هو إسم معروف لبنانياً وعربياً في عالم تزيين الشعر. لا نبالغ إن قلنا انه صنع مملكة جمالية جذب إليها أسماء كبيرة في عالم الفن.
لم تقتصر لمساته في عالم التزيين على المرأة. فإلى جانب شيريهان وأصالة وهيفاء وهبي وسميرة سعيد وماجدة الرومي حضر ماجد المهندس. بين فن التزيين والغناء، جو رعد.

- لمَ قررت الغناء؟
لِمَ قرّر رونالد ريغان أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأميركية بعد أن مثل في 77 فيلماً؟ ولم قرر فلاديمير بوتين الغناء أمام الجمهور ولم يستغرب العالم؟ ولمَ كان مقبولاً أن يخرج المصمّم توم فورد فيلمين؟ المصمّم جان بول غوتييه خاض تجربة التمثيل أيضاً. أنا لا أغني كمحترف أنا هاوٍ فقط.

- هل تحب جان بول غوتييه؟
أحب أزياءه كثيراً خصوصاً السراويل لكنني لا أتجرأ على ارتداء تصاميمه الاسكوتلندية والمزودة سحابات. أريد أن أكمل الفكرة الأولى، حين قررت نجمات الغناء في العالم العربي التمثيل أو تقديم البرامج، من اعترض؟

- تستغرب أنك انتقدت أم يروقك ذلك؟
أستغرب طبعاً. حين قدمت نجمة الجماهير ونجمة السينما المصرية يسرا برنامجاً بدت وكأنها لا تزال تعمل ضمن الإطار نفسه، كذلك أصالة. سؤالي هو : من أي خلفية جئت إلى عالم الغناء؟ من عالم العقارات أو القضاء أو السياسة؟ أليس تزيين الشعر فناً؟

- هل أردت مزيداً من الشهرة وكأنه سعي لاكتساب أضواء النجمات؟
لا، فأنا مشهور والحمدالله. لم أدخل عالم الفن لمزيد من الأضواء علماً أن شهرتي زادت بعد عرض الأغنية المصورة. وهذا يسعدني.
رغبت في أن أكون جزءاً منهن بعيداً عن التقليد. عالمهن ليس غريباً عني أبداً، لكنني لا أفكر في المنافسة خصوصاً أنني أتعاون مع نجمات من الصف الأول لديهن جماهيرية كبيرة. أمارس هواية لا أكثر.

- ما الذي حققته بعد إصدار أول أغنية لك، «نظرة منك»؟
حققت ما أحلم به.

- لكن الفن رسالة حسب ما يكرّر البعض؟
الفن رسالة؟ «كيف يعني رسالة؟» هذا كلام مبهم وغير واضح. يقدّم مارسيل خليفة رسالة نعم، لكن هل كل من يغني لديه رسالة اليوم؟ رسالتي الفنية تقديم ريع ألبومي الأول لجمعيات خيرية.

- هل لفن التزيين رسالة؟
بالتأكيد، قدمت المرأة اللبنانية والعربية في أحلى إطار وتعاونت مع جميع نجمات العالم العربي وسيدات المجتمع... أسست لمهنة تزين شعر راقية وأرشيفي يشهد وانتظروا المزيد.

- ماذا عن فن الغناء؟
تحدثينني عن فن وخطة وهدف للفنان بينما أنا قدمت تجربتي كهاوٍ وصرحت بذلك من اليوم الأول في البيان صحافي. أنا ما أزال في مهنتي وصالوني وعملي، وأعمل على تطوير عالم تصفيف الشعر.

- هل تتذكر اليوم الذي قررت فيه أن تكون مزيناً؟
شعرت بأنني مهووس بجمال المرأة، الشعر والماكياج والأزياء. والشعر كان العالم المتاح لي. هذا عالم أحبه ولم أختره لمجرد العمل.

- من هي أول نجمة زينت شعرها؟
شيريهان.

- هل تذكر تسريحة شيريهان؟
هي صاحبة أجمل شعر. أذكر أنها جاءت إلى بيروت لعرض مسرحية «شارع محمد علي». وكنا خرجنا من الحرب الأهلية حديثاً، وكنت حينها مبتدئاً في عالم تصفيف الشعر. لم أصدق عينيّ حين وصلت إلى الفندق الموجودة فيه وبأنني أمسك بشعر شيريهان.
كنت أفاجأ كلما نظرت إلى المرآة ورأيت أنني «أقف فوق رأسها». كان حلماً. تقصدت التباطؤ وأنا أصفف شعرها حتى قالت لي: «لقد تأخرت. عليك أن تسرع قليلاً».

- ما الذي حققته مع أول أغنية؟
لم أسعَ إلى الشهرة بالتأكيد. أعزف على البيانو والعود حين أنهي يومي في الصالون منذ زمن. حققت حلماً. بدأت القصة حين دعيت للمشاركة في برنامج «ديو المشاهير» لكنني لم أكن أملك الوقت نتيجة أسفاري الدائمة. التقيت سميرة سعيد في لبنان لاحقاً.
أسمعتها صوتي وكنت خائفاً. أديت لها أغنية «يا حبي اللي غاب» للموسيقار ملحم بركات. جلست إلى جانبها وحلفتهاأن تصارحني برأيها.
فقالت: «أنت حالة بشكلك وصوتك». التقيت ماجد المهندس لاحقاً، طلب مني أن أهتم بتصفيف شعره في أغينته المصورة «سحرني حلاها».
كنا نردد الإغنية معاً خلال التصوير. ففاجأني بقوله : «أبو الجود»... هكذا يناديني. «لم لا تغني؟ إن غنيت ستكون نجماً من الصف الأول». اقترح أن يساعدني، وأن تكون الأغنية الأولى هدية منه. ظننت أنه يمزح حتى أسمعني أغنية مصرية تركية هي «نظرة منك».
أضفى عليها لمساته اللحنية، شعرت بأنه «بابا نويل» حين أتى إلى لبنان وحقق لي ما أريد. هو ملك الإحساس بالفن وغيره وصاحب أخلاق عالية.
اتصل بمدحت خميس لأخذ طبقة صوتي والشاعر هاني عبد الكريم ليكتب الكلام على أساس أن ماجد المهندس سيغنيها. سجلنا الأغنية في استوديوهات ماجد المهندس في مصر. أشكره على هذه الهدية القيمة.

- كم بلغت كلفة الكليب؟
كنت في رحلة عمل في جزر الباهاماس، والكليب هدية بقيمة نصف مليون دولار (أجاب ضاحكاً).

- من اختار إطلالتك؟
أشرف على إطلالتي منسق مظهر أميركي، وكانت الأزياء مستوحاة من طبيعة الباهاماس. استعنّا بفريق تصوير من ميامي وارتديت من تصاميم جيفنشي ولانفان وغاليانو ونيكولا جبران.

- ما الذي تطمح إليه فنياً؟
لم أدخل إلى الفن لأزاحم أحداً بل هواية، علماً أنني وقعت عقود سبع حفلات بما فيها حفلة رأس السنة وأحضّر للقيام بجولة واستعراض في العالم العربي وأميركا...

- ماذا ستغني خصوصاً أن لديك أغنية واحدة؟
حضرت «ميدلي» من 15 أغنية من أشهر أغاني نجوم العالم العربي، عمرو دياب «وياك» و»حبيبي يا نور العين» وأغاني لداليدا وراغب علامة وعاصي حلاني وراشد الماجد. دعيت لإحياء أعراس أيضاً.

- ألن تغني للفنانة الإماراتية أحلام؟
أحلام سيدة محترمة ولها مواقف لا تنسى معي ولا يمكن إلاّ أن أذكرها بالخير. بالتأكيد سأغني من أعمال أحلام فهي من المطربات المفضلات عندي. هي مطربة الخليج الأولى. لكنني أخبئ مفاجأة سعودية.
أهم شخصية سعودية في عالم الأغنية الخليجية وعدني بهدية. خلال زيارتي للمملكة هنأني بأغنيتي الأولى ووعدني بأغنية سعودية.

- كيف توجز ردة فعل الفنانات صديقاتك على دخولك عالم الغناء؟
لم أتلق إلاّ كلاماً جميلاً...

- هل يقال الكلام غير الإيجابي وجهاً لوجه؟
لن أكون دبلوماسياً. أشكر من انتقدني أكثر ممن امتدحني لأنهم ساهموا في إنجاح الأغنية التي حققت خلال 25 يوماً أكثر من 250 ألف مشاهدة.
أشكر ماجدة الرومي التي باركت لي هذه الخطوة وأنا أصفف شعرها لغلاف ألبومها الجديد. أطمح إلى النجاح في حياتي بمعزل عن المجال كأي إنسان يؤسس لمشروع.
إن نجحت فهذا جيد خصوصاً أن الفن غير مبني على الصوت أو الشكل ولا يمكن توقّع مواصفات الأغنية الضاربة قبل أن يسمعها الجمهور. أجهّز لطرح ألبومي الأول.
قد يكون عنوانه «أعلنت الحرب». أريد تقديم السعادة إلى الناس وإن فشلت فأنا لا أزال متربعاً في مملكتي وفروعها في العالم.

- تعاونت مع ميريام فارس أخيراً...
نعم، اعتمدت لميريام فارس الريترو القديم مع المنديل والغرة الجانبية. وقد طبقت هذه التسريحة إعلاميات ونجمات وعرائس لاحقاً. وجه ميريام بيضوي وتليق به كل التسريحات. الأهم من ذلك أنها فنانة تعرف ما تريد بصورتها ولونها الغنائي.

- وسميرة سعيد؟ هل يتحكم العمر أم الشخصية في التسريحة؟
الشخصية أكثر. فتسريحة ماجدة الرومي مثلاً لا اعتمدها لأي فنانة أخرى. يشبه شعر ماجدة الرومي خطها الغنائي. أما سميرة سعيد فهي معروفة بجنونها والتجديد، شعرها متحرك كصوتها. هي المطربة الوحيدة التي أحتفظ بكل أغانيها.

- ما الذي يناسب أصالة؟
غيرتُ لون شعر أصالة أكثر من مرة، اعتمدنا الألوان الداكنة والفاتحة التي تناسب بشرتها المميزة ويليق بها الكثير من التدرجات. أصالة امرأة جميلة وصاحبة عينين ناطقتين.