزوجته في أحد أحياء الإسكندرية الشعبية، وبدأ رحلة البحث عن عمل. وبعد شهور من وصولهما إلى مصر زفت له الزوجة خبر حملها فكانت سعادة لا توصف، وأكد محمود لزوجته أنه سيعمل ليلاً ونهاراً حتى يوفر لها المال اللازم لتشعر بأن حياتها لم تتغير بعد تركها أسرتها وبلادها.

أنجبت فيرونيكا أحمد، ما زاد سعادة الزوج الذي لم يكن يعلم أن الأسى على مسافة خطوات قليلة من منزله الهادئ، فعلاقة الزوجين الرومانسية لم تستمر طويلاً، وبدأت الخلافات بينهما. إذ راح الزوج يعترض على أسلوب زوجته في التعامل مع الآخرين، والانفتاح الغربي على الجيران والأصدقاء بشكل أثار القيل والقال فتحكّم في مواعيد خروجها من المنزل وعلاقاتها بالآخرين، ما اثار غضب الزوجة.

استمرت الخلافات بين الزوجين، وغاب التفاهم عن المشهد رغم وجود ابنهما أحمد الذي كان يكبر ليرى مزيداً من الخلافات بين والديه. وما لبث أن أصبح الطريق بينهما مسدوداً، وغادر الأب المنزل بعد أن ترك لزوجته رسالة مؤكداً أنه لن يعود.

جن جنون الزوجة التي وجدت نفسها بمفردها في دوله غريبة عنها، ومرت الأيام ثقيلة عليها، لكن الأزمة سرعان ما انتهت بعد أن تدخل أقارب الزوج للصلح بين الزوجين، بإقناع محمود بالعودة إلى منزله، وإقناع الزوجة بالتزام التقاليد الشرقية.

إنما مع الوقت تعقدت الأمور بين الزوجين مرة أخرى بسبب قوة شخصية الزوجة وتعمدها الاعتراض الدائم على تعليمات زوجها الذي حاول كثيراً أن يفهمها أن هناك فرقاً بين الحياة في مصر والعيش في نيويورك، فراحت فيرونيكا تفكر في الطلاق للعودة إلى بلادها، لكنها كانت تسترجع حديثها مع والدتها التي طلبت منها أن تتحمل تبعات قرارها ولا تحاول أن تعود إلى أميركا.

الخيارات أصبحت مريرة للزوجة، ولم يكن أمامها سوى التفاوض مع زوجها وتقريب وجهات النظر، لكن الزوج لم يكن عنده استعداد للتنازل عن مبادئه، وأكد لها أنه سيمنحها الفرصة الأخيرة، وحذرها من مخالفة تعليماته بالخروج من المنزل دون إذنه أو التعامل مع الجيران والأصدقاء بأسلوب يثير حفيظته.

اضطرت الزوجة للاستجابة موقتاً لتعليمات زوجها، لكنها في قرارة نفسها كانت تضيق من هذا القيد الذي لم تعتده، فحين ارتبطت به كان متفهماً لعاداتها، وأكد لها أنه لن يجبرها على شيء، لكن محمود تحول إلى شخص آخر بمجرد عودته إلى بلاده.


الأزمة

عادت أزمة الثقة من جديد لتهاجم الأسرة، فغضب الزوج عندما اكتشف أن زوجته تخدعه وبدأت تعاود الأفعال التي كان يعترض عليها فقرر أن يختفي من حياتها.

في فجر أحد الأيام حزم حقائبه وغادر المنزل دون أن يترك لزوجته سوى رسالة يقول فيها: "الآن ستدفعين ثمن أفعالك الصبيانية، سأتركك إلى غير رجعة وعليك أن تنظمي حياتك بنفسك".

قرر أقارب الزوج عدم التدخل في الأمر، واعتذروا لفيرونيكا وأكدوا لها أن زوجها لا يرغب في العودة إليها، فضاقت الدنيا في وجهها واستبد بها اليأس. حاولت في الأيام التالية أن تتوصل إلى مكان زوجها لكن بلا جدوى، وبحثت عن عمل لكن الظروف لم تسعفها. نظرت حولها لتجد ابنها الصغير أحمد، فاجتاحت نفسها مشاعر متناقضة وراحت تفكر جدياً في التخلص من ابنها حتى تنتقم من زوجها الذي تركها وهرب.

وفي لحظة استسلمت فيها تماماً للشيطان، اتجهت إلى المطبخ وانتزعت سكيناً وذبحت ابنها الذي كان ينظر إليها ببراءة ولا يدرك أن السكين التي تمسكت به والدته هي السلاح التي قررت أن تنهي بها حياته.

وهرعت الزوجة إلى الشارع وملابسها تقطر دماً، وشاهدها الجيران الذين تعجبوا من المشهد، واتجهت فيرونيكا إلى مصحة نفسية وطلبت استضافتها لبعض الوقت، وفي هذه الأثناء شك الجيران في المشهد واتصلوا بأقارب الزوج وأبلغوهم بما حدث. واتجه محمود إلى الشقة ليفاجأ بهول ما حصل، فسارع الى إبلاغ الشرطة التي بدأت رحلة البحث عن الزوجة القاتلة، وبعد أيام تم التوصل إلى مكانها، ليتم القبض عليها وتدلي باعترافات تفصيلية وتلقي بالاتهامات على زوجها الذي قادها إلى هذا المصير... وأمام النيابة قالت الزوجة: "زوجي شاركني الجريمة بهروبه من المنزل وتركي وحيدة، وذبحت ابني بعد أن ضاقت بي الدنيا، ولم أجد سوى الانتقام من زوجي بهذه الوسيلة البشعة التي أندم الآن عليها بشدة".