بعد ركود ثلاث سنوات: عودة الحياة إلى معارض الفن التشكيلي في مصر

معرض فني تشكيلي, مصر, معرض, فنان / فنانون

17 مايو 2014

تشهد مصر حالة من الزخم في افتتاح معارض الفن التشكيلي، بعد ركود استمر ما يقرب من ثلاث سنوات، عقب ثورة 25 يناير 2011. في هذا التحقيق تكشف «لها» الأسباب وراء حالة الانتعاش التي تشهدها قاعات المعارض.


يقول الفنان والناقد عز الدين نجيب: «المعارض لم تكن في الفترة الماضية متوقفة تماماً، بل كانت متعثرة، وكانت هناك حالة من الارتباك والحيرة عند الفنانين وأصحاب القاعات.
فالفنانون كان لديهم انقسام داخلي حيال الطريقة التي يعبرون بها عن الثورة، فهل يفعلون ذلك بالسياق القديم فيشعر الفنان أنه غريب عن المشهد، أم يقوم بأمر آخر؟ لذا كانت أغلب المعارض في الفترة الماضية للشباب الذين خرجوا عن المنظومة القديمة، وتفاعلوا على نحو أسرع مع فكرة الثورة وتغيير النظام. وظهر هذا جلياً في أول صالون للشباب بعد ثورة يناير.
وبدأت فكرة التعبير عن الثورة تأخد أشكالاً كثيرة، فبعضها بشكل مباشر، والبعض الآخر عبر عن معانيها مثل الصحوة والعودة إلى الجذور، وهو ما ظهر مثلاً في المعرض الذي شهده مركز الهناجر للنحاتين أحمد قرعللي وحسن كامل وهشام عبد الله».

ويضيف نجيب: «الآن بدأ أيضاً كبار الفنانين يعودون إلى معارضهم، وفق المسار الفني القديم الذي كان قبل الثورة، لشعورهم بأنه لم يحصل تغيّر جذري في الأفكار والرؤى.
لكن الجديد واللافت هو الإقبال المتزايد من الجمهور من مختلف الطبقات والأعمار على المعارض التشكيلية».

عالم الناس
الفنان محمد الطراوي أقام حديثاً معرضاً بعنوان «حوارات»، قدم فيه رؤيته لعالم النساء. وعن سبب إقامته أول معرض له بعد ثورة يناير يقول: «لإحساسي بانتعاش سوق الفن في هذه الأيام، بعد الركود الذي عشناه خاصة في السنة الأخيرة التي حكم فيها الإخوان، إذ شعرنا بهجمة شرسة على الثقافة المصرية، وظهر ذلك في بعض الأحداث مثل غطاء رأس تمثال أم كلثوم في المنصورة، وكسر تمثال طه حسين. لذا انشغل المثقفون بمقاومة الرغبة في تغيير الهوية.
لكن بعد 30 يونيو حدثت انفراجة نسبية، بالإضافة  إلى أن للفن والثقافة دوراً كبيراً في مثل هذه الظروف، فالفن مقاومة من طراز فريد، وهذا ما يحدث حالياً، من خلال استخدامنا لفرشاتنا ومحاولتنا أن نقدم رؤانا لمستقبل أفضل، فالفن هو الذي يرسم ملامح الشعوب».

الأمان
ومن هذا المنطلق أيضاً، يرى الفنان أمين الحاروني أهمية المعارض التي تقام حالياً في توضيح صورة مصر، فهناك رغبة في السعي للتقدّم.
ويصف الفنان الدكتور حمدي عبدالله عودة المعارض بالشيء المبشر ينبئ بأن الحياة تستعيد رونقها، فالفن لا يزدهر إلا إذا شعر الفنانون بالأمان.