مصر تحتفل بالأديب الكبير عباس محمود العقاد

مصر, عباس محمود العقاد, معرض, هيئة قصور الثقافة في مصر

25 أبريل 2014

بمناسبة مرور خمسين عاماً على رحيل الأديب والمفكر الكبير عباس محمود العقاد، أقامت هيئة قصور الثقافة احتفالية بمسقط رأسه بأسوان، شهدت إزاحة الستار عن تمثاله النصفي الذي وضع في مدخل القصر الذي يحمل اسم المحتفى به، وصمّمه الفنان الدكتور أحمد عبد العزيز.


كما شهدت الاحتفالية افتتاح مجموعة من المعارض التشكيلية، وعرضاً للقاء تلفزيوني نادر للعقاد بعنوان «حكايات مجهولة يرويها العقاد»، بالإضافة إلى إقامة ورش أدبية في مدرسة العقاد الثانوية، أدارها الدكتور هيثم الحاج علي والأديب الأسواني أحمد أبو خنيجر، وشملت عرض مجموعة من طلبة المدرسة رؤاهم عن العقاد، وأظهرت هذه الورشة مهارات الطلاب، وقدرتهم على تحليل شخصية العقاد.

وربما كان الجديد في هذه الاحتفالية خروجها من القاعات المغلقة إلى الشارع، إذ أقيمت أمسية شعرية أمام مقبرة العقاد، ألقى فيها عدد من الشعراء قصائد له، منهم: سعد عبد الرحمن، محمود الضبع، محمد شاهين، محروس السيد، حسني عبد الحميد، حسين خلف الله، محمد حسن العمدة، وأدارها الشاعر عباس حمزة.

وبمناسبة الاحتفالية، أقيمت أكثر من طاولة مستديرة لتحليل فكر العقاد، وإلقاء الضوء على مشواره الأدبي والفكري والسياسي، ومن ذلك «العقاد حضور متجدد»، العقاد والثقافة الغربية»، «العقاد بين أجياله». وشارك في هذه اللقاءات الدكاترة سعيد اللاوندي، فريد عبد الظاهر، محمد أبو الفضل بدران، فاطمة عبد الظاهر، حسين محمود.

وبهذه المناسبة ألقى الدكتور محمود الضبع محاضرة أوضح فيها أن العقاد (1889-1964) يعد أحد الأعلام القلائل الذين سيبقى ذكرهم على مر التاريخ، بما له من تأثير في تشكيل الوعي العربي إجمالاً، سواء بمؤلفاته وكتبه التي اقتربت من المئة، أو بمقالاته التي تجاوزت 15 ألف مقالة في موضوعات مختلفة، تنوعت بين الأدبي والفني والسياسي والديني والفكري والفلسفي والاجتماعي، وما أثاره خلالها من قضايا لم يزل الكثير منها مطروحاً في حياتنا المعاصرة.
وقال: «إن هذه الاحتفالية جاءت لتقف أمام منجز وميراث العقاد على اختلاف حقوله المعرفية، في محاولة لربط الماضي بالحاضر، وتتبع آثاره وتأثيراته على الواقع الحالي، والبحث في امتداد هذا التفاعل خارج القطر المصري، ليس فقط في إطار الثقافة العربية، وإنما رصد حضور مؤلفات العقاد وتأثيره الفكري في الثقافة الغربية، خاصة ألمانيا، بريطانيا، وإيطاليا، وفي الشرق الأقصى: اليابان، الصين.


الجدير بالذكر أن عباس محمود العقاد ولد في أسوان في 28 حزيران (يونيو) 1889، وتردد على الكتاب لحفظ القرآن الكريم في سن السابعة، والتحق بمدرسة أسوان الابتدائية الأميرية، وحصل على شهادتها عام 1903، لكن لظروف عائلية لم يستطع مواصلة تعليمه، فحرص على تعليم ذاته.
وقد عمل في عام 1905 بالإدارة المالية بمدينة قنا، ثم انتقل للعمل في مصنع للحرير في مدينة دمياط، كما عمل في سكك الحديد، وفي عام 1906 عمل في مصلحة التلغراف، ثم انتقل للعمل بالقسم المالي في الزقازيق بالشرقية، إلى أن ملّ العمل الروتيني، واتجه إلى الصحافة مستعيناً بثقافته وسعة اطلاعه، وشارك في عام 1907 مع المؤرخ محمد فريد وجدي في تحرير مجلة «الدستور»، ثم مجلة «عكاظ» في الفترة من 1912-1914.

وقد نشر أول مقال أدبي له في صحيفة «الظاهر» عام 1916. ومن العلامات المميزة لسيرة العقاد، الصالون الثقافي الذي أنشأه في بيته بالقاهرة، وأصبح ملتقى لتلاميذه من عمالقة العصر، واستمر في نشاطه من العام 1928 حتى وفاة العقاد العام 1964.

ألّف العقاد ما يقرب من المئة كتاب، ومن دواوينه الشعرية: يقظة الصباح، وهج الظهيرة، هدية الكروان، ما بعد البعد، ومن مؤلفاته: الله جل جلاله، إبراهيم أبو الأنبياء، وسلسلة العبقريات منها: عبقرية محمد، عبقرية المسيح، عبقرية الصديق، ومن كتبه الفلسفية: عقائد المفكرين في القرن العشرين، فلاسفة الحكم في العصر الحديث، الحكم المطلق في القرن العشرين، وله رواية وحيدة «سارة» تحولت إلى مسلسلين، أحدهما تلفزيوني والآخر إذاعي.