انتقام عاشق: خطف حبيبته ليمنع زواجها من آخر

الحب, إنتقام, زواج, جريمة

13 يونيو 2013

عندما تتحول مشاعر الحب إلى أنانية ورغبة في الاستحواذ، ثم تتطور إلى انتقام تقع الجريمة. هذا ما حدث في قصة فادية وحمدي اللذين بدأت علاقتهما بمشاعر حب قوية، وأنتهت بجريمة خطف. التفاصيل في هذه السطور...


فادية شابة ليست على قدر كبير من الجمال، لكنها تتسم بخفة الظل، وهو ما لفت انتباه حمدي الذي تعرفت اليه عن طريق الصدفة، وبالتحديد في زفاف إحدى صديقاتها. ومنذ النظرة الأولى وقع الاثنان في دوامة الحب، وتعهد كل طرف للآخر ألا ّ يخون هذا الحب، وبعد هذا التعهد غير المكتوب تغيرت تماما حياة حمدي وفادية، وصار كل منهما عاجزاً عن الابتعاد عن الآخر.
تعددت اللقاءات واشتعلت معها نار الحب، وقررت فادية ألا تبوح بمشاعرها إلا حين يرتّب حمدي أوضاعه، خاصة أنها كانت تبلغ من العمر 17 عاماً وهو لا يتجاوز 18 عاماً.
اتفق الاثنان على كل تفاصيل الزواج، لكنهما قررا ألا يعلنا أي شيء، إلا حين يكون حمدي مستعداً وقادراً على شراء شقة الزوجية.


الصدمة

سطور المحضر التي تروي حكاية فادية وحمدي، تقول إنه في مساء أحد الأيام، قالت فادية إن شقيقها محمود أخبرها بأن هناك عريساً سوف يتقدم لخطبتها... . وبعد ساعات من التفكير اتصلت بحمدي وطلبت منه لقاءه وأخبرته بما حدث، فاستشاط حمدي غضباً، وطلب منها الهروب من المنزل حتى لا تنهار قصة حبهما. لكن فادية رفضت وأكدت أنها ستحاول أن تحبط الخطبة بأسلوبها الخاص، فراحت على الأثر تقنع شقيقها بأنها غير مناسبة للزواج لأنها ما زالت في المرحلة الثانوية، وأن المشوار ما زال طويلاً أمامها، خاصة أنها تريد الالتحاق بإحدى الكليات المرموقة وزواجها في هذه السن قد يحبط كل أحلامها.

اقتنع شقيقها لفترة، وبعد شهور بدأ يكرر الطلب، فوقفت فادية عاجزة أمام شقيقها، خاصة أن الحيل قد أعيتها ولم تجد مبررات لرفض خطيبها، وذلك بعد أن أنهت دراستها الثانوية ولم تحصل على مجموع كبير، والتحقت بإحدى الكليات العادية التي لا ترضي طموح أي فتاة. وأصر شقيقها هذه المرة على إتمام الخطوبة، فحاولت العروس أن تماطل قدر الإمكان بعد أن عرضت الأمر على حبيبها وطلبت منه أن يجد لها حلاً، لكن حمدي وقف عاجزاً ولم يجد ما يقدمه لعروسه التي قررت الاعتماد على نفسها، ووافقت على الخطبة. وسرعان ما تمت مراسمها، وقررت فادية إنهاء علاقتها بحمدي إرضاءً لشقيقها الأكبر، وعندما طلبت من حبيبها قطع علاقتهما جن جنونه، وبدأ يذكرها بالوعود وقصة الحب التي كانت بينهما، وأمام كل هذه التوسلات التي طلبها منها حمدي انهارت وصارحته بأنها ليس لديها القدرة ولا الشجاعة للاعتراض على قرار شقيقها، وغادرت المكان بعد أن اعتقدت أنها طوت هذه الصفحة تماماً، خصوصاً أنها لا ترضى لنفسها أن تخون عريسها الجديد.
مر نحو شهرين على هذا الحديث، والتزمت فادية أمام نفسها عدم الاتصال بحبيبها حمدي مرة أخرى، خاصة أنها أصبحت مخطوبة لشخص آخر. لكنه هو لم ينس الحب الذي جمعهما، وكان يحاول الاتصال بها أكثر من مئة مرة في اليوم، وهي تضبط نفسها لكي لا تجيب.


السر

بدأ محمود شقيق فادية يشعر بأن هناك شيئاً ما يحدث من وراء ظهره، وراح يلفت نظر فادية إلى تغير سلوكها، خاصة بعد كثرة رنات هاتفها المحمول التي تمتنع عن الإجابة عنها. مرةً تلقّت رسالة من هاتف حبيبها السابق يهددها فيها بأنه سوف يفضحها، فارتبكت واتصلت بحمدي وطلبت منه مقابلته لأمر مهم. توجهت إلى منزله بمفردها لتتوسل إليه أن يبتعد عنها، لكنه ضرب بهذه التوسلات عرض الحائط، وأهداه الشيطان الفرصة التي كان يحلم بها، وأدرك أن الظروف مؤاتية لاستعادة حبيبته، واحتجزها داخل شقة بمعاونة صديقه، قبل أن يتصل بشقيقها ويبلغه أن شقيقته مخطوفة ويطلب منه مبلغ 15 ألف جنيه مقابل إطلاقها.

على الفور، توجه شقيق فادية إلى المقدم علاء بشير رئيس مباحث إمبابة ليخبره بما حدث. فطلب منه الضابط مجاراة الخاطفَين بهدف الإيقاع بهما. وخلال الاتصال التالي أكد شقيق فادية للمتهم أنه على استعداد لدفع الفدية التي يطلبها، وتم تحديد مكان التسليم, وفي الموعد المحدد تم القبض على المتهمين. وتوالت اعترافات حمدي أمام رئيس النيابة، وقال: «أعمل في مهنة بسيطة لا يكاد دخلها يكفيني لكنني لست مجرماً، ولا أدري ماذا أفعل بقلبي الذي قادني إلى ارتكاب هذه الجريمة التي لم أخطط لها. فادية جعلتني أفعل أشياء لم أكن أتخيلها، منها خلافاتي مع أسرتي بسببها وغيرها».

ويكمل المتهم: «تعرفت على فادية منذ 9 شهور، وكانت أول حالة حب في حياتي، وآخر حب لأنني مخلص ولست مثلها، فهي تركتني من أجل أول عريس ثري طلبها للزواج، وللأسف خانت العهد الذي كان بيننا. وكان هدفي من عملية الخطف حرق قلبها وتلقينها درساً لا تنساه، ولم أكن أهتم بمبلغ الفدية مطلقاً، فماذا أفعل بالمال بعد أن تتركني حبيبتي؟».
وأضاف أنه كان ينوي فضح علاقتهما لشقيقها الأكبر الذي كانت تعتبره فادية في مقام والدها، ويؤكد أنه لم يفقد الأمل في عودتها إليه حتى آخر لحظة، وكان يعتقد أن قصة خطفها ستجبرها على الاستسلام له، والاقتناع برفض خطيبها.
انتهت اعترافات الحبيب المتيم، وقررت النيابة حبسه وإجراء معاينة تصويرية للشقة التي احتجز فيها فادية التي كانت في حالة يرثى لها من الذهول، وراحت تردد أنها لا تصدق أن من كان يحبها خطفها من أجل أن يدمّر حياتها.