فنانون يطرقون باب السياسة
راغب علامة, فنان / فنانون, ملحم زين, صابر الرباعي, سياسة, خالد يوسف , زين العمر , محمد منير, ياسين أحجام
10 يناير 2013في لبنان، تعتبر الفنانة اللبنانية كارول صقر من أبرز طارقي باب السياسة حالياً. فقد قرّرت اعتزال الفنّ للتفرّغ للحياة السياسية، معلنةً نيتها الترشح للانتخابات النيابية المقبلة في لبنان، "دفاعا عن الشعب المقهور" كما قالت. واعتبرت أن ما لا يستطيع الفنان فعله بصوته ستقوم به عبر النيابة.
فهل ستبقى كارول عند قرار اعتزال الفن؟ أم ستحنّ مجدداً إلى عشقها الأول؟ وإذا حنّت كيف ستجمع بين السياسة والأمومة والحياة الزوجية والفن؟ وهل ستنجح في أن تغيّر بالسياسة ما لم تستطع تغييره بالفن؟
أما المخرج المصري خالد يوسف فقد أشيعت أخبار حول نيّته تأسيس حزب ودخول عالم السياسة عام 2013، وترشيح نفسه لمقعد في مجلس الشعب في الانتخابات المقبلة. لكن الفنّ غلب السياسة في عقل يوسف وقلبه. قال: "أهل بلدتي في كفرشكر وجبهة الإنقاذ الوطني، هم الذين دفعوني نحو السياسة مطالبين بترشّحي لانتخابات البرلمان المقبلة، لكن العمل السياسي سيبعدني عن العمل الفني لمدة أربع أو خمس سنوات، وهذا ما لا أتحمّله".
فهل سيخوض يوسف انتخابات 2013 ويرضخ لرغبة أهل بلدته أم سيتبع قلبه الذي لا يتحمّل الابتعاد عن الفن؟
أما إطلالات الفنان اللبناني ملحم زين المتكرّرة في البرامج السياسية فيمكن أن تكون مقدّمة لخوضه غمار الانتخابات في وقتٍ لاحق. ولم يستبعد زين انخراطه في العمل السياسي فقد صرّح: "عندما دخلت الفن لم أكن أنوي ذلك... لا أدري إن كنت سأخوض السياسة".
زين العمر الذي بدأ الغناء في سن 12 في الحفلات المدرسية والجلسات العائلية وذاع صيته بعد مشاركته في برنامج الهواة ستوديو الفن، أعلن أخيراً نيّته خوض غمار السياسة عن طريق الترشّح للانتخابات النيابية اللبنانية لعام 2013. وقال: "الفن سياسة، والسياسة فن، ومن حقي الترشح لخدمة وطني بكل شرف"، معتبراً أنّ كل إنسان يؤمن بالحرية وتعدد الحريات سيصوت له.
ويذهب الفنان محمد منير في رفضه مشاركة الفنانين في العمل السياسي حدّ انتقاد من يُقدم على هذه الخطوة، لأنه "أولى بالفنان أن يعبر عن وجهة نظره السياسية من خلال فنه مثلما فعلت أم كلثوم من قبل، وغيرها من الفنانين الكبار"، مضيفاً: "أندهش من أهل الفن الذين تركوا أعمالهم وركنوا إلى العمل السياسي".
أما من يرفض مطلقاً خوض غمار السياسة فهو الفنان صابر الرباعي الذي قال عند سؤاله هل سيدخل عالم السياسة: "لماذا؟ لا أريد أن أجلب المسبّة لنفسي. أنا مقتنع بأن الكلام مع شخصٍ لا يفهمك ينقص من عمرك، يرجعك سنوات إلى الوراء، وهذا ينطبق على كل ميادين الحياة وليس فقط في السياسة. فالشخص الذي أساساَ، لا يفهمني، لماذا أتعب نفسي معه، وأتعرّق وينشف ريقي وأنا أدرك أنّه لن يفهمني في الأساس، وإن فهمني سيدّعي أنّه لا يفهمني. نحن نعيش في حرب عالمية يحاولون جعلها حرباً بين الشيعة والسنّة. ليس هناك سنّة وشيعة، هذه ألاعيب سياسية، فيروسات، كذب... الماسونيّون هم الذين يغرسون السموم في أذهاننا.
لأن الدماغ العربي محدود إلى درجة سخيفة جداً. هذه هي السيطرة الخارجية، ما يأتينا من الخارج نقول عنه "واو من أميركا وأوروبا، هذه هي الحضارة"، وهذا ما يولّد الضعف والتفاهة في التفكير. لا نفكّر إلاّ في الأمور المحدودة، ومن يمتلك فكراً يسحبونه إلى عالمهم...".
ومن يراقب تغريدات الفنان راغب علامة، يرَ كمّاً من الآراء السياسة تفوق الآراء الفنية بكثير. ومن المعروف عن راغب أنه متحدّث لبق، يعرف في السياسة ودهاليزها الكثير وهو مقرّب من السياسيين وله آراء خاصة يجاهر بها ويطرحها للعلن. فهل ستكون خطوة راغب المقبلة سياسية؟
في أميركا استطاع رونالد ريغان الوصول إلى سدّة الرئاسة بعد أن كان ممثّلاً سينمائياً ونجح في تحقيق قفزة للاقتصاد الأميركي ظهرت في انخفاض نسبة التضخم والبطالة في البلاد. أما أرنولد شوارزنيغر، ممثّل أفلام الأكشن الهوليوودي، فرغم نجاحه في الوصول إلى مركز حاكم ولاية كاليفورنيا، ها هو يعود إلى التمثيل مجدداً، بغض النظر عن تصنيف هذا الأمر بالفشل السياسي أم بالنجاح الفنّي.
في العالم العربي، شهد الربيع العربي تحوّلاً في الحياة السياسية وطرق الفنانون باب السياسة حتى سرت في المدّة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي مقولة "السياسة لعبة لا يتقنها إلا الفنان"، كترويجٍ لبعض الفنانين وحضّ لجمهورهم على متابعتهم في السياسة كما في الفن. بين عالمَي الفن والسياسة إذاً تشابه من حيث الخصائص العريضة، فهل ينجح الفنانون في خوض غمار السياسة وجمعها والفن مع المحافظة على جماهريتهم؟
في المغرب، خاض الممثل الشاب ياسين أحجام غمار السياسة ونجح في الانتخابات الأخيرة ضمن اللائحة الوطنية لشباب حزب العدالة والتنمية. وعند ترشّحه صرّح أنه يأمل في إسماع صوت الفنان من داخل قبة البرلمان "لأن الفن المغربي ظل لسنوات طويلة بعيداً عن صنع القرار السياسي، وقد استعمل كدعاية للمشهد السياسي"، فلمَ لا يخوض هو السياسة ويعبّر عن انشغالات الفنان ومشاكله في المجال السياسي أي التشريعي. كانت تجربة ياسين أحجام ناجحة استطاع فيها أن يدخل عالم السياسة من بابه العريض.