Wonder Woman المرأة المذهلة Bobbi Brown

Bobbi Brown, ماكياج, إمرأة عصرية, بوبي براون, اللايزر, كريم الأساس, حاجب الهالات, أحمر الشفاه

27 يونيو 2014

يطلق عليها البعض اسم ملكة الماكياج الطبيعي، لكنها بالنسبة إليّ مثال المرأة العصرية التي توازن بين عائلتها وصناعة تتعدى قيمتها المليار دولار. في عمر 57 عاماً، تبدو بوبي براون وكأنها في الأربعين. وها هي تشاركنا نصائحها وأسرارها وتوجيهاتها بطريقة متواضعة جداً.

من بدايتها المهنية كاختصاصية تجميل إلى كونها اليوم ملكة مستحضرات التجميل، ثمة شيء بقي على حاله عند بوبي براون- ألا وهو الشغف المذهل والإبداع الكبير. وهي تطبق هاتين الميزتين في كل جانب من جوانب حياتها.
أطلقت مجموعتها الأولى من أحمر الشفاه عام 1990، فهزّت بوبي براون صناعة الجمال عبر إلقاء الضوء على الظلال الطبيعية الرقيقة التي تستطيع النساء اعتمادها لتحسين طلتهنّ، بدل الألوان الساطعة واللافتة للنظر التي لا تفلح كثيراً في تحسين الطلة أو تجميلها. ومع تطور مجموعاتها وتوسعها، أثبتت بوبي أن «الحيادي» ليس مضجراً البتة، ووقعت ملايين النساء حول العالم في غرام ألوانها السهلة  التطبيق والمجمّلة والمبتكرة ببراعة.

مع خبرة أكثر من 20 عاماً في صناعة الجمال، وثمانية كتب، ومجموعة جديدة من النظارات، لا تكشف بوبي عن أي دليل بأنها تنوي إبطاء وتيرتها! وقد كنا محظوظين فعلاً بحصولنا على فرصة التحدث إلى بوبي نفسها، وتلقي بعض النصائح الحكيمة منها. بالفعل، قدمت لنا نصائحها الشخصية حول كيفية التوفيق بين المهنة والعائلة، وإبقاء الحافز مستمراً، وما هو الماكياج الضروري لكل امرأة، في كل عمر. تعرّفي إلى إحدى أهم النساء الملهمات في صناعة الجمال.

تعملين بكدّ كبير وتحتاجين إلى أسابيع طويلة للتحدث إلى المصمم والتقني وكل فريق العمل. وفجأة، يأتي موعد العرض الذي لا يدوم عادة أكثر من أربع أو خمس دقائق. ينتهي كل شيء بعد أربع دقائق فقط. إنه جنون! هل تشتاقين إلى كل هذا الحماس؟
ما زلت أنظم العروض، لكني أهتم بعدد قليل منها فقط ويتولى فريقي إنجاز معظمها. إلا أني لا أشتاق أبداً إلى فكرة الاهتمام بعشرين عرضاً. أفضّل الاهتمام بعرض واحد أو اثنين.

تفعلين هذا منذ أكثر من 20 عاماً. ما الذي حفزك وزاد حماسك طوال هذا الوقت؟
نعم، أكثر من 20 عاماً. أعتقد أن ما يحفزني هو حبي الحقيقي للماكياج وحبي لكل العملية الإبداعية. أحب العمل مع فريق مذهل من الأشخاص المبدعين والتمكن من إنجاز شيء أحبه وأؤمن تماماً بأنه أفضل من أي شيء آخر. وأحب خصوصاً ردات فعل النساء عندما يأتين لشكري ومعانقتي للهدايا التي قدمتها لهنّ، ثم أعيد الكرّة مجدداً.

هل من شيء في العشرين عاماً الماضية ترغبين في فعله بطريقة مختلفة؟
لا! في بداية مهنتي، كانت الأمور صعبة لأن وضعي المهني كان صعباً فعلاً، وكان شريكي صارماً جداً. كانت تلك إحدى أسوأ الفترات في حياتي، لكنها جعلتني أتعلم كثيراً. صحيح أنها لم تكن فترة جيدة، لكني ما كنت لأتخلى عنها. فقد تعلّمت كم هو مهم أن يكون المرء وفياً لما يؤمن به، وأن يكون واثقاً كفاية للاعتراف حين لا تجري الأمور على ما يرام.

الأجواء تنافسية جداً في الوقت الحاضر. بمَ تنصحين اختصاصي الماكياج الطموح الذي ينطلق اليوم في مهنته؟
في البداية، لا بد من التذكر بأن الأولوية للحياة الشخصية. وينطبق ذلك على الجميع، سواء كان الشخص اختصاصي ماكياج، أو مصمم ملابس، أو صاحب مخبز، أو امرأة أعمال. قد يكون لديك خطيب أو زوج أو صديقة أو أولاد. فلا بد من إيجاد التوازن. لا يمكن التركيز على جانب واحد فقط، لأن هذا لن ينجح. ففي بعض الأوقات، ينجح جانب معين أكثر من آخر. ليس هذا سهلاً.

ما هو السرّ؟
بصراحة، السرّ هو أن يكون المرء واقعياً. كل شيء صعب. فأن تكون المرأة أمّاً هو عمل صعب. وأن تكون  زوجة أو مديرة فهو عمل صعب. إذا كنت لا ترغبين في فعل ذلك، لا تفعليه. لكن ما من شيء سهل.

ما من شيء سهل. لكن كيف تجدين التوازن بين كل شيء؟
أنا لا أجد التوازن! أنا أصنع التوازن. حتى عندما كنت جديدة تماماً في كل شيء ومشغولة جداً، أدركت أني أحتاج إلى التواجد في مدرسة أولادي أيام الجمعة، وأنه يجدر بي حضور الحفلات الموسيقية. توجّب عليّ فعل تلك الأمور، ولذلك حرصت دوماً على إدراجها في روزنامتي. وأية امرأة تملك أولاداً صغاراً، تعرف أنه يمكن أن يتصل بها أولادها في أي وقت. إذا لم يكن أولادي بخير، أعمل من المنزل. المهم هو توفير الدعم لهم.
لا حاجة أبداً لأن يكذب عليّ أحد أو يقدّم لي الأعذار. يمكنك إنجاز عملك أينما كنت. فلا بد طبعاً من التواجد في حضانة الأولاد في أول يوم مدرسة، ولا بد من اصطحابهم إلى أماكن معينة... أصطحب بنفسي أولادي إلى الطبيب لإجراء الفحوصات السنوية الروتينية. هذا مهم فعلاً. وأنا في الوقت نفسه عاملة جيدة على رغم عدم تواجدي في العمل 24 ساعة يومياً. أعتقد أنه يجدر بالعالم المهني أن يبدّل موقفه، لأنه باستطاعة النساء العمل وتربية عائلة في الوقت نفسه.

أنا أم أيضاً. يتوجّب عليّ اصطحاب ثلاثة أولاد معي في السيارة، ومرافقتهم إلى المدرسة و من ثم الذهاب إلى العمل. أملك فقط خمس دقائق قبل الخروج من منزلي. ما هي نصيحتك لناحية الروتين الجمالي السريع؟
تملك كل امرأة احتياجات مختلفة. لكن ما من امرأة لا تحتاج إلى مصحح وحاجب للهالات. لا بدّ أيضاً من بعض التحديد، سواء تمثل ذلك في الماسكارا أو الآيلاينر. يمكنك إضافة بعض اللون إلى وجنتيك وشفتيك، وانتهى الأمر. أما النساء المفتقدات إلى الحاجبين فيجدر بهنّ أيضاً ملء مساحة الحاجبين. بالنسبة إليّ شخصياً، أكتفي بالمصحح، وحاجب الهالات، وبودرة الوجنتين والآيلاينر. أستطيع وضع أحمر الشفاه لاحقاً. أستطيع حتى وضع كريم الأساس لاحقاً إذا احتجت إليه. لكن إذا كان الوقت ضيقاً فعلاً، يمكن الاكتفاء ببودرة الوجنتين.

هل من نصيحة للنساء اللواتي يتقدمن في العمر؟ فلسوء الحظ، هناك الكثير من الضغوط على المرأة كي تبدو شابة.
أليس هذا مؤسفاً؟

عند النظر إلى كل تلك الوجوه الجميلة على الشاشة أو في وسائل الإعلام. يبدو وكأن الجميع باتوا أصغر سناً، فيما أنت الوحيدة التي تتقدمين في العمر.
عليك أن تقدّري موقعهن وتقدّري موقعك. فأنت تملكين زوجاً وعائلة. وهنّ ينطلقن للتو في مهنتهن. أعتقد  أنه يجدر بأي شخص القول: «حسناً، هذا ما أنا عليه. سوف أستمتع بالأمر كي لا أشعر بالسوء حياله». يجب أن تقدّري حقيقة الشباب والجمال، أليس كذلك؟ ما من أحد يقدّره حين يعيشه، صح؟

نميل إلى انتقاد أنفسنا طوال الوقت، ولاسيما جيل الشباب.
لأنكم لا تقدّرون ما تملكون. أنتم ترون ربما كل الأشياء الخاطئة لديكم. سأكمل قريباً عامي الـ57. أحبّ أن أبدو وكأن عمري 24 عاماً، لكني كنت قبلاً في ذلك العمر وبدوت ربما جميلة جداً حينها ولم أقدّر حتى ذلك. اعتقدت آنذاك أن شعري سيء، أن ذراعيّ بدينتان، أن شفتيّ... أن كل شيء سيء.

الفتاة الأخرى أفضل دوماً. كيف كانت مرحلة النمو بالنسبة إليك؟
الفتاة الأخرى أفضل دوماً. أخبر القصة في بعض كتبي. في فترة نموي، كانت أفضل صديقة لي فائقة الجمال. برأيي الخاص، كنت بشعة جداً قربها. لكني أنظر الآن إلى الصور وأرى أني كنت أجمل منها بكثير. بددت كل ذلك الوقت وأنا أشعر بالسوء، ولذلك لا داعي الآن لأن أكون الأجمل. لا داعي لأن أكون الأذكى. لا داعي لأن أكون أي شيء. عليّ فقط المرح وأن أكون نفسي.
أطلب الآن من الأشخاص ألا يقلقوا بشأن هذه الأمور. أستطيع النظر في المرآة كل خمس دقائق واكتشاف كل عيوبي. لكني لا أفعل ذلك. يلتقط الناس صوراً لي، لكني لا أنظر إليها أبداً لأني سأرى فقط الأشياء السيئة. أكتفي بالابتسام ووضع وشاح والأمل في أن يكون كل شيء على ما يرام. يحصل ذلك حيناً، وأحياناً أخرى لا.

إلى كم من الوقت احتجت للاقتناع بهذا الرأي؟
إنها مسألة تطور وأشعر الآن بالسلام في داخلي. أعرف الآن أني سأبلغ الستين عاماً بعد أعوام قليلة، ولا أريد فعل أي شيء لأني لن أبدو أصغر سناً على الإطلاق. سأترك صناعة الجمال إذا بات ذلك عائقاً بالنسبة إليّ. أفضّل عيش حياة عادية وعدم الاضطرار إلى التفكير دوماً في مظهري. أفضّل أن أكون أطول وأكثر نحافة. لكني لست هكذا، ورغم ذلك أشعر بالرضى عن نفسي.

ما هي الطريقة الصحيحة لاختيار واستعمال حاجب الهالات والمصحح؟
يتم بسط المصحح أولاً. بالنسبة إلى معظم النساء، يعتبر اللون المشمشي أو الوردي مناسباً، ويمكن أحياناً خلط اللونين معاً. تضع الكثير من النساء لونين من المصحح  في حال وجود مشكلات سيئة. يتم بسط اللون المشمشي أولاً، وبعدها اللون الوردي، ثم يتم بسط حاجب الهالات. أنا أحب البساطة في الماكياج، وعامة المرأة لا تحتاج إلى الكثير. فإذا ناسبتها الطلّة البسيطة عليها اعتمادها.

ما هي أكبر الأخطاء الجمالية التي ترتكبها النساء؟
أعتقد أن الكثير من النساء يخترن كريم الأساس الخطأ. ولا أقصد بذلك اللون الخطأ فقط، وإنما أيضاً التركيبة الخاطئة بحيث تكون عادة جافة جداً. أحب إضافة القليل من الحياة إلى البشرة وأعتقد أن الكثير من النساء لا يستعملن المقدار الصحيح من المصحح وحاجب الهالات. أظن أن النساء يحتجن إلى المزيد من المصحح وحاجب الهالات، وإلى مقدار أقل من كريم الأساس.

هل تخبرين النساء إذا كان ماكياجهنّ مريعاً؟
ثمة طريقة لطيفة لقول كل شيء. لم أقل يوماً لامرأة إن ماكياجها مريع. قد أقول لها: «دعيني أريك شيئاً». أعرف أن الأسلوب الشخصي للمرأة أكثر أهمية من أسلوبي. فأسلوبي الخاص طبيعي جداً. لكن عليك أن تفعلي ما يناسب تلك المرأة ولا أتوقع التغيير من أي كان.

لم تتوقفي عن التطور، وها قد انتقلت من الماكياج إلى النظارات. هل ترين نفسك في مجالات آخرى أيضاً غير النظارات؟ هل من شيء آخر تودّين تجربته؟
إذا أتيحت لي الفرصة، قد أفعل شيئاً في عالم الفيتامينات. فهذا هو شغفي. أودّ ابتكار طريقة تجعل الفيتامينات قابلة للأكل وليس مجرد كبسولات يتم تناولها. لا أبالي إذا كانت على شكل رذاذ. لا أبالي إذا كانت على شكل شيء يضعه المرء على لسانه. لا أبالي إذا كانت في رقاقة بطاطا. أعتقد أنه توجد طريقة أفضل لتناول الفيتامينات.

لقد روّجت لنفسك وعرّفت عن نفسك بأنك واقعية وقلت إن كل شيء يرتكز على الواقعية.
لا أعرف. أعتقد أنه مع وجود الإنستاغرام والفايسبوك والمجلات، يبدو وكأن كل شيء يهدف إلى إظهار الأشخاص في حالاتهم المختلفة! هذا مخيف فعلاً.

تملكين حساباً على إنستاغرام وألاحظ أنك تشاركين بفاعلية. عندما بدأت مهنتك، وبدأت أنا بعدك بفترة وجيزة، لم يكن هناك مثل هذه الأمور. لم يكن هناك بريد الكتروني وما شابه. كيف دمجت هذه التكنولوجيا في حياتك؟ يبدو جلياً أنك تستمتعين بها.
الأمر ممتع لأن فريق التسويق لديّ يأتي ليخبرني عن تلك الأبحاث التسويقية المذهلة، وما إن يبدأون بالحديث حتى ينسجم عقلي مع الموضوع. لقد تعلّمت الكثير لأني أقرأ المدوّنات. يعبّر الناس فعلياً عن رأيهم في المنتجات، وأتعلم الكثير. ما يحبه الناس، وما لا يحبونه. أستعمل ذلك بمثابة أداة للمعلومات.

إضافة إلى الماكياج، ما هي الهوايات الأخرى لديك؟
أحب الديكور، وأبدّل الديكور باستمرار. بدأت مشروعاً قبل أن أغادر، وإذا اطلعت على الصور على إنستاغرام، ستلاحظين أننا أنزلنا كل الكتب عن الرفوف ونعيد ترتيبها وفق اللون.

ما هو رأيك في الجراحات التجميلية، والبوتوكس وما شابه؟
أحب الشدّ بواسطة اللايزر. أنا مولعة جداً باللايزر لأنه قادر على فعل أي شيء، مثل التخلص من البقع الملونة والمساعدة على عودة الكولاجين وحتى شدّ البشرة. ولا يبدّل اللايزر مظهرك. أحب ذلك فعلاً. وأفضل البقاء بعيدة عن التقنيات الأخرى.

تواظب نساء الشرق الأوسط على استعمال مستحضرات التجميل وأنا واثقة من أنك تعرفت على بعض نساء الشرق الأوسط. هل يمكنك منحنا بعض النصائح المفيدة بشأن الماكياج؟
في البداية، أجد أن النساء يملكن هالات داكنة جداً لا يمكن تغطيتها، مهما كانت جنسية المرأة. المصحح وحاجب الهالات هما السرّ لأن المصحح يجعل البشرة مشرقة تحت العينين ويخفي الهالات إذا كان لونها أخضر. وإذا كان لونها أرجوانياً، فإن المصحح يجعلها أقل بروزاً. أنا فخورة جداً لأن كريم الأساس لدينا يبدو فعلاً مثل البشرة، وهو أصفر اللون.
بعد ذلك، يصبح الماكياج مسألة ذوق شخصي. أعرف الكثير من نساء الشرق الأوسط اللواتي يعشقن الكميات الكبيرة من الماكياج، فيما تفضل نساء أخريات الطلة الأكثر نعومة. على المرأة العثور على الماكياج الذي يناسب أسلوبها.

رائع. لكن بالعودة إلى شعورنا حيال العمر، نتشبث غالباً بالأمور التي كنا نفعلها قبل عشرة أعوام أو 15 عاماً. هل تعتقدين أن هناك بعض الأمور التي يجدر بنا التخلي عنها، أو اعتناقها، مع تقدمنا في العمر؟
سأبدأ من عمر الخمسين وأعود إلى الخلف.
أظن أنه حين تكون المرأة في عمر الخمسين، تحتاج إلى المزيد من التحديد واللون. لم يخبرني أحد أني سأخسر الكثير من شعري، وأن أهدابي ستصبح أقل، وأن حاجبيّ سيصبحان أقل سماكة. عندما كنت أصغر سناً، لم أكن أحتاج تقريباً إلى وضع الماسكارا، لكني الآن مضطرة لفعل ذلك. تفقد النساء غالباً كمية من الشعر في رؤوسهن. لم أكن أعرف ذلك أيضاً. تناولت الكثير من الفيتامينات الخاصة بالشعر، وقد ساعدني ذلك فعلاً.
في عمر الأربعين، أعتقد أن أكثر ما يخيف المرأة هو اللون. تفقد المرأة لونها الطبيعي وتحتاج إلى بودرة الوجنتين.
في عمر الثلاثين، تحتاج المرأة إلى المصحح وحاجب الهالات.
وفي عمر العشرين، لا تحتاج إلى أي شيء على الإطلاق.