مخترعات وابتكارات لصغيرات في الأولمبياد الوطني السعودي للإبداع العلمي

المرأة السعودية / نساء سعوديات, إبتكار, الأولمبياد

21 يناير 2013

«إصابتي أملي»، «إعاقتي لن تطيق طاعتي»، «لاتنتظرني»، «صديق السفر»، «ثقي بقدميك» و«متعة الاندماج»... للوهلة الأولى يخيل إلينا انها أسماء لكتب أو لقصائد، ولكن الحقيقة أنها أسماء لمخترعات وابتكارات بعيدة كل البعد عن الأدب والشعر، بعثت الامل وسهّلت الحياة لأشخاص كانوا عاجزين عن القيام ببعض الأمور. ففي حفلة ختام الاولمبياد الوطني «للعام 2013» حضر الإبداع والابتكار لأكثر من 100 مشروع لمخترعات صغيرات توجت منهن 28 فائزة، حضرت المشاريع التي صفق لها الجميع ولكن غاب عن الاكثرية اسباب ابتكارها. حاولنا الإبحار مع مخترعاتنا الصغيرات فوجدنا ما يثير الإعجاب في هذه العقول الناشئة مما زرع فينا الفضول لمعرفة السبب وراء هذه الانجازات الصغيرة.

بشرى الغامدي ابتكرت أداة الستارة الذكية بعد زياراتها المتكررة لجارتها المقعدة. تقول: «كنت أزور دائماً جارتنا المقعدة، وتطلب مني كل مرة أن أغلق الستارة لأنها كانت تتأذى من ضوء الشمس القوي. وعندما تبدأ الشمس بالغروب تنتظر أي مار من امامها كي تطلب منه أن يفتح هذه الستارة. كنت أفكر كثيراً كيف أستطيع أن أجعلها لا تحتاج الى شخص آخر؟ وتوصلت إلى فكرة «الستارة الذكية» التي تتأثر بالضوء ولا تحتاج حتى الى ريموت كونترول بحيث تنسدل مع شروق الشمس، وعندما يحلّ الليل ترفع ستارها عاليا. وتحقق حلمي في أن أقدم لجارتنا وكل من يعاني معاناتها مساعدة بسيطة، تجعلني أشعر بالسعادة دائما».

استمدت ريناد عقاد فكرة ابتكارها بعد رحلة قامت بها المدرسة الى معهد النور للمكفوفين، وبعد أن كانت تتحاور معهم أخبرها أحدهم  بأنه يتحرج من استخدام بعض الأدوات التي تخص المكفوفين كالعصا المضيئة وغيرها، فتبادر إلى ذهنها ابتكار شيء يكون جميل الشكل ولا يسبب لهم الاحراج ويستفيدون منه في الوقت ذاته. تقول: «فكرت في كاميرا ناطقة  جميلة الشكل، توضع بشكل بروش على صدر المكفوف، وتتصل بسماعة إلى الأذن فتتحسس كل ما هو خارجها لتقوم بتسميته ونقله الى أذن المكفوف، وسميت ابتكاري ـ «إصابتي أملي».

أما شوق القحطاني صاحبة ابتكار «الكتابة الصحية» فتقول: «كانت أختي المصابة بصعوبات التعلّم تعاني كثيراً، وتواجه صعوبة بالغة في الإمساك بالقلم، فحاولت أن أبتكر أداة تساعد أطفال التوحد لأنهم يعانون مشكلة عدم التحكم في الأعصاب أحيانا، والذين يعانون صعوبات التعلم، والمصابين بالتلف في الرباط الرسغي، وكبار السن المصابين بالشلل، ونجحت والحمدلله بمساعدة الأهل ومساندة معلماتي».

وتقول شهلاء المالكي الطالبة في المرحلة المتوسطة: «كنت أفكر كثيرا في قوله تعالى «فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيدا طيبا» وكيف للتراب أن يحل محل الماء بالرغم من أن الماء سائل والتراب مادة صلبة. واستطعت أن أبتكر «معقم الاسفنج الترابي»، وهو معقم يقضي على البكتيريا الضارة فقط ويحتفظ بالبكتيريا النافعة. وعندما اختبرت المعقمات العادية وجدتها تحتوي على نسبة كبيرة من الكحول وهي تقوم بتدمير للبكتيريا وتمنعها نهائياً، بينما الله لم يخلق شيئا بلا حكمة، والحكمة من وجود البكثيريا وبعض الجراثيم في الهواء هي تقوية جهاز الانسان المناعي وليس الهدف منها القضاء عليها نهائيا. استمرت تجاربي أسابيع عدة وكنت أقطر الماء من خلال التراب ووجدت انه يحتفظ بالبكتيريا النافعة ويتخلّص من الضارة فقط، فسبحانك ربنا ما خلقت هذا باطلا».

فرح لنجاوي ورفيدة فودة رُشحتا في ابتكار هو الأغرب نوعا ما، يحمل اسم «أنفي منبهي». وهو عبارة عن ساعة مرتبطة بجهاز يرش روائع عطرية في حال توقيته على المنبه. وتحكي فرح: «هو إهداء لكل ذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصا فئة الصم والتوحد لأن الأصوات تزعجهم أحيانا، وكذلك كبار السن».

أما ابتكار غنى الماس والهنوف الرفاعي العاشقتان للتصوير فهو «عيون الكاميرا»، وهو عبارة عن أداة توضع على فلاش الكاميرا وتعمل على تشتيت الضوء وتوزيعه حتى لا يضر بالعين ويكون التصوير مريحاً اكثر.

وعلى هامش الاحتفال، استطلعنا آراء الطالبات اللواتي أجمعن على أن الاولمبياد قدم عدداً من الايجابيات، أبرزها اكتساب معلومات إضافية، وتطوير الذات، واكتساب مهارات عليا في التفكير، وتبادل الخبرات. فيما أشرن إلى بعض السلبيات والتي كان أبرزها قصر الفترة بين مرحلة مكاتب التربية والتعليم، ومرحلة التصفيات على مستوى الإدارة التعليمية، إلى جانب التأخر في تبليغ الطالبات في مرحلة المكاتب.

واختتمت فعاليات تصفيات المدارس في مكاتب التربية والتعليم بجدة،والتي شاركت فيها 144  طالبة ب110 مشاريع في الاولمبياد الوطني للإبداع العلمي الذي تقوم فكرته على أساس التنافس في مسار الابتكارات من خلال تقديم مشروع ضمن أحد مجالات الأولمبياد باستخدام لوحة لعرض المشروع عبر المشاركة الفردية أو الجماعية والتي يتم تحكيمها من قبل أكاديميين مختصين لتحديد المشاركة الفضلى وفق معايير محددة للتأهل إلى مراحل متقدمة.